لطالما جذبتها خطواتها إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة، حيث تعلقها بالأماكن التاريخية، هناك، استهوتها المصنوعات اليدوية التي كونت لديها اعتقادًا راسخًا بأن الأشخاص الذين يصنعون مختلف الأدوات بأيديهم مبدعون حد الإبهار، ومختلفون درجة الإعجاز، لم تتصور يومًا، وهي الأستاذة الجامعية، أنها ستصبح واحدةً منهم، بمنتجاتها الجلدية المطعمة بالنحاس.

من العمل الأكاديمي إلى المشغولات اليدوية

ندى حمامة، التي عكفت على تحضير رسالة «الماجستير» في علم اللغة والدكتوراه من بعدها، اكتشفت موهبتها في تصميم الملابس عن طريق الصدفة، عندما منحت نفسها فاصلاً من العمل الأكاديمي، تفرغت خلاله في الالتفات لنفسها وأسرتها، فبدأت بترتيب خزانة ملابسها وحينها أتتها الفكرة بأنها تحتاج إلى تغيير مظهرها، وتجديد نمط ما ترتديه من ملابس: «قدرت أصنع هدومي بإيدي وخدت كورس علشان أقدر استخدم الجلد في التفصيل، وشفت في شارع الحسين بائعي الأحجار الكريمة، فقررت اشتري منهم علشان أضيف بعض الأحجار إلى الملابس والحلى، اللي بدأت أصنعها وأهديها لوالدتي وأختي وبنتي».

 

دكتورة متعددة المواهب

افتتحت ندى مصنعًا صغيرًا لصناعة الحلى في مسقط رأسها بمحافظة السويس، ووجدت المشروع مربحًا، ولم يمنعها عن الاستمرار فيه إلا دراستها وعودتها للتحضير لرسالة الدكتوراه، وكانت خلال هذه الأثناء تقوم بتدريس علم اللغة في إحدى الأكاديميات الدولية بالتجمع الخامس في القاهرة، وتجد وقتًا لممارسة هوايتها في الكتابة.

نُشرت لها عدة مؤلفات متخصصة في أدب الطفل، آخرها كان بعنوان «رحلة في ماكاو»، ورغم ذلك لم تنطفئ شعلة الشغف بداخلها لصناعة المشغولات اليدوية، وتوجه إبداعها هذه المرة نحو صناعة الحقائب الجلدية المطعمة بالنحاس على الطراز العربي القديم: «لقيت إن اهتمام الناس متجه للحضارة الفرعونية، فحسيت إنه ممكن استوحي من الحضارة العربية تصميمات لحقائب تكون جميلة ومختلفة بشكل عصري أنيق، وعندي إيمان إنها لو وصلت للعالم هتكون أيقونة للبساطة، وهنقدر نصدر بيها الحضارة العربية، ونعلم الناس الفن العربي العريق».

 

مشروع يجمع الأسرة

عندما لاحظ زوجها شغفها الفني ومهارتها المتميزة في صناعة الحقائب الجلدية، اقترح عليها افتتاح مشروع يجمعهم كأسرة، فابنهما الأكبر متخصص في دراسة العمارة بكلية الهندسة، والابنة الوسطى في الثانوية العامة تهوى الرسم مثل الابن الأصغر، في المرحلة الإعدادية.

ونجح مشروع الأسرة في إنتاج الحقائب الجلدية المطعمة بالنحاس من جعلهم يعملون معًا، الأم تمثل العقل المفكر الذي يبدع التصاميم، والأب هو الساعد المنفذ الذي يتواصل مع العمال والفنانين المتخصصين في الحفر على النحاس: «عاملين ورشة صغيرة في البيت للتصميم، انضم إليها بجانب أبنائي، أصدقاؤهم في كلية تربية فنية، وكلنا عندنا أمل منكونش داخل مصر بس لأ برة مصر كمان».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شارع المعز شارع الحسين الشغف

إقرأ أيضاً:

انتقادات لصناعة الطيران العالمية حول حجم انبعاثاتها

قالت مجموعة "دعوة الطيران إلى العمل" في تقرير لها إن صناعة الطيران "فشلت بشكل كبير" في جهودها لمعالجة دورها في أزمة المناخ، ودعت إلى تحول جذري في الصناعة، بما يشمل التحكم في أعداد الرحلات الجوية.

وذكرت المجموعة، التي تضم متخصصين في مجال الطيران تم تشكيلها حديثا، إن قطاع الطيران متفائل بشكل مفرط بشأن تقنيات خفض الانبعاثات، ويعاني من نموذج أعمال يتطلب أعدادا متزايدة باستمرار من الرحلات الجوية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4عواصف الغبار تجتاح دولا عربية.. لم باتت أشد مما مضى؟ وهل ستزيد؟list 2 of 4تغير المناخ يضاعف موجات الحر في البحار ويهدد التوازن البيئيlist 3 of 4الكربون يسجل أعلى زيادة بالتاريخ وسط ضعف امتصاص الأرضlist 4 of 4ما الفرق بين الطقس والمناخ؟end of list

وأضافت أن غياب إجراءات مناخية جادة من جانب القطاع يهدد بتدميره، حيث ستصبح اللوائح التنظيمية الصارمة من الخارج ضرورية مع تفاقم أزمة المناخ.

