تحل اليوم الأربعاء، الذكرى الثالثة على رحيل فارس السينما المصرية وملك الدراما التليفزيونية الفنان يوسف شعبان، الذي برع في تجسيد العديد من الشخصيات الدرامية، وجعلته يتربع في قلوب المشاهدين، ويُعد أحد أهم العلامات البارزة في تشكيل ملامح تاريخ الفن المصري، بما قدمه من أعمال فنية أثرت في وجدان الشعب المصري.

عشقه للفن تسبب في تخليه عن الالتحاق بالحربية

وفي السادس عشر من يوليو عام 1931 ولد الفنان يوسف شعبان في حي شبرا بالقاهرة، عشق الفن منذ الصغر وخاصة الرسم، الذي تفوق به في مراحل تعليمه، فقرر أن يُنمي هذه الموهبة بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة وتحقيق حلمه كفنان ورسام متميز بين زملاء جيله، لكن كان لأسرته رأي آخر ورغبة في الالتحاق بكلية الشرطة أو الكلية الحربية أسوة بأبناء أعمامه وأخواله او كلية الحقوق، فقرر الالتحاق بالكلية الحربية لتحقيق رغبة أسرته، لكنه تسبب في عدم قبوله أثناء اختبار الهيئة، حتى يسعى إلى تحقيق حلمه في الفنون الجميلة.

الفنان يوسف شعبان

أجبرته أسرته على الالتحاق بكلية الحقوق جامعة عين شمس، وذلك بعد فشل التحاقه بالكلية الحربية، وهناك تعرف على زملاء عمره وهم: الفنان كرم مطاوع، والفنان سعيد عبدالغني، والكاتب إبراهيم نافع، فنصحه صديقه كرم مطاوع بالانضمام إلى فريق التمثيل بالكلية وصار أحد أعضائها، ومن هنا ترك دراسة الحقوق وهو بالفرقة الثالثة والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية والذي تخرج فيه عام 1962م، ليثقل موهبته الفنية بالدراسة الأكاديمية.

فيلم سهم الله

وكانت بداية الفنان يوسف شعبان السينمائية في الفيلم التاريخي "سهم الله" عام 1958، وقدم خلاله دور الفتى الوثني "هشام"، والفيلم من تأليف حسين صدقي، وإخراج أحمد طنطاوي، والذي أتبعه بالعديد من الأعمال السينمائية التي قاربت الـ 150 فيلما سينمائيا حقق خلالها نجاحا جماهيريا كبيرا، فقد لاقى في بداياته منافسة شرسة لكنها شريفة من أبرز نجوم فترة الستينات وهم: رشدي أباظة، وصلاح ذو الفقار، وكمال الشناوي، وشكري سرحان، وحسن يوسف، لكنه استطاع بخفة ظله وثقل موهبته أن يلفت انتباه كبار المخرجين والمنتجين نحوه، فقد تم اختيار 7 أفلام اشترك فيها، ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد في عام 1996، وهي: "فى بيتنا رجل" عام 1961، و"أم العروسة" عام 1963، و"مراتى مدير عام" عام 1966، و"الرجل الذي فقد ظله" عام 1968، و"ميرامار" عام 1969، و"زائر الفجر" عام 1975، و"المذنبون" عام 1976.

مسلسل رأفت الهجان

ومنذ عام ١٩٦٣ لم تتوقف رحلة عطاء الفنان يوسف شعبان الفنية، فقدم للدراما التليفزيونية ما يقرب من 140 مسلسلا تلفزيونيا، منها على سبيل المثال وليس الحصر

العائلة والناس، وانتقام امرأة، والشهد والدموع، والوتد، وعيلة الدوغري، ولحظة ضعف، ومحمد رسول الله إلى العالم، والمكان المقصود، وأعمال رجال، والتوأم، وضد التيار، وأميرة في عابدين، وامرأة من زمن الحب، والضوء الشارد، والمال والبنون، وليالي الحلمية ج5، والسيرة الهلالية ج1، والحقيقة والسراب، وغيرها من المسلسلات التي حققت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا.

ويظل مسلسل "رأفت الهجان" العلامة الفارقة في حياته الدرامية، فقد تألق وبرع في أداء دور ضابط المخابرات المصري محسن ممتاز، والذي عرض عام ١٩٨٨، ومن تأليف صالح مرسي، وإخراج يحيى العلمي.

وشاركه البطولة الفنانين: محمود عبدالعزيز، ويسرا، ومحمد وفيق، وتيسير فهمي، ومصطفى متولي، وصبري عبدالمنعم، وشوقي شامخ، ويسري مصطفى، ونبيل بدر، وعادل أمين، ونبيل الدسوقي، وآخرون، ويعد هذا المسلسل من أنجح وأشهر المسلسلات في تاريخ الدراما المصرية، كما يعد المسلسل الأردني "وضحا وابن عجلان" الأكثر مشاهدة في دول الخليج، والأردن، وسوريا في حينه، ويعتبر نقلة نوعية في مسيرته الفنية.

وكانت آخر أعمال يوسف شعبان الدرامية في مسلسل "ملوك الجدعنة"، الذي عرض ضمن السباق الرمضاني لعام 2021، ومن تأليف عبير سليمان، وفكرة محمد سيد بشير، وسيناريو وحوار أمين جمال، وشارك في الكتابة ساهر الأسيوطي، وبيبو، وإخراج أحمد خالد موسى.

