تعرف علي تذكار القديس الشهيد في الكهنة فلاسيوس السبسطي
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
تحي الكنيسه غدا تذكار القديس الشهيد في الكهنة فلاسيوس السبسطي ومن معه و القدّيسة البارّة ثيودورة أفغوستي الملكة
كان فلاسيوس طبيباً أرمنياً محبّاً لله والناس، رؤوفاً رحيماً، سالكاً باستقامة ومخافة الله، حافظاً نفسه من الخطيئة. أكبره المؤمنون في سبسطيا وتعلّقوا له. فلما شغرت سدّة الأسقفية عندهم اختاروه.
أبدى من الغيرة على الإيمان والمؤمنين بيسوع القدر الوافر، لاسيما في زمن الاضطهاد الكبير الذي حلّ بكنيسة المسيح في مطلع القرن الرابع الميلادي. فإنه اعترف بالإيمان بشجاعة وشدّد المقبوض عليهم على الثبات إلى النهاية.
كما زار القدّيس أفتراتيوس في سجنه سرّاً وأقام له الذبيحة الإلهية، واهتمّ بجمع رفات القدّيسين الخمسة الذين نعيِّد لهم في 13 يناير أفستراتيوس وأفكسندويوس وأفجانيوس ومرداريوس وأوريستوس).
ولم يمض عليه وقت طويل حتى اعتزل في أحد الجبال في الجوار وأقفل على نفسه في مغارة راغباً في رفع الصلوات النقيّة إلى الإله. هناك حدث ما هو غير عادي.
اجتذب بصلاته وحسن سيرته أعداداً من الوحوش والضواري. أخذوا يأتون إليه كما إلى آدم قديماً، ينتظرونه عند مدخل المغارة ليتمِّم صلاته ويخرج إليهم بالبركة ويعالج أدواءهم. فلما كان زمن الإمبراطور الروماني ليسينيوس، وبالتحديد عام 316م، زمن ولاية أغريكولاوس على بلاد الكبّادوك، قدم هذا الأخير إلى سبسطيا، في غمرة حملات الاضطهاد للمسيحيّين، ليوقف من أمكنه منهم فيها. وإذ كان في نيّته أن يلقي المعاندين إلى الوحوش، أرسل كوكبة من العسكر إلى الجبل ليمسكوا بعض الحيوانات المفترسة حيّة.
عندما بلغ الجند مغارة رجل الله رأوا ما أدهشهم وأربكهم. عاينوا عدداً كبيراً من الأسود والنمور والدببة والذئاب وسواها تحتفّ به بسلام. فانسحبوا بهدوء وبلّغوا الوالي فأمرهم بتوقيف فلاسيوس. فلما قدموا إليه استقبلهم بلطف وتبعهم كالحمل الوديع. في الطريق، كان فلاسيوس منظراً للناس غير عادي. كثيرون تأثروا بوداعته وبالسلام المستقرّ عليه. شيء عجيب فيه كان يجذب السكان إليه، حتى المرضى، مسحتهم العافية أثناء مروره بهم، وقد قيل أن بعض القوم اهتدى إلى الإيمان بفضله. في سبسطيا أُوقف فلاسيوس للمحاكمة فاعترف بيسوع بجرأة وجهر ببطلان الأصنام، فجلدوه وألقوه في السجن. ثم أتوا به من جديد وعذّبوه فبرزت سبع نساء من بين الحضور أخذن يجمعن نقاط دمه تبرّكاً غير مباليات بمصيرهن. فقبض الوالي عليهن وحاول استعادتهن إلى الوثنية عبثاً.
وبعد أخذ ورد أمر بهن فضربت أعناقهن جميعاً. أما فلاسيوس فلما عجز الوالي عن استرداده بالتعذيب لفظ بحقّه حكم الإعدام فتمّ قطع رأسه، هو وولدين اثنين كانا لإحدى النساء الشهيدات. يذكر أن تكريم فلاسيوس شامل الشرق والغرب معاً.
درج المؤمنون، جيلاً بعد جيل، على اللجوء إليه حفظاً لبهائمهم وصحّتها. وتُلتمس شفاعته في الغرب لآلام الحلق أيضاً. أما القدّيسة البارّة ثيودورة أفغوستي الملكة (+867 م): يعود الفضل في إعادة الاعتبار للأيقونات سنة 843م إلى القديسة ثيودورة. أصلها من بفلاغونيا. من طبقة الأشراف. تمتَّعت بجمال آخاذ وذكاء نافذ أخذت التقوى والإيمان عن أمها ثيوكتيستا. اختيرت ثيودورة زوجة للإمبراطور ثيوفيلوس (829- 842م). بقيت أمينة للإيمان القويم مكرمة الإيقونات رغم الحملة الشعواء التي شنَّها الملك في طول البلاد وعرضها. اعتصمت ثيودورة بالصبر والوداعة في مواجهة تعنُّت زوجها إلى أن نجحت، في نهاية المطاف، في وضع حد لحملتِهِ.
