البحوث الفلكية تناقش أسباب الاختلافات في رؤية هلال شهر رمضان وبدايته و دار الإفتاء المصرية تكشف عن منهجها في استطلاعه
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أحمد غطاس: نقدم يد العون لدار الإفتاء لتحديد رؤية شهر رمضان والشهور العربيةلا عبرة بالرؤية البصرية..الإفتاء: قطع الحساب الفلكي بعدم طلوع الهلال أو استحالة رؤيتهاحمد غطاس: نهدف لنشر الوعي بين الجمهور ولا ندخر أي جهود لتحقيقه
ينظم معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ندوة تثقيفية بعنوان “هلال شهر رمضان بين الرؤية العلمية والرؤية البصرية”، وذلك في إطار الدور المجتمعى والبحثى المنوط به.
وقال الدكتور أحمد غطاس، نائب رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، خلال فعاليات الندوة التثقيفية، إن المعهد يحرص دائما على تنظيم لقاءات علمية فى إطار الدور المجتمعى والبحثى المنوط به، لغرض إزالة اللبس على الشعب المصري في موضوع رؤية أهلة الشهور العربية ونشر الوعي بين الناس.
وقال الدكتور أحمد غطاس، نائب رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، خلال فعاليات الندوة التثقيفية، إن من أهم أهداف معهد الفلك هو القيام بالحسابات الفلكية وتحديد بدايات الشهور العربية، حيث يقوم معمل الشمس التابع للمعهد وباستخدام أفضل التليسكوبات والتقنيات المستخدمة لتقديم الحسابات الفلكية وتحديد مواعيد أهلة الشهور العربية، وإصدار دليل فلكي لجميع الظواهر الفلكية التى تظهر فى السماء وهو أمر محسوب بدقة.
وأضاف غطاس، أن المعهد القومي للبحوث الفلكية يتعاون منذ زمن بعيد مع دار الإفتاء المصرية، وأن المعهد يقوم بتوزيع لجان مختلفة في أنحاء الجمهورية من القاهرة وحتى أسوان، ويشارك فيها أعضاء من دار الإفتاء المصرية وأعضاء من معمل أبحاث الشمس، وأعضاء من قسم الفلك، وعليه تم معرفة نتيجة الاستطلاع، ويتم إخبار مفتي الديار المصرية وهو المسئول عن إعلان مواعيد بداية شهر رمضان.
وقال الشيخ علي عمر، ممثلا عن دار الإفتاء، خلال فعاليات الندوة التثقيفية، إن هلال الشهر إنما يثبت لكل بلد برؤية أهله البصرية، خصوصًا إذا كان أهل البلد يستطيعون رؤية الهلال بوضوح، أو رؤيته في أقرب البلاد إليهم، أو بتحقق رؤيته في أي بلد إسلامي قريب من بلادهم، وذلك إذا قطع علماء الفلك بأن هذا آخر يوم من الشهر ويمكن رؤية الهلال؛ فإن قطع الحساب الفلكي بعدم طلوع الهلال أو باستحالة رؤيته فلا عبرة بالرؤية البصرية.
وأوضح الشيخ علي عمر، ممثلا عن دار الإفتاء، خلال فعاليات الندوة التثقيفية، إن القواعد والاجراءات المتبعة داخل مصر لاستطلاع أهلة الأشهر الهجرية تتعلق بيه قضيتين أحدهما علمية والأخرى عملية.
وأوضح عمر أن القضية العلمية المتعلقة لرؤية ومعرفة أهلة الشهور العربية هي أن ما تقرر شرعًا من أن القطعى مقدَّم على الظني، أى أن الحساب القطعى لا يمكن أن يعارض الرؤية الصحيحة، ولذلك صدر قرار مجمع البحوث الإسلامية سنة 1966، واتفقت المؤتمرات الفقهية كمؤتمر جدة وغيره على الاستئناس بالحسابات الفلكية القطعية مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعنى أن الحساب ينفى ولا يثبت، وأنه يعد تهمة للرائى الذى يدعى خلافه؛ وأنه إذا نفى الحساب القطعى طلوع الهلال فلا عبرة بقول من يدعيه، وإذا لم ينفِ ذلك فالاعتماد حينئذ على الرؤية البصرية فى إثبات طلوعه من عدمه.
وأضاف أنه من القطعى أن لا يكون شهر رمضان أبدًا ثمانية وعشرين يومًا ولا يكون كذلك واحدا وثلاثين يوما؛ بل هو كبقية الشهور القمرية: إما ثلاثون يوما وإما تسعة وعشرون يوما، وأنه على المكلف باتخاذ القرار أن يضع نصب عينه أمرين:
الأول: ألا يزيد شهر صومه على ثلاثين يوما ولا يقل عن تسعة وعشرين يوما.
الثاني: ألا يتعارض ذلك مع الحساب الفلكى القطعي.
