أفادت مصادر مطلعة في العاصمة المختطفة صنعاء بظهور "مكانس" تحمل العلَم الوطني معروضة للبيع في عدد من المحلات التجارية، وسط ترحيب "غير معلن" لمليشيا الحوثي (سلطة الأمر الواقع الموالية لإيران)، ما أثار موجة سخط وغضب شعبي واسع.

وقالت مصادر وكالة خبر، إن مواطنين شاهدوا كميات من "المكانس" تحمل عليها علَم الجمهورية اليمنية، معروضة للبيع في احد المحال التجارية بحي حزيز جنوبي صنعاء.

وبحسب المصادر فإن احد موظفي وزارة الصناعة والتجارة ابلغ قيادة الجهات المعنية لكنها لم تحرك ساكنا.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لـ"المكانس" المعروضة للبيع في احد المتاجر جنوبي صنعاء وعليها العلَم الوطني معتبرين ذلك اهانة متعمدة لرمزية الدولة والجمهورية والثورة..

وحمّلوا قيادة مليشيا الحوثي والمسؤولين التابعين لها في الجمارك وهيئة المواصفات والجودة ووزارة الصناعة والتجارة، مسؤولية السماح بدخولها هذه الكميات من المكانس إلى صنعاء وإهانة قدسية العلم ورمزيته.

وطالب الناشطون والصحفيون بفتح تحقيق مع الجهة التي منحت ترخيص دخول هذه الكمية إلى البلاد، والتجار الذين يزاولون بيعها، وضبط الكمية وسحبها من الاسواق المحلية.

يأتي ذلك بعد أيام من تداول ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهاً يظهر فيه أحد مشرفي ميليشيا الحوثي الإرهابية، وهو يهين العلم الوطني في إحدى الفعاليات بمدينة إب ويطلب حامله بإبعاده من أمامه.

الواقعتان اعتبرهما مراقبون تأكيداً على عداء المليشيا الحوثية الدفين للدولة اليمنية والنظام الجمهوري، مؤكدين أن إهانة العلم اليمني بات عملا منظما وممنهجا وسلوكا يوميا لمليشيا الحوثي المرتهنة بيد إيران.

وكانت قامت عناصر حوثية بحملة تدنيس ودوس العلَم الجمهوري باقدامها في صنعاء، أثناء احتفال شعبي بذكرى ثورة 26 سبتمبر، واطلقت العيارات النارية في وجوه المواطنين وصادرت نقاط تفتيش تابعة لها الأعلام الوطنية بعد نزعها من السيارات.

وبمثل هكذا ممارسات كشفت المليشيا الحوثية (سلطة الأمر الواقع) عن مساع حثيثة نحو طمس هوية اليمنيين والقضاء على الجمهورية وإعادة حكم الإمامة الكهنوتي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

“اليد التي حركت العالم من أجل غزة.. كيف أعاد اليمن كتابة قواعد الحرب البحرية بعد الطوفان؟”

يمانيون|تقرير|محسن علي
عندما انطلقت عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، لم يكن أحد يتوقع أن تمتد ساحة المواجهة المباشرة آلاف الكيلومترات جنوباً لتصل إلى باب المندب, لكن بعد 24 يوماً فقط، في 31 أكتوبر 2023، أعلنت القوات المسلحة اليمنية في صنعاء دخولها رسمياً في المعركة “إسناداً للمقاومة الفلسطينية في غزة”, كان هذا الإعلان بمثابة نقطة تحول استراتيجية، حوّلت الصراع من مواجهة محصورة في غزة إلى طوفان جديد امتد حتى أحد أهم ممرات التجارة الدولية,وعلى مدى عامين، أثبتت الجبهة اليمنية أنها الأكثر تأثيراً واستدامة في نصرة غزة، فارضةً معادلات جديدة على الكيان الصهيوني المجرم وحلفائه، ومقدمةً تضحيات جسيمة في سبيل هذا الموقف.

