الحرة:
2025-05-23@19:59:32 GMT

حادث شارع الرشيد.. تنديد دولي واسع

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

حادث شارع الرشيد.. تنديد دولي واسع

أثارت تقارير بشأن إطلاق إسرائيل للنار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في شارع الرشيد بالقرب من مدينة غزة، الخميس، موجة تنديد واسعة وسط روايات متضاربة. 

وقالت السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 100 فلسطيني قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية بينما كانوا ينتظرون للحصول على مساعدات الخميس، لكن إسرائيل شككت في عدد القتلى وقالت إن كثيرين منهم لاقوا حتفهم لأن شاحنات المساعدات دهستهم.

وأشار مسؤولون فلسطينيون في مجال الصحة إلى أن 112 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 280 آخرين في الحادث الذي وقع بالقرب من مدينة غزة، فيما تجاوز عدد القتلى في الحرب المستمرة منذ نحو خمسة أشهر 30 ألف شخص.

وذكرت الفرق الطبية أنها غير قادرة على التعامل مع حجم ونوعية الإصابات، حيث نُقل عشرات الجرحى إلى مستشفى الشفاء، الذي يعمل بشكل جزئي فقط بعد الغارات الإسرائيلية عليه.

وشككت إسرائيل في رواية مسؤولي الصحة في غزة، وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لرويترز إن حادثين منفصلين وقعا أثناء مرور قافلة الشاحنات من جنوب غزة إلى شمالها على طول الطريق الساحلي الرئيسي.

وأضاف أن مئات الأشخاص في الحادث الأول حاصروا شاحنات المساعدات، وفي حالة من الارتباك، أصيب أو قُتل العشرات بسبب التدافع أو دهس الشاحنات لهم.

وذكر أن الحادث الثاني وقع أثناء مغادرة الشاحنات حين اقترب بعض الأشخاص، ممن كانوا قد هرعوا إلى القافلة، من القوات الإسرائيلية ففتحت دبابة النار عليهم.

وأضاف المسؤول العسكري في إفادة صحفية "الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء ثم أطلقوا النار على من شكلوا عليهم تهديدا ولم يبتعدوا... هذا ما نفهمه من وجهة نظرنا. نواصل مراجعة الملابسات".

بدوره وصف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية سقوط قتلى فلسطينيين أثناء توزيع المساعدات قرب مدينة غزة بأنه "مأساة" وقال إن المؤشرات الأولية تفيد بأن الوفيات نتجت عن اندفاع سائقي توصيل المساعدات وسط الحشد المتزايد.

وأضاف المتحدث آفي هيمان في تصريحات للصحفيين "في مرحلة ما، كان (الناس) قد تزاحموا حول الشاحنات وقام الأشخاص الذين يقودون الشاحنات، وهم سائقون مدنيون من غزة، بالاندفاع وسط الحشود مما أدى في النهاية إلى مقتل عشرات الأشخاص، حسبما فهمت".

وتابع "من الواضح أنها مأساة لكننا لسنا متأكدين من التفاصيل بعد".

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" مقطعا مصورا من الجو قال إنه يوثق اعتراض فلسطينيين لشاحنات مساعدات "ونهبها مما سبب في مقتل العشرات نتيجة الازدحام الشديد والدهس".

واتهمت حماس الجنود الإسرائيليين بفتح النار على الحشد أثناء محاولة الفلسطينيين الحصول على الطعام من شاحنات انتظروها طويلا.

"حادث خطير" 

وقال البيت الأبيض، الخميس، إنه يبحث في التقارير بشأن ما حصل، واصفا ذلك بأنه "حادث خطير".

وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة تتحقق من "الروايتين المتضاربتين" عن إطلاق نار وقع عند نقطة توزيع مساعدات في غزة، مضيفا أن من شأن ما حصل أن يعقّد مفاوضات وقف إطلاق النار.

