جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-27@01:24:55 GMT

"جمعية الصحفيين".. تثبيت الثابت

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

'جمعية الصحفيين'.. تثبيت الثابت

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

(1)

في جمعية الصحفيين العمانيين احتشد الأسبوع المنصرم عددٌ من المنتسبين للجمعية، لـ"تجديد الثقة" في مجلس إدارة الجمعية الجديد/ القديم، والذي لم يجد صعوبة تذكر في انتزاع الفوز من القائمتين اللتين تقدمتا للمنافسة على الإدارة، وكانت كل المظاهر تشير إلى نتيجة حتمية بفوز قائمة "التعاون" بالمناصب، فهي قائمة متجانسة، وذات خبرة تراكمية طويلة في إدارة الجمعية، واستعدت جيدًا لانتزاع الفوز من فم الأسد، وقامت بكل ما من شأنه ضمان فوزها، ونتيجة لكل العوامل التي تهيأت لها، وهيأتها، وبتخطيط جيِّد، وذكي، كان لها ما أرادت، وظلت على كراسي الجمعية للفترة المُقبلة.

(2)

كان معظم الحاضرين في الانتخابات من مراسلي الصحف ووسائل الإعلام، ومن الكوادر الفنية والإدارية في الإعلام الحكومي والخاص، الذين قدِموا من المحافظات المختلفة، وهيأت الجمعية للقادمين من محافظة ظفار تذاكر السفر، والإقامة على نفقتها الخاصة، إضافة إلى "بوفيه" مفتوح للحاضرين، ووفرت لهم سُبل الراحة، ومضى كل شيء ليلة الانتخابات بتنظيم جيد، ودقيق، والتزم الجميع بالوقت، سواءً من قرأ التقرير الإداري والمالي، أو من أدلى بدلوه، وأبدى ملاحظاته على التقريرين، ثم انصرف الجميع إلى "البوفيه"، وبعدها تم التصويت، وإعلان النتائج المحسومة مسبقًا، كما أشرت.

(3)

لم يكن معظم الصحفيين المهنيين "المحترفين" في وسائل الإعلام موجودين في الانتخابات، وأظن أنَّ معظمهم غير موجودين في سجلات الجمعية أصلًا، ولا يعنيهم أمر الجمعية لا من قريب، ولا من بعيد، وهم في كل الأحوال غير فاعلين، وأعتقد أن كثيرًا منهم لم يجددوا اشتراكاتهم لسنوات- وأنا أحدهم- بل إن بعضهم لا يجد منفعة تُذكر من وجود جمعية في الأساس، وهذه النظرة السلبية، وغير المهنية أضرت بالجمعية ككيان إلى حد بعيد، وأثارت الكثير من اللغط، وعدم الفهم لدورها في المجتمع، وأتاحت فرصة ذهبية لمجلس الإدارة أن يتصدر المشهد وأن يتكرر، وأن يظل على رأس الجمعية لسنوات، وهذا أمر يُحسب له لا عليه، في ظل سلبية الصحفي المهني الذي ترك دوره، وأصبح همّه الأكبر "الوظيفة" وليس الصحافة.

(4)

قام مجلس إدارة جمعية الصحفيين خلال الفترات الماضية بكثير من الجهد في تطوير ودعم المراسلين، والذين هم وقود الانتخابات، وأصبحت علاقة المراسل بالجمعية علاقة عضوية، وشخصية في نفس الوقت، وهم يردُّون الجميل لإدارتها في كل انتخاب، ولكن حان الوقت ليلتفت مجلس الإدارة إلى استقطاب العناصر الفاعلة الأخرى، والتقارب مع المُشتغلين المُمتهنين لمهنة الصحافة والإعلام، والعمل يدًا واحدة للصالح الوطني العام، وهذا هو التحدي الأهم الذي على الإدارة العمل عليه، وجعله هدفا استراتيجياً للمرحلة المقبلة، كي تكون الإدارة جديرة بمنصبها، وأن تُخرس الألسنة التي تحاول النيل من مصداقية فوزها.

(5)

أخيرًا.. أعتقد أنَّه حان الوقت لإعادة النظر في الانتخاب بنظام "القوائم"، واستبداله بنظام الترشح "الفردي"، والذي سيُفتِّت الشللية، ويعمل على اختيار العناصر باقتناع أكبر، وليس فرض اختيار القائمة بكافة عناصرها- كما هو الحال حاليًا- مهما بدا عليها من ملاحظات، أو إخفاقات.

