لجريدة عمان:
2025-06-22@02:01:42 GMT

التحكُّم في ارتفاع ضغط الدم - القاتل رقم واحد

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

في عام 2023 كان عقارُ التخسيس «ويجوفي» والأدوية المشابهة له الاكتشافَ العلمي والثقافي والمربح أيضا. هذه الأدوية التي تتيح لمن يعانون من السمنة إنقاص أوزانهم دون اللجوء الى الحمية أو التمارين الرياضية انجاز فريد وايجابي في مساعي التخلص من السمنة. وهي أيضا تقلل من الإصابة بأمراض القلب.

لكن ماذا إذا كانت لدينا أدوية أقل تكلفة بحوالي 5 آلاف مرة وأفضل في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وماذا إذا كان يحصل عليها واحد من بين كل خمسة أشخاص يحتاجون إليها؟

تلك هي الحال مع الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم. ويجب أن يتغير ذلك.

مرض ارتفاع ضغط الدم أو «القاتل الصامت» هو الجائحة الأشد فتكا ولكن الأكثر إهمالا وانتشارا في وقتنا الحاضر. إنه يقتل أكثر من 10 مليون نسمة سنويا حول العالم. وأكثر من ثلث وفيات ارتفاع ضغط الدم تحدث وسط البالغين الذين تقل أعمارهم عن 70 عاما. بل ترتفع هذه النسبة في بلدان الدخل المنخفض.

مع ذلك تذهب حوالي نصف في المائة (0.5%) فقط من الأموال المخصصة للرعاية الصحية إلى محاربة مرض ارتفاع ضغط الدم.

المال مهم. فبرامج الوقاية من فيروس ضعف المناعة المكتسب (الأيدز) وعلاجه والتي تقودها خطة الرئيس الطارئة للتخفيف من وطأة الأيدز منعت 25 مليون وفاة. كما تمنع لقاحات الأطفال ملايين الوفيات في كل عام. وتدعم منظمة بلومبيرج الخيرية سياسات البلدان في هذا الجانب والتي من المتوقع أن تمنع على الأقل 35 مليون وفاة بنهاية هذا العقد.

من الممكن أن تكون مكافحة ضغط الدم الإنجاز الصحي العالمي الكبير التالي. لكن ذلك يحتاج بشدة إلى تركيز الجهود والتمويل.

من الممكن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وعلاجه. وتشمل الوقاية تقليل الصوديوم وزيادة البوتاسيوم في الطعام مثلا من خلال تناول الأملاح الغنية بالبوتاسيوم والمنخفضة الصوديوم.

الملح منخفض الصوديوم أكثر تكلفة من ملح الطعام العادي. وقد تكون هنالك حاجة إلى إجراءات تنظيمية وترويج ودعم مالي على الأقل في البداية لضمان انتشار استخدامه. وبالنسبة لأولئك الذين يحتاجون الى العلاج هنالك أدوية عامة آمنة ورخيصة يمكن أن تكلف بنسات فقط في اليوم أو أقل.

يمكن أن ينقذ التحكم الأفضل في ارتفاع ضغط الدم ملايين الأرواح في كل عام. وهذا أكثر من أي تدخُّلِ رعايةٍ صحية آخر للبالغين.

تستخدم برامج الرعاية الصحية الفعالة دليل الخطوة خطوة (الدليل التدريجي) لوصف الدواء. كما تؤمِّن الإمداد الدوائي وتستخدم فرق الرعاية الصحية بما في ذلك أفراد التمريض وتجعل الخدمات مجانية وفي المتناول.

هذه البرامج أيضا ترصد معدلات التحكم في ارتفاع ضغط الدم كل شهر. وتساعد الأنظمة الرقمية البسيطة مقدمي الرعاية الصحية في تحسين رعاية المرضي وزيادة معدلات التحكم لديهم.

على كل مسؤول صحي (وكل مسؤول سياسي يهتم بالصحة) التركيز على رقمٍ واحد وهو نسبة كل الناس المتعايشين مع ارتفاع ضغط الدم والذين تم توثيق تحكمهم به. الهدف العالمي هو معالجة نصف الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. بمعنى تقليص ضغط الدم إلى 140/90 أو أقل (بعض الناس يناسبهم معدل 130/ 80.)

