حفل توزيع جوائز مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
البوابة - احتضن فندق غراند حياة في دبي مساء أمس (الخميس) حفل توزيع جوائز مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في دورتها الثامنة عشرة 2022 - 2023، وذلك بحضور الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة والشباب، ود. أنور محمد قرقاش رئيس مجلس أمناء الجائزة، ومحمد المُر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وجمهور من كبار المثقفين.
بدأ الحفل بفيلم حول المؤسسة، استعرض مسيرتها والدور البارز الذي لعبته منذ تأسيسها في تقدير وتكريم رواد الثقافة العربية، الذين منحوا حياتهم لنهضة الأمة العربية ورفعتها، حيث تكرمهم ترسيخاً للأمل المعقود عليهم وتعظيماً لشأنهم، وتشجيعاً لهم من أجل المضي قدماً في سبيل العمل الهادف والجاد للنهوض الفكري بهذه الأمة، كما عرَّف بمجالات الجائزة، وقيمتها، ونظام إدارتها والإشراف عليها، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية المتنوعة التي تقوم المؤسسة بتنظيمها، وعملية النشر التي رفَدَت بها المكتبة العربية.
وقال د. أنور محمد قرقاش، في افتتاح الحفل: «إننا نُكرم كوكبة جديدة من المبدعين الذين أثروا المشهد المعرفي والثقافي العربي، بأفكارهم وأعمالهم المتميزة، فلهم منا كل التقدير والتكريم»، مضيفاً أن «الثقافة هي الروح التي تزدهر بها الحضارات، وهي التي تعطي الشعوب هويتها وتميزها، وتعزز التفاهم والتواصل بين الناس، وتمهد الطريق للتعايش والانفتاح في عالم متنوع بثقافاته وإبداعاته، ولطالما كانت دولة الإمارات مؤمنة بأن الثقافة والإبداع طريق رئيسي من طرق التطور والتقدم، ولطالما كان المبدعون والمثقفون محل تقدير واحترام، ومن هنا كانت مؤسسة العويس الثقافية سباقة إلى تكريمهم، واليوم نرحب بالفائزين الذين تتشرف بهم جائزة العويس وترحب بهم دولة الإمارات»، مؤكدا أنهم دأبوا في المؤسسة على مواكبة النشاط الإبداعي العربي منطلقين من قيم راسخة في مجتمعنا، ومتوارثة من الآباء المؤسسين الذي رأوا في الثقافة عاملاً حيوياً لبناء المجتمع وتنميته، وفتح آفاق واسعة له من النهضة والتطور، مستذكراً مآثر الراحل سلطان بن علي العويس الذي قدم نموذجاً يُعتزّ به لرجل الأعمال المثقف، والمدرك لأهمية الثقافة والفكر وضرورة دعم المبدعين والمتميزين فكان قدوة ومثالاً لرجال الأعمال والقطاع الخاص ومحفزاً لهم على إثراء الحركة الثقافية والفكرية، مُشيراً إلى أنهم في مجلس الأمناء سيواصلون الحفاظ على المكاسب التي حققتها المؤسسة، التي تستمد حيويتها وموقعها من تجربة الإمارات الرائدة ونموذجها التنموي، الذي انتهجته القيادة الحكيمة والتي قدمت الكثير للثقافة والفكر على المستويين العربي والدولي.
تقرير
وقدمت د. ميساء الخواجة تقرير لجنة التحكيم، الذي خلص بعد المداولات والنقاش إلى الإعلان عن نتائج الجائزة. حيث فاز في حقل الشعر حسن طِلِب من مصر، لفرادة تجربته وغزارتها وتنوعها، فهو يعيد صياغة العلاقة مع التراث الإنساني، بمشروع شعري متكامل ومتنام، يتسم بالتجريب ويمزج بين الشعرية والصوفية والرؤى الفلسفية، ويشتغل على توزيع القصيدة وفق نمط ذاتي يجمع بين الشكل البصري والقيمة الصوتية للحروف والكلمات، ومساءلة اللغة وتجريب إمكاناتها إلى الحد الأقصى، بحثاً عن قصيدة الإشراقات المُتفرّدة، واستثماراً للإيقاع بأشكاله المختلفة.
وفاز في حقل القصة والرواية والمسرحية أمين صالح من البحرين، لامتلاكه تجربة إبداعية مغايرة، تمثلت في ما كتب من قصص قصيرة ونصوص وأعمال أخرى، دلَّت على أنه متنوع الثقافة ومتعدد الاهتمامات، وتمتاز لغته بأنها تمزج بين السرد والشعر لتحقيق الانسجام المطلوب في هذا النوع من الكتابة الإبداعية، وغالباً ما يختار الجديد الغرائبي من أجل إدهاش المتلقي، ويحرص على ألا يقع في المكرور والمعاد، وقد أفاد من السريالية، ومن التقنيات السينمائية المتنوعة في مشروعه الإبداعي.
أما في حقل الدراسات الأدبية والنقد، فقد فاز عبد الله إبراهيم من العراق، الذي تتسم مؤلفاته بوضوح الرؤية المنهجية، والانشغال بموضوع السردية العربية ومنجزاتها وسياقاتها المتحولة، والاهتمام بالقضايا الثقافية، وإعادة تأمل العلاقة بين الشرق والغرب، ما أدى إلى توسيع دائرة الكتابة النقدية لديه، فغدت حفراً معرفياً وحضارياً يفكك المقولات والأطروحات والأنساق الثقافية والمفاهيم الفكرية السائدة، في نتاج مهم تنامى بدأب، وتمثَّل في تقديم مشروع نقدي متكامل.
فيما فاز في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية عبد السلام بن عبد العالي من المغرب، وذلك لأنه من رواد المدرسة التفكيكية في الثقافة العربية، ويرى في الأدب والكتابة والترجمة مداخل مهمة للفلسفة، وتتميز أعماله بأسلوب سهل يقارب بين المتخصص وغير المتخصص، كما تتميّز أفكاره بالاتساق والتكامل والترابط، وكأنه يُشيّد بناءً متعدد الطبقات، وهو باحث غزير الإنتاج ممتد العطاء ويربط الفلسفة بالمجتمع ويناقش من خلالها قضايا التطوّر ومستجدات الواقع، وتمتاز أعماله الفكرية بالأصالة والاستمرارية.
طريق
وفي كلمته باسم الفائزين، شكر د. عبد الله إبراهيم كل القائمين على هذه الجائزة، مضيفاً أنها شقَّت طريقها بقوة في المجتمع الثقافي العربي، وابتكرت لها هُويّة لا غبار عليها منذ انطلاق دورتها الأولى عام 1988م، وبقيت أمينة على التعبير عن الهدف الأسمى الذي أعلنته منذ البداية، وهو تشجيع الأدباء والكتاب والمفكرين والعلماء العرب وتكريمهم، اعتزازاً بدورهم في النهوض الفكري والعلمي بمجالات الثقافة والأدب والعلم في الوطن العربي. وفي نهاية الحفل كرّم الشيخ سالم بن خالد القاسمي الفائزين بالجائزة.
المصدر: الخليج
اقرأ أيضاً:
أفضل روايات الكاتب المصري إحسان عبد القدوس
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: سلطان بن علي العويس سلطان بن علی العویس العویس الثقافیة فی حقل
إقرأ أيضاً:
مثقفون يرحبون بإطلاق جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية في معرض الكتاب.. ويؤكدون: احتفاء واسع لإعادة الاعتبار لقيمة الأدب العربي
في لحظة أعادت الدفء إلى قلب الوسط الثقافي المصري والعربي، جاء إعلان إطلاق جائزة «نجيب محفوظ للرواية العربية» ليشكّل حدثًا استثنائيًا طال انتظاره، ويشعل موجة واسعة من الاحتفاء بين الأدباء والناشرين والقراء على السواء. فأن تحمل الجائزة اسم الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل يعني أن المشهد الإبداعي على أعتاب مرحلة جديدة من الاعتراف بقيمة الرواية العربية ودورها في تشكيل الوعي الجمعي. وقد استقبل المثقفون هذا القرار بترحيب كبير، معتبرين أن تخصيص جائزة بهذا الحجم وفي هذا التوقيت هو خطوة شجاعة لإحياء روح المنافسة، ودعم المواهب الشابة، وتكريم اسم ما زالت أعماله تُلهم أجيالًا كاملة من الكتّاب.
اعتمد الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، إطلاق جائزة «نجيب محفوظ للرواية العربية»، لتكون جائزة سنوية يمنحها معرض القاهرة الدولي للكتاب ابتداءً من هذا العام، تزامنًا مع إحياء ذكرى مرور عشرين عامًا على رحيل محفوظ، وفي إطار احتفاء الدورة السابعة والخمسين بالأديب العالمي باعتباره «شخصية المعرض».
وتبلغ قيمة الجائزة 500 ألف جنيه بالإضافة إلى ميدالية ذهبية أسوة بجائزة النيل، وتُموَّل بالكامل من البنك الأهلي المصري. وقد وصف كثيرون هذه الخطوة بأنها «تليق برمز عربي كبير»، وتعيد مصر إلى موقعها الريادي في دعم الفنون والآداب، خصوصًا في ظل تراجع الجوائز العربية الكبرى في الفترة الأخيرة.
ويبدأ استقبال أعمال المتسابقين من الخميس 4 ديسمبر 2025 وحتى الأحد 4 يناير 2026، بشرط أن تكون الرواية المتقدمة منشورة خلال العام 2025. ويتم التقديم بإرسال ثلاث نسخ من العمل إلى مقر الهيئة المصرية العامة للكتاب بكورنيش النيل.
وفي تعليقه على الجائزة، قال الدكتور أحمد مجاهد، المدير التنفيذي للمعرض: «إن أديبًا بقامة نجيب محفوظ يليق به أن تمنح وزارة الثقافة المصرية جائزة كبرى باسمه، بوصفه الأديب العربي الوحيد الفائز بجائزة نوبل».
وأضاف أن قيمة الجائزة تأتي تأكيدًا على أهمية الرواية العربية كفن قادر على التأثير في المجتمعات وتغيير مسارات التفكير.
وأكد مجاهد أن المعرض في دورته الجديدة سيشهد توسعًا ملحوظًا في أنشطته، وأن هذه الجائزة ستكون إحدى أبرز مفاجآته، نظرًا لما ستقدمه من دعم مباشر للكتاب العرب وتشجيع لسوق النشر.
أعرب الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة عن سعادته بإطلاق الجائزة، واصفًا اختيار نجيب محفوظ شخصية المعرض بأنه «اختيار موفق جدًا».
وقال: «قام محفوظ بدور عظيم في تأسيس الرواية العربية الحديثة، ونقلها فنيًا إلى آفاق جديدة، كما مهّد الأرض لأجيال كاملة من المبدعين».
وتطرق حمودة إلى إسهام محفوظ في السينما العربية، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من رواياته وقصصه تحوّل إلى أفلام تُعدّ من بين الأفضل في تاريخ السينما. وأضاف أن محفوظ كتب أيضًا سيناريوهات لأفلام مهمة ليست مأخوذة عن أعماله الروائية، مما يعكس عمق موهبته وتنوع تأثيره.
ويرى حمودة أن إطلاق جائزة بهذا الحجم هو إعادة اعتبار لاسم محفوظ العالمي، وفرصة لإعادة تسليط الضوء على قيمته الأدبية لدى الأجيال الجديدة.
وأعربت الكاتبة سها زكي عن فرحتها بالجائزة الجديدة، قائلة:
«خبر حلو أوي.. واللي عنده رواية صدرت العام الحالي يلحق يقدّم على المسابقة باسم جدنا الغالي نجيب محفوظ اللي بيدلع أحفاده جيل بعد جيل».
وأكدت أن الجائزة تمثل دعمًا مهمًا للكتاب الشباب، ورسالة تشجيع لهم للاستمرار في الكتابة والتجريب، معتبرة أن إدراجها ضمن احتفالية المعرض بدورته الـ57 خطوة تضيف للحدث ثقلًا خاصًا.
أما الكاتب عبد الله مراد المازم، فأعرب عن تقديره لإطلاق الجائزة، مشيدًا بالدور التاريخي الذي يلعبه معرض القاهرة الدولي للكتاب في دعم الإبداع العربي. وقال:
«معرض القاهرة ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو حالة احتفال سنوية بالعقل والوعي، ومساحة لاكتشاف الأفكار الجديدة وإعادة قراءة التراث».
وأضاف أن الدورة السابعة والخمسين تبشر بنقلة تنظيمية مهمة، خاصة مع زيادة الأنشطة الموجهة للأطفال واليافعين، وكثرة الورش واللقاءات المباشرة بين القراء والمؤلفين. وأكد أن هذا «التواصل الحي بين الكاتب وجمهوره» هو جوهر العملية الإبداعية.
وعن شعار الدورة: «من يتوقف عن القراءة ساعة يتأخر قرونًا»، قال المازم إن الشعار يحمل عمق رؤية محفوظ، ويعبر عن تحديات الثقافة العربية اليوم، مضيفًا: «القراءة ليست ترفًا، بل شرطًا للبقاء.. والشعار نبوءة ثقافية تضعنا أمام مسؤوليتنا تجاه المستقبل».
ويؤكد خبراء الثقافة أن الجائزة الجديدة ستدعم حركة النشر العربية، وستحفّز الكتاب على تقديم أعمال جادة وغنية، إضافة إلى تعزيز مكانة الرواية في سوق الثقافة، باعتبارها الجنس الأدبي الأكثر قدرة على التعبير عن المجتمع.
ومع اقتراب انطلاق الدورة 57 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، يرى المثقفون أن المشهد الثقافي العربي يقف على أعتاب موسم مختلف، يجمع بين الاحتفاء بتراث محفوظ ومنح الروائيين العرب فرصة جديدة للتنافس على واحدة من أهم الجوائز الأدبية في المنطقة.