شباب ضد الحرب.. هل تخرس أصوات السلام أبواق الفتنة في السودان؟
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
تعمل الشبكة الشبابية السودانية المستقلة، على التشبيك بين الشباب والشابات لتوحيد الرؤى والعمل من أجل تحقيق السلام وإيقاف الحرب
التغيير: كمبالا
أكثر من 100 شاب وشابة من السودان، ودول الجوار اجتمعوا بمدينة عنتيبي الأوغندية، للمشاركة في فعاليات المؤتمر التأسيسي للشبكة الشبابية السودانية، ومناقشة قضايا الشباب والخروج بتوصيات تساعد في إيقاف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي.
واستمرت أعمال المؤتمر لأربعة أيام في الفترة من 2 إلى 5 مارس الجاري، بمشاركة شباب وشابات من السودان، وجنوب السودان وأوغندا وكينيا وتشاد.
وتعمل الشبكة الشبابية السودانية المستقلة، على التشبيك بين الشباب والشابات من خلفيات ومناطق مختلفة لتوحيد الرؤى والعمل من أجل تحقيق السلام وإيقاف الحرب في السودان واستعادة التحول المدني الديمقراطي.
رؤية موحدةيقول عضو الشبكة الشبابية حيدر عبد الله، إن الشباب عملوا من خلال المؤتمر للخروج برؤية موحدة لإيقاف الحرب والتمهيد لتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة.
وأشار لدى كلمته في المؤتمر إلى أن الحرب التي تمر بها البلاد هي نتيجة لعمل سياسي ظل يمارس منذ بداية الدولة السودانية.
وطالب حيدر، “القوى السياسية السودانية بضرورة الخروج من حالة التمزق الذي تشهده الساحة السياسية”.
وناشد القيادات الاجتماعية ورجال الدين للضغط على طرفي النزاع لإيقاف الحرب ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني.
وثمن الجهود التي يقوم بها الشباب في البلاد عبر غرف الطوارئ أو المبادرات الشخصية.
ووجه رسالة للشباب في القوات المسلحة والدعم السريع والمستنفرين، قائلا “نحن نقدر الظروف التي جعلتكم تنخرطون في الحرب، لكن اعلموا أن الغاية الحقيقية من الحياة تتحقق بالسلام وليست في الحرب، وأن عملية رد الحقوق تتحقق بالسلام وليس الحرب “.
وناقش المؤتمر عدة أوراق منها الحراك الشبابي ودوره في تعزيز المشاركة السياسية وكيفية الاستفادة من التجارب السياسية السابقة لإيقاق الحرب.
كما ناقش المؤتمر ورقة حول كيفية إنهاء الحرب واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي بالسودان، بالتركيز على انخراط المجتمع المدني في عمليات السلام بمنأى عن أطراف النزاع، إضافة إلى دور الثقافة والفنون في بناء السلام.
وتطرق المؤتمر إلى حماية المرأة ومشاركتها في عمليات بناء السلام، فضلا عن الوضع الإنساني الذي يعيشه الشعب السوداني والدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في الاستجابة الإنسانية والمناصرة للتصدي للمجاعة التي تهدد نسبة كبيرة من الشعب السوداني.
مناقشة الدستورمن جهته، قال القيادي بالشبكة الشبابية مهند عرابي، إن المؤتمر شارك فيه أكثر من 100 شاب وشابة من داخل الشبكة، وأكثر من 15 شابا وشابة من خارجها.
وأضاف: عرابي لـالتغيير: “المؤتمر ناقش النظام الأساسي والهيكلة والاستراتيجية ورؤية الشبكة في إيقاف الحرب والتحول الديمقراطي”.
ونوه الى أن الورشة خرجت بعدد من الأجندة، من ضمنها مناقشة الدستور، وبناء السلام والعدالة الانتقالية، واقتصاد إعمار ما بعد الحرب، والقضايا الإنسانية.
وتعمل الشبكة من خلال أهدافها للضغط على المدنيين للتوحد وفق رؤية وطنية كلية شاملة تحقق السلام المستدام وتسهم إيجابا في التحول المدني الديمقراطي، وتنسيق الجهود بين المنابر الإقليمية والدولية من أجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
وقف إطلاق النارولفت مهند، إلى أن أهم مخرجات المؤتمر المساهمة في عملية إيقاف الحرب ووقف إطلاق النار وفق رؤية سياسية للشباب والشابات، سيتم تسليمها لكل الفاعلين السياسيين والمدنيين في السودان والإقليميين والدوليين، والوساطة المتمثلة في الاتحاد الأفريقي والإيقاد ومنبر جدة ودول الترويكا.
