إن الماضي بالنسبة لمعظم الناس أجمل وأفضل من الحاضر، فالنوستالجيا تسيطر على الجميع، فإذا كانت النوستالجيا هي الحنين إلى الماضي، فإنها أيضا حالة عاطفية نسترجع بها مشاعر ولحظات جميلة ومفرحة من الذاكرة، نشعر معها بحالة من السلام النفسي والهدوء.
وأعتقد أن جيل التسعينات هو أكثر الأجيال التي تأثرت بالنوستالجيا، ربما لأنه عاصر بساطة الماضي في كل مظاهر الحياة، وحداثة الحاضر بكافة أشكاله ومغرياته وتقدمه، فضلا عن الطفرات التكنولوجية الحالية، فأسلوب الحياه اختلف كليا و جزئيا ولم يتبق لنا غير قشور من الماضي، أو بعض الذكريات، والمزيد من التراث.
ودائما هناك أسباب للنوستالجيا، فربما يعيش الإنسان ظروفا صعبة في حاضره، أو ربما لرغبته في الهروب من الحقيقة الواقعة، أو لأنه غير مهيئ لما يحدث له حاليا، أو لأنه بالفعل عاش تجارب مُفرحة في الماضي جعلته سعيداً، ولم يعد قادراً على إيجاد أسباب تجعله كذلك في الوقت الحاضر.
فالنوستالجيا كآلة الزمن ننتقل بها إلى زمن آخر، وهذا غالبا يحدث عندما نهرب من حاضرنا ونلجأ إلى سماع أغنية قديمة، أو مشاهدة فيلما قديما يأخذنا معه لفترة محملة بنقاء المشاعر، فنشعر بالاستمتاع، ويولد لدينا طاقة إيجابية نتخلص معها لاشعوريا من المواقف السلبية التي نعيشها، فتدفعنا لخوض تجارب جديدة، أو عندما نشم عطراً بعينه، أو عندما نمر بشارع لنا فيه ذكريات، أو عندما نلعب لعبة، أو نشاهد إعلانا تليفزيونيا فنشعر بالحنين لتلك الفترة.
من المؤكد أن النوستالجيا هي آلية دفاع تعمل على تحسين الحالة النفسية والمزاج، خاصة عندما نواجه صعوبات في التكيف مع رتم الحياة السريع، فأهلا بالنوستالجيا في زمن التكنولوجيا والسوشيال ميديا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النوستالجيا الحنين جيل التسعينات
إقرأ أيضاً:
إلهان عمر ترد على ترامب: الإهانة والتحقير لن تخيفنا وسندافع عن أنفسنا
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للنائبة الديمقراطية عن ولاية مينسوتا إلهان عمر ردت فيه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بترحيل المجتمع الصومالي من ولايتها ووصفها والصوماليين بـ"القمامة" وأنهم لا يقدمون شيئا إلى أمريكا سوى الشكوى والتذمر، قائلة إن ترامب يعرف أنه يفشل.
وقالت إلهان عمر إن وصف الرئيس لها وأصدقاءها بالقمامة هي آخر التعليقات له والمنشورات على منصته "تروث سوشيال" التي قام فيها الرئيس بشيطنة ونشر نظريات المؤامرة عنها وعن المجتمع الصومالي.
وأضافت "دأب الرئيس ولسنوات على تقيؤ خطاب الكراهية في محاولة لإثارة الاحتقار ضدي"، موضحة أنه يلجأ إلى نفس أساليب العنصرية وكراهية الأجانب وكراهية الإسلام والانقسام مرارا وتكرارا.
وذكرت أنه "في إحدى تجمعاته الانتخابية عام 2019، شجع أنصاره حتى هتفوا: أعيدوها إلى بلادها، عندما نطق اسمي".
وأوضحت إن ترامب لا يسيء إلى الصوماليين فحسب، بل يشوه سمعة العديد من المهاجرين الآخرين أيضا، وبخاصة السود والمسلمين. وأنه "بينما يحاول باستمرار تشويه سمعة الوافدين الجدد، لن ندعه يسكتنا، إنه لا يدرك مدى حب الأمريكيين الصوماليين لهذا البلد، فنحن أطباء ومعلمون وضباط شرطة وقادة منتخبون نعمل على تحسين بلدنا. أكثر من 90 بالمئة من الصوماليين المقيمين في ولايتي، مينيسوتا، مواطنون أمريكيون بالولادة أو بالتجنس. حتى أن بعضهم أيد ترامب في صناديق الاقتراع"، ولكنه قال هذا الأسبوع: "لا أريدهم في بلدنا. فليعودوا إلى حيث أتوا".