وقال كاريل بوكستال أحد مؤسسي المجموعة: "أعتقد أن منظمة الطيران المدني الدولي قد فشلت فشلا ذريعا في الوفاء بهذه المسؤولية، لأن الفكرة الوحيدة التي طرحتها بعد 8 سنوات من النقاش هي خطة كورسيا، التي لا تعدو كونها تعويضات كربونية لنمو قطاع الطيران فوق حد معين، مما يؤدي إلى تصدير المشكلة إلى قطاع آخر".

وأضاف بوكستال "إذا لم نتحرك، فإن انبعاثات الطيران بحلول عام 2050 ستشكل نحو ربع إجمالي الانبعاثات الناجمة عن الأنشطة البشرية، وهذا سيكون في الواقع موقفا مخجلا للغاية"، مشددا "على ضرورة إعادة ترتيب أوضاع صناعتنا لاستعادة مساهمتها الإيجابية في العالم".

إعلان

ونظرا لطبيعتها الدولية، تُستثنى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الطيران من الخطط الوطنية التي تقدمها الدول إلى هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة. وعوضا عن ذلك، تكلَّف منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة، بمعالجة الغازات التي تُسبِّب ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وكانت صحيفة الغارديان قد تواصلت في وقت سابق مع عدد كبير من المتخصصين في مجال الطيران الذين أعربوا عن قلقهم بشأن أزمة المناخ، لكنهم شعروا بعدم قدرتهم على التحدث علنا.

وفي المقابل، صرح متحدث باسم منظمة الطيران المدني الدولي: "تلتزم منظمة الطيران المدني الدولي بتطوير معايير طيران متينة من الناحية الفنية ومواد إرشادية قابلة للتطبيق عالميا لدفع عجلة التقدم نحو أهداف انبعاثات الكربون الصافية الصفرية التي حددتها الحكومات. وبصفتنا هيئة محايدة سياسيا لوضع المعايير، فإننا لا نعلق على مواقف أو أنشطة أطراف خارجية محددة".

ويتسبب الطيران في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أكثر من أي وسيلة نقل أخرى لكل كيلومتر، ويهيمن عليه الركاب الأثرياء، حيث يُشكل 1% من سكان العالم 50% من انبعاثات الطيران. وقد صنفت منظمة "متتبع العمل المناخي" خطط قطاع الطيران المناخي بأنها "غير كافية على نحو حرج".

وتتوقع منظمة الطيران المدني الدولي مضاعفة أعداد الركاب بحلول عام 2042، وتؤكد أن الطائرات الأكثر كفاءة والوقود المستدام ونظام التعويض التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي يمكن أن يسيطر على انبعاثات الكربون.

ويقول خبراء مستقلون إن النطاق العملي لمثل هذه التدابير من غير المرجح أن يعوّض هذا النمو الهائل في حركة الطيران، إذ لم تلتزم أي شركة طيران حتى الآن باستخدام رصيد الكربون، كما أن تحسينات كفاءة استهلاك الوقود متعثرة، مما يستوجب كبح نمو قطاع الطيران لتحقيق أهداف المناخ.

إعلان

وللحد من تأثير أنشطتها على المناخ يُخَول للشركات تكوين أرصدة كربون لا سيّما بفضل تمويل المشاريع التي تحُول دون استغلال الغابات المهددة بالإزالة. بيد أن هذه الآلية لم تثبت، بعدُ، جدواها على المناخ، وفق منظمة اليونسكو.

وتعهدت صناعة الطيران بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، لكنها تواجه عمليا تحديات كبيرة مع كون غالبية الحلول منخفضة الكربون مكلفة، ولم تجرّب عمليًا حتى الآن، في الوقت الذي يتوقع فيه زيادة الطلب على السفر.

مقالات مشابهة

  • جامعة المنصورة تمنح الدكتوراه الفخرية للنائب العام
  • المشاقبة يحصل على الدكتوراه في العلوم السياسية
  • فقدان أمتعة المسافرين.. من المسؤول عنها؟!
  • حكيمي: نتطلع لصناعة التاريخ في دوري أبطال أوروبا
  • معرض للمشغولات اليدوية لطالبات الثانوية المهنية في مدينة دوما
  • تفقد أنشطة الدورات الصيفية في مديريتي الوحدة والصافية بالأمانة
  • "التنمية المحلية" و"التضامن الاجتماعي" تبحثان دعم منصة "أيادي مصر" للحرف اليدوية ضمن منظومة التمكين الاقتصادي
  • طالبة تقفز من الطابق الرابع لرفض أسرتها زواجها من حبيبها
  • مستشار وزير الصحة: تنظيم الأسرة صناعة ثقيلة عائدها بطيء
  • انتقادات لصناعة الطيران العالمية حول حجم انبعاثاتها