منذ بداية الحرب على غزة، اتّخذ الرئيس الأميركي جو بايدن موقفا مؤيدا لإسرائيل بشكل كامل، فقد سافر إلى تل أبيب، وزوّد الجيش الإسرائيلي بكميّات ضخمة من السلاح، ورفض الدعوة علنا إلى وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى، واستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرارات الأمم المتحدة في مناسبات متعددة.

وذكر تقرير نشره موقع "فوكس" الأميركي للكاتب زاك بوشامب أن كلّ هذا يعكس المعتقدات الشخصية القويّة لبايدن بشأن الحاجة إلى دعم إسرائيل.

وأضاف الكاتب أنه بالنسبة لأولئك الذين يتمنون أن تمارس واشنطن المزيد من الضغوط على تل أبيب لوقف عمليات القتل، فإن هذا يثير سؤالا جوهريا: لو كان الرئيس هو دونالد ترامب هل كان يُعالج الأمور بشكل مختلف؟

وبحسب التقرير، فإن الجواب يكاد يكون من المؤكد نعم، فبايدن لم يمارس سوى ضغوط بسيطة على إسرائيل، بينما لم يكن ترامب ليمارس أيّ ضغط من الأصل، وفق قوله.

وأوضح أن كل ما هو معروف عن الرئيس السابق يشير إلى أنه لن يكون لديه أي مخاوف بشأن الانحياز الكامل لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل. وبينما حقق بايدن بعض ما يمكن وصفه بالنجاح المحدود مع إسرائيل خاصة في قضية إدخال بعض المساعدات، فمن الصعب تخيّل ترامب يدافع عن المدنيين في غزة بينما كان يريد منعهم من دخول الولايات المتحدة من الأصل.

أمنية بن غفير

وتابع الكاتب أن اليمين الإسرائيلي يتفهّم ذلك ويتوق إلى عودة ترامب. وفي مقابلة أجرتها صحيفة وول ستريت جورنال أوائل فبراير/شباط، أوضح وزير الأمن إيتمار بن غفير وجهة نظره بشكل واضح، قائلا إنه "بدلاً من أن يقدم لنا دعمه الكامل، فإن بايدن مشغول بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة، الذي يذهب إلى حماس. ولو كان ترامب في السلطة لكان سلوك الولايات المتحدة مختلفا تماما".

وذكر التقرير أن مقالا نشرته مجلة "نيو ريببلك" أكد فيه اثنان من المسؤولين الأميركيين السابقين رفيعي المستوى أن الفرق بين بايدن وترامب لا يزال هائلاً "ومهما كان انتقادنا لسياسة إدارة بايدن في التعامل مع إسرائيل وغزة، فإن الأمل الوحيد في التراجع عن الأخطاء الأخيرة وتحقيق نتائج إيجابيّة يكمن في الحفاظ على القيادة الأميركية الحالية. وسيكون ترامب، أسوأ بعدة مرات، وأكثر استيعابا للعناصر المتطرفة في حكومة نتنياهو".

وتابع أن ترامب يحب إبرام الصفقات، وسيكون اتفاق "السلام الإسرائيلي الفلسطيني" بمثابة "صفقة القرن" كما يحب أن يقول.

لكن جلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات يتطلب سياسة أكثر عدلا من تلك التي اتبعها ترامب الذي وصف نفسه بأنه الرئيس الأكثر تأييدًا لإسرائيل على الإطلاق. وهناك سبب وراء قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بحملة علنية لصالح ترامب ضد بايدن عام 2020.

هدايا لإسرائيل

وزاد التقرير بأن السياسة الأميركية في إدارة ترامب كانت بمثابة قائمة من الهدايا لليمين الإسرائيلي، فقد تم خلالها صياغة "خطة سلام" دون مساهمة فلسطينية، كما استبعد الفلسطينيون من المفاوضات حول ما يسمى باتفاقات أبراهام، إلى جانب تحقيق الهدف الإسرائيلي المتمثل في إحراز تقدم دبلوماسي مع دول عربية.

ويضاف إلى ذلك الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية، والتخلي عن الموقف الأميركي المستمر منذ عقود الذي يعتبر أن مستوطنات الضفة تشكل عائقا رئيسيا أمام السلام وإزالة القيود المفروضة منذ فترة طويلة على إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين فيها، ونقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس المحتلة مع إغلاق البعثة الأميركية لدى فلسطين في نفس المدينة.

وفي سياسة ثابتة شدد عليها جاريد كوشنر (صهر ترامب) خلال ظهوره في جامعة هارفارد في فبراير/شباط، أعرب عن معارضته الصريحة لمساعي بايدن الحالية لإقامة دولة فلسطينية كجزء من أي تسوية بعد الحرب على غزة.

أما السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان -وفق الكاتب- فقد ذهب إلى أبعد من ذلك واتهم فريق بايدن "بعرقلة المجهود الحربي" من خلال الضغط على إسرائيل للحد من عدد الضحايا المدنيين في حملة القصف. وأضاف في مقابلة مع القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية "لم تضع الولايات المتحدة في أي وقت من الأوقات أي قيود على قدرة إسرائيل على الرد".

ويوضح الكاتب أن مستشاري ترامب يتبنون نفس الطرح، وليس هناك ما يشير إلى أنه يخطط لاختيار نوع مختلف من هؤلاء المستشارين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

إعلام أميركي: شعبية ترامب تتراجع وتحالفه يتفكك

قال تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إن التحالف الانتخابي المكوّن من مختلف طبقات المجتمع، والذي أوصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأ في التفكك مع تراجع شعبية الرئيس الأميركي.

