الاقتصاد على حافة الهاوية.. تباطؤ معدلات النمو إلى 2.9% و411 مليار دولار لإعادة إعمار أوكرانيا
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
منذ اندلاع الأزمة الروسية - الأوكرانية، التى دخلت عامها الثالث، شهد العالم دوامة من الانهيارات الاقتصادية الكبرى، فى وقت كانت الدول تستفيق فيه من أزمة وباء فيروس كورونا، التى ألقت بظلالها على اقتصادات الدول كافة، فكانت الحرب ضربة جديدة دفعت النظم الاقتصادية إلى حافة الانهيار.
انخفاض الناتج المحلى الأوكرانى بـ 29.1% بسبب دمار البنية التحتية وتعطل سلاسل الإمداد
فى تقرير صادر عن البنك الدولى بنهاية العام الماضى، أكد أن الاقتصاد العالمى يسير بخطى بطيئة للغاية نتيجة الحرب الروسية - الأوكرانية والأزمات العالمية، إذ تباطأ نمو الاقتصاد العالمى من 3.5% فى عام 2022 إلى 3% عام 2023.
ثم انخفض إلى 2.9% العام الجارى، بانخفاض قدره 0.1%، وهو أقل بكثير من المتوسط التاريخى للنمو العالمى، كما تباطأ معدل التضخم الرئيسى من 9.2% فى عام 2022، إلى 5.9% عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 4.8% فى العام الجارى، كما يتوقع أن ينخفض التضخم الأساسى، الذى لا يشمل أسعار المواد الغذائية والطاقة، بشكل تدريجى، إلى 4.5% العام المقبل.
وأكد التقرير أن الحرب الروسية - الأوكرانية قضت على 15 عاماً من التقدم الاقتصادى، ما أدى إلى خفض الناتج المحلى الإجمالى لأوكرانيا بنسبة 29 بالمائة ودفع 1.7 مليون أوكرانى إلى الفقر، وحدد البنك 135 مليار دولار كضرر مباشر للمبانى والبنية التحتية حتى الآن، دون احتساب الأضرار الاقتصادية الأوسع، وقدر تكلفة تعافى أوكرانيا وإعادة بنائها من الحرب بمبلغ 411 مليار دولار على مدى العقد المقبل، مشيراً إلى أن تكلفة إزالة أنقاض الحرب وحدها تصل إلى 5 مليارات دولار.
«إبراهيم»: «موسكو» نجحت فى تخطى الخسائر بتوطين صناعاتوفيما يتعلق بالحديث عن الاقتصاد الروسى، يقول محمود إبراهيم، الخبير فى الشأن الاقتصادى، إن تداعيات الاقتصاد الروسى تنقسم إلى شقين؛ الأول تضرر من الحرب نتيجة العقوبات التى فرضتها أمريكا والاتحاد الأوروبى على «موسكو»، وانخفاض قيمة الروبل الروسى مقارنة بالدولار، الذى بدوره أدى إلى زيادة التضخم بنسبة 6%، وبناءً على قرارات سياسية وليست اقتصادية بسبب اقتراب موعد الانتخابات الروسية، قرر البنك المركزى الروسى تثبيت سعر الفائدة عند 16%، ما أدى إلى تراجع قيمة الروبل.
وهناك جانب آخر يتعلق بانتعاش الاقتصاد الروسى رغم الحرب الأوكرانية، ففى النصف الأخير من العام الماضى حدث نمو بأسرع وتيرة تشهدها روسيا منذ أكثر من 10 سنوات، إذ نما إجمالى الناتج المحلى الروسى إلى 5.5% فى الربع الثالث من 2023، و4.9% فى الربع الأخير من 2023، بالرغم من التوقعات التى أشارت إلى أن نمو إجمالى الناتج المحلى الروسى كان 4.8% فقط.
وبحسب الخبير الاقتصادى، فروسيا عملت على توطين عدد كبير من الصناعات بعد العقوبات التى فُرضت عليها، وأصبح لديها إنتاج أكبر، وفاجأت العالم بمرونة اقتصادها مع العقوبات والحرب الأوكرانية، واستطاعت الصمود حتى الآن بعكس التوقعات، وحققت نمواً بوتيرة لم تشهدها أى دولة فى السنوات الأخيرة لأن الجميع توقع تأثيراً سلبياً كبيراً على اقتصاد روسيا نتيجة الحرب.