مرة أخرى، نُبارك لقائمة "التعاون" برئاسة الدكتور محمد العريمي تجديد ثقة المنتسبين لها، ونتمنى للإدارة التوفيق خلال الفترة المقبلة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انعكاسات أزمة الشرق الأوسط على الانتخابات الرئاسية الأمريكية

رغم أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تحكمها العديد من: الثوابت والمحددات والمصالح، بغض النظر عن كون الإدارة تنتمي للحزب الجمهوري أم الديمقراطي، إلا أن شخصية الرئيس الأمريكي والفريق الرئاسي المعاون له تؤثر بشكل كبير في تلك إنفاذ تلك السياسة، سواء من حيث التدخل أو الانعزال، ومن حيث آلياتها ما بين استخدام الأدوات الخشنة، مثل القوة العسكرية، والعقوبات، وبين الآليات الناعمة، مثل: المساعدات، الاحتواء، الحوار، والدبلوماسية. 

ولعل الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2024 تشكل أهمية  خاصة، تنبع من طبيعة وتوجهات برامج المرشحين الرئاسيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.. فإلي أي حد يمكن أن يؤثر انتخاب كاميلا هاريس   أو ترامب في مجريات قضايا الشرق الأوسط، ويأتي في مقدمتها بالطبع الحرب المشتعلة بين إسرائيل وحركات المقاومة المدعومة إيرانيًا،  وما هو موقف كل مرشح من استمرار تلك الحرب وقدرته على إنفاذ قراره، وأثر هذا على اختيارات الناخب الأمريكي؟

– ووفقا للمناظرة الأولى التي تمت بين بايدن وترامب، قبل انسحاب الاول , وباعتبار كاميلا هاريس نائبة بايدن الحالية والمرشحة المحتملة للحزب الديمقراطى ستسير على نفس سياسات بايدن , خاصة ما يتعلق بملف دعم إسرائيل في حربها بالشرق الأوسط؛ فقد زايد كل من المرشحين على بعضهما البعض في دعم إسرائيل، وهما بهذا يهدرا أي قيمة للاحتجاجات التي عبر عنها الشباب الأمريكي في عشرات الجامعات منذ أشهر قريبة مضت، هذا ونظرًا لأن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة يمتلك قدرات مالية فائقة، وسيطرة تامة على منصات إعلامية مؤثرة في توجيه الرأي العام، فإنه بالطبع سيوظفها لمن يجد أن مصلحة إسرائيل معه.

لذا ووفقا لمعطيات الموقف الراهن فإنهم سيدعمون ترامب بلا أدنى شك، خاصة بعدما هاجم الأخير بايدن في المناظرة قائلا “أنت فلسطيني” ورغم أن هذا القول يحمل تمييزًا عنصريًا إلا أن ترامب بهذا زايد على خصمه معتبرًا أن الفلسطيني شخص من درجة أدنى.. وهو مؤشر على أن الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة لن يتحقق في عهده، وإن لم يقل بهذا صراحة.

– هذا ووفقا لرؤيتنا التحليلية لمواقف الإدارة الأمريكية من الحرب الإسرائيلية في مواجهة عناصر المقاومة بعد هجوم “طوفان الأقصى” فقد بدت الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن ضعيفة لدرجة الوهن تجاه الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، ولعل هذا الانبطاح الذي بدت به إدارة البيت الأبيض، يمثل أهم النقاط التي وصمت بايدن بالشخص الخاضع.. فالصورة الذهنية للرئيس الأمريكي الذي يهان من قبل نتنياهو ووزرائه جعلت الشباب الأمريكي ينتفض للاحتجاج ضد رئيسه وإدارته، فالإدارة تستعطف نتنياهو ليقتل المدنيين ولكن دون إفراط.. ونتنياهو يتعامل “كمبيد بشري” يرتكب جرائم الإبادة الجماعية في أبشع صورها.. وسيذكر في التاريخ كواحد من أبرز وأعتى مجرمي الحرب في التاريخ الإنساني الحديث، ويتم هذا بدعم أمريكي لا محدود.. فوجد طلاب الجامعة وبعض من أعضاء هيئات التدريس أنهم يعانون من انفصام بين دراستهم الجامعية وما يتعلق منها بحقوق الإنسان هو مجرد واقع نظري، يطبق وفق معايير مزدوجة من قبل الإدارة الأمريكية.

