الاسرة / عُلا محمد 
وصف استشاري أمراض القلب والباطنة بجامعة بوخوم الألمانية الدكتور نبيل الجوفي انتشار مرض روماتيزم القلب في اليمن بأنه منتشر بشكل مخيف، وقال “من المحزن أن نشاهد شباباً وشابات وصغار سن لديهم روماتيزم متقدم.
وأوضح الدكتور الجوفي أن الإهمال في علاج روماتيزم القلب هو أهم أسباب انتشار هذا المرض في اليمن بشكل كبير.

. مشيرا إلى أن الروماتيزم يعد مرضاً سائداً في الدول النامية بسبب ضعف الإمكانيات الأساسية لتوفير بيئة صحية وآمنة.

الأكثر عرضة للإصابة
يعد الأطفال واليافعون من سن 5 سنوات وحتى 15 سنة هي الفئة الأكثر إصابةً بروماتيزم القلب وفقا لـ الجوفي.. ويعود السبب لتعرضهم المتكرر لالتهابات الحلق واللوزتين دون أن يحصلوا على العناية المناسبة.
وأضاف: هناك بكتيريا تسمى بالبكتيريا العُقدية، لأن شكلها كالعُقد؛ تسبب التهابات في الحلق واللوزتين وقد تسبب مرضاً يسمى الحمى الروماتيزمية وبالتالي قد تحدث ضرراً لصمامات القلب إذا لم تعالج بالشكل الصحيح.. موضحا أن الصمامات مع مرور الوقت وتكرار الإصابة بالبكتيريا تُتلف وقد يؤدي إلى اعتلال عضلة القلب وبالتالي ضرورة تغيير الصمام.
وتعتبر اليمن إحدى الدول التي تفتقر للكثير من الرعاية الصحية والتوعوية بأهمية نظافة وصحة البيئة المحيطة.. حيث يزيد انتشار العديد من الأمراض التي تسببها البكتيريا والجراثيم وتحديداً البكتيريا العقدية التي تسبب أمراض روماتيزم القلب.

العلاج المبكر
ينبه الدكتور الجوفي إلى مخاطر إهمال معالجة روماتيزم القلب بوقت مبكر.. لأن ذلك يؤدي إلى تدمير صمامات القلب وبالذات” الصمام المترالي” والذي يُسمى كذلك بـ”الصمام الثنائي.
وأوضح أن اعتلال الصمام يكون على شكل تضيق أو تسرب ومع مرور الوقت يصبح تغيير الصمام أمراً حتمياً لأنه يؤثر على وظيفة القلب.. مبينا بأنه توجد عادات خاطئة وعوامل بيئية تزيد من انتشار المرض.
ويذكر أنه خلال فترة ممارسته في ألمانيا لم يلتقِ في عملهِ كطبيب إلا بأشخاص قليلين جداً لديهم روماتيزم في القلب.. والسبب يعود إلى مستوى الوعي الصحي والنظافة وسرعة معالجة المشاكل الصحية التي قد تحدث بسبب الحمى الروماتيزمية.
بينما يكثر انتشار هذا المرض في المجتمعات والدول النامية وبالذات في المناطق الفقيرة والتي يكون فيها مناعة الجسم ضعيفة بسبب نقص التغذية والازدحام السكاني.. وانعدام الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة والأمراض المُعدية وعدم نظافة الشارع والمسكن والجسم والفقر وإهمال متابعة الطبيب.
كما أن المخلفات والأوساخ تزيد فرصة انتشار البكتيريا العقدية والتي تذهب عبر الدم إلى صمامات القلب.
هناك عوامل أخرى قد تتسبب في إصابة صمامات القلب، بالنسبة للبكتيريا العقدية المسببة للحمى الروماتيزمية؛ فالجسم يحاول أن يقاوم هذه البكتيريا عن طريق إنتاج ما يسمى بالأجسام المضادة.. وهي عبارة عن مواد تحارب الجراثيم؛ بحسب الدكتور الجوفي، موضحا أن المشكلة تكمن في أن هذه الأجسام المضادة لا تحارب فقط البكتيريا.. ولكن قد تهاجم كذلك غشاء الكلية أو صمامات القلب وهذا هو سبب روماتيزم القلب.
كما أن إهمال معالجة روماتيزم القلب وهو ما يزال في حالته البسيطة يتحول إلى الحالة الصعبة والخطيرة.
فكل ذلك يُعتبر من العوامل التي تعمل على نشر روماتيزم القلب في مجتمع ما وتتواجد في كل مكان تقريباً حيث تعتبر مُعديةً وتنتقل عبر “الرذاذ واللمس والمصافحة”.. وهي عدة أنواع وليست نوعاً واحداً كما ذكرنا سابقاً والتي قد يصاب بها الجسم وقسم العلماء هذه البكتيريا حسب صفاتها وأمراضها إلى أسماء عديدة.

