حتى داخل الكونغرس.. أكذوبة حق التعبير تتلاشى عندما يتعلق الأمر بـ “إسرائيل”
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
واشنطن-سانا
جمهوريون أم ديمقراطيون.. ما من اختلاف يذكر بين صفوف الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالتحيز لكيان الاحتلال الإسرائيلي، فحتى الأصوات القليلة المعارضة لدعم واشنطن المطلق لـ “إسرائيل” تتعرض لقمع فوري ويتم إخمادها داخل أروقة الكونغرس الذي تسقط بين جدرانه أكذوبة الحقوق والحريات الأمريكية وينكشف زيفها.
موقع انترسبت الأمريكي سلط الضوء في هذا السياق على حالة السياسة الأمريكية سواء في البيت الأبيض أو الكونغرس والتي تتضح وتشرح نفسها دون لبس في طريقة التعامل مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فالتحيز والدفاع المستميت عن كيان الاحتلال عرف سائد بين النواب الأمريكيين، وأي واحد منهم يمكن أن يتجرأ على مخالفة هذا العرف يعاقب من قبل زملائه على غرار ما حدث في قضية النائبة رشيدة طليب عن الحزب الديمقراطي في ولاية ميتشيغان وزميلها برايان ماست الجمهوري عن ولاية فلوريدا.
الموقع ذكر تفاصيل ما حدث مع طليب بسبب آرائها حول الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المستمرة بحق الفلسطينيين، حيث خضعت للمراقبة والاستهزاء والانتقادات من قبل زملائها في الكونغرس الذين شنوا حملة واسعة ضدها شملت التجريح بالآراء والسخرية والمطالبة بفصلها من عملها.. أما بالنسبة لماست الذي يدعم “إسرائيل” وكل جريمة ارتكبتها أو ترتكبها الآن فلم يعاقب ولم يتعرض للوم حتى بعد ارتدائه الزي العسكري الإسرائيلي خلال اجتماع مؤتمر الحزب الجمهوري في مبنى الكابيتول.
الجمهوريون في مجلس النواب أرادوا وفقاً للموقع إحراج طليب وتهميش أي دعم سياسي للفلسطينيين، أما ماست الذي قال في تصريحات علنية: إن “الأطفال الفلسطينيين ليسوا أبرياء وإنهم أهداف مشروعة”، فلا أحد يجرؤ على انتقاده .. وليس حال النواب الديمقراطيين بأفضل، فزعيم الحزب جو بايدن شريك فعلي في جرائم “إسرائيل” بحق الفلسطينيين، وعلى الرغم من مضي أكثر من 5 أشهر على الإبادة الجماعية في غزة إلا أن موقفه الداعم لكيان الاحتلال لم يتغير قيد أنملة.
الموقع اعتبر أن بقاء بايدن في البيت الأبيض لولاية ثانية أو تسلم منافسه الجمهوري دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية إن لم يزد الأوضاع سوءاً فإنه لن يغير من واقع الأمور شيئاً، إذ إن ترامب من أشد الداعمين أيضاً لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وفي حال عودته للبيت الأبيض فإنه سيكون ومن معه من الجمهوريين مثل ماست أو أسوأ.
وأعاد الموقع إلى الأذهان حقيقة أن ترامب من أشد المعجبين بجرائم الحرب وأنه وصف خلال فترة ولايته السابقة رئيس العمليات الأمريكية الخاصة ايدي غالاغر الذي تمت إدانته بالتقاط صورة مع جثة مدني عراقي بأنه “مقاتل أمريكي عظيم”.
كما أصدر الرئيس الأمريكي السابق عفواً عن متعاقدي شركة بلاك ووتر المدانين بقتل مدنيين عراقيين في عملية إطلاق نار عشوائية في ساحة النسور ببغداد.
الموقع أكد أن دعم الجمهوريين لكيان الاحتلال الإسرائيلي يقابله أو يفوقه كراهيتهم للفلسطينيين، ومع تأكيد ترامب دعمه لـ “إسرائيل” وجرائمها في غزة فإن احتمال تدخله لوقف هذه الجرائم في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية معدوم تماماً، كما هو الحال مع بايدن.