وقال بايدن للصحفيين لدى سؤاله عن الحادثة التي قالت وزارة الصحة التابعة لحماس إنها أسفرت عن مقتل 110 أشخاص برصاص القوات الإسرائيلية "نتحقق من الأمر حاليا. هناك روايتان متضاربتان عمّا حدث ولا جواب لدي حتى اللحظة".

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان "نبلغ تعازينا لفقدان أرواح الأبرياء ونقر بالوضع الإنساني السيئ في غزة، حيث يحاول الفلسطينيون الأبرياء إطعام أسرهم".

وأضاف أن "هذا يسلط الضوء على أهمية توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وتواصلها، بما في ذلك من خلال وقف مؤقت محتمل لإطلاق النار". 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين: "إننا نسعى بشكل عاجل للحصول على معلومات إضافية حول ما حدث بالضبط"، مقدما تعازيه لذوي الضحايا. 

وأضاف "نحن على تواصل مع الحكومة الإسرائيلية منذ وقت مبكر من هذا الصباح وعلمنا أن التحقيق جار. وسنتابع هذا التحقيق من كثب ونضغط للحصول على أجوبة".

ودعا إسرائيل إلى فتح "أكبر عدد ممكن من نقاط العبور، وتمكين التوزيع الآمن لتلك المساعدات في جميع أنحاء غزة".
وتابع ميلر "نواصل التوضيح في جميع نقاشاتنا مع حكومة إسرائيل أنه يجب اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة".

كما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن الاندفاع للحصول على المساعدات يظهر أن الوضع "يائس بشكل لا يصدق" في غزة حيث تحذر الأمم المتحدة من خطر المجاعة.

وقال: "يتدفق الناس على هذه الشاحنات لأنهم جياع، ولأنهم بحاجة إلى الغذاء، ولأنهم بحاجة إلى الدواء ومساعدات أخرى".

"ظروف مروعة"

واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، الأحداث التي قادت بحسب حماس إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية تسليم مساعدات في شمال غزة.

وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك "لا نعرف تحديدا ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع"، مضيفا أن الواقعة جرت في "ظروف مروعة".

وأوضح أن طواقم الأمم المتحدة لم تكن حاضرة خلال توزيع هذه المساعدات.

وأشار دوجاريك إلى أن "المدنيين اليائسين في غزة بحاجة إلى مساعدة عاجلة، بما في ذلك المحاصرون في الشمال حيث لم تتمكن الأمم المتحدة من تقديم المساعدات لأكثر من أسبوع"، مكررا دعوة أنطونيو غوتيريش لوقف فوري لإطلاق النار.

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "فزعه إزاء الخسائر البشرية المأساوية الناجمة عن النزاع في غزة الذي خلف حتى الآن أكثر من 30 ألف قتيل و70 ألف جريح"، مضيفا "من المؤسف أن عددا غير معروف من الأشخاص ما زالوا تحت الأنقاض".

من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إنه "على اطلاع على التقارير". 

ويجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلف أبواب مغلقة الخميس لبحث التقارير بشأن الحادثة. ويعقد الاجتماع الطارئ عند الساعة 21:15 بتوقيت غرينتش، ويأتي بطلب من الجزائر حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس. 

"جريمة ضد الإنسانية" 

ووصفت تركيا، الخميس، الأحداث بأنها "جريمة جديدة ضد الإنسانية". 

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "إسرائيل أضافت جريمة جديدة إلى جرائمها ضد الإنسانية".

وأضافت "حقيقة أن إسرائيل، التي حكمت على سكان غزة بالمجاعة، استهدفت هذه المرة مدنيين أبرياء يقفون في طوابير للحصول على المساعدات الإنسانية، دليل على أن (إسرائيل) تتعمد تدمير الشعب الفلسطيني بمجمله". 

من جهته، دعا وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، الخميس، إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة ودعا إسرائيل إلى حماية السكان الفلسطينيين بعد تقارير إطلاق النار في شارع الرشيد.