مخاطر أخرى
يفيد الدكتور الجوفي بأن هناك مخاطر أخرى لروماتيزم القلب فمثلاً مرضى السكري باعتبار مناعتهم ضعيفة وبالتالي تصبح إصابتهم بالعدوى سريعة.. كما أن هناك مرضاً تسببه العقدية اسمه (الحمرة) وهو مرض جلدي يتسبب باحمرار بقعة من الجلد والإصابة بالحمى وقد يؤدي إلى عفونة الدم؛ هي نفسها العقدية المسببة للحمى الروماتيزمية والذي يصيب غالباً كبار السن والمصابين بأمراض قد تضعف الجسم مثل السكري؛ ولذلك يجب الحرص على المعالجة ومتابعتهم.

مضاعفات العلاج
يُشير الجوفي إلى أنه لا يوجد علاج فعَّال إلا وله مضاعفات، “دائماً أقول بأن أي علاج يخلو من المضاعفات هو في الأصل ليس بعلاج وعموماً التأثير السلبي لعلاجات الروماتيزم على المريض قليلة جداً، وفوائده أكثر من أضراره”.
وأفاد بأن المضاعفات غالباً ما تكون على شكل حساسية أو التهاب مكان الحقنة أو تجمع دموي مكان ضرب الحقنة، موضحا أن علاج الروماتيزم هو في الأصل مضاد حيوي طويل المدى ووقائي؛ لأنه يمنع تكرر إصابة الصمام بالالتهابات الناتجة عن عدوى البكتيريا العقدية.
ويؤكد أن الإهمال أو النقص في أخذ الحُقن قد يؤدي إلى تعرض الصمام لالتهابات متكررة بسبب البكتيريا العقدية والمنتشرة من حولنا وبالتالي تتطور حالة الصمام سلبياً.
كما ان زيادة الحُقن بدون داعٍ يعرض المريض إلى زيادة جرعة علاج لا يحتاج لها؛ وهذا قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات ناتجة عن العلاج، مبينا بأنه لا توجد عوامل نفسية مباشرة تؤدي إلى ظهور روماتيزم القلب ولكن توجد عوامل غير مباشرة، فالاكتئاب والحزن وإهمال النظافة والتغذية، مثلا، كل ذلك يؤدي إلى ضعف المناعة وهذا ما تحتاجه البكتيرية العقدية لتهاجم الجسم.
وبحسب الدكتور الجوفي تختلف فترة ضرب الحقنة من مكان لآخر ففي ألمانيا هذا المرض نادر تُعطى الحقنة كل 4 أسابيع؛ وبعض الأحيان نعطي المضاد الحيوي على شكل حبوب فقط وقت الحاجة؛ مثل وقت خلع الضرس أو قبل العمليات الجراحية.
أما في اليمن غالباً تكون كل ثلاثة أسابيع وفي بعض الحالات قد نعطي الإبر كل أسبوعين إذا وجدنا أن الروماتيزم لأحد المرضى يتطور بشكل سلبي وبسرعة أو لو وجدنا بأن أرقام الروماتيزم مرتفعة بشكل مخيف، حد وصفه.

دعوة للاهتمام
دعا الاستشاري الدكتور نبيل الجوفي الجهات الرسمية وبالذات وزارة الصحة إلى توفير حُقن روماتيزم القلب مجاناً؛ منوها بأن هذه الحُقن يمكن تصنيعها محلياً وبسعر مناسب لكل الناس.
كما طالب من القائمين على الإعلام بضرورة تكثيف الرسائل التوعوية عبر جميع وسائل الإعلام حول خطورة هذا المرض وسهولة علاجه والوقاية منه.
وختم حديثه بقوله “أدعو الأهل إلى عدم إهمال أولادهم أو التأخر في متابعتهم من قبل أطباء القلب، خاصة في حال ثبتت إصابتهم بروماتيزم القلب”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تدريب عملي متقدم لرفع كفاءة أطباء المنيا على تركيب كبسولات تنظيم الأسرة

تواصل مديرية الصحة بمحافظة المنيا، برئاسة الدكتور محمود عمر وكيل الوزارة، حهودها في تنفيذ الدورات التدريبية والتوعوية ، لصقل قدرات الأطباء بالمستشفيات العام والمركزي، والوحدات الصحية بالمنيا ، وذلك للقدرة على تركيب كبسولات تنظيم الأسرة بشكل جيد .

