العجز المائي في اليمن يهدد وجود البلاد
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن العجز المائي في اليمن يهدد وجود البلاد، كتب هيلين لاكنر خبيرة في شؤون اليمنيتجاهل قادة الفصائل اليمنية المتحاربة والمختلفة أزمة ندرة المياه التي تهدد وجود البلد نفسه، لذلك ينادي .،بحسب ما نشر عدن الغد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات العجز المائي في اليمن يهدد وجود البلاد، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
كتب / هيلين لاكنر خبيرة في شؤون اليمن
يتجاهل قادة الفصائل اليمنية المتحاربة والمختلفة أزمة ندرة المياه التي تهدد وجود البلد نفسه، لذلك ينادي خبراء بضرورة التحرك المشترك لاتخاذ إجراءات فورية منسقة بهدف تجنب كارثة وشيكة.
إلى قادة اليمن:
بغض النظر عن موقفكم أو حزبكم أو برنامجكم المعلن، يبدو أنكم جميعا مهتمون حصريا بالسلطة السياسية والسيطرة على الشعب اليمني وموارد البلاد الطبيعية المحدودة القابلة للتسويق، وخاصة الهيدروكربونات، إلى جانب الوصول إلى التمويل الإنساني الدولي وغيره. لكن هذه الرؤية قصيرة المدى تهدد وجود اليمن ذاته لأنها تتجاهل المشكلة الأساسية في البلاد، وهي ندرة المياه. ويجب أن تدركوا أنه لا حياة دون ماء. لذلك، يجب أن تكون معالجة هذه المشكلة على رأس أولوياتكم، رغم تعدد المشاكل البيئية والاجتماعية والاقتصادية المهمة التي يواجهها اليمنيون.
تحدد المعايير الدولية عتبة ندرة المياه المطلقة بـ500 متر مكعب للفرد سنويا. ويصبح الرقم ألف متر مكعب إذا أدرجت الاستخدامات الزراعية وغيرها. وتتوفر لليمني الآن 74 مترا مكعبا، أو 15 في المئة من هذا العدد. ومع تنامي عدد السكان وتراجع الموارد المائية نتيجة للاستخراج المفرط وعوامل تغير المناخ الأخرى، من المتوقع أن ينخفض إلى 54 مترا مكعبا بحلول 2050.
وأجبر استنفاد مصادر المياه الكثيرين بالفعل على مغادرة العديد من القرى. فعندما تنفد المياه، تنتقل العائلات أولا إلى المكان الذي تجد فيه ما تشربه. ويؤدي هذا إلى زيادة الضغط على إمدادات المياه في تلك المناطق والعديد من القطاعات الأخرى، كالإسكان والتعليم والخدمات الطبية والوظائف والبنية التحتية وما إلى ذلك. ويشعل هذا تدريجيا التوترات الاجتماعية المؤدية إلى الصراع أو يفاقمه.
ومع استنفاد العديد من طبقات المياه الجوفية المهمة المتوقع خلال الجيل القادم، سيصبح جزء كبير من اليمن غير صالح للسكن، مما يؤدي إلى خروج السكان من البلاد في النهاية. ومن المرجح أن يشق اللاجئون الذين يعانون من ندرة المياه طريقهم إلى دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة، وليس عبر البحر باتجاه الصومال وإثيوبيا التي أرسلت أكثر من 77 آلف مهاجر إلى اليمن في الأشهر الستة الأولى من هذا العام.
وتقدر معظم التحليلات أن 90 في المئة من مياه اليمن تستخدم في الزراعة. ولا تتجدد سوى 2.1 مليار متر مكعب من 3.5 مليار متر مكعب من المياه المستخدمة سنويا، ويأتي الباقي من طبقات المياه الجوفية الأحفورية التي يستغرق تجددها ملايين السنين. وتشهد البلاد اعتماد الكثير من مياه الآبار العميقة لري منتجات التصدير عالية القيمة كالعنب والمانغو، والمحاصيل التجارية المحلية كالقات.
ويرجع الاستغلال المفرط في المقام الأول إلى حفر الآبار العميقة غير المنظم في العقود الأخيرة واستخدام مضخات الديزل ومؤخرا مضخات الطاقة الشمسية لاستخراج المياه. وشجعت سياسات دعم المعدات والوقود هذه العملية التي تكون في الغالب لصالح ملّاك الأراضي الأقوياء.
وتواجه المياه المنزلية أزمة رئيسية أخرى. وكان 47 في المئة فقط من سكان الريف قبل الحرب يحصلون على المياه الصالحة للشرب، وهو رقم يقدر أنه انخفض إلى 31 في المئة الآن. وأصبح وضع الصرف الصحي أسوأ، حيث انخفض من 21 إلى 8 في المئة.
وتمتعت 56 في المئة من الأسر في المناطق الحضرية بالمياه ولكن أكثر من النصف الآن يعتمدون جزئيا على شحنات الشاحنات الخاصة من بين وسائل أخرى.
وتمثل تعز حالة متطرفة حيث أن 40 في المئة من الأسر الموصولة بشبكة البلدية تستقبل المياه مرة كل شهرين، وتمثل تحذيرا للآخرين، خاصة في ما يتعلق بقضية النزوح الحساسة التي يمكن ملاحظتها الآن في عدن أيضا. وأدى تدمير البنية التحتية خلال الحرب إلى تقليص التوزيع الحضري إلى حوالي ربع ما كان عليه. وتفاقمت الأمراض وتضاعفت الوفيات نظرا إلى أهمية المياه النظيفة للصحة. وأصبحت خدمات المياه والصرف الصحي المنزلية الآن غير كافية وتعكس ضعف الدولة على مدى عقود وتأثير الحرب المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات.
لكن يمكن حل المشكلة. أولا، من المهم أن نتذكر أن مدى توفر المياه ليس متساويا في كل مكان. وهذا ما يجب أن يؤخذ في الاعتبار في أي تخطيط. ثانيا، نظرا إلى استخدام حوالي 90 في المئة من المياه في الزراعة، من شأن تحويل جزء صغير من هذا إلى الاستخدامات المنزلية وغيرها أن يمكّن اليمنيين من الازدهار في منازلهم. ويجب أن تكون الأولوية لاحتياجات الإنسان من الشرب والأغراض المنزلية الأخرى ثم احتياجات الثروة الحيوانية. ويجب أن يكون توليد الدخل غير الزراعي هو الأولوية التالية، مع التركيز على مجموعة من المشاريع التي لا تحتاج إلى مياه كثيرة. ويتمتع قطاع السياحة، على سبيل المثال، بإمكانات كبيرة، ولكن إدارته يجب أن تكون بطريقة صديقة للبيئة، خاصة بخفض استخدام المياه.
ستبقى الزراعة عنصرا رئيسيا في سبل العيش اليمنية، حيث يعيش 70 في المئة من السكان في المناطق الريفية ويعمل نصفهم تقريبا في الزراعة. وتعتمد حوالي 60 في المئة من الأراضي المزروعة على مياه الأمطار. ويجب أن يتمتع هذا القطاع، الذي أُهمِل لأجيال، على دعم وطني ودولي قوي، بما في ذلك البحث ونشر المحاصيل الأساسية سريعة النضج والمقاومة للجفاف مثل الذرة الرفيعة والقمح والمحاصيل عالية القيمة النقدية. وكل هذه النقاط ضرورية لتمكين الزراعة من إنتاج دخل كاف للملايين من اليمنيين. ويجب أن يقتصر الري بالآبار العميقة على المياه المتبقية المتاحة، وفقط في الحالات التي لا يحرم فيها أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يعتمدون على آبار ضحلة من المياه اللازمة لمحاصيلهم.
وتعتبر السياسات اللازمة لتحقيق هذه المبادئ سهلة التصميم. لكن الصعوبات تتشكل في مرحلة التنفيذ الذي يجب أن يعالج المنافسة ويضمن التوزيع العادل بين المستهلكين المنتشرين من المنبع إلى المصب، ويحلّ القضية الحساسة والمعقدة الكامنة في نقل المياه من الريف إلى الحضر، ومنع الأقوياء من احتكار
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس فی المئة من متر مکعب یجب أن
إقرأ أيضاً:
عجز الطاقة يظهر مبكرًا في إيران… 5 أسباب
الاقتصاد نيوز - متابعة
شهد قطاع الطاقة في إيران عجزًا مبكرًا في توليد الكهرباء خلال شهر مايو 2025، وهو ما كان يُتوقع حدوثه عادة في أشهر الصيف الحارة. هذا العجز نتج عن مجموعة من العوامل المعقدة والمتزامنة التي وضعت توفير الكهرباء المستقر في بداية الموسم الحار أمام تحديات جسيمة.
وفي تقرير لها، أوضحت وزارة الطاقة الإيرانية أنها بعد تجاوز تحديات الشتاء، بدأت تنفيذ خطة متكاملة تتضمن 14 مشروعًا ضخمًا لإدارة استهلاك الكهرباء في فصل الصيف. شملت هذه المشاريع طيفًا واسعًا من الإجراءات، من بينها تطوير قدرات التوليد في المحطات الحرارية والمتجددة والمنتشرة، إلى جانب واردات الكهرباء وتنفيذ برامج لتحسين الكفاءة وإدارة الاستهلاك. إلا أن الزيادة المفاجئة والحادة في استهلاك الكهرباء خلال مايو 2025 أدت إلى ظهور العجز بشكل مبكر، علما أن توليد الكهرباء زاد بحوالي 6200 ميغاواط مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وبالرغم من زيادة الإنتاج، أكدت الوزارة أنها نفذت أيضًا إجراءات لإدارة الاستهلاك خلال هذا العام، إلا أن تعقيد الظروف حال دون تحقيق فعالية كاملة لهذه التدابير في المدى القصير.
ووفقًا لتقييمات الوزارة، هناك ستة عوامل رئيسية تقف وراء العجز المبكر في الكهرباء خلال مايو 2025، من أبرزها انخفاض الطاقة الإنتاجية لمحطات الطاقة الكهرومائية بحوالي 3000 ميغاواط. فعادة ما تمتلك هذه المحطات قدرة إنتاجية تصل إلى نحو 12,200 ميغاواط، إلا أن انخفاض احتياطي المياه في السدود بنسبة 40% هذا العام، أجبر الحكومة على تقليص الاستفادة من هذه المحطات للحفاظ على مخزون المياه لأشهر الصيف، ما أدى إلى غياب 3000 ميغاواط من الشبكة في مايو.
كذلك، ساهم الارتفاع غير المتوقع في درجات الحرارة والبداية المبكرة لموسم الحر في تفاقم الأزمة، حيث أظهرت الإحصاءات أن متوسط درجة الحرارة في مايو 2025 ارتفع بـ 5.5 درجات مئوية عن المتوسط طويل الأجل، ما أدى إلى زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء.
كما أُشير إلى تأخر أعمال الصيانة الدورية في محطات الطاقة الحرارية كأحد أسباب العجز، إذ حالت الحاجة إلى تأمين الكهرباء خلال شتاء العام الماضي دون تنفيذ أعمال الصيانة في وحدات الدورة المركبة، مما فاقم الوضع في الصيف.
وبالإضافة إلى ما سبق، أدت الزيادة المفاجئة في الطلب على الكهرباء في إيران إلى تفاقم الفجوة بين التوليد والاستهلاك. فقد بلغ الطلب في مايو أكثر من 57 ألف ميغاواط، أي بزيادة نحو 11 ألف ميغاواط مقارنة بذروة الاستهلاك في نفس الفترة من العام الماضي، وهو ارتفاع عزته الوزارة إلى موجة الحر والاستخدام المكثف لأجهزة التكييف.
أما السبب الخامس، فيعود إلى خروج محطة بوشهر النووية، بقدرة إنتاجية تبلغ 1000 ميغاواط، مؤقتًا عن الخدمة لأغراض الصيانة الدورية، والتي من المقرر أن تستمر حتى نهاية يونيو 2025. وجاء هذا التوقف في وقت حرج تشهد فيه البلاد ارتفاعًا حادًا في الطلب.
وأخيرًا، لفتت وزارة الطاقة إلى أن جذور هذا العجز تعود إلى مشاكل هيكلية طويلة الأمد في قطاع الكهرباء، مشيرة إلى أن الأزمة ليست وليدة هذا العام فقط، بل ترتبط بضعف في البنية الاقتصادية لصناعة الكهرباء. من بين أبرز هذه التحديات: التسعير المنخفض للكهرباء وضعف جاذبية الاستثمار في مجالي الإنتاج والبنية التحتية والحاجة إلى تطوير الشبكة الكهربائية ونقص التمويل اللازم، وهي عوامل تتطلب وقتًا واستثمارات ضخمة لمعالجتها.
وبناءً على هذه المعطيات، يشكل العجز في الكهرباء خلال ربيع 2025 إنذارًا جديًا بضرورة إجراء إصلاحات هيكلية في أنظمة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، إذ أن غياب هذه الإصلاحات يعرض استقرار شبكة الكهرباء لمخاطر متزايدة خلال أشهر الصيف المقبلة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام