لماذا انخفضت مخاوف الأردن من التهجير؟
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
لماذا انخفضت #مخاوف #الأردن من #التهجير؟ – #ماهر_أبوطير
وفقا لتقييمات جديدة، خفض الأردن مخاوفه من سيناريو تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، وهي المخاوف التي كانت مرتفعة إلى حد كبير جدا، بدايات حرب 7 اكتوبر.
هناك عدة أسباب لذلك، وهي أسباب تخفض المخاوف جزئيا، لكن لا تلغيها كليا، ومن هذه الأسباب، نموذج قطاع غزة، حيث تدخل إسرائيل الشهر السادس من الحرب، وهي تنتقم من المدنيين بشكل أعمى ولم تحدث هجرات قسرية ولا اندفاعات بشرية نحو سيناء، ولا نحو شرق القطاع حيث فلسطين 1948، وإذا كانت اسرائيل التي استعملت ذخائر في 4 شهور في قطاع غزة تعادل الذخائر التي استعملتها الولايات المتحدة في 7 سنين في العراق منذ 2003، غير قادرة على تحريك الكتل البشرية لاعتبارات كثيرة نحو مصر فإن الوضع في الضفة أعقد بكثير.
من ناحية ثانية يبدو التنسيق مع المصريين ضمانة أساسية هنا ألا تحدث ثغرة على الحدود الفلسطينية المصرية، إضافة إلى وجود حواجز مصرية مانعة للهجرات، وإذا كان هناك بعض النقد الشعبي لمصر الرسمية في ملف قطاع غزة، ومخاوف لدى البعض الأخر من حدوث تراجع ما مباغت في الموقف المصري، لاعتبارات مختلفة، فإن الواضح أن القصة لدى المصريين ترتبط بالأمن القومي لمصر، وهنا يمكن القول إن الاتصالات بين الأردن ومصر هي الأقوى منذ الحرب، من أجل إغلاق الباب في وجه أي سيناريو تهجير قسري، مع الإشارة هنا إلى كل هذا الضخ الإعلامي حول الأعمال الإنشائية التي يقيمها المصريون قرب الحدود مع القطاع، ونفي المصريين لكونها محطة لتهجير الفلسطينيين مؤقتا، أو مدخلا أوليا لتهجير أوسع، ودون تشكيك ، علينا أن نعتبر بشكل محدد أن الوضع بين قطاع غزة ومصر، يعد معيارا أساسيا في التقييمات الأردنية، خاصة، مع مخاطر توقيت الهجوم المحتمل على رفح.
مقالات ذات صلة اعتياد الحرب أسوأ من الحرب 2024/02/20كل الاتصالات التي أجراها الأردن خلال الأسابيع الثلاثة الماضية سرا وعلنا تركزت على عدة محاور أهمها وقف الحرب، وإدخال المساعدات، ومنع التهجير، وغير ذلك، ومن المؤكد هنا أن هناك تجاوبا مع ما يريده الأردن في هذا الملف، خاصة، لجهة المخاطر على الأردن، وارتداد كل هذا الملف، مع اقترابنا من شهر رمضان، والمهددات في المسجد الاقصى، والوضع في الضفة الغربية، وما قد تفعله إسرائيل من تصنيع للظروف لتهجير الفلسطينيين من الضفة.
بالتوازي مع ذلك فإن كل أرقام الجسور الأردنية مع الضفة الغربية طبيعية، من حيث المغادرين والقادمين، ولا يوجد أي أدلة من خلال الرصد لعمليات مغادرة أعلى من المعتاد، بل أن هناك مساواة بين المغادرين من الضفة والعائدين اليها، بما يخفض المخاوف مما يسمى الهجرة الناعمة لأهل الضفة الغربية، خاصة، مع وجود أعداد من أهل الضفة الغربية يحملون الرقم الوطني الأردني أصلا، وعودتهم إلى الأردن قد لا تصنف تحت عنوان الهجرة، وهذه الأعداد ليست كبيرة من بين ثلاثة مليون وربع مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس، وقد شاع سابقا ان عددهم يصل إلى مليون شخص، وهذا رقم تبين أنه غير دقيق.