اليوم ذلك الرقم في أفضل الأحوال واحد بين كل خمسة أفراد. في الولايات المتحدة العدد أقل من النصف. وهنالك أربعة بلدان فقط هي كندا وكوستا ريكا وايسلندا وكوريا الجنوبية تقدم علاجا فعالا لنصف من يحتاجون له.

تحسين معدل التحكم العالمي في ارتفاع ضغط الدم الى نسبة 50% من كل الذين يعانون منه سيمنع مليوني وفاة سنويا و200 مليون سكتة دماغية ونوبة قلبية خلال ربع القرن القادم. تحقيق ذلك أيضا سيوفر بلايين الدولارات بتجنب الحجز في المشافي والإعاقة والخسارة في الإنتاجية.

على الحكومات والوكالات المتعددة الأطراف والمانحين من القطاع الخاص حشد الجهود للتقدم في مكافحة ارتفاع ضغط الدم.

ويلزم إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية وضع ومراقبة وفرض أهداف لخفض الصوديوم في الأطعمة المعبأة.

تم تجريب مقاربة حث مقدمي الرعاية الصحية والمرضى على تحسين علاج ضغط الدم لكنها لم تنجح. أنا أعلم ذلك. فقد اقترحتُ وتوليت بنفسي قيادة هذه المقاربة بوصفي مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

بدلا من ذلك يجب أن ترتِّب مراكزُ خدمات الرعاية الصحية والتأمين الصحي بإدارة الخدمات الصحية والإنسانية في الولايات المتحدة حوافزَ مالية سخية لأنظمة الرعاية الصحية بهدف التحكم في ارتفاع ضغط الدم وسحب هذه الحوافز عندما يقود الفشل الى نوبات قلبية وسكتات دماغية وأمراض كلى يمكن تجنبها.

عالميا، حتى الآن معظم بلدان الدخل المنخفض لا تعالج ارتفاع ضغط الدم بانتظام. لكن التقدم ممكن. ففي 32 بلدا منخفض الدخل يوجد الآن ما يقرب من 20 مليون شخص مسجل في برامج علاجية فعالة رفعت معدلات التحكم في ارتفاع ضغط الدم (وسط المرضى) بأكثر من الضعف.

سيتوجب على الحكومات الوطنية تقديم معظم التمويل. ويمكن أن تكلف الأدوية أقل من 5 دولارات في السنة لكن فقط البلدان التي تقدم الأدوية المجانية بطريقة مريحة لكل المرضى هي التي يُرجح أن تحقق الالتزام المطلوب بالتحكم في ضغط الدم طوال الحياة. كما تحتاج البلدان أيضا إلى تعزيز الرعاية الصحية الأولية وهي المجال الأكثر فعالية للتشخيص والعلاج.

يمكن للبنك الدولي إقراض أموال لتحسين الرعاية الصحية الأولية مع التركيز على نتائج محددة تشمل التحكم في ضغط الدم. وفي مقدور الصندوق العالمي لمحاربة الأيدز والسل والملاريا تيسير شراء أدوية وأجهزة مراقبة قليلة التكلفة وممتازة النوعية.

وسيكون تمويل المانحين ضروريا لسد الفجوة والتحفيز على المضي قدما.

تحسين تشخيص وعلاج ومراقبة ارتفاع ضغط الدم يعزز الرعاية الصحية الأولية والتي بدورها ستحسن العناية بالسكري وأمراض الرئة وأوضاع صحية عديدة أخرى.

القيام بذلك أيضا سيزيد مرونة السكان بحيث يمكننا الصمود بشكل أفضل أمام كل أنواع المهددات الصحية بما في ذلك الجائحة القادمة.

الفتوحات الحديثة مثل اكتشاف عقار «ويجوفي» مثيرة. لكن الإنجاز الصحي الأكبر في عام 2024 سيكون المعالجة الفعالة لحوالي 100 مليون شخص إضافي من ارتفاع ضغط الدم وهو القاتل رقم واحد في العالم.