وأوضح القيادي بالشبكة، أن المؤتمر أوصى بابتدار حملات من شأنها حشد الدعم الشعبي، ومساهمتهم في عملية إيقاف الحرب، والتصدي لتحشيد للمكونات الاجتماعية لطرفي النزاع
وأكد أن المؤتمرين أرسلوا رسائل لقادة الجيش والدعم السريع بضرورة إيقاف الحرب وإيقاف معاناة الشعب السوداني، وكذلك أرسل المؤتمر رسالة إلى القوى الفاعلة في إيقاف الحرب لتوسيع قاعدة المشاركة والالتفاف حول رؤية مجمع عليها لإيقاف الحرب وبناء عملية سياسية من شأنها محاولة إعادة تأسيس وبناء الدولة السودانية بعد الحرب “.
مبيناً أن الشباب يعمل بمنهجية شمولية وتشاركية يكون فيها التمثيل العادل، والانخراط في العملية السياسية وفي عملية التفاوض، وإرسال رسائل للمجتمع الإقليمي والدولي.
الأبواب مفتوحةبدوره، يقول عضو الشبكة إدريس عبد الله لـ”التغيير”، إن الشبكة الشبابية تضم عددا من شباب الأحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح ولجان المقاومة وشباب من القطاعات المهنية والفئوية والمجتمع المدني.
وأضاف: “التنوع الذي تذخر به الشبكة يعتبر أحد مميزاتها، وأنتج رؤى وأجندة شبابية حول القضايا العامة لسودان”.
وتابع: “هذا التجمع الشبابي يؤكد أن المؤتمر يعمل على تجاوز فكرة الاختلاف السياسي الموجود ويدعو بشكل عاجل إلى إيقاف الحرب”.
وأكد عبد الله، أن أبواب الشبكة مفتوحة لكل شباب وشابات السودان للمشاركة دون قيد أو شرط فقط المصلحة الوطنية.
وشدد إدريس على أن رؤية الشبكة تقوية الأدوار الإيجابية للشابات والشباب للمساهمة الفعالة في إنهاء الحرب لتأسيس سودان مدني ديمقراطي موحد ينبني على سيادة القانون وحكم المؤسسات.
الوسومإيقاف الحرب الشباب المؤتمر الشبابي عنتيبي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إيقاف الحرب الشباب المؤتمر الشبابي عنتيبي
إقرأ أيضاً:
واشنطن تفرض عقوبات جديدة على السودان بسبب أسلحة كيميائية والحكومة السودانية ترد ببيان ساخن وتكذب إتهامات
متابعات ـ تاق برس – قالت وزارة الخارجية الأميركية الخميس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على السودان بعد تاكدها انها استخدم الأسلحة الكيميائية في عام 2024، وسوف تدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ فى السادس من يونيو المقبل بعد نشر الاخطار في السجل الفيدرالي.
وقالت ان القرار سُلِّمَ إلى الكونغرس الخميس، إلى جانب ملحق لتقرير الشرط 10(ج) الصادر في 15 أبريل 2025 بشأن الامتثال لاتفاقية الأسلحة الكيميائية، والذي يُفيد بأن حكومة السودان غير ممتثلة للاتفاقية، التي هي طرف فيها.
واوضحت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية تامي بروس، فى بيان صحفي، انه و بعد مهلة إخطار مدتها 15 يومًا من الكونغرس، ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على السودان، تشمل قيودًا على الصادرات الأمريكية إلى السودان، وعلى الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأمريكية.
ودعت الولايات المتحدة حكومة السودان إلى وقف جميع استخدامات الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية.
واكدت واشنطن التزامها بشكل كامل بمحاسبة المسؤولين عن المساهمة في انتشار الأسلحة الكيميائية.
الحكومة السودانية ترد على الولايات المتحدة بشأن فرض عقوبات على السودان
في الاثناء قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية خالد الإعيسر تتابع الحكومة ،وباستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأمريكية من اتهامات وقرارات قالت انها تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان.