وقال على منصة اكس إن "الوفيات المأساوية في غزة تتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار لتسهيل تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين". 

وأضاف تاياني "نحض إسرائيل بقوة على حماية السكان في غزة والتأكد بدقة من الحقائق والمسؤوليات".

وقالت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، في بيان "من الضروري أن تقوم إسرائيل بإلقاء الضوء على هذه الأحداث وتحديد المسؤوليات".

وأضافت ميلوني أن "سقوط ضحايا مدنيين إضافيين وبأعداد كبرى يفرض تكثيف الجهود فورا ... لإيجاد الظروف لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن".

وأكدت فرنسا، الخميس، أن إطلاق النار على أكثر من 100 فلسطيني في أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات "غير مبرر" ويجب إظهار الحقائق المتعلقة بالحادث.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، في بيان: "تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية الالتزام بقواعد القانون الدولي وحماية توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المدنيين".

وقالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، إن مقتل عشرات الأشخاص الذين كانوا ينتظرون قافلة مساعدات في غزة "كابوس" ودعت إلى إنهاء القتال في القطاع.

وأضافت جولي للصحفيين في أوتاوا "عندما يتعلق الأمر بما حدث في غزة اليوم... يجب أن أقول إنني أعتقد أن هذا كابوس. علينا أن نتأكد من إرسال المساعدات الدولية إلى غزة وأن الناس يتمتعون بالحماية عندما يذهبون ويحصلون على تلك المساعدات".

كما ندد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بالحادث، وقال عبر منصة إكس إن "الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة، حيث يموت العشرات من المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار".

مساعدات شحيحة

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إنها أدخلت ما يزيد بقليل عن 2300 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة خلال فبراير وهو ما يمثل انخفاضا بنحو 50 في المئة مقارنة بيناير المنصرم.

وتواصل قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس سعيا لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 مارس، تتيح الإفراج عن رهائن محتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.

ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عاما إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حركة حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس في جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

كما احتُجز نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 130 منهم ما زالوا في غزة، ويُعتقد أن 31 منهم قُتلوا. 

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتنفّذ عمليات قصف مكثفة أرفقتها اعتبارا من 27 أكتوبر بعمليات برية أدت إلى مقتل 30035 شخصا وإصابة 70457 آخرين وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة يهددهم خطر المجاعة خاصة في شمال القطاع. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة المتحدث باسم لإطلاق النار إطلاق النار للحصول على مساعدات فی أکثر من فی غزة ما حدث

إقرأ أيضاً:

بعد الضوء الأخضر الإسرائيلي .. غزة الإنسانية بديل من المؤسسات الدولية

واشنطن – دعمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرح الحكومة الإسرائيلية المتعلق بضرورة سيطرتها على جميع المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة بعد أن منعت إدخال أي مساعدات له منذ 2 مارس/آذار الماضي، وهو ما أدى إلى انتشار الجوع ومخاوف من انتشار المجاعة لدى كل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون شخص.

وفي هذا الإطار، دعمت واشنطن تأسيس مؤسسة غير ربحية، وغير حكومية، نالت موافقة إسرائيل، وسُميت بـ "مؤسسة غزة الإنسانية" (جيه إتش إف) لتعمل بديلا من جمعيات ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، والتي ترفض إسرائيل استمرار قيامهما بمهام التوزيع في حالة السماح بدخول شاحنات المساعدات.

واطلعت الجزيرة نت، على العرض الذي قدمته المؤسسة للحكومة الأميركية، والذي ترجح بنوده وتفاصيله أنها ستكون "دمية بيد الجيش الإسرائيلي، وستعمل كوكيل لعسكرة المساعدات، وتهميش المؤسسات الدولية والفلسطينية، وترسيخ نظام الاحتلال تحت ستار العمل الإنساني المحايد". وتقول المؤسسة، إنها ستنطلق في إدخال المساعدات بدءا من نهاية الشهر الحالي.

وتعرض الجزيرة نت في هذا التقرير بصيغة سؤال وجواب كل ما يتعلق بهذه المؤسسة.

ما هي مؤسسة غزة الإنسانية؟ وما تاريخها؟ وما قدراتها؟

ليس للمؤسسة أي تاريخ، إذ تم تأسيسها ورقيا وقانونيا في فبراير/شباط الماضي في مدينة جنيف بسويسرا، بناء على طلب من الحكومة الأميركية بهدف المساعدة في تخفيف الجوع في غزة، مع الامتثال للمطالب الإسرائيلية بعدم وصول المساعدات إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

إعلان

ويترأس جيك وود المؤسسة، وله خبرة قيادة منظمة "فريق روبيكون" لتقديم الإغاثة الإنسانية أثناء الكوارث الطبيعية، وهو من قدامى المحاربين في قوات المارينز الأميركية الذي سبق له القتال في أفغانستان والعراق.

وستتولى المؤسسة تجهيز وشراء المساعدات والمواد الغذائية، في حين تتولى شركتا الأمن والخدمات اللوجستية الأميركيتان الخاصتان "يو دجي سولوشنز" (UG Solutions) و"سيف ريتش سولوشنز" (Safe Reach Solutions) تأمين مسار الشاحنات ومراكز توزيع المساعدات داخل قطاع غزة.

وتقول المؤسسة، إنها ستنسق مع الجيش الإسرائيلي، لكنّ الأمن ستوفره هاتان الشركتان.

شركات أمنية أمريكية تتولى الرقابة على التفتيش بين جنوب وشمال قطاع غزة! pic.twitter.com/OmkGk1updV

— قناة القدس (@livequds) January 26, 2025

كيف كانت توزع المساعدات في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023؟

منذ حتى ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتولى الأمم المتحدة الإشراف على عمليات توزيع المساعدات رغم كل المضايقات التي تتعرض لها من الجيش الإسرائيلي، وعمليات النهب من بعض العصابات المسلحة.

لكن الأمم المتحدة تؤكد أنه رغم ذلك، فإن نظام توزيع المساعدات، يعمل وقد ثبت ذلك خاصة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين وانتهى في 2 مارس/آذار الماضي. وكانت إسرائيل تشرف على إدخال الشاحنات بعد تفتيشها، ثم تتلقى المنظمة الأممية الشاحنة وتشرف على إفراغها في مخازن قبل البدء في عمليات التوزيع من مراكزها المنتشرة في مختلف مناطق القطاع.

ويقول ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة "لدينا نظام يعمل، لسنا بحاجة إلى إعادة اختراع عجلة أخرى وإلى شريك إنساني جديد ليخبرنا كيف نقوم بعملنا في غزة". وللمنظمة الأممية 400 مركز لتوزيع الغذاء والماء ومواد النظافة والمأوى والصحة والوقود والغاز.

لماذا اُقترحت خطة بديلة لتوزيع المساعدات في غزة؟

أوقفت إسرائيل دخول جميع شحنات المساعدات إلى غزة منذ 2 مارس/آذار الماضي للضغط على حركة حماس للإفراج عن المحتجزين لديها. كما تتهم حماس "بسرقتها" وهو ما تنفيه الحركة.

إعلان

وفي أوائل أبريل/نيسان الماضي، اقترحت إسرائيل ما وصفته بـ "آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات" إلى غزة. ورفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاقتراح بسرعة وقال، إنه يخاطر "بمزيد من السيطرة على المساعدات والحد منها".

ومنذ ذلك الحين تتزايد الضغوط على إسرائيل للسماح باستئناف تسليم المساعدات وسط مخاوف دولية من مجاعة محدقة بسكان القطاع، وأقر ترامب أن "كثيرا من الناس يتضورون جوعا في غزة".