وأوضح الخبير الاقتصادى أن أوكرانيا تضررت بشكل كبير من الحرب الروسية، لدرجة أن الناتج المحلى انخفض بنسبة 29.1%، وهو رقم كبير بالنسبة لأى اقتصاد، وكان الانخفاض الهائل سببه البنية التحتية للدولة التى تعرضت لدمار كبير وتسببت فى تعطل سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية وهروب عدد كبير من العمال ورجال الأعمال والموظفين، وهو أكبر انخفاض شهدته الدولة منذ استقلال أوكرانيا عام 1991، لكن بدأ يحدث تعافٍ فى الربع الأخير من العام الماضى.
ويعانى الاقتصاد العالمى أزمة كبيرة بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية، وتداخلها مع صراعات جيوسياسية مثل الحرب على قطاع غزة، وقبل ذلك تفشى وباء كورونا والحرب الاقتصادية بين «واشنطن» و«بكين».
وبحسب «إبراهيم»، فإن الاقتصاد العالمى ورؤية الجهات البحثية له سيئة للغاية خلال 2024، فقبل جائحة كورونا كان متوسط معدل النمو 3%، وفى عام 2023، كان معدل النمو العالمى 2.7% فقط، وتوقعت الأمم المتحدة فى تقريرها الاقتصادى أن يكون هناك تباطؤ فى نمو الاقتصاد العالمى خلال العام الجارى بنسبة 2.4%، ما يعنى أن الاقتصاد لن يتعافى.
«بدرة»: استمرار الوضع يُضعف النمووقال د. مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادى، إن تبعات الحرب الروسية - الأوكرانية وجائحة كورونا تسببتا فى أزمة سلاسل الإمداد، التى خلّفت أكبر أزمة اقتصادية فى العالم، مشيراً إلى أن الحرب عقَّدت الوضع الاقتصادى أكثر مما نتخيل، ونوه الخبير الاقتصادى بأن روسيا وأوكرانيا لهما النصيب الأكبر فى تصدير الحبوب والمحاصيل الزراعية، وهذا الأمر للأسف لم يلتفت إليه المجتمع الدولى والأمم المتحدة، مضيفاً: «إذا ظل الوضع على هذا الحال، فإن معدلات النمو ستزداد ضعفاً فى الاقتصاد العالمى».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: روسية أوكرانية أمريكا إعادة الإعمار الاقتصاد العالمى الناتج المحلى الحرب الروسیة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن بدء رحلات لإعادة الإسرائيليين من الخارج
قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن المجال الجوي سيفتح عند الثانية ظهرا اليوم الأحد وستستأنف رحلات إعادة الإسرائيليين من الخارج، وذلك بعد تعليق الرحلات الجوية وإغلاق مطار بن غوريون الدولي منذ بداية الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
وتأتي الخطوة في وقت تتعرض فيه إسرائيل لهجمات بالصواريخ الإيرانية ردا على العدوان الإسرائيلي على إيران المتواصل لليوم العاشر على التوالي.
كما تأتي في وقت تتخذ فيه دول عديدة حول العالم إجراءات لإجلاء رعاياها من إسرائيل وإيران في الأسبوع الثاني من القصف المتبادل بين البلدين ودخول الولايات المتحدة في الحرب بشكل مباشر.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت قبل أيام عن فرار مئات الإسرائيليين والأجانب يوميا عبر يخوت إلى قبرص، مع استمرار الحرب واستهداف إسرائيل بالصواريخ الإيرانية.
والتقت الصحيفة بعدد من الفارين في مرسى مدينة هرتسيليا على ساحل البحر المتوسط، وقالت "بحسب مجموعات فيسبوك مخصصة لمغادرة إسرائيل عبر البحر، هناك مئات الأشخاص يرغبون الآن في المغادرة بهذه الطريقة. وكما هو معروف، عندما يكون هناك طلب، هناك دائما من يسارع لعرض خدماته مقابل المال".
ومنذ بداية الحرب، أغلقت إسرائيل مجالها الجوي ونقلت سرا عشرات الطائرات المدنية إلى الخارج، مما جعل الملايين عالقين في مواجهة الصواريخ الإيرانية التي أسفرت عن قتلى وأضرار مادية كبيرة في مواقع مختلفة.
ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري تشن إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين، وسط جولات مفاوضات.