كتب جورج شاهين في" الجمهورية":لم تكن الرسالة التي وَجّهها المجتمع الدولي واضحة بالنسبة الى البعض قبل ان تتعثر المبادرات الدولية والإقليمية الأخيرة، والتي دفعت ببعض الديبلوماسيين ليكونوا أكثر وضوحاً مع زوارهم من اللبنانيين. ومن هذه الزاوية تحديداً كشف احد زوار العواصم الاوروبية العائد من مجموعة مؤتمرات ولقاءات انّ بعض المراجع الدولية باتت اكثر "وقاحة" مع اللبنانيين الى درجة قد يشعر سامعه بالخجل، والتمني لو لم يكن حاضراً.

فالغياب كان افضل بالنسبة إليه عندما يكشفون عمّا دار في بعضها، وخصوصاً المنفردة، حيث تكون الرسالة أوضح من تلك التي يشهدها مؤتمر أو لقاء دولي تتعدّد فيه القوى والأطراف المعنية وغير المعنية بما يجري في لبنان.
وعند إعطاء بعض الأمثلة، ينقل أحد الديبلوماسيين المنخرطين في ورشة الإتصالات المتشعبة انه وجّه سؤالاً الى مرجع دولي يعرف مشكلات اللبنانيين بأدق تفاصيلها المُملة، وقد جَمعها من تقارير جريئة ودقيقة وسرية تسلّمها أخيراً في موازاة مشاركته في المعالجات الجارية عن "موقع لبنان في سلم الاهتمامات الدولية وأولوياتها"، فرَدّ عليه بكل بساطة قائلاً: "انّ الاولوية الدولية اليوم من ثلاث كلمات وهي "غزّة وغزّة وغزّة"، وعن ثانيها قال ثلاث كلمات أخرى، هي: "أوكرانيا وأوكرانيا وأوكرانيا".
وعندما سأله عن موقع لبنان في مثل هذه اللائحة وما تحمله من معادلة بسيطة، رَد بالتورية وقال: إن لم أجبك انا، لئلّا اكون قاسيا او مزعجا على الاقل، أحيلك الى ايّ من اللبنانيين الوسطاء الذين تولّوا أخيراً مهمات دولية في بعض الأزمات الكبرى. ليقول لك انّ الأقرب الى وضع لبنان انكم دخلتم "النفق الذي دخلته الازمة الليبية" من قبلكم. ولمّا طلب مزيداً من التفاصيل، رَد قائلاً: "هناك بعض الأزمات الدولية التي لا يمكن مقاربتها بسهولة. فإن نجحت في توصيف مظاهرها وتردداتها الخطيرة والتي لا يمكن إخفاؤها على احد، يظهر بوضوح انّ ما هو أخطر يكمن في انه لا حل لها. وما لم تتولّون ابتداع الحلول بأنفسكم لن يجد أحد لكم اي حل مهما صدقت النيات والاهداف".
انتهى اللقاء بهذه العبارات "المفتاحية"، كمؤشّر الى عدم جدوى كثير من الحراك الدولي الذي يدّعي بعض المسؤولين القيام به ما لم يحقق شيئاً مما هو مطلوب في الداخل. خصوصاً انّ من بينهم مَن أمضى عقوداً في المفاوضات الخارجية والداخلية ولم يتّعِظ من اي خطأ أو جريمة قد ارتكبت في حق لبنان واللبنانيين، ولم يغيّر من استراتيجيته قيد أنملة. ذلك انّ ما سمعه بعض اعضاء الوفود في الاسابيع الاخيرة، دَفعه الى استرجاع الماضي وما اطّلع عليه قبل عقود في مراحل متشابهة رافَقت المساعي التي بذلت من أجل معالجة الأوضاع النقدية والمالية قبل "النجاح" في "تهشيل" بعثة صندوق النقد الدولي من لبنان وسقوط مسلسل المؤتمرات الخاصة بلبنان، والتي كان مؤتمر "سيدر 1" آخر ضحاياها، وقبله كانت مؤتمرات "باريس 1 " و"باريس 2" ومعها تلك المتخصصة التي عقدت في أكثر من عاصمة، والتي تبخّرت مكتسباتها وانجازاتها في أكثر من محطة دموية ومالية وسياسية ودستورية عدا عن المناكفات الداخلية التي انعكست نصيحة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بعدم زيارة لبنان مخافة أن تنتهي مهمته، والى نظيره الاميركي عاموس هوكشتاين لعدم وجود أيّ جواب عن اسئلته مع نصيحة أُسدِيت بعدم التعويل على "الخماسية الدولية" طالما انه لا مشكلة في غياب رئيس للجمهورية منذ 15 شهراً وحكومة تفتقد مواصفاتها الدستورية تُدير البلاد منذ 21 شهراً.
عند هذه الملاحظات وغيرها مما لا يليق الاشارة إليها ها هنا، يتفرّج اللبنانيون على خطوات متعثرة تستجلِب الفتنة التي تطلّ بقرونها من وقت لآخر على خلفيات قرارات وخطوات تعبّر عن التخبّط الذي يعيشه أركان الحكم...

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

دون ذكر الأسباب.. أطباء بلا حدود تنهي أنشطتها في مأرب وتعز

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الخميس، إنهاء أنشطتها الطبية في مدينتي تعز ومأرب، بشكل نهائي، دون ذكر الأسباب التي أجبرت المنظمة على إنهاء أنشطتها، بالتزامن مع نقص حاد في التمويل تعاني منه المنظمات الأممية والإنسانية في اليمن.