باسمة كنون
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی لکیان الاحتلال
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تعلّق مفاوضات التجارة الحرة مع الكيان وفرنسا وهولندا تدعوان لمراجعة الشراكة الأوروبية مع “إسرائيل”
الثورة / متابعة/حمدي دوبلة
علّقت الحكومة البريطانية امس، مفاوضات التجارة الحرة مع “إسرائيل” وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية ، فيما دعت كل من فرنسا وهولندا لمراجعة الشراكة الأوروبية مع الاحتلال الإسرائيلي وذلك احتجاجا على ممارساته الإرهابية في قطاع غزة.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن وزارته استدعت السفيرة “الإسرائيلية” تسيبي هاتوفيلي ردا على تكثيف الاحتلال غاراته وتوسيع عملياته العسكرية في القطاع الفلسطيني المحاصر، مع استمرار جريمة الإبادة الشاملة في غزة منذ أكتوبر 2023م.
إلى ذلك دعا كل من وزيري الخارجية الفرنسي والهولندي، أمس، إلى مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاحتلال الإسرائيلي على خلفية استمراره بجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة ومنعه إدخال المساعدات إلى سكان القطاع.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر”، إن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و”إسرائيل” يجب مراجعتها، مع الأخذ في الاعتبار موقف “إسرائيل” تجاه غزة.
ووصف بارو تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه على غزة وإعاقته دخول المساعدات الإنسانية بأنه “أمر لا يمكن قبوله”، مؤكدا أن الهجمات الإسرائيلية “اعتداء خطير على الكرامة الإنسانية، وانتهاك واضح لجميع قواعد القانون الدولي “.
وأعرب عن تأييد فرنسا اقتراح هولندا بمراجعة اتفاقية الشراكة، وقال إن “الاتفاقية تحتوي على أبعاد سياسية وتجارية لن تستفيد “إسرائيل” ولا الاتحاد الأوروبي من إنهائها، لكن وضع المدنيين (في غزة) يفرض علينا المضي قدما (في هذه القضية)”.
وأضاف “لا يمكننا أن نتجاهل معاناة شعب غزة”، مجددا تصميم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين.
وفي وقت سابق، طالبت هولندا وقبلها إسبانيا وإيرلندا بإجراء تحقيق عاجل فيما إذا كانت الهجمات الإسرائيلية على غزة تنتهك الاتفاقيات التجارية الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، والتي تتضمن بنودا تتعلق بحقوق الإنسان.
وقال وزير خارجية هولندا كاسبار فيلدكامب، في تصريحات للإعلام، إن بلاده تضغط على الاتحاد الأوروبي لمراجعة اتفاقية الشراكة مع الاحتلال الإسرائيلي .
وأشار إلى أن الضغط يتزايد على “إسرائيل” وأن المساعدات الواصلة إلى قطاع غزة لا تزال قليلة جدا، داعيا إلى ضرورة السماح بدخول مساعدات إنسانية ضخمة إلى قطاع غزة.
وقال: “القلق الذي نشعر به حيال الوضع في غزة يتشاطره معنا على نطاق واسع الاتحاد الأوروبي”.
وإلى جانب ذلك، قال فيلدكامب إن هولندا تدعو مع فرنسا ودول أخرى إلى فرض عقوبات على “المستوطنين العنيفين” في الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، قالت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمس، إن قرار الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات إلى غزة قطرة في بحر.
من جانبه قال وزير الخارجية الإسباني في تصريح له إن الوضع في غزة غير مقبول وكارثي، ويجب السماح بإدخال المساعدات فورًا.
بدوره، دعا وزير الخارجية الهولندي إلى إدخال المساعدات الإنسانية لغزة دون شروط.
وطالب الاحتلال الإسرائيلي بالموافقة على وقف إطلاق النار، مستنكرًا في الوقت نفسه، توسع المستوطنات بالضفة الغربية.
من جهتها، قالت وزيرة خارجية سلوفينيا إن غزة تنزف دما ومهمتنا حماية الشعب الفلسطيني وضمان إدخال المساعدات دون أي عوائق.
وأكدت أهمية دعم جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وفي مقدمتها “أونروا .
من ناحيته، قال وزير الخارجية النرويجي إن الوضع في غزة كارثي، والشعب الفلسطيني يحتاج إلى المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى.