عمرو عبيد (القاهرة)


يبدو أن الصحف «الكتالونية» كانت تنتظر لحظة نجاح وتفوق، لتنفجر فرحاً بفريقها برشلونة، حيث عبّرت في أغلفتها عن سعادتها الهائلة بتأهل «البارسا» إلى رُبع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد تجاوز عقبة نابولي بنجاح، وعنونت «لي سبورتو» غلافها قائلة «هناك ضوء»، في إشارة إلى تجدد آمالها في استعادة «البلوجرانا» بريقه الغائب هذا الموسم، بعد هذا النجاح الأوروبي الذي يُعيد جزءاً من مكانته المفقودة خلال المواسم الأخيرة.


في حين تحدثت «موندو ديبورتيفو» عن «الشجاعة الكبيرة» التي تخلى بها «صغار البارسا» وأبناء أكاديميته، الذين أثبتوا كالعادة أنهم الأمل الحقيقي لاستعادة برشلونة سابق عهد البطولات والإنجازات، بينما وصفت «سبورت» أن ما حدث بمثابة «نجاح ضخم» لتلك المجموعة من اللاعبين، وسط الكثير من الظروف المعاكسة التي واجهها «البارسا» هذا الموسم، إدارياً وفنياً.

 

أخبار ذات صلة تشافي: ما رأيكم في «مهرج الأبطال»؟ كونسيساو: أرتيتا «أهان» أسرتي


وعبر مواقعها الإلكترونية، تبارت الصحف «الكتالونية» في الإشادة بفريقها «العائد أوروبياَ»، حيث كتبت «موندو ديبورتيفو» تقريراً حول كيفيو تغيير «استراتيجية» المدرب تشافي واستخدامه أوراق مختلفة تماماً في «الصراع القاري»، وقالت إن الفضل يعود إلى أبناء «لا ماسيا» في هذا النجاح الأخير، خاصة أن الإصابات أجبرت تشافي على دخول مواجهة نابولي الحاسمة بـ11 لاعباً، يختلفون كثيراً عن المجموعة التي بدأت منافسات دوري الأبطال هذا الموسم، وأحدث تشافي ثورة في جميع مراكز الملعب، لاسيما خط الوسط، الذي وضع فيه اختيارات جديدة وجريئة أسهمت في هذا التحسن الواضح مؤخراً في أداء الفريق، ونشرت الصحيفة تشكيل «البارسا» في جميع مباريات «الشامبيونزليج» التي خاضها هذا الموسم، لتوضح مدى التغيير والاختلاف الذي مر به الفريق.
وبين الإشادة الكبيرة جداً بالصغير كوبارسي وزميله يامال وباقي المجموعة الشابة، وبين منح تشافي حقه في الجهد الهائل الذي بذله معهم وسط تلك الظروف الصعبة، نشرت «سبورت» تقريراً بعنوان «قرارات تشافي العظيمة التي أنقذت البارسا»، قالت فيه، إن المدرب اتخذ 3 قرارات «مصيرية» غيّرت مسار برشلونة وأنقذت حملته الأوروبية، حيث أكدت أنه نجح في تجاوز الكثير من العقبات في الفترة الأخيرة، بجانب قيادته الرائعة للفريق في تلك الليلة، التي وصفتها بأنها واحدة من أفضل لياليه مع «عملاق كتالونيا».

 


وبدأت «سبورت» حديثها بإبداء إعجابها بأداء البرازيلي رافينيا، والتزامه بتكليفات تشافي على الصعيدين، الهجومي والدفاعي، ووعيه التكتيكي الذي سمح بإيجاد مساحة كبيرة لانطلاقات جواو كانسيلو، والتكامل مع مربع كريستينسن وجوندوجان وفيرمين لوبيز، وكتبت أن القرار الثاني تمثّل في «الرهان» على كوبارسي، وهو رهان ناجح بالتأكيد للاعب شاب حصد جائزة الأفضل في المباراة، بعد أداء دفاعي لم يقدمه كثيرون طوال الأشهر الماضية، وأخيراً جاء اختياره توقيت الدفع بسيرجي روبرتو وأوريول روميو، ليحصل «البارسا» على أفضل أداء من جوندوجان، حسب وصفها، بعد تحرره وانطلاقه الهجومي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دوري أبطال أوروبا برشلونة نابولي تشافي هيرنانديز

إقرأ أيضاً:

عبدالباسط عبدالصمد.. صوت مصر الذي أسحر القلوب

عبدالباسط عبدالصمد، ذلك الاسم الذي يسطع في سماء القرآن الكريم، ليس مجرد قارئ للقرآن، بل هو رمز للتلاوة الخاشعة، وصوت مصر الذي وصل إلى كل بقاع العالم، يحمل في طيات صوته أصالة الأمة وعذوبة روحها. 

ولد عبدالباسط في قرية المراعزة بمحافظة قنا عام 1927، في أسرة اهتمت بالقرآن الكريم، فكان جده والده من الحافظين والمجودين، وتربى على حب التلاوة منذ نعومة أظافره. 

لم يكن صغره مجرد مرحلة طفولية، بل كانت بداية رحلة استثنائية مع كتاب الله، فقد أتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة، وانطلقت موهبته إلى آفاق لم يصلها كثيرون من قبل.