 

وقالت المنظمة في بيان لها، على منصة إكس، بأنه وبعد سنوات من تقديم الرعاية الطبية الحيوية في مدينتي تعز ومأرب المتأثرتين بالتزاع في اليمن، أنهت منظمة أطباء بلا حدود تسليم أنشطتها الطبية إلى السلطات المحلية.

 

 

وأضافت: "في عام 2019، بدأت أطباء بلا حدود بالعمل مع السلطات المحلية والصحية في مأرب لتقديم رعاية صحية مجانية وعالية الجودة للنازحين والمهاجرين في مركز الرعاية الصحية الأساسية التابع لصندوق النظافة، إضافة إلى دعم المكتب المحلي للصحة والسكان في مركز الرعاية الصحية الأساسية في الرمسة".

 

وأشارت إلى أنه وخلال عام 2024، قدمت المنظمة في محافظة مأرب 32 ألف استشارة في العيادات الخارجية و2,640 استشارة ما قبل الولادة ووفرت ست آلاف جرعة لقاح، كما استقبل مركز التغذية العلاجية للمرضى الخارجيين 420 طفلا.

 

ولفتت إلى أنه وفي مدينة تعز، تركت الأزمة الصحية الخانقة السكان الأكثر حاجة في مواجهة مخاطر جسيمة في ظل النزاع والانهيار الاقتصادي وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية.

 

وذكر البيان، أنه ومنذ عام 2021، عملت أطباء بلا حدود بالتعاون مع وزارة الصحة لمساعدة السكان من خلال دعم خدمات رعاية الأم والطفل في مستشفى الجمهوري والاستجابة للاحتياجات الصحية واسعة الانتشار. وفي عام 2024 قدمت فرق المنظمة 22,580 استشارة ما قبل الولادة و5,835 استشارة ما بعد الولادة، كما استقبلت 4,214 مريضة في قسم الولادة و1,558 رضيعًا في قسم حديثي الولادة، وساعدت في إجراء 8,879 ولادة.

 

وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود أنها وفرت في تعز ومأرب استجابات طارئة لتفشي الكوليرا والحصبة، ووزعت مجموعات من المستلزمات غير الغذائية على النازحين المتضررين من الفيضانات.

 

وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في صنعاء، تيلا محمد، أكن احترامًا وإعجابًا عميقا لقدرة اليمنيين على الاستمرار في ظل هذه الظروف الصعبة. وبالنسبة لنا فإن تقديم الدعم للمحتاجين، وخاصة النساء والأطفال، يمثل مسؤولية كبيرة. نحن ممتنون لتمكننا من تقديم الخدمات إلى هذه المجتمعات، وتؤكد التزامنا بمواصلة تيسير الوصول إلى الرعاية الصحية في مشاريعنا المتبقية في البلاد".

 

وأضاف: "في الوقت الذي يستمر فيه القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية والطبية محفوف بالخطر، تدعو أطباء بلا حدود جميع الأطراف المعنية إلى حماية البنى التحتية الطبية وضمان الوصول الآمن وغير المقيد إلى الرعاية الصحية لكل من يحتاجها".

 

وأكدت منظمة أطباء بلا حدود، مواصلة العمل في عشر محافظات في مختلف أنحاء اليمن، بالتزامن مع إستمرار طواقمها بتقديم خدمات الرعاية للإصابات البليغة والرعاية الصحية للأمهات والأطفال والدعم الطبي الطارئ في المناطق التي تواجه أزمات إنسانية وصحية حادة.

 

وبحسب البيان، فإن سنوات النزاع دمرت البنية التحتية العامة في اليمن، وبات الملايين يفتقرون إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية. مشيرا إلى أن الاستهدافات الأخيرة لمطار صنعاء وميناء الحديدة سيكون لها أثر كارثي على السكان اليمنيين الذين يعانون أساسا من أزمة إنسانية هائلة، إذ يعتبران من نقاط الدخول الحيوية للمساعدات الإنسانية ونقل الموظفين من اليمن وإليه.


مقالات مشابهة

  • دون ذكر الأسباب.. أطباء بلا حدود تنهي أنشطتها في مأرب وتعز
  • جريح في الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت سيارة في العباسية
  • سلام من الامارات: المشروع الأساسي للحكومة هو إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين
  • كرم: معالجة الأزمة الأمنية تبدأ بحصر السلاح بيد الدولة
  • بدء مغادرة الحجاج اللبنانيين إلى مكة المكرمة
  • انتخابات تكميلية لخمسة اعضاء في نقابة الطيارين اللبنانيين في هذا التاريخ
  • ‌‏الخارجية الليبية تنفي المعلومات التي تحدثت عن اقتحام مقرها في طرابلس
  • بطولة لبنان الدولية للناشئين في الغولف.. إليكم النتائج
  • لقطات نادرة حصلنا عليها الآن تعكس النشاطات اليومية العراقية في خور عبدالله، والتي حاولت بعض الجهات التعتيم عليها، ومنعها من النشر
  • استقبل السفير العماني والمبعوث الصيني لتغير المناخ.. الجبير ومسؤول أوروبي يستعرضان المستجدات الدولية