توم فريدن المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة من 2009 الى2011 والرئيس التنفيذي للمنظمة غير الربحية ريزولف تو سيف لايفز «عازمون على انقاذ الأرواح».

الترجمة لـ عمان عن واشنطن بوست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ارتفاع ضغط الدم الوقایة من

إقرأ أيضاً:

حرب إيران وإسرائيل.. "القاتل غير المرئي" أشد فتكا من الصاروخ

مع استمرار النزاع الإسرائيلي الإيراني، يعتقد كثيرون أن الخطر الرئيسي يكمن في انفجار الصاروخ أو في الشظايا الناتجة عنه، إلا أن "موجة الانفجار" تُعد في الواقع أشد فتكا.

وتتحرك موجة الانفجار، الناتجة عن ارتطام الصاروخ بالأرض، بسرعة تفوق سرعة الصوت، ويمكنها تمزيق الأعضاء الداخلية وكسر العظام والتسبب في إصابات خطيرة دون تماس مباشر مع الصاروخ.

ما هي موجة الانفجار؟

بحسب تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن الصاروخ، أو أي مادة متفجرة، عند انفجارها سواء في الجو أو على الأرض، تطلق كمية هائلة من الطاقة.

هذه الطاقة تدفع الهواء المحيط بقوة شديدة، مما يشكّل موجة ضغط تنتشر في جميع الاتجاهات بسرعة تتجاوز سرعة الصوت.

وعند وقوع الانفجار، تتحرك هذه الموجة بسرعة تفوق 2000 كيلومتر في الساعة، مدمّرة كل ما يعترض طريقها من أشخاص، مبان، مركبات وأشجار.

وأشار المصدر إلى أن الشخص يكفي أن يكون قريبا من موقع الانفجار ليتعرض لإصابات خطيرة بسبب سرعة الهواء المتدفق وقوة الضغط.

وتنتشر موجة الانفجار على شكل دوائر متسعة في جميع الاتجاهات، وتضعف تدريجيا كلما ابتعدت عن مركز الانفجار. فكلما اقترب الشخص من البؤرة، ازدادت شدة الأضرار التي تلحق به، والعكس صحيح.

الإصابات الناتجة عن موجة الانفجار

تتسبب موجة الانفجار في مجموعة من الإصابات، من بينها تمزق طبلة الأذن، وفقدان السمع المؤقت أو الدائم، بالإضافة إلى كسر العظام وتلف الأعضاء الداخلية للجسم.

وإذا كان الشخص قريبا جدا من مركز الانفجار، فقد تؤدي الموجة إلى تمزق أنسجة الرئة، أو انهيارها بالكامل، إلى جانب التسبب في نزيف داخلي حاد.

ولليوم السابع على التوالي تتواصل الحرب بين إسرائيل وإيران، حيث شن الخصمين ضربات صاروخية جديدة على بعضهما البعض، وذلك رغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران للاستسلام غير المشروط، إلا أن طهران ترفض التفاوض والسلام تحت الضغط.

مقالات مشابهة

  • المسماري: إصلاح التعليم والتأهيل الطبي هو مفتاح تحسين الرعاية الصحية
  • سارة النحاس: نريد تحركا فعليا لتحسين جودة الرعاية الصحية بجميع المنشآت الطبية
  • عاجل | 200 مليون دولار يوميًا فاتورة باهظة .. تكلفة حرب إسرائيل على إيران
  • ولأوروبا أيضا صوت يُسمع وسط ضجيج الحرب بين إيران وإسرائيل.. جهودٌ لنزع فتيل الانفجار
  • حرب إيران وإسرائيل.. "القاتل غير المرئي" أشد فتكا من الصاروخ
  • جديد الصناعات الدوائية السورية في معرض الرعاية الصحية
  • مدير الرعاية الصحية ببورسعيد يستقبل مسئولي نادي الحرية للمعاقين
  • استشاري: ارتفاع ضغط الدم قد يكون بلا أعراض
  • تأثير التوتر النفسي في تفجير جلطات القلب
  • حدث وأنت نائم| ارتفاع ضحايا العقار المنهار بالسيدة زينب.. والقبض على متهمين بغسل 70 مليون جنيه