– ولنطرح تساؤلاً يتعلق بالأهمية الاستراتيجية الحالية لإسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وبتعبير آخر: هل إسرائيل مازالت هي أداة الغرب في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، أم أنها أصبحت عبئا على الولايات المتحدة الأمريكية ؟

لعل ما نراه واقعًا؛ أن إسرائيل تسعى لتحقيق ما تراه يحقق مصالحها، حتى لو كان متعارضًا مع مصالح الولايات المتحدة العليا أو أمنها القومي، فنتنياهو من زمن يسعى لتوريط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران وأذرعها في الشرق الأوسط، وهو ما يجعل الأخيرة تستنزف بقوة في هذه الحرب، وفي وقت بالغ الحساسية.. لذا كان ترامب محقًا عندما صرح بأنه سيوقف حرب أوكرانيا من ناحية، وسينهي أيضًا الحرب في الشرق الأوسط. ونؤكد في هذا الصدد بأن؛ الولايات المتحدة تستطيع ترويض إسرائيل في أي وقت، ولكنها لا تفعل، بل ويستجيب بايدن كثيرًا للابتزاز الإسرائيلي.. ولعل هذا نوع من الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الأمريكية، والاستيطان هنا بمعنى “السيطرة على مراكز صنع القرار الأمريكي” وربما يأتي يوم تكون أمريكا كلها تحت سيطرة اللوبي اليهودي.

–  ونشير في هذا السياق لنموذج آخر صارخ لإهانة نتنياهو للإدارة الأمريكية؛ فعقب تسرب أنباء عن عقوبات ضد عناصر كتيبة “نتساح يهودا” التي ارتكبت فظائع في حق المدنيين الفلسطينيين، وقتلت فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية بدم بارد.. لذا فقد تسربت أخبار إعلامية عن اعتزام وزارة الخارجية الأمريكية توقيع عقوبات على الكتيبة المشار إليها، وهنا صرح نتنياهو في الإعلام بقوله: “سنحارب كل من يعتقد أن بإمكانه فرض عقوبات على الجيش الإسرائيلي.. وأن هذه العقوبات سخيفة، وتمثل نوعًا من الانحطاط الأخلاقي“.

كما صرح أيضًا بن غفير وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بأن: “مشروع القرار الأمريكي يعد تجاوزا للخطوط الحمراء“، وزايد عليهما سموتريتش وزير المالية بقوله: “أن في هذا الأمر جنون من الإدارة الأمريكية”. وعقب هذه التصريحات تراجعت الإدارة الأمريكية عن توقيع العقوبات المشار إليها !!! وفي ضوء هذه الإساءات العلنية غير المسبوقة من قبل قيادات الحكومة الإسرائيلية للمسئولين في الإدارة الأمريكية، فإننا لا نتعجب بعدها من قيام طلاب أهم الجامعات الأمريكية وجانبًا من أعضاء هيئات التدريس بالاحتجاج تارة والاعتصام تارة أخرى اعتراضًا على الإبادة الجماعية من ناحية، وعلى وقاحة المسئولين الإسرائيليين وإهدارهم للكرامة الأمريكية من ناحية أخرى،  خاصة وأن هذه التصريحات جاءت في اليوم التالي مباشرة من موافقة الكونجرس الأمريكي على اعتماد سبعة عشر مليارًا من الدولارات الأمريكية كمساعدات عسكرية لإسرائيل !!! ولنتساءل: هل كان لنتنياهو ووزرائه المتطرفين الجرأة على القيام بهذا التصريحات وترامب رئيسًا ؟؟؟

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الدولي للصحفيين يطلق مشروع دعم الصحافة في فلسطين
  • (ايبرا) تقيم فعاليات اليوم العالمي للعلاقات العامة في العراق
  • جمعية مكافحة السرطان: نقدم الدعم النفسي والإسكان للمرضى
  • هيئات المحامين تقرر تنظيم وقفة احتجاجية السبت أمام البرلمان على خلفية اعتراضهم على مشروع قانون المسطرة المدنية
  • عاجل| نقيب الصحفيين يكشف موقفه من خوض غمار سباق الانتخابات المقبلة (فيديو)
  • خالد البلشي: لن يتم إقرار تعديلات قانون نقابة الصحفيين إلا بقرار من الجمعية العمومية مجتمعة
  • جمعية مكافحة السرطان تقدم 4259 خدمة لمستفيديها خلال الربع الثاني 2024
  • وفد جمعية الصحفيين يزور «ديواني»
  • الرئاسة: حان الوقت أن تقول الإدارة الأميركية والكونغرس لنتنياهو إنه يجب وقف الحرب فوراً
  • انعكاسات أزمة الشرق الأوسط على الانتخابات الرئاسية الأمريكية