نيروبي – تاق برس- خلص البيان الختامي لورشة الترتيبات الدستورية للفترة الانتقالية، التي عقدتها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بالعاصمة الكينية نيروبي، على أنه من الأنجع أن يتم إنهاء الحرب في عملية سياسية واحدة؛ بمشاركة طرفي الحرب والقوى المدنية، تتمخض عن العملية السياسية الوصول لاتفاق سلام وكذلك لاتفاق سياسي، وتضمين ما يتفق عليه في إطار دستوري، وذلك للارتباط الموضوعي بين قضايا الحرب والسلام وقضايا الاستقرار السياسي والتحول المدني الديمقراطي.

ووقفت الورشة على التجارب السابقة لوضع الدساتير في السودان وتلمست الدروس المستفادة؛ واكدت بأن سودان ما بعد الحرب يستدعي تصميم نموذج جديد يستجيب لإفرازات ومآلات الحرب. كما استعرضت الورشة عدد من التجارب المقارنة لكل من جنوب افريقيا وتونس وكينيا والعراق واثيوبيا وليبيا، ووقفت على عملية الاتفاق على المبادئ الدستورية وعملية صناعة الدستور وتسلسل مراحله؛ وأشارت الورشة الي أهمية هذه التجارب في إطار ايجاد مقاربات موضوعية تراعي خصوصية السودان وتستصحب إيجابياتها.

عددت الورشة المهددات التي تعيق طريق المرحلة الانتقالية؛ وأهمها إستمرار تدهور الأوضاع الامنية وتسليح المدنيين وعمليات التحشيد، وتداعيات الحرب الاقتصادية ومشاريع اعادة الاعمار، وانتشار خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف والاوضاع الانسانية القاسية والاستقطاب السياسي الذي تسبب في تطاول عدم الاستقرار السياسي، وأكدت على ضرورة وضع تدابير وقائية واحترازية لحماية الفترة الانتقالية من الردة والانحراف ومن الفساد ومن القوى المعادية للديمقراطية؛ ووضع الضمانات الدستورية لحماية الحقوق والحريات العامة بالشكل الذي يصونها من أي تجاوزات.

أكدت الورشة على الانفتاح على الدعم الدولي في عمليات حفظ السلام وحماية المدنيين؛ واهمية مشاركة المجتمع الدولي في عملية بناء الدستور بإعتباره جزئاً من عملية ترسيخ السلام ورتق النسيج الاجتماعي؛ وذلك بالدعم الفني واللوجستي ونقل التجارب وبناء التوافق بما يحافظ على السيادة الوطنية ويحقق ملكية الدستور للشعب السوداني.

شكر المشاركون في الورشة دولة كينيا الشقيقة على دعمها ومساندتها للشعب السوداني في محنته ومناصرتها للقوى الديمقراطية المدنية، وسعيها من الدول الشقيقة على إنهاء الحرب ووضع حد لإنهاء معاناة السودانيين والسودانيات.

نص البيان الختامي :

 

ضمن الجولة الأولى لإنعقاد ورش عمل بناء رؤية مستقبل السودان، وتحت عنوان “الترتيبات الدستورية للفترة الانتقالية”، عقدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” ورشة عمل بنيروبي في الفترة من 23-25 فبراير 2024 وبدعم من المؤسسة الدولية للديمقراطية IDEA والانتخابات والمؤسسة الدولية للنظم الانتخابية IFES ، وبمشاركة نخبة من خبراء القانون ومدافعون عن حقوق الإنسان، وأكاديميون وسياسيون.

هدفت الورشة الى بناء توافقات حول التصورات الأساسية في عملية وضع الاطار الدستوري؛ والتي تشكل واحدة من أهم مرتكزات الفترة الانتقالية، وتمثل نقطة الانطلاق لحوار سياسي واسع حول الترتيبات الدستورية والإصلاح السياسي الشامل، وهو الأمر الذي تضمنته معظم المدخلات من قبل الخبراء والمشاركينات، ولم يكن من أهداف الورشة الخروج بمسودة دستور إنتقالي وانما إقرار منهج للتفاكر والتداول حول قضايا الحرب والسلام وإرتباطها بالاطار الدستوري والتوصل إلى أرضية مشتركة بشأن القضايا المطروحة في الورشة ومن خلال المشاورات التي ستنطلق لاحقاً، ومناقشة الخلاصات في المؤتمر التأسيسي لـ”تقدم” والذي يهدف الي تعميق هذه الرؤى لكي تعبر عن اهل السودان بكل تنوعه السياسي والثقافي والاجتماعي لبناء عقد اجتماعي جديد.