استراتيجية “اليد الطويلة”.. مراحل التصعيد اليمني
لم تكن العمليات اليمنية عشوائية، بل اتبعت استراتيجية تصعيدية مدروسة يمكن تقسيمها إلى أربع مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى (أكتوبر – نوفمبر 2023): الضربات المباشرة
بدأت باستهداف مباشر لجنوب إسرائيل (إيلات) بالصواريخ والطائرات المسيرة، بهدف إعلان الموقف وإشغال الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتركيعها في ظل تنامي القدرات العسكرية اليمنية بشكل أذهل العالم بأسره.

المرحلة الثانية (نوفمبر 2023 – فبراير 2024): حصار السفن الإسرائيلية
انتقلت صنعاء إلى مرحلة أكثر إيلاماً بالاستيلاء على سفينة “غالاكسي ليدر” وفرض حصار بحري على السفن المرتبطة بالكيان، مما شل حركة ميناء (أم الرشراش) ما يسميه العدو بـ إيلات بشكل شبه كامل.
المرحلة الثالثة (فبراير 2024 – حتى الآن): توسيع دائرة الاستهداف
رداً على العدوان الأمريكي-البريطاني، أعلنت صنعاء توسيع عملياتها لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية، محولة البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مباشرة.
المرحلة الرابعة (مايو 2024 – حتى الآن): نحو المحيط الهندي والمتوسط
أعلنت صنعاء عن استهداف أي سفينة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية في أي مكان تطاله الأيدي اليمنية، بهدف إطباق الحصار

أبرز العمليات النوعية التي شكلت فارقاً
على مدى عامين، نفذت القوات اليمنية مئات العمليات، لكن بعضها كان له أثر استراتيجي بارز:
الاستيلاء على “غالاكسي ليدر” (19 نوفمبر 2023)
كانت هذه العملية بمثابة الصدمة الأولى التي أظهرت جدية التهديد اليمني وقدرته على تنفيذ عمليات معقدة وتحولت السفينة إلى “مزار سياحي” ورمز لقدرة اليمن على فرض سيادته البحرية.

إغراق السفينة البريطانية “روبيمار” (فبراير 2024)
شكل إغراق سفينة تجارية بريطانية بصواريخ بحرية تصعيداً خطيراً، وأثبت أن التحذيرات اليمنية ليست مجرد تهديدات، وأن تكلفة العدوان على اليمن ستكون باهظة.

استهداف حاملة الطائرات “أيزنهاور” (مايو ويونيو 2024)
لم يكن استهداف “أيزنهاور” مجرد عملية عسكرية، بل كان حدثاً استراتيجياً أعاد تعريف موازين القوى في المنطقة، وكشف حدود القوة العسكرية الأمريكية التقليدية في مواجهة التكتيكات الحديثة مع الفارق الكبير بين الطرفين, ورغم نفي واشنطن، أعلنت صنعاء استهداف حاملة الطائرات “دوايت أيزنهاور” بالعديد من العمليات المشتركة ، مما أجبرها في النهاية على الانسحاب من البحر الأحمر,و مثلت هذه العملية تحدياً غير مسبوق لهيبة البحرية الأمريكية ونجاح المعادلة التي فرضتها صنعاء: “لا أمن في البحر الأحمر بدون أمن في غزة”.

عمليات مشتركة مع المقاومة العراقية
أعلنت صنعاء عن تنفيذ العديد من العمليات المشتركة مع فصائل المقاومة في العراق لاستهداف موانئ حيفا وأهداف حيوية أخرى، مما يدل على مستوى عالٍ من التنسيق داخل محور المقاومة.

الكشف عن صواريخ فرط صوتية (فلسطين 2) وطائرات (يافا) المسيرة
في يوليو 2025، أعلنت صنعاء عن استهداف مطار بن غوريون بصاروخ “فلسطين 2” الباليستي الفرط صوتي، وهدف حساس في يافا المحتلة بواسطة طائرة (يافا) المسرة وهو ما يمثل قفزة نوعية في القدرات الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسير وقدرتهما على تجاوز أحدث منظومات الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية على مستوى العالم.

