بعد عقد من استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عليها وتدميرها وسرقة معداتها بعد ذلك، أعاد العراق، الجمعة، افتتاح إحدى أكبر مصافي تكرير النفط في البلاد، في خطوة تأمل بغداد أن تقلل اعتمادها على استيراد المشتقات النفطية.

والجمعة، أعاد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، افتتاح مصفاة بيجي شمالا، بعد إعادة تأهيلها.

وأنشئت مصفاة بيجي في العام 1975 من قبل شركات أجنبية، وكانت الأكبر في البلاد بمعدلات إنتاج تصل لأكثر من 250 ألفا إلى 300 ألف برميل يوميا.

ودمرت هذه المصفاة في معارك خاضتها القوات العراقية بين يونيو 2014 وأكتوبر 2015 ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وانتهت بطردهم من مدينة بيجي.

وبعد استيلاء داعش عليها، توقفت المصفاة التي تقع على مسافة 250 كيلومترا شمال بغداد.

وبسط تنظيم داعش قدرا كافيا من السيطرة على منطقة بيجي مكنه من ترهيب العاملين بالمصافي وسلب منتجات التكرير ثم بيعها إلى الدول المجاورة، واستخدام الأرباح في تمويل أنشطته.

وتعرضت المنشأة، التي كانت طاقتها الإنتاجية في السابق تزيد على أكثر من 300 ألف برميل يوميا، لأضرار بالغة في القتال الذي أعقب ذلك لاستعادة قوات الحكومة السيطرة على الموقع الاستراتيجي.

ونهب جزء كبير من معدات المصفاة. وفي أغسطس، أعلن السوداني عن استعادة حوالي 60 شاحنة محملة بالإمدادات والمعدات التي نهبت من المنشأة، تم العثور عليها في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.

أكثر من ربع طاقة البلاد

وتشكل بيجي ومنطقتها التي تبعد 200 كلم من بغداد، مركزا للصناعة في العراق، مع اشتمالها على العديد من محطات التكرير والمحطات الحرارية وسكك حديد وخطوط أنابيب نفط. لكن المدينة تعرضت للنهب ولدمار كبير وأعلنها البرلمان العراقي مدينة منكوبة في العام 2016.

تمثل المصفاة أكثر من ربع طاقة التكرير الكاملة في البلاد، وكلها تتجه نحو الاستهلاك المحلي، البنزين وزيت الطهي والوقود لمحطات الطاقة.

وفي ذروة الفوضى كانت المصفاة تحت سيطرة مسلحي داعش الذين اعتادوا على التخلص من المنتجات الخام والبترولية لتمويل عملياتهم. وفق تقرير من صحيفة "الغارديان".

وقال السوداني إن المصفاة بدأت بالعمل منذ ديسمبر، لكن أرجئ الافتتاح الرسمي في انتظار أن تعمل المصفاة "بشكل كامل ومستقر". 

ويبلغ حالياً "الإنتاج الفعلي" للمصفاة "250 ألف برميل" كطاقة تكرير في اليوم.

ويأتي ذلك بعد إطلاق العمل بوحدة التكرير الأخيرة بطاقة تبلغ 150 ألف برميل. وتضاف إلى وحدتي تكرير تبلغ طاقة كل منهما 70 ألف برميل في اليوم وسبق أن أطلق العمل بهما خلال السنوات الماضية، وفق المتحدّث. 

ويعد العراق بلدا غنيا بالنفط الذي يمثل تسعين بالمئة من عائداته. كما أنه ثاني أكبر بلد منتج للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ويصدر يوميا حوالي 4 ملايين برميل. 

وبهدف خفض صادراته من تلك المشتقات، أعلنت السلطات في أبريل 2023 افتتاح مصفاة كربلاء بقدرة تكرير تبلغ 140 ألف برميل في اليوم. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ألف برمیل

إقرأ أيضاً:

السفيرة الأمريكية الجديدة: إيران التهديد الأكبر للعراق

يونيو 14, 2024آخر تحديث: يونيو 14, 2024

المستقلة/ بغداد/- اتفقت لجنة العلاقات الخارجية مع مرشحة بايدن لمنصب السفير الامريكي في بغداد، تريسي جاكوبسون على أن إيران تشكل التهديد الأكبر للعراق، مؤكدين على ضرورة مساعدة الولايات المتحدة للعراق في تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة. فيما قالت جاكوبسون: “لديهم احتياجات متزايدة من الطاقة لأن اقتصادهم وسكانهم ينمون. لذلك علينا جميعًا أن نتقدم على هذا المنحنى”.