أتبعت الورشة منهجية عرض إطاري للموضوعات، ومداولات مجموعات العمل؛ والتي اتاحت فرص للمشاركين للتعبير عن أرائهم وكذلك لتغطية كافة الموضوعات بغية التوافق عليها وناقشت عدة موضوعات هي التصورات الدستورية ومفاوضات السلام، ومستقبل العملية الدستورية في السودان، والمشاركة السياسية في عملية صناعة الدستور الانتقالي، وأولويات الدستور الانتقالي، وترتيبات اولويات المرحلة الانتقالية الدستور الدائم ام الانتخابات؟، وتمثيل المواطنين في الفترة الانتقالية وهل هناك فرصة لقيام مجلس تشريعي انتقالي؟، وما هي المهددات التي يمكن ان تعيق طريق المرحلة الانتقالية، والاصلاحات القانونية والمؤسسية.

أجمعت مداولات الورشة على أهمية المشاركة السياسية الواسعة للقوى الاجتماعية في وضع إطار دستوري في هذه المرحلة، مع ضمان العدالة النوعية للنساء والشباب والمجموعات الدينية والمجتمعية، وذلك بعد تهيئة البيئة الاجتماعية والسياسية وازالة آثار الحرب على ان يتم البناء الدستوري في مناخ معافى.

وشددت الورشة على أن تنطلق مشاورات واسعة حول التصورات الدستورية للمرحلة الانتقالية؛ بغية ان يعبر الاطار الدستوري المتوافق عليه ومراحل التسلسل الزمني لعمليات البناء الدستوري عن أوسع طيف ممكن من السودانيين والسودانيات.

 

أكدت المداولات أن مهمات وضع الاطار الدستوري هي عملية استراتيجية تهدف الي التوصل إلى عقد اجتماعي جديد وتوافق سياسي، ولن يتما إلا بحوار معمق بين المكونات السياسية والاجتماعية المتباينة، بإعتبار أن عملية البناء الدستوري عملية تأسيسية تستوعب عمليات البناء والتحول الاخرى السودان ما بعد النزاع والتي يتبع فيها منهج التدرج وتحديد أولويات كل مرحلة التي تنطلق من بناء التوافق السياسي وتنتهي بترسيخ الديمقراطية عبر انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن ارادة الشعب السوداني وتحقق فاعليته السياسيةالكاملة.

اتجهت مداولات الورشة إلى أن عملية البناء الدستوري تتطلب عملية اصلاح سياسي في البنى المؤسسية للقوى السياسية والمجتمعية والنقابية والمدنية ولجان المقاومة؛ وترسيخ بناء الثقة؛ وتعميق الثقافة السياسية؛ وضمان خروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي؛ وضبط علاقة كل حاملي السلاح بالعمل السياسي كمدخل أساسي لإعادة بناء مؤسسات الدولة السياسية والتنفيذية والعدلية بما فيها مؤسسات تنفيذ الدستور.

تطرقت الورشة إلى مهام الاطر الدستورية المؤقتة؛ والذي يجب ان يؤسس لإستدامة السلام؛ ويخاطب قضايا بناء الدولة ويحقق المصالحة الوطنية، ويعبر عن تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة والحرية والديمقراطية؛ ويعالج جذور الأزمة؛ وبذور الصراعات التي يمكن ان تحدث في المستقبل؛ وأن يؤسس البناء الدستوري على توافق على مشروع وطني حول القضايا الاساسية التي أفرزتها الحرب بصورة اعمق سيما الهوية وطبيعة الدولة والحكم الفدرالي والديمقراطية التوافقية والعدالة والتنمية المستدامة ويحدد المبادئ الدستورية العليا التي يحتكم اليها أي دستور قادم للسودان.

أشارت الورشة الى أنه من الأنجع وان يتم إنهاء الحرب في عملية سياسية واحدة؛ بمشاركة طرفي الحرب والقوى المدنية، تتمخض عن العملية السياسية الوصول لإتفاق سلام وكذلك لإتفاق سياسي، وتضمين ما يتفق عليه في إطار دستوري، وذلك للإرتباط الموضوعي بين قضايا الحرب والسلام وقضايا الاستقرار السياسي

والتحول المدني الديمقراطي.