 

وذلك في إطار الجهود المتواصلة، لتحسين جودة خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية المقدمة للسيدات، نظمت مديرية الصحة والسكان بالمنيا، إدارة تنمية الأسرة، اليوم، تدريبًا عمليًا متقدمًا (Work Shop) لأطباء قسم النساء والتوليد من مستشفى الجامعة ومستشفيات الصحة، وذلك تحت الرعاية الكريمة ، للأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، اللواء عماد كدواني  محافظ المنيا،  الدكتور محمود عمر عبد الوهاب وكيل وزارة الصحة بالمنيا، الدكتورة مروة محمد إسماعيل وكيل مديرية الصحة بالمنيا.

 

وتهدف الدورة التدريبية إلى صقل المهارات وتحسين الجودة، وتمحور التدريب حول مهارات تركيب كبسولات تنظيم الأسرة، برعاية شركة أورجانون، ويهدف هذا النشاط إلى ، رفع كفاءة الأداء الطبي للأطباء، دعم تحسين جودة خدمات تنظيم الأسرة لتكون أكثر فعالية وأمانًا للسيدات، بدأت فعاليات الدورة التدريبية، بكلمة ترحيب وشرح رؤية الوزارة في مجال تنمية الأسرة، قدمها الدكتور مايكل نبيل فخري، المشرف الطبي لتنمية الأسرة بمديرية الصحة، محاضرة علمية متخصصة وشاملة عن "تركيب الكبسولات"، ألقاها الأستاذ الدكتور محمود حسني، أستاذ النساء والتوليد بكلية الطب جامعة المنيا.

 

وتمت مرحلة التدريب العملي على النماذج (المحاكاة)، تحت إشراف، دكتور مايكل نبيل فخري، دكتورة أسماء محمد إبراهيم، دكتور جورج صفوت، وأعرب الأطباء الحضور عن بالغ تقديرهم لأهمية هذا التدريب العملي، مؤكدين أنه ساهم بشكل فعال في ، صقل مهاراتهم العملية، تحديث معارفهم العلمية بشكل مباشر ، انعكاس إيجابي على مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمواطنات ، كما أشاد الحضور بحسن التنظيم وجودة المحتوى العلمي والتطبيقي الذي تم تقديمه ، وبهذه الخطوة، تؤكد مديرية الصحة بالمنيا التزامها بتقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية، لا سيما في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة. 

مقالات مشابهة

  • بهدفين.. منتخب الأردن ينهي الشوط الأول متقدمًا على مصر في كأس العرب 2025 «فيديو»
  • لتمكين الكوادر الوطنية.. «هيئة النقل» تجري اختبارات لـ49 متقدمًا من طلاب الأكاديمية الوطنية البحرية
  • تدريب عملي متقدم لرفع كفاءة أطباء المنيا على تركيب كبسولات تنظيم الأسرة
  • شرطة منطقة الحدود الشمالية تضبط مقيمًا من الجنسية البنجلاديشية لتحرشه بحدث
  • الحدود الشمالية.. ضبط مقيمًا لتحرشه بحدث وإحالته إلى النيابة العامة
  • أمريكا.. بيانات تظهر اعتقال نحو 75 ألف شخص ليس لديهم أي سجلات جنائية
  • استبدال الصمام الأورطي دون تدخل جراحي ينقذ حياة مواطنة بمدينة الملك عبدالله الطبية
  • في العدد الجديد من مجلة سلاف الثقافية:الدكتور المقالح.. وجه اليمن الثقافي
  • مصر تواجه الشائعات الصحية بـ424 ألف إشارة ورصد متقدم للفيروسات التنفسية
  • الموانئ الكيني يفوز على فيرست بنك النيجيري بطولة إفريقيا لكرة السلة سيدات