ونقل موقع المونيتور الامريكي تصريحات تريسي جاكوبسون، مرشحة الرئيس جو بايدن لمنصب السفير إلى العراق، أمام المشرعين الأمريكيين أن أي تحول مستقبلي في دور الجيش الأمريكي في العراق سيأخذ في الاعتبار التهديد المتزايد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في البلاد.

وأكدت جاكوبسون أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة استماع يوم الخميس، على ضرورة أن يكون أي انتقال من عملية العزم الصلب إلى ترتيب أمني ثنائي موجه نحو هزيمة داعش وأمن العراق، مشيرة إلى الجهود العسكرية الدولية لهزيمة التنظيم في العراق وسوريا.

وأوضحت جاكوبسون أنه يجب على الولايات المتحدة التفكير في ما يجذب الناس إلى هذه المنظمات الإرهابية في المقام الأول، مشيرة إلى الحاجة إلى التنمية الاقتصادية والحكومة القادرة على تقديم الخدمات لشعبها، مما يقلل من جذب الإرهاب ونفوذ الميليشيات المتحالفة مع إيران.

وفيما يتعلق بالهجمات الأخيرة على القوات الأمريكية في العراق من قبل مجموعات وكيلة لإيران، شددت جاكوبسون على ضرورة استعداد الولايات المتحدة لتوجيه ضربات عسكرية عند الضرورة “لتقويض البنية التحتية وفي بعض الأحيان للقضاء على الأفراد الذين كانوا يخططون لتلك الهجمات ضد مصالحنا”.

وأضافت جاكوبسون أن مخيم الهول شمال شرقي سوريا، الذي يضم عائلات مقاتلي داعش، يمكن أن يكون “ساحة تجنيد للإرهاب”. وأكدت أنها ستعمل على إغلاق المخيم وإحضار النساء والأطفال “بوتيرة أسرع إلى العراق لإعادة التأهيل وإعادة الإدماج” إذا تم تأكيد تعيينها.

شغلت جاكوبسون منصب سفير الولايات المتحدة في طاجيكستان وتركمانستان وكوسوفو، وكان آخرها قيادة السفارة الأمريكية في إثيوبيا في دور مؤقت. وردًا على تقارير تفيد بأن مسؤولين اتحاديين اعتقلوا ثمانية مواطنين طاجيكستانيين لصلاتهم المزعومة بتنظيم داعش، قالت جاكوبسون إن الجماعة المسلحة لا تزال تشكل تهديدًا للأمن الداخلي للولايات المتحدة وكذلك الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط.

منذ هزيمة تنظيم داعش على يد القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في عام 2017، يواصل التنظيم تنفيذ هجمات صغيرة النطاق. وفي الشهر الماضي، اشتبه في قيام مقاتلي داعش بمهاجمة موقع للجيش العراقي، مما أسفر عن مقتل العديد من الجنود العراقيين، بما في ذلك قائد.

أكدت جاكوبسون أن التهديد الإيراني يعد أكبر تحدٍ يواجه العراق، وأن الولايات المتحدة ستواصل دعم العراق في مواجهة هذا التهديد وضمان أمنه واستقراره في المستقبل.

مرتبط

مقالات مشابهة

  • للعام الثاني توالياً.. ارتفاع سعة تكرير النفط في أميركا
  • خلال اسبوع.. ارتفاع صادرات العراق النفطية الى أمريكا
  • السودان: مصدر هندسي يكشف تعرض الوحدة الرئيسية بالمصفاة لقصف مدفعي لأول مرة
  • المرشحة الجديدة للسفارة الامريكية تستعرض قائمة أولوياتها في العراق
  • إيران تطلق صفارة البدء لزيادة إنتاج النفط اليومي من حقل مشترك مع العراق
  • قرغيزستان توقف 15 شخصا بشبهة دعمهم تنظيم داعش
  • السفيرة الأمريكية الجديدة: إيران التهديد الأكبر للعراق
  • وصمة الدم والهجرة الذكرى العاشرة لـ داعش في العراق
  • بعد أكثر من 20 ساعة.. السيطرة على حريق مصفاة نفط في شمال العراق
  • 13 جريحا في حريق بمصفاة نفط شمال العراق