إستمعت لتعليق أحد الشباب السودانيين عن حسابات ورصد للبنك الدولي في مؤشر النماء الإقتصادي للسودان في الفترة ما بين الستينيات والى قيام ما تسمى ثورة ٢٠١٩م مرورا بانخفاضه المريع بعد أن إستلم حمدوك الخبير والكفؤ الإقتصادي الدولي، للسودان مروراً للسقوط الاقتصادي الآن أثناء الحرب.

وعلى أن البنك الدولي يجري حساباته المادية فقط دون التطرق للخسارات السيادية والسياسية للدولة أو الخسارات المعنوية والنفسية لإنسانها.

فالبنك الدولي في مؤشراته تلك، لم يحسب قيمة تدمير البنى التحتية وقيمة التدمير المعنوي وقيمة أملاك الناس ومدخراتهم وخسارات التهجير والأنفس التي أزهقها حمدوك واتباع حمدوك، ولم يحسب قيمة الهلع والخوف وعدم الأمان، وتفريق البيوت وتفريغها من أهلها وشملها ودفئها وراحتها، والبنك الدولي من المؤكد ألا يحسب قيمة إخلاء المساجد وقلب بعضها لبيوت دعارة، ومواخير ولم يحسب القهر الذي حدث على الناس، ولم يحسب وسوف لن يحسب دمار البنية التحتية الدينية والثقافية وتدمير الجامعات والموروثات الثقافية ومحو الحضارات في المتاحف ودار الوثائق.

البنك الدولي سوف لن يحسب قيمة انهيار الدولة وهياكلها وجعل السودان وطناً بلا سيادة ولا ريادة وسوف لن يحسب قيمة الشروخ الإجتماعية والقبلية وتمزيق الهوية بمبرر التهميش ولا يحسب الضرر المعنوي والفكري الذي حدث لأكثر من أربعين مليون سوداني، بسبب الشقاق وانعدام الثقة بين الناس.

البنك الدولي سوف لن يحسب تفتيت المنطقة كلها لوضع اليد عليها ، وتنفيذ مخطط برنارد لويس، وبالطبع سوف لن يحسب قيمة تقسيم السودان إلى دويلات متحاربة، وإلى إثنيات وديانات متشاكسة، وسوف لن يحسب القيمة الكلية لتفتيت معنى السودان جغرافياً ووثقافياً واثنياً كبوتقة سكانية وجسر يصل العروبة بالأفريقية ولا الحضارات الشرق الوسطية بأفريقيا، وسوف لن يحسب قيمة التاريخ السوداني القديم كمهد لكل الحضارات الأفريقية وتاريخه الحاضرة كميراث إنساني تساوى فيه العربي بالأفريقي رغم أكاذيب التهميش وتساوى فيه الأرميني باليمني والأغريقي باليهودي والقبطي بالمسلم.

حسابات البنك الدولي رغم أنها كانت مؤشر عافية ونماء ألبّت كل الحاقدين على السودان في ارتفاع مؤشر نماءه ، لكنه لم يحسب معنى السودان وأمانه واستقراره، كونه سلة غذاء حقيقية لشعبه وجيرانه وأشقائه العرب والأفارقة وسوف لن يحسب قيمة المجاعات التي ستضرب المنطقة خصوصاً العربية في نقص الغذاء، والذي كان يمثل السودان سلته وهو (يتكيها) للغاشي والماشي، وهم ينتهبونها انتهاباً وهو يدري لكنه لم يقفل حدوده ولم يضرب على يد السارقين من دول الجوار والتي تصدر منتجاته بماركتها وهو يعلم.

هذه هي خساراتنا الحقيقية التي تحتاج لمئات السنين لإعادة السودان بلداً آمناً يتعايش أهله بأخوة وأمان وتجانس في الخلاسية والثقافة والمجتمع.

الرفيع بشير الشفيع

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: البنک الدولی

إقرأ أيضاً:

البنك الدولي يستعد لتمويل أول مشروع في سوريا منذ 30 عامًا

صراحة نيوز-بدأ البنك الدولي رسميًا، مناقشة تمويل أول مشروع في سوريا منذ أكثر من 14 عامًا، بعد استئناف المشاورات الفنية مع الحكومة السورية الجديدة، عقب تسوية مستحقات مالية معلقة منذ عام 2011.

ويحمل المشروع، اسم “برنامج إعادة تأهيل البنية التحتية لنقل وتوزيع الكهرباء في سوريا” (SEEP)، تبلغ قيمة التمويل المقترح له 146 مليون دولار، ويدخل حاليا مرحلة التفاوض النهائية ضمن جدول البنك الدولي للمشاريع، تمهيدًا لعرضه رسميا على مجلس المديرين التنفيذيين بتاريخ 24 حزيران 2025.

ويهدف المشروع إلى تحسين استقرار تزويد الكهرباء في سوريا وتعزيز قدرات المؤسسات الحكومية المعنية بإدارة القطاع، من خلال تنفيذ حزمة من الأعمال تشمل إعادة تأهيل خطوط النقل ومحطات التحويل عالية الجهد التي تضررت خلال سنوات النزاع، إلى جانب دعم فني لتطوير السياسات وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية اللازمة، وفقًا لأحدث وثائق البنك الدولي.