واضاف البيان لقد دأبت الولايات المتحدة الأمريكية، على مدى سنوات طويلة، على انتهاج سياسات تعرقل مسيرة الشعب السوداني نحو الاستقرار والسلام والازدهار. وليس من المستغرب أن تُستأنف هذه السياسات كلما أحرزت الدولة تقدماً ملموساً على الأرض.
وقال الإعيسر وفق البيان : إن فبركة الاتهامات وترويج الأكاذيب، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة التي لا تستند إلى أي دليل، تأتي ضمن نهج قديم يرتكز على خارطة الطريق التي وضعتها الإدارة الأمريكية السابقة عام 2005، والتي تُعدَّل مرحلياً بما يخدم الأجندات الأمريكية، استناداً إلى مزاعم لا تمت إلى الواقع بصلة.
وقد استهدفت هذه الادعاءات الكاذبة مجدداً القوات المسلحة السودانية، لاسيما بعد إنجازاتها الميدانية التي غيرت من واقع المعركة، وعقب تعيين رئيس للوزراء، وهو ما شكل تطوراً مهماً في مسار إعادة بناء مؤسسات الدولة.
وزاد “وليست هذه المحاولة الأولى؛ فقد استخدمت الولايات المتحدة أدوات مماثلة في السابق دون أن تحقق أهدافها.
وقد تابع العالم التصريحات الواضحة التي أدلت بها السيناتور الأمريكية سارة جاكوب، والتي انتقدت فيها تواطؤ إدارة بلادها مع الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في السودان، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعت إلى حظر توريد الأسلحة إليها. ويعكس هذا الموقف وجود أصوات أمريكية تدرك حقيقة الأزمة وحجم المظالم التي يتعرض لها الشعب السوداني.
ونذكر بأن الولايات المتحدة سبق أن قصفت مصنع الشفاء في أغسطس 1998، استناداً إلى مزاعم ثبت كذبها لاحقاً، إذ تبيّن أن المصنع كان لإنتاج الأدوية. واليوم تعود ذات المزاعم باتهامات لا أساس لها بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، بينما تلتزم واشنطن الصمت حيال الجرائم الموثقة بحق المدنيين في دارفور ومناطق أخرى، التي تقف خلفها دولة الإمارات العربية المتحدة عبر دعمها غير المحدود للميليشيات، ومن خلال تزويدها بطائرات مسيرة استراتيجية، وأسلحة أمريكية حديثة، وتمويل مالي كامل، أقرت به لجنة خبراء الأمم المتحدة.
وأشار البيان ان1 هذه الرواية الكاذبة، التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تسويقها دولياً، ليست سوى محاولة جديدة لتضليل الرأي العام، وتوفير غطاء سياسي لجهات فقدت شرعيتها وتورطت في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني.
وسبق أن سعت الإدارة الأمريكية السابقة إلى فرض الاتفاق الإطاري على الشعب السوداني بطريقة تضمن بقاء الميليشيات ضمن مشهد انتقالي مصطنع، متجاهلة تطلعات الشعب في بناء دولة مدنية عادلة تقوم على القانون والحرية والسيادة الوطنية عبر انتخابات حرة وشفافة.
وإذ يدرك الشعب السوداني وحكومته أبعاد هذا الابتزاز السياسي المستمر، فإنهما يؤكدان أن ما تشهده المرحلة الراهنة ليس إلا تكراراً لأخطاء سابقة في تعامل الإدارة الأمريكية مع قضايا السودان. غير أن الفارق اليوم هو أن هذه التدخلات، التي تفتقر إلى الأساسين الأخلاقي والقانوني، تُفقد واشنطن ما تبقى لها من مصداقية، وتُغلق أمامها أبواب التأثير في السودان بفعل قراراتها الأحادية والمجحفة.
على الحكومة الأمريكية أن تدرك أن حكومة السودان، المدعومة بإرادة شعبها، ماضية في طريقها حتى تحقيق الانتصار الكامل في معركة الكرامة، ولن تلتفت إلى أية محاولات تستهدف عرقلة تطلعات الشعب السوداني نحو حياة كريمة، وتحرير بلاده من الميليشيات وتدخلات دول العدوان.
واش