معتصم اقرع: شيخ الأمين كمؤسسة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
لا أعتقد أن شيخ الأمين لديه ولاء أيديلوجى ثابت لأي جهة مثل الكيزان أو الجنجويد أو الأمارات.
ما توفر من معلومات حتي ألان هو أن الشيخ لا يدخل في مصادمات السياسة ويحرص علي إقامة علاقات طيبة مع أي سلطة موجودة سواء أن كانت بشير أو أمارات أو جيش أو غيره بحكم إن هذه سلطات أمر واقع. ثم يحاول الشيخ أن يجير هذه العلاقات لمصلحة طريقته بالطريقة التي يراها صحيحة.
الشيخ لا إنتماء حقيقي له لأي جهة حتي لو تعامل مع كل سلطات الأمر الواقع بلطف وابتعاد عن الدواس السياسي. إذ هو ينتمي فقط للإسلام والتصوف كما يراهما ويفسرهما وبما يحقق إزدهار طريقته ومقدرتها علي القيام برسالتها كما يراها الشيخ.
الشيخ أقرب إلي النسخة الأمريكية من إنجيل الرخاء الذي يقول بأن الله يكافئ من يحب من أصحاب التفكير الصحيح ويهبهم الثروة والصحة والنجاح والوفرة في الحياة وبذا تصبح النعمة دليل رضا الرب ولا عزاء للمفلسين.
وبما أن ان رغد العيش دليل علي رضا الرب ومباركته لذا تري أنبياء أنجيل الرخاء بنعمة ربهم يحدثون ويظهرون بلا حرج في ملبس ومركب ومسكن ومكياج.
يتمتع الشيخ بكاريزما تشبه قادة إنجيل الرخاء وايضا يشبههم في محبة الأتباع لشيخهم وتفانيهم له والسخاء والكرم و الذي يجودون به لتمويل أنشطة الطريقة.
وقد نجح الشيخ في توفير مساعدات إنسانية هامة للمحتاجين أثناء الحرب وقبلها وفر لالاف الشباب أب رمزي يحتويهم وصنع لهم مجتمع علاقات يسندهم في بلد لم يجد الشباب فيها شيئا سوي المخدرات لعبور ملل ليالي أللا-أمل الطويلة.
من ناحية أخرى، لدى الكثيرين تحفظات وخلافات جدية مع الشيخ ومؤسسته. تتراوح هذه المخاوف في فضاءات اللاهوت والسياسية والثقافة والشخصانيات. لا أرغب – ولا اهتم وليس لدي المعرفة الكافية – بتقييم هذه الخلافات وترجيح طرف علي آخر.
لكن حتى لو كانت التحفظات ضد الشيخ مشروعة وذات مصداقية (وأنا لا أعرف)، فيجب أن تبقى أينما هي: خلافات دينية أو ثقافية أو اجتماعية أو حتى سياسية داخل أسرتنا السودانية المجنترة. وينبغي عدم إقحامها أبدًا كجزء من سردية الحرب الأهلية السودانية بما يفاقم الاستقطاب بين الجنجويد والجيش.
كما قلنا سابقا في زمن الحرب تحافظ المنظمات العاملة في المجال الأنساني علي قنوات مفتوحة مع جميع أطراف الحرب حتي يسهل عملها في توصيل الغوث ومساعدة المحتاجين ويمكن تفسير لطف الشيخ مع الجنجا أو الجيش من هذا المنظور الأنساني الذي تتبناه منظمات عالمية مرموقة مثل الصليب الأحمر وغير ذلك.
هاجموا الشيخ كما يحلو لكم لكن لا داعي ولا منفعة من ترقيده في سرير بروميثيوس الحرب السودانية إلا إذا أعلن بنفسه الدخول فيها بلا لبس وهذا لم يحدث حتي الآن.
لدينا ما يكفي من الاستقطاب ولا نحتاج للمزيد من الإحتقان إذا كان بالإمكان تفاديه.
معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
استشهاد الأسير المحرر معتصم رداد في القاهرة
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ، مساء الخميس 8 مايو 2025 ، استشهاد الأسير المحرر معتصم طالب داود رداد ، البالغ من العمر 43 عاما من بلدة صيدا شمال طولكرم، المبعد إلى القاهرة، في إحدى المستشفيات المصرية، بعد صراع مع مرض السرطان الذي أصيب به في معتقلات الاحتلال.
وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، إن المعتقل المحرر والمبعد رداد من أصعب الحالات المرضية الذين واجهوا جرائم طبية مركبة على مدار سنوات اعتقاله التي امتدت لنحو 20 عاما في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
وتحرر رداد خلال صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة في شهر شباط/ فبراير الماضي، وكان من ضمن من تم إبعادهم إلى مصر، حيث نقل لحظة الافراج عنه إلى إحدى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج، إلا أن حالته الصحية كانت قد تدهورت بشكل كبير، ما أدى إلى استشهاده.
وكان رداد قد اعتقل عام 2006، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 20 عاما، عانى خلالها ظروف صحية صعبة، حيث تعرض لإصابات بشظايا أثناء اعتقاله، وتفاقمت حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي، ما أدى إلى إصابته بأمراض مزمنة وخطيرة، منها التهابات حادة في الأمعاء ونزيف مزمن، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وضيق في التنفس وعدم انتظام دقات القلب وآلام شديدة في الظهر والمفاصل.
ورغم تدهور حالته الصحية، عانى رداد من الاهمال الطبي داخل سجون الاحتلال، حيث كان ينقل بشكل دوري من سجن "عوفر" إلى "عيادة سجن الرملة" لتلقي العلاج، إلا أن ظروف النقل والمعاملة السيئة التي كان يتعرض لها أثناء ذلك فاقمت من معاناته.
قبل عام من اليوم، نقل أحد الأسرى المفرج عنهم رسالة من رداد وهو داخل السجن قال فيها: "أشعر بداخلي أنني الشهيد القادم داخل سجون الاحتلال، فوضعي يتدهور يوميا، وخلال الأشهر الماضية أصبت بحالات إغماء متواصلة، والأمعاء تنزف دما يوميا، ودقات القلب غير منتظمة مع ارتفاع دائم في ضغط الدم، إلى جانب معاناتي من ضيق التنفس، وأكاد أختنق بلا مغيث، فضلا عن الآلام الشديدة التي أعانيها في الظهر والمفاصل، كما أعاني صعوبة كبيرة في النوم، والكلمة الوحيدة التي أتلقاها من السجانين أنك ميت ميت هنا، فمعاناتنا كمرضى في السجون لا يمكن تصورها بأي شكل من الأشكال، نحن نموت يوميا، فنحن محتجزون في زنازين ومحاصرون بالجوع والعطش والقمع والتنكيل والتعذيب، ومحرومون من أدنى شروط الرعاية الصحية".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مصطفى : غزة ستخرج من الوحل وتتوحد مع الضفة والقدس كتائب القسام تعلن إيقاع قوة إسرائيلية في رفح بين قتيل وجريح الاتحاد الأوروبي: الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الجمعة بالفيديو والصور: شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على غزة اليوم بالفيديو: صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل واعتراض صاروخ أُطلق من اليمن الجيش الإسرائيلي يشن غارات بالقرب من القصر الرئاسي السوري عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025