كما أن المخاوف من التهجير القسري تراجعت جزئيا، أيضا، بسبب غرق إسرائيل في قطاع غزة وفشلها ، فيما استحالات التهجير من الضفة تعود إلى عدة أسباب أبرزها رفض أهلها للخروج، أياً كانت المآلات، ووجود السلاح في الضفة الغربية في وجه اسرائيل، وتقطع أوصال الضفة جغرافياً بحيث يستحيل تجميع الناس في كتلة بشرية واحدة ودفعها نحو غور الأردن، وغير ذلك من أسباب لوجستية تجعل المطابقة بين سيناريو غزة، وسيناريو الضفة، مطابقة غير دقيقة.
لكن الأردن في كل الأحوال وإن انخفضت مخاوفه من تهجير أهل الضفة إلى الأردن، إلا أن هذه المخاوف قائمة جزئيا، والاطمئنان يبقى معلقا حتى تتضح تفاصيل كل الصورة، خاصة، مع تواقيت الهجوم على رفح إذا تمت هذه الجريمة، وما سيحدث خلالها وبعدها مع مصر، وسياسات التحشيد الإسرائيلي ضد الضفة الغربية والقدس والمسجد الاقصى، وإلى أين سيقود هذا التحشيد، ليبقى المشهد مفتوحا في كل الأحوال، على كل الاحتمالات الخطيرة ، بما يفسر إصرار الأردن على وقف الحرب، باعتبار ذلك طوق النجاة للفلسطينيين وجوار فلسطين أيضا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: مخاوف الأردن التهجير الضفة الغربیة قطاع غزة من الضفة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
الكونتينر حاجز إسرائيلي يعزل جنوب الضفة الغربية
الكونتينر حاجز عسكري إسرائيلي يفصل مدن جنوب الضفة الغربية عن مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية، ويقع على أراضي بلدة السواحرة في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة.
وتتفنن إسرائيل في تعذيب الفلسطينيين المارين عبر هذا الحاجز، فضلا عن إغلاقه في أحيان كثيرة، مما يعزل -عن العالم- نحو مليون و100 ألف فلسطيني يقطنون في مدينتي الخليل وبيت لحم.
الموقعيجثم حاجز الكونتينر على أراضي بلدة السواحرة التي تقع في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة، وتتبع محافظة القدس وتبعد عنها حوالي 3 كيلومترات، وتديره سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ويقع الحاجز تحديدا في نهاية طريق وادي النار الذي يربط بيت لحم جنوبا والسواحرة شمالا، وهو طريق صعب وخطر يصل بين قمتي جبلين.
وكغيره من الحواجز الإسرائيلية، يساهم حاجز الكونتينر في تفتيت الضفة وتحويل قراها ومدنها إلى تجمعات معزولة عن بعضها البعض، مما يسهل على الاحتلال السيطرة عليها، والتنكيل بالفلسطينيين ومنعهم من التواصل فيما بينهم.
وقد بدأ تشغيل حاجز الكونتينر عام 2002 إبان عملية "السور الواقي" التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على الضفة، وقد بات من ضمن منشآت عسكرية أقامها الجيش الإسرائيلي على أراض صادرها من بلدة السواحرة.
وبداية عمله كان "الكونتينر" عبارة عن حاجز تفتيش، لكن بعد فترة وجيزة حوله جيش الاحتلال إلى نقطة عسكرية ثابتة، ولم يكن يسمح للفلسطينيين باجتيازه إلا مشيا.
إعلانوعام 2003، سمح جيش الاحتلال بمرور الشاحنات والسيارات العمومية عبر هذا الحاجز. وعام 2007، سمح بمرور السيارات الخاصة.
التسميةيُعزى سبب تسمية الحاجز إلى وجود حاوية شحن (كونتينر) قربه تعود لأحد السكان الفلسطينيين، وكان يستخدمها مقصفا صغيرا لبيع المشروبات والوجبات الخفيفة للمسافرين الذين يتنقلون عبر طريق وادي النار في تلك المنطقة.
وبعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة أزالت الحاوية وأقامت حاجزا عسكريا في المكان، وأطلقت عليه اسم "معبر كدرون" لكن الفلسطينيين احتفظوا للحاجز باسم "الكونتينر".