وكشف الشيخ علي عمر، عن منهج دار الإفتاء المصرية في رؤية واستطلاع أهلة الشهور لمعرفة بدايتها، فقال إن منهج دار الإفتاء المصرية يتمثل فى عدة خطوات، وهى أن الرؤية تكون لجميع الشهور، ولا تقتصر على الشهور التى تتعلق بها العبادات الشرعية الإسلامية؛ وهى شهر رمضان وشوال وذى الحجة، حتى تنضبط رؤية هلال رمضان وهلال ذى القعدة، وذلك من أجل الوصول إلى أصوب تحديد لأوائل الشهور الثلاثة ذات الأهمية فى عبادة المسلمين.
وتابع: “كما أن الرؤية تكون عن طريق اللجان الشرعية العلمية التى تضم شرعيين وتضم مختصين بالفلك، وعددها 7 لجان، مبثوثة بمصر فى طولها وعرضها،فى أماكن مختارة من هيئة المساحة المصريَّة ومن معهد الأرصاد بخبرائه وعلمائه، فيها شروط الجفاف وشروط عدم وجود الأتربة والمعوقات لرصد الهلال”.
وذكر أن الرؤية هى الأساس، ولا يتم الاعتماد عليها إذا شابها التهم، والتى من بينها مخالفة الحسابات الفلكية القطعية، لافتا إلى أن مصر على مر عقود من الزمن، لم تختلف فيها الحسابات الفلكية مع نتائج الرؤية الشرعية، منوها إلى أنه لا بد من وضع أمرين فى الاعتبار عند الصائم، أن يتبع هلال البلد، فيجب على أهل كل بلد متابعة إمامهم.
ويتم تنظيم الندوة بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية في ضوء التعاون والشراكة بين المعهد والدار، ومن منطلق الحسابات الفلكية التي يقوم بها المعهد، أقدم معهد فلكى في المنطقة، حيث تم تأسيسه عام 1839 كواحد من أهم الأهداف وهو الحسابات الفلكية وتحديد بدايات الشهور العربية.
يأتي ذلك بمشاركة الدكتور ياسر عبد الفتاح عبد الهادي الذي يلقي الكلمة الافتتاحية ويقدم نبذة عن معمل أبحاث الشمس ودوره في شئون الفلك الشرعي، والدكتور علي عمر، ممثل دار الإفتاء، والدكتورة صافيناز أحمد التي تقدم معلومات عن القمر واختيار موقع استطلاع الهلال، والدكتور محمد غريب الذي يوضح قرائن توضح احتمالية رؤية الهلال وصحة بداية الشهر العربي، فيما يوضح الدكتور أمير حسن سبب الخلاف في رؤية الهلال وبداية الشهر.
تم بث الندوة من خلال الصفحة الرسمية المعهد القومي للبحوث الفلكية عبر “فيس بوك”:
https://fb.watch/quFtDBddiz/?mibextid=Nif5oz
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المعهد القومی للبحوث الفلکیة دار الإفتاء المصریة الحسابات الفلکیة الشهور العربیة الرؤیة البصریة رؤیة الهلال شهر رمضان علی عمر
إقرأ أيضاً:
مع بداية الشهر الهجري.. اعرف حكم التشاؤم من صفر وباقي الشهور
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (بعض الناس يقولون: إن العرب كانوا عندهم تشاؤم من شهر صفر؛ ما حكم الشريعة الإسلامية من التشاؤم ببعض الشهور كشهر صفر؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن ممَّا يدخل في التَّطيُّر المنهيّ عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أيّ مناسبة في هذا اليوم أو الشهر.
ومع ورود النهي الشرعي عن التشاؤم والتطيّر عمومًا باعتباره عادة جاهلية؛ فقد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».
يقول الإمام ابن عبد البر القرطبي في "الاستذكار" (8/ 424، ط. دار الكتب العلمية-بيروت): [وأما قوله: "ولا صَفَرَ" فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا، وذكر ابن القاسم عن مالك مثل ذلك] اهـ.
وقال الإمام الطيبي في "شرح المشكاة" (9/ 2980، ط. مكتبة نزار مصطفى الباز): [«ولا صفر» قال أبو داود في "سننه": قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا صفر". قال: وسمعت مَن يقول: هو وجعٌ يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدِي. قال أبو داود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرًا عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صَفَرَ»] اهـ.
وجاء في "شرح سنن ابن ماجه" للسيوطي (ص: 259، ط. قديمي كتب خانة): [قوله: «ولا صَفَر» بفتحتين كانت العرب تزعم أنه حية في البطن واللدغ الذي يجده الإنسان عند الجوع من عضه. وقيل: هو الشهر المعروف كانوا يتشاءمون بدخوله ويزعمون أن فيه يكثر الدواهي والفتن. وقيل: أراد به النسيء؛ فإنَّ أهل الجاهلية يحلّونه عامًا ويحرمونه عامًا، ويجعلون المحرّم صفرًا ويجعلون صفرًا من أشهر الحرم. قال جل ذكره: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ [التوبة: 37] الآية، فأبطل كل هذه المزعومات ونفاها الشارع] اهـ.
وأشارت إلى أن التشاؤم بشهر صَفَر -الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهي والفتن- هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.