وأكدت إلهان عمر أن "المجتمع الصومالي لا يزال قويا ضد الهجمات الشرسة من البيت الأبيض. لا يزال الأمريكيون الصوماليون صامدين في وجه هجمات البيت الأبيض الشرسة لكنني أشعر بقلق بالغ إزاء تداعيات هذه الهجمات. عندما يشوه ترامب سمعتي، فإن ذلك يزيد من عدد التهديدات بالقتل التي أتلقاها أنا وعائلتي والعاملين معي. وبصفتي عضوا في الكونغرس، فأحظى بحماية أمنية عند ظهور هذه التهديدات".
وقالت "ما يؤرقني هو أن من يشاركونني هوياتي، أي سوداء، صومالية، محجبة ومهاجرة، ستعاني من عواقب كلماته، التي غالبا ما تمر دون رادع من أعضاء الحزب الجمهوري وغيرهم من المسؤولين المنتخبين".
وشدد على أنه من واجب جميع الأمريكيين "فضح هذا الخطاب البغيض عندما نسمعه"، مشيرة إلى أن "هجمات الرئيس اللاإنسانية والخطيرة على المهاجرين والأقليات ليست جديدة، فعندما ترشح للرئاسة لأول مرة قبل عقد من الزمان، أطلق حملته مدعيا أنه سيوقف هجرة المسلمين إلى هذا البلد".
ومنذ ذلك الحين، اتهم المهاجرين الهايتيين زورا بأكل الحيوانات الأليفة، ووصف هاييتي والدول الأفريقية بأنها دول "حفر قذارة" واتهم المكسيك بإرسال مغتصبين وتجار مخدرات عبر الحدود. و "من غير المقبول أن يتجاهل كيف بني هذا البلد على حساب المهاجرين ويسخر من مساهماتهم المستمرة".
ورأت إلهان عمر أن مهاجمة الرئيس المهاجرين وتضييعه الوقت في تحقير النائبة ومجتمعها وولايتها وحاكم الولاية هي محاولة لحرف النظر عن الأوضاع الإقتصادية التي خلقتها سياساته وأن وعود الرخاء الاقتصادي التي قطعها خلال حملته الرئاسية العام الماضي لم تتحقق، فلم تنخفض الأسعار بل ارتفعت في كثير من الحالات. كما أضرت سياساته في التعرفات الجمركية بالمزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة. ولم تؤد سياساته إلا إلى مفاقمة أعباء الأمريكيين المعيشية. والآن، ومع اقتراب انتهاء صلاحية الإعفاءات الضريبية لقانون الرعاية الصحية الميسرة، فإن تكاليف الرعاية الصحية للأسر الأمريكية سترتفع بشكل كبير وسيواجه ملايين الأشخاص خطر فقدان تغطيتهم بموجب مشروع قانون السياسة الداخلية الذي يحمل توقيعه.
وتقول عمر إن الرئيس عارف بأنه فشل ولهذا يلجأ إلى الحيل التي يعرفها وهي تأجيج التعصب والكراهية. و"عندما أديت اليمين الدستورية في الكونغرس عام 2019، التفت إلي والدي وأعرب عن حيرته من أن زعيم العالم الحر كان يستهدف عضوا جديدا في الكونغرس، وهو واحد من أصل 535 عضوا في الهيئة التشريعية. ربما كان هدف الرئيس هو محاولة إحباطي، لكن مجتمعي وناخبي ساندوني آنذاك، كما يفعلون الآن".
وأضافت "أقول دائما إنه على الرغم من برودة مينيسوتا، إلا أن أهلها طيبون القلب. مينيسوتا مميزة، ولذلك، عندما وصل هذا العدد الكبير من الصوماليين إلى هذا البلد، اختاروها وطنا لهم. أنا ممتنة للغاية لشعب مينيسوتا على كرمهم وكرم ضيافتهم ودعمهم لكل جالية مهاجرة في ولايتنا".
وختمت بالقول: "لن ندع ترامب يرهبنا أو يضعفنا. لسنا خائفين. ففي النهاية، لم يرحب سكان مينيسوتا باللاجئين فقط، بل أرسلوا واحدا منهم إلى الكونغرس".