في الوقت ذاته، سمح الاحتلال باستئناف دخول عدد محدود للغاية من شحنات المساعدات، وصفه مراقبون بأنه "قطرة في المحيط". وقالت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إنها حصلت على موافقة إسرائيلية على دخول نحو 100 شاحنة مساعدات أخرى إلى غزة.

من سيدير هذه المؤسسة الوليدة؟

تم الإعلان عن أسماء مسؤولي هذه المؤسسة على النحو التالي:

يقودها مجلس الإدارة برئاسة نيت موك الرئيس التنفيذي السابق لشركة "وورلد سنترال كتشين" (World Central Kitchen)، ومديرون آخرون يتمتعون بخبرة واسعة في التمويل والتدقيق والحوكمة. يترأس جيك وود الفريق التنفيذي. هناك مجلس استشاري يضم عددا من كبار الشخصيات في مجال المساعدات الإغاثية والخلفيات الأمنية، مثل رئيس برنامج الأغذية العالمي السابق ديفيد بيسلي، ومسؤول الأمم المتحدة السابق عن الأمن العالمي بيل ميلر، والعقيد مارك شوارتر المنسق الأمني الأميركي السابق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. من أين ستحصل المؤسسة على أموالها وطعامها ومساعداتها؟

هناك غموض كبير في تمويل هذه المؤسسة، وأشار مصدر مطلع لشبكة "سي إن إن" إلى أنها تلقت فعلا أكثر من 100 مليون دولار، ولم يتضح من أين تأتي الأموال.

في الوقت ذاته، أشار عرض المؤسسة إلى قيام عدة شركات قانونية وبنوك أميركية وسويسرية بالمراقبة والمراجعات المالية. وأعلنت كذلك أنها "في المراحل النهائية من شراء كميات كبيرة من المساعدات الغذائية"، وقالت إن ذلك يعادل أكثر من 300 مليون وجبة.

إعلان

كما أعلنت المؤسسة عن قبولها التبرعات من خلال 3 آليات:

وجبات الصندوق: بما قيمته 65 دولارا يمكن تمويل 50 وجبة كاملة يتم توصيلها مباشرة للمحتاجين. التبرع بالسلع العينية وبالمواد الغذائية أو المياه أو أجهزة الصرف الصحي والنظافة الشخصية، والمواد الطبية. الشراكة عبر المنظمة غير الحكومية العاملة: ستقوم المؤسسة بنقل وتأمين شاحنات المساعدات التابعة للمنظمات غير الحكومية من ميناء أسدود أو معبر كرم أبو سالم مباشرة إلى منافذ التوزيع المؤمنة.

وتعهدت واشنطن بالعمل على تأمين الدعم اللازم لعمل المؤسسة.

كيف ستعمل المؤسسة؟

تعهدت المؤسسة بإيصال المساعدات إلى 1.2 مليون فلسطيني، مع خطط للتوسع لتشمل أكثر من مليوني شخص، من خلال مراكز توزيع مؤمنة من شركات الأمن الخاصة، مع تنسيق مع الجيش الإسرائيلي لتأمين النطاق الأوسع لمراكز التوزيع.

وتقول المؤسسة إنها ستوفر "حصصا غذائية معبأة مسبقا ومستلزمات نظافة ومستلزمات طبية". وتخطط لنقل المساعدات عبر "ممرات خاضعة لرقابة مشددة، وتخضع للمراقبة في الوقت الفعلي لمنع التحويل، وإن "أشهرا من النزاع أدت إلى انهيار قنوات الإغاثة التقليدية في غزة، مما ترك ملايين المدنيين دون إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء وغيرها من الإمدادات الضرورية.

وأضافت أن "تحويل المساعدات والقتال النشط وتقييد وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى الأشخاص الذين من المفترض أن تخدمهم، أدى إلى تآكل ثقة المانحين. ومن هنا تم إنشاء مؤسسة غزة الإنسانية للعودة لإدخال المساعدات من خلال نموذج مستقل، ودقيق، يوصل المساعدات مباشرة وفقط للمحتاجين".

كم ستبلغ تكلفة إيصال كل وجبة إلى داخل غزة؟

ستكلف كل وجبة غذائية تدخل غزة 1.25 دولارا، وتوزيعها يكون على النحو التالي:

0.58 دولارا تكلفة الوجبة الغذائية. 0.67 دولارا تكلفة الخدمات اللوجستية والأمن والتوزيع والنفقات العامة الأخرى. إعلان

وتقول المؤسسة، إن هذه الأسعار تتوافق مع المعايير المتعارف عليها والتي تتراوح عادة من 0.50 إلى 0.80 دولارا لكل وجبة.

ما نموذج التشغيل المتوقع اتباعه؟

ستقوم المؤسسة في البداية بإنشاء 4 مواقع توزيع آمنة "إس دي إس" (SDS)، تم إعداد كل منها لخدمة 300 ألف شخص، (1.2 مليون من سكان غزة في المرحلة الأولية). مع قدرة على التوسع إلى أكثر من 2 مليون لاحقا.

تنتقل الحصص الغذائية المعبأة مسبقا ومستلزمات النظافة والإمدادات الطبية عبر ممرات خاضعة لرقابة مشددة، ويتم مراقبتها طوال الوقت لمنع التسريب.

ما أبرز الانتقادات لنموذج تشغيل المؤسسة؟

وصف توم فليتشر، مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، المؤسسة بأنها "عرض جانبي ساخر"، في مداخلة له أمام مجلس الأمن الدولي قبل أيام. وحذرت الأمم المتحدة من حقيقة أن المواقع الأولية التي ستكون فقط في جنوب ووسط غزة يمكن أن يُنظر إليها على أنها تشجع على هدف إسرائيل المعلن المتمثل في إجبار جميع سكان القطاع على الخروج من شماله.

كذلك تقول الأمم المتحدة، إن تورط الجيش الإسرائيلي في تأمين مواقع توزيع المساعدات يمكن أن يثبط المشاركة، أو يؤدي إلى مواجهة مسلحة، مع وجود مخاوف من أن المتعاقدين العسكريين من القطاع الخاص يمكن أن يستخدموا القوة كآلية للسيطرة على الحشود.

والأهم من ذلك، أن الآلية ببساطة غير كافية، فوجود 4 مراكز توزيع فقط يعني إجبار أهل غزة على المشي مسافات طويلة حاملين حصصا غذائية ثقيلة.

ويضيف فليتشر، أن الخطة المقترحة للمؤسسة "تفرض المزيد من النزوح، بما يعرض آلاف الأشخاص للأذى. وهي تقتصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة، بينما تترك الاحتياجات الملحة الأخرى دون تلبية. وتجعل المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية، والجوع ورقة مساومة".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تنشر الصورة الأولى لقتيلي حادث المتحف اليهودي
  • العراق‎ يُدين إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسي دولي
  • تنديد دولي واسع بإطلاق الاحتلال النار على وفد دبلوماسي
  • تنديد أممي بإطلاق الاحتلال النار على دبلوماسيين بالضفة الغربية
  • رغم الأزمة الإنسانية الخانقة في غزة.. إسرائيليون يحاولون منع دخول المساعدات إلى القطاع
  • مصر تُدين إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسي دولي في جنين
  • روسيا تطالب إسرائيل بوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
  • بعد الضوء الأخضر الإسرائيلي .. غزة الإنسانية بديل من المؤسسات الدولية
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي يتفقد مدينة مستقبل مصر الصناعية اليوم.. الاتحاد الأوروبي: على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة | أخبار التوك شو
  • منظمات الأمم المتحدة تدعو إلى دعم المساعدات الإنسانية في غزة