ومع إعلان العميد يحيى سريع عن تأجيل بيان يوم الجمعة كان واضحاً أن هناك تصعيد أكبر، وأن مسرح العمليات في البحرين الأحمر والعربي على صفيح ساخن، في ليلة ظلماء داكنة، لم تمر بسلام على الأمريكيين.

ومع انجلاء الصباح كان الأمريكيون أنفسهم يتحدثون عن هجوم غير مسبوق تعرضت له البارجات والسفن الأمريكية من قبل اليمن، مشيرين إلى أنهم تصدوا لأكثر من 15 طائرة مسيرة، ولعدد من الصواريخ الباليستية، لكن بيان القوات المسلحة الذي تلاه العميد الركن يحيى سريع في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم السبت كان أكثر وضوحاً ومصداقية.

في تفاصيل البيان نفذت القواتُ البحريةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليتينِ عسكريتينِ نوعيتين الأولى استهدفتْ سفينةَ "PROPEL FORTUNE" الأمريكيةَ في خليجِ عدن بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ، فيما العمليةُ الثانيةُ استهدفتْ من خلالِها عدداً منَ المدمراتِ الحربيةِ الأمريكيةِ في البحرِ الأحمرِ وخليجِ عدن، وذلكَ بسبعٍ وثلاثينَ طائرةً مسيرةً، وقد حققتِ العمليتانِ أهدافَهما بنجاحٍ بفضلِ الله.

وتعليقاً على هذه العمليات قال الخبير والمحلل العسكري اليمني العميد الركن عابد الثور إن المواجهات دخلت مرحلة جديدة غير مسبوقة في تاريخ الحروب الأمريكية، مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية اتخذت استراتيجية الهجوم الكبير لسحق القوات الأمريكية.

وأشار العميد الثور في مداخلة له عبر قناة "المسيرة" إلى أن القوات الأمريكية بدأت تستوعب الرسالة جيداً، وأنها الآن في مأزق كبير؛ لأن القدرات العسكرية اليمنية فاقت قدراتها، موضحاً أن القطع الحربية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي متفاجئة بالأسلحة اليمنية الأكثر دهاء، وأن الأعداء عاجزين اليوم عن المواجهة.

ليست هاتين العمليتين مقدمة للمفاجآت التي أعلن عنها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بل هي طور جديد، وانتقال من وضعية إلى أخرى، لعل العدو يفهم الرسالة جيداً، ويغادر مربع الاستكبار والتلويح بالقوة إلى الاعتراف بالهزيمة وعدم المواجهة.

ويشير العميد الثور إلى أن استراتيجية القوات المسلحة اليمنية الآن هي الهجوم الشامل في البحار، وهذا يعطي القوات اليمنية أفضلية على ضرب أي هدف أمريكي أو بريطاني بما في ذلك المدمرات الحربية، وهذه نقلة نوعية في إدارة المعركة، كما أن الانتقال إلى استراتيجية المعركة الشاملة، سيؤدي إلى استنزاف قدرات العدو، وفقدان القدرة على السيطرة.

ويلفت الخبير العسكري العميد الثور إلى أن اليمن وصل اليوم إلى مرحلة الدفاع العميق، بمعنى أن القوات المسلحة اليمنية لديها القدرة على النيل من قدرات العدو الأمريكي أينما كانت وفي أي مساحة تنتشر، مؤكداً أن استهداف المدمرات الأمريكية بعدد (37) طائرة مسيرة يعطي دلالة على أن اليمن بات يتحكم بميدان القتال ومسرح العمليات، وأن أي مغامرة من قبل البارجات للتقدم قد يعرضها للغرق.

من جانبه يشير الباحث الاستراتيجي الدكتور علي حمية إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية اليوم تدل على الدخول في مرحلة جديدة تكسر فيها اليمن المعادلات السابقة.

وقال في مداخلة له عبر قناة "المسيرة" إن استهداف المدمرات الأمريكية هو لغرض الإلهاء حتى تتمكن القوات اليمنية من استهداف السفينة التجارية، موضحاً أن هذا نوع من الاستراتيجية الجديدة بتكثيف الهجوم على الأهداف المعادية.

ورأى أن الأمريكيين كلما سعوا إلى توسيع دائرة الحرب والمواجهة كلما ازداد اليمن اصراراً على المواجهة، مؤكداً أن مثل هذه العمليات ستفقد العدو الأمريكي القدرة على السيطرة والتحكم تماماً في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب>

 

* المسيرة نت 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف تضع العمليات اليمنية العدو الصهيوني بين فكي كماشة وتمنح المقاومة الفلسطينية فرصة الانتصار؟

يمانيون | تحليل
في خضم حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، تتجلى أهمية الدور اليمني المحوري في تغيير قواعد الاشتباك، وتحويل مسار المعركة من محيط غزة إلى عمق كيان العدو ومفاصله الاقتصادية والعسكرية. ومع اتساع رقعة العمليات اليمنية المساندة للمقاومة الفلسطينية، تظهر بوضوح الفوائد الاستراتيجية المباشرة وغير المباشرة التي تجنيها قوى المقاومة في غزة من هذا الدعم المتعدد الأبعاد، وبالأخص من العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية.

إن أكثر ما يربك العدو اليوم هو أن الصواريخ والطائرات اليمنية لا تنطلق من حدود فلسطين، ولا يمكن حصارها ضمن جغرافيا المعركة، بل تأتي من آلاف الكيلومترات، لتحلق فوق منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والصهيونية، وتصل إلى مطارات الاحتلال، وموانئه، وقواعده الجوية، ومراكزه الاقتصادية في العمق المحتل. هذا التطور الميداني لا يربك العدو فحسب، بل يشتت حساباته ويكسر تفرّغه لحسم المعركة في غزة.

وبحسب الخبير العسكري اليمني العميد مجيب شمسان، فإن العلاقة بين العمليات اليمنية وبين الواقع الميداني والإنساني في غزة باتت علاقة تكامل استراتيجية، حيث كل تصعيد صهيوني يقابله ردع يمني، وكل خطوة عنصرية على الأرض في غزة، تترجم إلى تصعيد بحري أو جوي أو صاروخي من صنعاء.

منع التهجير وكسر أهداف الحرب
من أبرز الفوائد التي جنتها المقاومة الفلسطينية من الموقف اليمني المساند، هو إفشال مخطط التهجير الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة، وهو المخطط الذي كان نتنياهو يعوّل عليه لتحقيق نصر استراتيجي يعيد به التوازن السياسي الداخلي لكيانه المهتز. لكن مع وجود تهديد حقيقي على منشآت العدو الحيوية، أصبح تنفيذ هذا المخطط محفوفًا بتكلفة باهظة، بل وغير ممكن في ظل انكشاف الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال.

ويذهب العميد شمسان إلى القول بأن الصواريخ اليمنية حين تضرب ميناء إيلات أو مطار اللد أو ميناء حيفا، فهي لا تُلحق الضرر بالبنية التحتية فحسب، بل تحرم العدو من فرصة تنفيذ أجندته في غزة بأقل كلفة ممكنة، لأن كل تصعيد في القطاع يُقابله تصعيدٌ أشدّ على جبهة البحر الأحمر أو البحر المتوسط أو حتى في الموانئ المحتلة.

توسيع الجبهة.. وإرباك الحسابات
أحد أبرز أوجه الدعم اليمني للمقاومة هو توسيع رقعة المعركة، وتحويلها من صراع محصور في حدود غزة إلى حرب إقليمية متعددة الجبهات. هذا التوسيع أربك الحسابات الصهيونية والأمريكية، ومنع العدو من إحكام الطوق الكامل على القطاع. بل إن العدو بات يواجه معركة استنزاف تتوزع بين البحر الأحمر، والضفة الغربية، وجنوب لبنان، وسوريا، والعراق، والآن اليمن.

أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، لم يُخفِ أهمية هذا الدعم، واعتبر أن “إخوان الصدق في اليمن” يصرّون على شلّ قلب الكيان الصهيوني، رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه اليمن من دماء أبنائه ومن مقدراته. هذا الاعتراف يعكس مدى التقدير الذي توليه المقاومة للفعل اليمني، بوصفه رافعةً استراتيجية تمنحها هامشًا أكبر للمناورة والمقاومة والصمود.