إجراءات أمنية
يتمركز على هذا الحاجز يوميا نحو 6 جنود إسرائيليين يتحكمون في حركة آلاف الفلسطينيين وسياراتهم، وهو الطريق الوحيد أمام السكان الفلسطينيين المتجهين من مدن وبلدات جنوب الضفة إلى مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية.
وهذا الحاجز محاط بأسلاك شائكة وحواجز إلكترونية، إضافة إلى بوابات حديدية يمكن إغلاقها في أي وقت، فضلا عن كاميرات دقيقة ترصد أي شخص يمر من الحاجز.
وتضع قوات الاحتلال متاريس للسيارات في حاجز الكونتينر إضافة إلى نقطة عسكرية ثابتة، وتحظر على الفلسطينيين المشاة المرور عبر الحاجز إلا بأمر منها، وأي فلسطيني يحاول اجتياز الحاجز راجلا قد يطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص الحي.
تنكيل واسعيمزق حاجز الكونتينر أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يفصل قرى ومدن جنوب الضفة عن مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية.
ويتعين على كل فلسطيني يرغب في التوجه إلى مدينتي الخليل وبيت لحم -أو القدوم منهما- المرور بهذا الحاجز، ويخضع للتفتيش الدقيق، ويستغرق عبوره ساعات طويلة.
وتخضع طوابير السيارات -ومنها سيارات الإسعاف- التي تجتاز هذا الحاجز للتفتيش الدقيق حسب مزاج الجنود الذين يتفننون في تعذيب المرضى والشيوخ والأطفال والنساء من خلال إجبارهم على الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة ساعات طويلة، أو إعاقة مرور مركباتهم من خلال التدقيق الطويل والبطيء في الهويات.
إعلانولم يسلم الطلبة من هذه الانتهاكات، فجيش الاحتلال يعيق وصولهم إلى جامعاتهم في الوقت المناسب، من خلال توقيفهم وتسليمهم أوامر لمراجعة المخابرات.
وتغلق قوات الاحتلال هذا الحاجز في بعض الأحيان أياما طويلة، خاصة في حال وقوع عملية فدائية في إحدى المستوطنات أو القرى القريبة منه.
وتضطر هذه العراقيل الفلسطينيين لتسلق الجبال العالية والحادة إلى بلدة السواحرة من أسفل الوادي لتجاوز الحاجز، مما يعرضهم لمخاطر عدة أبرزها إطلاق النار من قبل دوريات جيش الاحتلال المتحركة.
أحداث شهدها الحاجزيشهد حاجز الكونتينر اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية خطيرة بحق الفلسطينيين، كإطلاق النار عليهم، وفي بعض الأحيان اقتيادهم إلى معسكرات الاعتقال والتحقيق.
ففي يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، توفيت الطفلة نور عفانة (14 عاما) من بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، وكانت من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعدما أعاق جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز تحرك المركبة التي تقلها لمستشفى بيت جالا الحكومي لتلقى العلاج.
كما أعدم جنود الاحتلال عددا من الفلسطينيين على حاجز الكونتينر، ففي يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 استشهد الشاب أنس الأطرش بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار بدم بارد، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن في الحاجز.
ويوم 23 يونيو/حزيران 2020، استشهد الشاب أحمد عريقات بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار إثر انحراف سيارته عن مسارها بشكل بسيط، وزعموا أنه حاول تنفيذ عملية دهس.
تصاعد المعاناةتصاعدت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته على الفلسطينيين المارين عبر حاجز الكونتينر، بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ يتعمد الجنود إغلاقه بشكل يومي وساعات طويلة دون أي سبب.
ويضطر السكان إلى سلك طرق ترابية شديدة الوعورة، تستهلك من وقتهم ساعات طويلة ممزوجة بالتعب والخوف، حتى يتمكنوا من الوصول إلى أعمالهم.
إعلانكما زاد الاحتلال من اعتداءاته على الفلسطينيين أثناء مرورهم عبر هذا الحاجز واعتقالهم، واحتجاز هوياتهم وتفتيش أمتعتهم وإلقائها على الأرض.