وورد أن زوجها أذعن إثر مرض استبدَّ به اثنتي عشرة سنة وأنه قبَّل إيقونة عرضتها عليه ثيودورة قبل أن يلفظَ أنفاسه بقليل. بعد ذلك حكمت ثيودورة البلاد بصفة وصية لابنها القاصر، ميخائيل الثالث، ذي الأربع سنين. وقد دعت إلى مجمع 843م الذي ثبَّت قرار المجمع المسكوني السابع (787م). ما يعرف اليوم عندنا بأحد الأرثوذكسية الذي يُصار فيه إلى تزيح الأيقونات وتأكيد الإيمان القويم له بدايته في أول أحد من آحاد الصوم من السنة843. يومذاك التقى المؤمنون في القسطنطينية فساروا بالأيقونات وأدخلوها الكنائس من جديد. في أيام ثيودورة أيضاً أُوفِد مرسَلون لنقل البشارة إلى مورافيا وبلغاريا. ولكن شاءت الظروف السياسية أن تخرج قديستنا وبناتها الأربع إلى دير غاستريا، سنة850م. هناك انصرفت إلى الصوم والصلاة إلى أن توفت في 11 فبراير سنة 867م.
رفاتها عبر الزمان لم تنحل ربضت في القسطنطينية إلى أن انتقلت، إثر سقوط المدينة، إلى كورفو اليونانية حيث رفات القديس سبيريدون أيضاً.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
رفقة الحويج.. وزير خارجية اليمن الأسبق يزور ضريح الشهيد عمر المختار
زار زير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية عبد الهادي الحويج، مساء اليوم الأربعاء، ضريح البطل التاريخي الشهيد عمر المختار بمدينة بنغازي، وذلك برفقة وزير الخارجية اليمني الأسبق، عبد الملك عبد الجليل المخلافي، والوفد المرافق له.
وتأتي هذه الزيارة في إطار التأكيد على الرمزية الوطنية والتاريخية التي يجسدها ضريح عمر المختار، باعتباره معلمة شامخة تخلد نضال الشعب الليبي ضد الاستعمار الإيطالي، ويستحضر تضحيات أبطال الجهاد الليبي من أجل الحرية والاستقلال.
وقد عبر الوفد الزائر عن تقديره للمكانة التاريخية للضريح، ولما تمثّله هذه المنطقة من رمز للكرامة الوطنية واستعادة الحياة والعمران في ظل الجهود المتواصلة التي تبذلها القوات المسلحة العربية الليبية والحكومة الليبية في مجالات الأمن وإعادة الإعمار والتنمية.
وأشاد الوزير اليمني الأسبق، عبد الملك المخلافي، بما لمسه من تقدم واستقرار في مدينة بنغازي، مؤكدا أن “حيثما تتواجد الحكومات الوطنية الفاعلة، ينتشر الإعمار والتنمية والتقدم، وحيثما يحل الإرهاب، يسود الخراب والفوضى والظلام”.
كما أكد المخلافي، أن الشهيد عمر المختار ليس فقط رمزا وطنيا ليبيا، بل أيقونة نضالية عالمية تمثل كل الشعوب الحرة التي قاومت الاستعمار، معربًا عن أمله في أن تستعيد ليبيا دورها الوطني والعربي والمغاربي والإفريقي والدولي، بما يتناسب مع تاريخها الريادي وحضورها الحضاري.
وخلال الزيارة، قدّم الدكتور فرج نجم، رئيس مركز السلام التابع لوزارة الخارجية، عرضا توثيقيا حول حقبة الجهاد الليبي ضد الاستعمار الإيطالي، مستعرضا الجوانب التاريخية والحضارية التي تميزت بها ليبيا عبر العصور، كأرض جامعة للحضارات والثقافات.
وفي ختام الزيارة، تم التأكيد على عمق ومتانة العلاقات الليبية اليمنية، التي لطالما تميزت بروح الأخوة والتضامن والتعاون المشترك في مختلف الأزمنة وعلى كافة الأصعدة.