لم يكن عبدالباسط قارئا عاديا، بل كان فنانا في الأداء، مدققا في مخارج الحروف وأحكام التجويد، صوتا يطرب السامع ويشد انتباهه منذ اللحظة الأولى. 

مع الشيخ محمد سليم حمادة في طنطا، تعلم القراءات السبع وأتقنها، واستمرت دعوته في أصفون المطاعنة، حيث كان الجميع يلتفون حوله للاستماع إليه، ويشيدون بموهبته الفريدة، كانت شهادات أساتذته محل احترام وثقة، وهو ما مهد له الطريق نحو شهرته المستقبلية.

دخل عبدالباسط الإذاعة المصرية عام 1951، بعد أن لفتت تلاواته الأنظار في المولد الزينبي، ومن هنا بدأ صوته ينتشر في كل بيت مصري، وكان الناس يرفعون أصوات الراديو ليستمعوا إلى تلاوته، كأن القرآن نفسه يتجدد في كل مساء. 

انتقلت شهرته بسرعة، فأصبح قارئ مسجد الإمام الشافعي، ثم مسجد الإمام الحسين، وترك خلفه إرثا من التسجيلات الرفيعة والمصاحف المرتلة التي لا تزال تردد صداها في أرجاء العالم الإسلامي.

لم يكن عبدالباسط محصورا داخل مصر، فقد جاب العالم سفيرا للقرآن، يقرأ في أعرق المساجد وأشهرها، من الحرم المكي والمسجد النبوي إلى المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي والمسجد الأموي، مرورا بمساجد آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا. 

وكان حضوره في أي بلد مناسبة بحد ذاته، فاستقبله القادة والشعوب بحفاوة لم تعرف لها مثيلا، فقد كان صوته يحمل رسالة الإسلام والمحبة والروحانية، ويجمع القلوب على حب الله والتعلق بكتابه الكريم.

وفي كل رحلة، كان عبدالباسط يترك أثرا لا ينسى، سواء في الاحتفالات الرمضانية أو الزيارات الرسمية، وكان الناس يقفون على أقدامهم لساعات يستمعون لتلاوته، خاشعين دموعهم تنهمر من خشوعهم وإعجابهم بصوته. 

لم يقتصر تأثيره على الجانب الديني فحسب، بل امتد ليكون رمزا للثقافة المصرية في العالم، وإشارة إلى قدرة مصر على أن تصنع أعظم الأصوات التي تسحر القلوب وتلامس النفوس.

ولم تخل حياته من التكريمات، فقد حصل على العديد من الأوسمة داخل مصر وخارجها، من وسام الاستحقاق السوري إلى وسام الأرز اللبناني والوسام الذهبي الماليزي، وغيرها من الأوسمة، تقديرا لدوره الكبير في خدمة القرآن الكريم ونشره، كما أسس نقابة قراء مصر، وانتخب أول نقيب لهم عام 1984، ليواصل دعمه للحفظة والقراء، ويهتم بشؤونهم بروح وطنية صادقة.

ورغم المرض الذي ألم به في أيامه الأخيرة، ظل عبدالباسط مخلصا لرسالته، محافظا على قيمه وصدقه مع القرآن والجمهور، حتى وافته المنية في 30 نوفمبر 1988. 

وشهدت جنازته مشهدا وطنيا وإنسانيا استثنائيا حضره عدد كبير من الناس وسفراء الدول، تعبيرا عن حب العالم لصوت حمل رسالة القرآن إلى كل مكان.

عبدالباسط عبدالصمد لم يكن مجرد قارئ، بل كان روحا مصرية خالدة، وصوتا لا يزول من ذاكرة الإنسانية، أسطورة تضيء دروب كل من يحب القرآن ويعشق التلاوة الخاشعة. 

وكلما مرت السنوات، يزداد حضوره في وجدان الأمة، ويظل مثالا للأجيال في التفاني والإخلاص والفن الذي يمزج بين الروحانية والجمال، ليبقى عبدالباسط صوت مصر، وصوت القرآن الذي يرن في القلوب كما يرن في الآذان.

مقالات مشابهة

  • «الأولمبياد الخاص» إلى نهائي المجموعة الثالثة لكأس العالم للسلة
  • «فرجان دبي» تدعم المشاريع الوطنية وروّاد الأعمال
  • تشافي يعلن قائمة ريال مدريد لمواجهة سيلتا فيجو
  • لوبيتيجي مدرب قطر: واثق من قدرتنا على تقديم أداء قوي أمام تونس
  • المخرج محمد دياب: فخور إن فيلم 678 منح النساء شجاعة مواجهة التحرش
  • ما الذي يحدث للجسم بعد 24 ساعة بلا نوم؟
  • نوبار باشا.. رجل السياسة الذي صنع تاريخ مصر
  • عبدالباسط عبدالصمد.. صوت مصر الذي أسحر القلوب
  • «يوسف… البطل الذي رحل تحت الماء»
  • ليلة سقوط أربيل على الشاشات.. ما الذي حدث في أمسية الإثنين؟