قدم يوسف شعبان دور "حكم" في المسلسل، وشاركه البطولة الفنانين: مصطفى شعبان، وعمرو سعد، ورانيا يوسف، وعمرو عبدالجليل، ودلال عبدالعزيز، وحسن الرداد، وأيمن الشيوي، وعلاء قوقة، ومحمد التاجي، وياسمين رئيس، وأحمد كشك، وآخرون.

مسلسل ملوك الجدعنة


شارك يوسف شعبان في العديد من الأعمال المسرحية كانت بدايتها مع مسرحية "الطريق المسدود" للمخرج نور الدمرداش، ثم أتبعها عدة مسرحيات منها: "شيء في صدري"، و"أرض النفاق"، و"مطار الحب"، و"دماء على ستار الكعبة"، و"عروسة تجنن"، و"رجل في القلعة"، و"باب الفتوح"، وغيرها من المسرحيات التي رسخت في وجدان عشاق المسرح، هذا إلى جانب مشاركته في السهرات والمسلسلات الإذاعية.

شغل الفنان يوسف شعبان منصب نقيب المهن التمثيلية على مدار دورتين متتاليتين من 1997 حتى 2003.

وفي الثامن والعشرين من فبراير عام 2021، رحل الفنان يوسف شعبان عن عمر ناهز 90 عامًا، متأثرا بإصابته بمرض فيروس كورونا في مستشفى العجوزة بالجيزة، تاركا إرثا فنيا ضخما يثري به المكتبة المصرية في مختلف القنوات الفنية سواء في السينما، والمسرح، والتليفزيون، والإذاعة، وتظل أعماله حاضرة في أذهان الشعب المصري رغم رحيله.

مسرحية باب الفتوح

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: يوسف شعبان الذكرى الثالثة حي شبرا المعهد العالي للفنون المسرحية سهم الله رأفت الهجان باب الفتوح أرض النفاق السينما المسرح التليفزيون الفنان یوسف شعبان

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيله.. "الخواجة بيجو" فؤاد راتب: من الجار الهادئ لعبد الحليم إلى رائد الكوميديا الإذاعية

 

 

تحل اليوم، الأربعاء، الذكرى التاسعة والثلاثون لرحيل الفنان الكوميدي الكبير فؤاد راتب، الشهير بشخصية "الخواجة بيجو"، والذي رحل عن عالمنا في 18 يونيو عام 1986، بعد مسيرة فنية حافلة تميزت بخفة الظل والموهبة الفريدة.

ولد فؤاد راتب في حي من أحياء القاهرة، وكان جارًا للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، قبل أن يشق طريقه بعيدًا عن الفن في البداية، حيث تخرج من كلية التجارة وعمل في اتحاد الصناعات وتدرج في المناصب حتى أصبح مديرًا عامًا للعلاقات العامة. كما حصل على دراسات عليا في التخطيط والإحصاء والعلاقات العامة، الأمر الذي فتح له أبواب العمل في الهيئة الأفريقية الآسيوية للشئون الاقتصادية.

وفي عام 1968، تلقى عرضًا للعمل في شركة الأسمدة الكويتية، فسافر إلى الكويت حيث تولى مهام العلاقات العامة، وبعد انتهاء إعارته عام 1972، التحق بالتليفزيون الكويتي، وشارك في إعداد وتنظيم لجانه وبرامجه، وظل يعمل هناك حتى في أصعب ظروفه الصحية بعد إصابته بشلل نصفي، إذ كان يحظى بتقدير كبير من زملائه.

اشتهر فؤاد راتب بشخصية "الخواجة بيجو"، وكون ثنائيًا مميزًا مع الفنان محمد أحمد المصري المعروف باسم "أبو لمعة"، وحققا سويًا نجاحًا واسعًا من خلال البرنامج الإذاعي الشهير "ساعة لقلبك"، الذي ضم كوكبة من نجوم الكوميديا، من بينهم فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وأمين الهنيدي ومحمد عوض.

لم يكن "الخواجة بيجو" نجمًا إذاعيًا فقط، بل شارك في عدد من الأفلام التي رسخت حضوره الفني، ومنها "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين"، و"شارع الحب"، و"غرام المليونير"، و"إجازة بالعافية"، و"عروسة المولد"، و"الأزواج والصيف".

ورغم رحيله المبكر، لا تزال بصمته محفورة في ذاكرة الفن المصري، كأحد أبرز رواد الكوميديا الذين منحوا الضحكة طابعًا راقيًا وروحًا إنسانية خالدة.

 

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. محمد حمزة شاعر “الزمن الجميل” الذي غنّت كلماته القلوب (تقرير)
  • في ذكرى وفاته.. لماذا رفض الشيخ محمد صديق المنشاوي الانضمام للإذاعة؟
  • في ذكرى ميلاده.. محطات فنية هامة في حياة حسن حسني
  • شمس البارودي تنعى شقيق الفنان الراحل حسن يوسف: ذهب إليه متعجلا
  • محطات من تجربة عبد الله مراد في غاليري مشوار
  • الموت يفجع عائلة الفنان حسن يوسف
  • شريف خير الله يشكو قلة العروض الفنية: "والله عيب الموهبة دي تقعد من غير شغل!"
  • بعد 8 أشهر من رحيله.. وفاة شقيق الفنان حسن يوسف
  • في ذكرى ميلاده.. حسن حسني "جوكر السينما المصرية" الذي صنع البهجة ورحل في صمت
  • في ذكرى رحيله.. "الخواجة بيجو" فؤاد راتب: من الجار الهادئ لعبد الحليم إلى رائد الكوميديا الإذاعية