وذكر التقرير -وهو بقلم آرون زيتنر وكارا دابينا- أن ترامب جذب بشكل غير متوقع نِسبا مرتفعة من الناخبين الشباب تحت سن الثلاثين، بجانب الناخبين السود واللاتينيين، وهي فئات كانت تميل تقليديا إلى الحزب الديمقراطي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة أميركية: هل ترامب صادق في إعادة تشكيل العلاقة مع إسرائيل؟list 2 of 2صحيفة إيطالية: هل بدأت حرب المياه بين الهند وباكستان؟end of list تراجع شعبية ترامب

وتابع أن ترامب خسر أصوات الناخبين الشباب بفارق 4 نقاط مئوية فقط في انتخابات 2024 أمام الحزب الديمقراطي، مقارنة بخسارته الفادحة بـ25 نقطة في 2020، كما أظهرت الاستطلاعات حينها تقلص الفجوة بينه وبين الناخبين من الأقليات، مثل السود واللاتينيين، مع تحسن واضح في أدائه بين كبار السن.

ولكن التقرير لفت إلى أن هذه الفئات بدأت تُظهر استياء متزايدا من أداء ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة المنتقدين لأدائه بين الشباب تفوق المؤيدين بحوالي 10 إلى 20 نقطة.

وقال إن نسبة التأييد تراجعت 28 نقطة مئوية وفق استطلاع "سي إن إن" و21 نقطة وفق استطلاع "إيكونومست"، و17 نقطة وفق فوكس نيوز، وذلك بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان من هذا العام.

إعلان

ولكن الصحيفة أكدت أن الدعم ظل قويا لدى الرجال البيض من الطبقة العاملة الذين لا يحملون شهادة جامعية، في حين شهدت نسبة تأييد النساء في الفئة نفسها تراجعا ملحوظا.

وعلى الرغم من هذه التراجع لا يزال ترامب يحظى بدعم من ناخبيه الذين صوتوا له في انتخابات 2024.

زاوية الاقتصاد

وأوضح الكاتبان أن صورة ترامب كخبير بالاقتصاد، والتي كانت من أبرز سماته خلال ولايته السابقة، بدأت تتراجع بشكل ملحوظ في عامه الأول من الولاية الجديدة، إذ أصبح تقييم ترامب الاقتصادي أسوأ مؤشر ضمن التقييم العام لأدائه كرئيس.

وأشار التقرير إلى أن حوالي ثلث الناخبين يرون أن التضخم أو تكلفة المعيشة ليست مشكلة حاليا، لكنها قد تتحول إلى مشكلة في المستقبل، في حين يعاني 58% منهم من ضغوط مالية بدرجات متفاوتة.

ونقل عن محللين جمهوريين وديمقراطيين قولهم إن ترامب يواجه تحديا كبيرا في تغيير انطباعات الناخبين عنه من ولايته الأولى، مع الإشارة إلى أن العديد من الناخبين يفضلون "الانتظار والمراقبة" لرؤية ما ستؤول إليه سياسات ترامب الاقتصادية وتأثيرها على الأسواق والأسعار.

معضلة العزل

وقال تقرير لمجلة نيوزويك -بقلم المحرر السياسي بيتر أيتكين- إن الاستياء من أداء ترامب أدى ببعض السياسيين المعارضين للنظر في إمكانية عزله، ومن هؤلاء النائب الديمقراطي من ولاية تكساس آل غرين، والذي قدم مقترحا جديدا لعزل الرئيس ترامب في مايو/أيار 2025، معبّرا عن مخاوفه تصاعد سلوكيات ترامب التي وصفها بالسلطوية.

ونقلت المجلة عن غرين قوله إنه من الضرورة التحرك "لعزل ترامب الآن قبل أن تجتاح الدبابات الشوارع"، مؤكدا على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية لحماية الديمقراطية.

وأشار التقرير إلى أن المقترح يركّز على تجاوزات ترامب في تعامله مع السلطة القضائية، ومن ذلك تجاهله لأوامر المحاكم الفدرالية، والتهجم على القضاة، والتقليل من أهمية مبدأ فصل السلطة.

إعلان

وأضاف غرين أن رفض ترامب الاعتراف بنتائج انتخابات 2020 يدل على عدم قبوله شرعية النظام الانتخابي إلا إذا كان هو الفائز، مما يهدد نزاهة الديمقراطية الأميركية.

وأوضح الكاتب أن غرين قاطع خطاب ترامب أمام الكونغرس في مارس/آذار 2025، معبّرا عن رفضه لامتلاك ترامب السلطة لتمرير قراراته المثيرة للجدل، مما أدى إلى طرد غرين من الجلسة وتوبيخه من زملائه، لكنه أكد أنه غير نادم على ما فعل، وقد يكرر فعلته إذا دعت الحاجة.

مقالات مشابهة

  • WP: مقربون من ترامب هددوا بالتخلي عن إسرائيل إذا لم توقف الحرب
  • إعلام أميركي: شعبية ترامب تتراجع وتحالفه يتفكك
  • هكذا يخطط داعمو إسرائيل لسحق الحركة المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة
  • ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة إلى أن نتنياهو لم يعد حليفا
  • ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة أن نتنياهو لم يعد حليفا
  • مسؤول أميركي يكشف سبب تراجع جي دي فانس عن زيارة إسرائيل
  • ضغط أميركي وغضب يميني.. كواليس قرار نتنياهو بشأن مساعدات غزة
  • إسرائيل تسمح بدخول مؤقت لمساعدات غزة بعد ضغط أميركي
  • أكسيوس: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل وحماس لقبولهما مقترحا محدثا لوقف إطلاق النار
  • نيويورك تايمز: ترامب عزز سياسية بايدن الفاشلة في اليمن وخسائر أمريكا بلغت 7 مليار دولار (ترجمة خاصة)