وقفت الورشة على التجارب السابقة لوضع الدساتير في السودان وتلمست الدروس المستفادة؛ واكدت بأن سودان ما بعد الحرب يستدعي تصميم نموذج جديد يستجيب لإفرازات ومآلات الحرب. كما استعرضت الورشة عدد من التجارب المقارنة لكل من جنوب افريقيا وتونس وكينيا والعراق واثيوبيا وليبيا، ووقفت على عملية الاتفاق على المبادئ الدستورية وعملية صناعة الدستور وتسلسل مراحله؛ وأشارت الورشة الي أهمية هذه التجارب في إطار ايجاد مقاربات موضوعية تراعي خصوصية السودان وتستصحب إيجابياتها.

عددت الورشة المهددات التي تعيق طريق المرحلة الانتقالية؛ وأهمها إستمرار تدهور الأوضاع الامنية وتسليح المدنيين وعمليات التحشيد، وتداعيات الحرب الاقتصادية ومشاريع اعادة الاعمار، وانتشار خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف والاوضاع الانسانية القاسية والاستقطاب السياسي الذي تسبب في تطاول عدم الاستقرار السياسي، وأكدت على ضرورة وضع تدابير وقائية واحترازية لحماية الفترة الانتقالية من الردة والانحراف ومن الفساد ومن القوى المعادية للديمقراطية؛ ووضع الضمانات الدستورية لحماية الحقوق والحريات العامة بالشكل الذي يصونها من أي تجاوزات.

أكدت الورشة على الانفتاح على الدعم الدولي في عمليات حفظ السلام وحماية المدنيين؛ واهمية مشاركة المجتمع الدولي في عملية بناء الدستور بإعتباره جزئاً من عملية ترسيخ السلام ورتق النسيج الاجتماعي؛ وذلك بالدعم الفني واللوجستي ونقل التجارب وبناء التوافق بما يحافظ على السيادة الوطنية ويحقق ملكية الدستور للشعب السوداني.

شكر المشاركونات في الورشة دولة كينيا الشقيقة على دعمها ومساندتها للشعب السوداني في محنته ومناصرتها للقوى الديمقراطية المدنية، وسعيها من الدول الشقيقة على إنهاء الحرب ووضع حد لإنهاء معاناة السودانيين والسودانيات.

 

الحربالدستورتقدم

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: الحرب الدستور تقدم الدیمقراطیة المدنیة المرحلة الانتقالیة الاستقرار السیاسی الفترة الانتقالیة للشعب السودانی إنهاء الحرب الشقیقة على الورشة على فی السودان الدولی فی فی عملیة فی إطار

إقرأ أيضاً:

“مولي براون التي لا تغرق”.. قصة بطلة تيتانيك الحقيقية المنسية

#سواليف

عندما نذكر #سفينة ” #تيتانيك “، تتبادر إلى الأذهان على الفور #قصة_الحب الخالدة بين جاك وروز، أو ذلك المشهد المؤثر حيث يمسك ليوناردو دي كابريو بكيت وينسلت على مقدمة السفينة.

لكن وراء هذه الدراما السينمائية، تكمن قصص حقيقية لا تقل إثارة، ومن أبرزها قصة #مارغريت_براون، المرأة التي تحولت من سيدة ثرية إلى بطلة شعبية بعد أن لعبت دورا محوريا في إنقاذ #الناجين من #الكارثة.

وولدت مارغريت توبين في عام 1867 في ميسوري، ونشأت في عائلة فقيرة من المهاجرين الأيرلنديين. وعلى عكس معظم الفتيات في ذلك الوقت، شجعها والداها على التعليم، لكنها اضطرت لترك المدرسة في سن الـ13 للعمل.

مقالات ذات صلة مصر.. قال لزوجته «يا بومة» فعاقبته المحكمة 2025/05/22

وانتقلت لاحقا إلى كولورادو، حيث التقت بزوجها، مهندس التعدين جيمس جوزيف براون الذي غير حياتها عندما اكتشف الذهب، لتصبح العائلة مليونيرة بين عشية وضحاها.

لكن الثروة لم تبعد مارغريت عن جذورها المتواضعة. فخلال حياتها في دنفر، انخرطت في العمل الخيري، وساعدت الفقراء والمهاجرين، بل وساهمت في إنشاء أول محكمة للأحداث في أمريكا.