تضحيات يمنية وفشل استراتيجي للخصوم
لم يأتِ الموقف اليمني بلا ثمن, فقد شنت الولايات المتحدة وبريطانيا مئات الغارات الجوية على الأراضي اليمنية، مما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء وسقوط عدد من الجرحى من العسكريين والمدنيين والإعلاميين والسياسيين والذي كان آخرها استهداف رئيس مجلس حكومة البناء والتغييير وعدد من الوزراء في الجريمة الإرهابية الصهيونية بصنعاء خلال الأشهر الماضية, ورغم هذه التضحيات، لم تتراجع صنعاء عن موقفها، بل زادت من وتيرة عملياتها
في المقابل، يمثل استمرار العمليات اليمنية فشلاً استراتيجياً مدوياً للولايات المتحدة وإسرائيل فعلى الرغم من تشكيل تحالف “حارس الازدهار” وإنفاق مليارات الدولارات، فشلت القوات الأمريكية والبريطانية في تحقيق هدفها المعلن وهو “ضمان حرية الملاحة” للسفن الإسرائيلية, لقد عجزت أعتى القوات البحرية في العالم عن إيقاف الهجمات اليمنية أو اعتراضها بالكامل، مما كشف عن عجزها وأجبرت 5 حوامل الطائرات الأمريكية على الانسحاب من المنطقة بعد استهدافها بشكل متكرر.

خسائر إسرائيلية وأهمية الإسناد اليمني
كانت تداعيات الحصار اليمني كارثية على الاقتصاد الإسرائيلي، وتحديداً على ميناء إيلات الذي أُصيب بشلل تام وتوقفت فيه الحركة الملاحية بنسبة تقارب 100%، وتحول إلى مدينة أشباح اقتصادياً كما تكبدت إسرائيل خسائر غير مباشرة بمليارات الدولارات نتيجة اضطرار سفنها إلى سلوك طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر تكلفة.
وهنا تبرز الأهمية الاستراتيجية لاستمرار الدعم اليمني؛ ففي ظل الحصار الخانق الذي يعانيه قطاع غزة، يمثل الحصار البحري الذي يفرضه اليمن ورقة الضغط الاقتصادية والعسكرية الوحيدة الفعالة والمستمرة ضد الكيان الإسرائيلي, إن استمرار اليمن في عملياته لا يمثل فقط دعماً لصمود غزة، بل هو عامل حاسم في موازين القوى، يرفع تكلفة العدوان على الكيان والقوات الغربية المساندة له، ويُبقي القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العالمي.

عامان من الصمود والتأثير
بعد عامين من الانخراط المباشر والتضحيات الجسيمة، نجحت الجبهة اليمنية في تحقيق أهداف استراتيجية لا يمكن إنكارها, على رأسها فرض حصار اقتصادي فعال على الكيان المجرم, وأثبت اليمن أن التضامن الفعلي يتجاوز الكلمات ويتحقق بالأفعال والتضحيات ,وأن أمن البحر الأحمر مرتبط بشكل مباشر بإنهاء العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وهي المعادلة التي لا تزال قائمة بفضل صمود اليمن وتضحياته.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يناقش مستجدات الأوضاع في اليمن والتصعيد الحوثي
  • خبير اقتصادي: 10 مليارات دولار خسائر اليمن من الضربات الإسرائيلية
  • الحوثيون يختطفون حفيدة أول رئيس لجنوب اليمن والحكومة تطالب بالإفراج عنها
  • الحوثي: اليمن يمتلك قوة صاروخية دقيقة لضرب أي دولة تعتدي عليه
  • “اليد التي حركت العالم من أجل غزة.. كيف أعاد اليمن كتابة قواعد الحرب البحرية بعد الطوفان؟”
  • مرتضي منصور يتعرض لوعكة صحية طارئة.. تفاصيل
  • اليمن.. وفاة أحد طاقم سفينة شحن هولندية تعرضت لهجوم حوثي في خليج عدن
  • تصعيد حوثي خطير... الجماعة تحتجز 9 موظفين أمميين جدد في صنعاء
  • فعالية تضامنية في صنعاء تؤكد دعم الصحفيين اليمنيين وضحايا استهداف صحيفتي “26 سبتمبر” و”اليمن”
  • مليشيا الحوثي تصفي شيخاً قبليا في خولان الطيال شرق صنعاء