شلل اقتصادي وتفكك داخلي
العمليات اليمنية لا تنحصر في البعد العسكري فقط، بل إن لها أثرًا اقتصاديًا ساحقًا على الكيان، وهو ما يصبّ مباشرة في مصلحة المقاومة الفلسطينية. فمع كل تهديد جديد تطلقه القوات المسلحة اليمنية ضد ميناء أو سفينة صهيونية، ترتفع أسعار التأمين، وتتعطل سلاسل الإمداد، وتتهاوى مؤشرات الثقة بالاقتصاد الصهيوني.

وقد أكدت تقارير إعلامية عبرية متخصصة أن القطاع الصناعي الصهيوني بات يتلقى ضربات مباشرة جراء الحصار الجوي والبحري المفروض من صنعاء، وأن موانئ مثل حيفا باتت مهددة بفقدان مكانتها كمراكز لوجستية رئيسية في المنطقة، بسبب الاستجابة المتزايدة من شركات الشحن العالمية للتحذيرات اليمنية.

رسائل مركّبة من صنعاء: دعم لا مشروط… وتهديد مفتوح
الرسالة التي ترسلها صنعاء للعالم هي أن دعم فلسطين لا يقتصر على الشعارات، بل على الفعل، وأن كلّ من يظن أنه يمكنه سحق غزة دون أن يدفع الثمن، مخطئٌ في الحسابات. لقد أصبحت المقاومة في غزة أكثر ثقة بقدرتها على الصمود، ليس فقط بفضل قدراتها الذاتية، بل بفضل توافر جبهة إقليمية حقيقية تحوّل الدعم النظري إلى نيران مشتعلة في قلب الكيان.

وفي حين تواصل الولايات المتحدة تغذية آلة الحرب الصهيونية بالسلاح والغطاء السياسي، فإن اليمن يرد على هذا التواطؤ بضرب حاملات الطائرات الأمريكية، وإخراج السفن الصهيونية من البحر، وفرض معادلات جديدة في البحر الأحمر، حيث باتت القوة اليمنية تمثل حاجز الردع الأكثر تأثيرًا على الطموحات العدوانية للصهاينة في الإقليم.

ولا شك أن العمليات اليمنية غيّرت موازين الصراع، وأثبتت أن دعم فلسطين لا يعني فقط إرسال المساعدات، بل فتح الجبهات وربط الساحات وضرب العدو حيث لا يتوقع. ومن دون هذا الدعم، لكانت غزة أمام مجازر أشد، ولربما نجح العدو في تمرير أجندته القذرة.

لكن ما دامت صنعاء على عهدها، تقصف وتمنع وتردع، فإن المقاومة ستبقى صامدة، وستنتقل من مرحلة الدفاع إلى معادلة الردع، وربما ما هو أبعد.

مقالات مشابهة

  • تعليق العقوبات الأمريكية على سوريا.. نافذة أمل جديدة لانطلاق مرحلة التعافي الاقتصادي
  • موقع عبري: القوات المسلحة اليمنية كثفت هجماتها الصاروخية على إسرائيل
  • “يقاتلون صفا واحدا مع القوات المسلحة”.. والي القضارف يستقبل قوات العمل الخاص العائدة من مناطق العمليات
  • حول قضية الأسلحة الكيميائية والعقوبات الأمريكية
  • القوات اليمنية تربك الحسابات الأمنية الإسرائيلية .. أبعاد استراتيجية متقدمة
  • اليمن تستهدف مطار “اللد” وهدفا حيويا آخر شرق منطقة يافا المحتلة
  • تصاعد العمليات اليمنية يفشل جهود اقناع الشركات بالعودة الى مطار بن غوريون
  • كيف تضع العمليات اليمنية العدو الصهيوني بين فكي كماشة وتمنح المقاومة الفلسطينية فرصة الانتصار؟
  • صور| أبناء مديريات صنعاء يؤكدون ثبات موقفهم في نصرة المقاومة الفلسطينية ويؤيدون عمليات القوات المسلحة اليمنية
  • منظمة يهودية: القوات المسلحة اليمنية أظهرت ترسانة عسكرية ضخمة