يتكون المشروع من أربعة مكونات رئيسية؛ يركز المكون الأول على إعادة تأهيل خطوط نقل الكهرباء بقدرة 400 ك.ف، والتي تربط الشبكة السورية بكل من الأردن وتركيا، في خطوة تهدف إلى إعادة ربط سوريا بالشبكة الكهربائية الإقليمية، وتحسين استقرار الشبكة المحلية وتقليل الانقطاعات المتكررة.

أما المكون الثاني فيشمل إصلاح محطات التحويل وتزويدها بالمعدات وقطع الغيار اللازمة، لتحسين تدفق الكهرباء وتقليل الخسائر الفنية، خصوصًا في المناطق المتضررة ذات الكثافة السكانية العالية. ويُعنى المكون الثالث بتقديم المساعدة الفنية للحكومة لتطوير استراتيجيات القطاع وسياساته وخطط الاستثمار متوسطة وطويلة المدى، إلى جانب دعم بناء القدرات المؤسسية لوزارة الكهرباء.

أما المكون الرابع فيغطي جوانب إدارة المشروع، من خلال تمويل تكاليف التنفيذ وتعيين شركة استشارية دولية متخصصة للإشراف الفني والإداري والمالي على مراحل التنفيذ كافة.

وزير المالية السوري يسر برنية، أكد أن هذه المنحة تُعد الأولى التي يتلقاها الجانب السوري من البنك الدولي منذ نحو ثلاثين عاماً، وتمثل تحولاً مهماً في مسار التعاون الدولي مع سوريا، في مرحلة يسعى فيها البلد لإعادة تأهيل بنيته التحتية الحيوية.

وأوضح برنية أن اجتماعات المناقشة يشارك فيها ممثلون فنيون وقانونيون عن وزارة المالية، ووزارة الطاقة، ومصرف سوريا المركزي، إلى جانب خبراء مستقلين، في حين يشارك من جانب البنك الدولي فريق موسّع من الخبراء الماليين والقانونيين والمتخصصين في قطاع الكهرباء، بالإضافة إلى مساهمين عن بعد من مكاتب البنك في باريس وواشنطن.

وأشار الوزير إلى أن الجانب السوري حريص على إنهاء الترتيبات الفنية والقانونية تمهيداً لعرض المشروع رسمياً على مجلس إدارة البنك الدولي لإقراره، مؤكدا التزام الحكومة السورية الكامل بنجاح تنفيذ مشروع المنحة بكفاءة عالية، مشيراً إلى أن هذا النجاح سيمهّد للحصول على منحة مضاعفة خلال العام المالي المقبل الذي يبدأ في تموز 2025.

وتتولى تنفيذ المشروع “المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء” (PETDE) التابعة لوزارة الكهرباء السورية، بالتعاون مع وحدة إدارة المشروع التي سيتم إنشاؤها بدعم مباشر من الشركة الاستشارية الدولية، والتي سيتم التعاقد معها عبر مناقصة دولية مفتوحة.

عودة هذا النوع من التمويل تأتي بعد أن أكد البنك الدولي، في أيار 2025، أن الحكومة السورية سددت كامل ديونها المتأخرة تجاه المؤسسة، وهي خطوة قادتها السعودية وقطر ضمن مبادرة إقليمية أوسع لإعادة دمج سوريا في المؤسسات المالية الدولية.

وأكدت مصادر رسمية في البنك أن تسوية الديون فتحت الباب أمام دراسة مشاريع تمويلية جديدة، على أن تراعي أعلى معايير الشفافية والمساءلة والامتثال للمعايير البيئية والاجتماعية.

وكانت سوريا قد استُبعدت من الحصول على أي تمويل مباشر من البنك الدولي منذ عام 2011، واكتفى البنك خلال تلك الفترة بإصدار تقارير تحليلية وتقديرات اقتصادية من دون تنفيذ مشاريع تشغيلية. لكن مع تزايد المبادرات الدبلوماسية الإقليمية، عقد وفد سوري رسمي أول اجتماع له منذ أكثر من عقد مع مسؤولي البنك وصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان 2025، لبحث آفاق الدعم الفني والمالي، وفق تصريحات رسمية صدرت عقب الاجتماع.

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي:العراق في ذيل قائمة مؤشر الصحة العالمي
  • البنك الدولي يستعد لتمويل أول مشروع في سوريا منذ 30 عامًا
  • تقرير أممي: ارتفاع وفيات إصابات الكوليرا في اليمن إلى أكثر من 18.200
  • محافظ مطروح والسفير السوداني يشهدان حفل تخرج جامعة الأحفاد للبنات
  • السوداني لأمير قطر:إسرائيل تنتهك القانون الدولي في اعتدائها على إيران
  • تقرير أممي: السودان وفلسطين ضمن 5 بؤر يواجه سكانها خطر الموت جوعا
  • تقرير أممي: اليمن ضمن بؤر الجوع المثيرة للقلق الشديد
  • المركز الوطني للتنافسية ومجموعة البنك الدولي ينظمان ورشة عمل إقليمية حول منهجية تقرير (الجاهزية للأعمال)
  • علَّامة السودان عبد الله الطيب رحمه الله إذا سمع عبارة ( الشرق الأوسط) يقول : الأوسط من ماذا ؟ والأقصى من ماذا ؟!
  • الصمغ العربي السوداني: تأثير الحرب وتحديات القيمة المضافة