رحلة تيتانيك: الاختبار الحقيقي

في أبريل 1912، كانت مارغريت في زيارة لباريس عندما علمت بمرض حفيدها، فقررت العودة سريعا إلى أمريكا. وكانت السفينة المتاحة هي “تيتانيك”، فحجزت تذكرة من الدرجة الأولى.

وبعد 4 أيام فقط من صعودها على متن السفينة من بلدة شيربورغ الفرنسية، وقعت الكارثة باصطدام السفينة بجبل جليدي. وفي الساعات الأخيرة من الليل في 14 أبريل 1912، بدأت السفينة في الغرق شمال المحيط الأطلسي.

وآنذاك، لم تفكر مارغريت في إنقاذ نفسها فقط، بل ساعدت الآخرين في الصعود إلى قوارب النجاة. واستخدمت معرفتها باللغات العديدة للتواصل مع الناجين الذين لم يكونوا يتحدثون الإنجليزية.

وبينما كان الركاب في حالة ذعر، قامت بتهدئتهم ووزعت عليهم البطانيات، حتى أنها حاولت إقناع ربان قاربها بالعودة لإنقاذ المزيد من الضحايا، لكنه رفض خوفا من أن يغرق القارب بسبب الأمواج.

وبعد النجاة، لم تتوقف مارغريت عند حد المساعدة على متن سفينة الإنقاذ “كارباثيا”، بل جمعت تبرعات بلغت 10 آلاف دولار (ما يعادل 250 ألف دولار اليوم) لمساعدة الناجين الفقراء الذين فقدوا كل شيء.

وهذه الشجاعة والإنسانية جعلتها تلقب بـ”مولي براون التي لا تغرق”، وألهمت قصتها مسرحية برودواي ناجحة عام 1960، ثم جسدت شخصيتها لاحقا في فيلم “تيتانيك” (1997)، الممثلة كاثي بيتس.

وواصلت مارغريت، وهي أم لطفلين، جهودها الخيرية حتى بعد حادثة تيتانيك الشهيرة، حيث ساعدت ضحايا مذبحة عمال المناجم في كولورادو عام 1914، ودعمت حقوق المرأة وكانت ناشطة في حركة “حقوق التصويت للنساء”. كما عملت خلال الحرب العالمية الأولى مع الصليب الأحمر لمساعدة الجنود، ونالت وسام “جوقة الشرف الفرنسية” تقديرا لجهودها الإنسانية.

توفيت مارغريت في عام 1932 عن عمر يناهز 65 عاما، تاركة إرثا إنسانيا فريدا. وقد تحول منزلها في دنفر إلى متحف، كما أطلق اسمها على معلم سياحي في “ديزني لاند” باريس.

ولم تكن مارغريت براون مجرد ناجية من “تيتانيك”، بل كانت نموذجا للإنسانية والشجاعة. وتذكرنا قصتها أن البطولة الحقيقية ليست حكرا على أفلام هوليوود، بل يمكن أن تجسدها شخصيات عادية تصنع مواقف غير عادية في لحظات الأزمات.

مقالات مشابهة

  • “مولي براون التي لا تغرق”.. قصة بطلة تيتانيك الحقيقية المنسية
  • “يمانيون” يرصد انطباعات شخصيات سياسية وصحافية جنوبية عن الوحدة اليمنية في عيدها الوطني الـ35
  • المبعوث الأممي لسوريا: نهدف إلى عملية انتقال سياسية حقيقية وشاملة
  • تغيير ملعب لقاء “السياسي” وخنشلة بسبب ودية “الخضر”
  • المجلس الدستوري يُثبّت قانون التمديد لضباط رتبة عميد وما فوق
  • أمين “الفارابي للدراسات”: وجود حكومة موحدة لإدارة المرحلة الانتقالية ليس مستحيلاً
  • مصادر تكشف مفاجأة بشأن تواصل إدارة ترامب مع قطر بخصوص الطائرة “الهدية”
  • “ذا هيل” الأمريكية: مغادرة واشنطن للمستنقع اليمني أنقذها من كلفة سياسية وعسكرية باهظة
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” يتعهد بإنهاء الأزمة والذهاب للمناطق التي تنطلق منها “مسيرات” المليشيا
  • إعلام إسرائيلي: انقسام حاد داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الصفقة وإنهاء الحرب