مفكرون ونشطاء عرب في بريطانيا ينتقدون نفاق الغرب إزاء الحرب في غزة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
أعرب مفكرون ونشطاء سياسيون فلسطينيون وعرب عن خيبة أملهم إزاء التعاطي الغربي الرسمي مع حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي.
جاء ذلك في ندوة أقامها منتدى التفكير العربي أمس السبت في العاصمة البريطانية لندن بعنوان: "الغرب وفلسطين.. ازدواجية المعايير ومتلازمة التفوق الاستشراقي"، شارك فيها كل من السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة حسام زملط، والدكتور برهان غليون أستاذ علم الاجتماع بجامعة السوربون، والدكتور جلبير الأشقر بروفيسور العلاقات الدولية في جامعة سواس بلندن، وبإدارة الدكتور عاطف الشاعر الأستاذ بجدامعة ويستمنستر البريطانية، وبحضور نخبة من الكتاب والإعلاميين والنشطاء العرب في بريطانيا.
وأوضح زملط في كلمته الافتتاحية عن خيبة أمله مما وصفه بـ "النفاق الغربي" في التعاطي مع حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية، وأكد أن بداية الانعتاق من الاحتلال هو إنهاء الحصار الإعلامي المفروض على فلسطين، وتعرية المظالم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وأكد زملط أنه من المهم إدارة نقاش حول ازدواجية الغرب ونفاقه وتواطؤه في الحرب على الفلسطينيين، واعتبر أن النقاش الفكري حول هذه المواقف مهم للغاية من أجل إجلاء الحقيقة وإيصال المظلمة الفلسطينية إلى العالم، وكشف كيف أعطى الغرب الغطاء السياسي والقانوني والأخلاقي لهذه الحرب الظالمة بحق الشعب الفلسطيني.
من جهته رأى أستاذ علم الاجتماع بجامعة السوربون الدكتور برهان غليون أن ما كشفته حرب الإبادة التي يخوضها الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي هو هذا التماهي بين إسرائيل والدول الغربية.. حيث أنه بعد نصف ساعة من طوفان الأقصى بدأ القادة الغربيون في الذهاب او التواصل مع إسرائيل، كما انحاز الإعلام الغربي بشكل سافر إلى جانب الرواية الصهيونية وأصبح مدافعا عنها وعن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وجوابا على سؤال: كيف نمت العلاقة بين إسرائيل والدول الغربية، عاد برهان غليون إلى التاريخ، وقدم تلخيصا موجزا عن السردية الواقعية لنشأة إسرائيل، وأشار إلى أن القضية بدأت هنا في أوروبا حيث انتهت النخب الأوروبية إلى أن اليهود غير قادرين على التأقلم مع الدول القطرية الجديدة، وأن أصوله السامية لا تسمح له بالاندماج مع التقدم والتحرر..
وذكر أن النخب الغربية انقسمت في البحث عن حل لهذه الإشكالية، حيث رأى شق أنه لا حل للمسالة اليهودية إلا إذا تخلوا عن دينهم وهذا ما رد عليه كارل ماركس في ما عُرف بـ "المشكلة الاجتماعية"، وأنه لا يمكن لليهود أن يتحرروا إلا إذا تحررت المجتمعات الأوروبية اجتماعيا.. وشق آخر بدأ يتحدث عن هجرة اليهود من أوروبا إلى أمريكا.. أما الحل الثالث غير الهجرة فهو ما طرحه النازيون هو إبادتهم ومن هنا صارت إبادة حقيقية..
وذكر برهان غليون أنه في ظل هذا الجدل كتب هيرتزل كتابه الدولة اليهودية.. وهو ما يؤكد برأي غليون أن المشكلة اليهودية بالأساس كانت مع الأوروبيين.
وأضاف: "من بين الحلول أيضا كان هنالك توجه لبناء دولة يهودية بأوغندا في إفريقيا باعتبارها دولة فراغ.. كما لو كانت أرضا بلا شعب، ولكن ذهن وزير الخارجية البرطاني بلفور، وهو أكبر معادي للسامية، تفتق عن وعد بلفور وحول وجهة اليهود من أوغندا إلى فلسطين.. وكان يرى أن فلسطين أرض بلا شعب، وهم يعنون بذلك أنه لم يكن هنالك شعب بالمعنى السياسي، ولذلك كان الغزو طبيعيا".
وتابع: "المهم بدات الدولة اليهودية في فلسطين.. لكن بالحقيقة لفترة طويلة لم يتجاوب اليهود مع الهجرة إلى فلسطين.. وبعد المحرقة قامت المنظمة الصهيونية بجلب اليهود إلى فلسطين".
ورأى غليون أن وظيفة إسرائيل في الشرق الأوسط هي فصل المشرق عن المغرب وأن تكون قاعدة ومرتكزا لتمديد الاحتلالوالحفاظ على المصالح الغربية، ومن هنا صار هذا التماهي.
وقال: الذي خلق إسرائيل وقواها هو دورها الوظيفي لترسيخ نفوذ الغرب واستخدامها كعصا غليظة للتحكم في العالم. ولذلك حتى لو رغبت إسرائيل في السلام مع العرب فإن الغرب لن يقبل بذلك، لأنها تحولت إلى ميليشيا محلية لخدمة السياسة الأمريكية في المنطقة .
أما الدكتور جلبير الأشقر فقد ركز على قراءة الحاضر الذي خلفته الحرب، وقال: "نحن أمام كارثة هائلة، نحن نتكلم عن حرب إبادة وعن نكبة جديدة. أكثر من حجم القتل هو حجم إزالة غزة الفلسطينية ومن هذه الناحية الشبه بنكبة ٤٨ ليس القتل والتهجير فقط بل أيضا التدمير".
وأضاف: "ما ألقته إسرائيل من سلاح في غزة يساوي قنبلتين ذريتين من عيار قنبلة هيروشيما الذرية.. وهو ما يجعلنا فعلا أمام عملية إبادة حقيقية. الإبادة التي لم تقتصر على البشر بل تشمل أيضا المعالم الحضارية".
ورأى الأشقر أن هذه الحرب من الناحية العملية هي الأولى من نوعها التي تشترك فيها إسرائيل والولايات المتحدة بشكل فعلي، وقال: "في ٤٨ التزمت أمريكا الحياد ,في ٥٦ تصدت للعدوان الثلاثي، وفي ٦٧ أول حرب تحظى بالرضاء الأمريكي، وفي ٧٣ حرب دعمتها أمريكا دفاعا عن إسرائيل، وفي ٨٢ الحرب على لبنان لم يظهر الدعم الأمريكي، أما اليوم فهذه أول حرب تخوضها إسرائيل بتغطية سياسية وقضائية في مجلس الأمن وبجسر جوي مازال مستمرا حتى اللحظة من أمريكا".
وأضاف: "أمريكا مشاركة في الحرب منذ لحظتها الأولى.. نحن أمام أول حرب مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة وهي إبادة تحظى بموافقة الدول الغربية.. وهذه نقلة نوعية في التاريخ العربي والتاريخ الغربي الذي وصل نفاقه إلى درجة مرتفعة.. هذه سابقة تاريخية بالغة الأهمية".
وأكد الأشقر في ختام مداخلته أنه ما كان لهذه الحرب العدوانية ضد قطاع غزة أن تستمر طيلة هذه الأشهر وأن تنتج عنها هذه النكبة لولا المواقف العربية الضعيفة أو المتواطئة.
وشارك الحضور بإدارة نقاش موسع حول الانقسام السياسي والاجتماعي الذي بدأ يشق المجتمعات الغربية بين مواقف شعبية منحازة إلى القيم الأخلاقية التي روج لها الغرب وللقوانين الدولية التي تدعو إلى احترام حقوق الإنسان، وبين أنظمة غربية رسمية منحازة لإسرائيل ولعدوانها وترفض التراجع عن هذا الانحياز وهو انقسام ستكون له تداعيات كبرى في مقبل الأيام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فلسطينيون حرب ندوة بريطانيا بريطانيا فلسطين حرب ندوة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة التی برهان غلیون
إقرأ أيضاً:
إسبانيا تقاطع إسرائيل عسكريا وتدعو لاعتراف أوروبي بدولة فلسطين
قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الأحد، لقناة الجزيرة، إن الحكومة لم تعد تسمح ببيع الأسلحة لإسرائيل، ولا لرسو السفن التي تحملها بالموانئ الإسبانية، وذلك ردًا على المجازر الإسرائيلية التي ترتكبها في قطاع غزة .
وخلال لقائه بنظيره النرويجي، أكد ألباريس، أن بلاده ستواصل رفع صوتها من أجل وقف العمليات العسكرية في غزة، وأهمية الدفاع عن العدالة وكرامة المدنيين الفلسطينيين.
وأوضح، أن بلاده "لا تعطي دروسًا لأحد"، لكنها ترى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل خطوة ضرورية لحماية فرص السلام في المنطقة، معتبرًا أن مسؤولية المجتمع الدولي في هذا السياق تشمل حماية القيم الإنسانية والكرامة، بما في ذلك داخل أوروبا.
وأضاف، أن حكومته تدرس إمكانية فرض إجراءات عقابية على إسرائيل، مؤكدًا ضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل سلس ودون عوائق.
من جانبه، شدد وزير الخارجية النرويجي على أهمية مواصلة الجهود الدبلوماسية لحشد دعم دولي واسع تجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرًا أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتعزيز التزامه تجاه حقوق الفلسطينيين.
المصدر : وكالة سوا - وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مباحثات فلسطينية روسية بشأن الوضع الإنساني والسياسي في غزة حماس: لا نتوقف في البحث عن سبيل للخروج من الأزمة بغزة ووقف شلال الدم غزة: كيف يوظف الحنين كآلية للتكيف النفسي؟ الأكثر قراءة الكابينيت يصادق على بناء جدار أمني على الحدود الشرقية مع الأردن الجيش الإسرائيلي يرصد إطلاق صاروخين من غزة ويأمر بإخلاء مناطق بالصور: زامير : التوصل لإتفاق مع حماس لا يعني وقف حرب غزة ويتكوف يقدم عرضا محدثا لإسرائيل وحماس – هذه تفاصيله عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025