رغم التقدم المحرز، يموت ما يقدر بنحو 4.9 ملايين طفل قبل بلوغهم سن الخامسة في أماكن مختلفة من العالم، أي ما يعادل وفاة طفل واحد كل 6 ثوان، وفقاً لأحدث التقديرات الصادرة اليوم عن فريق الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المعني بتقدير وفيات الأطفال (UN IGME).

وبالمعدلات الحالية، لن تتمكن 59 بلداً من تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بوفيات الأطفال دون سن الخامسة، وستعجز 64 بلداً عن تحقيق هدف الوفيات بين المواليد الجدد.

وهذا يعني أن ما يقدر بنحو 35 مليون طفل سيموتون قبل بلوغهم عامهم الخامس بحلول عام 2030 — وهو عدد ستتحمل أغلبه الأسر في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل: “وراء هذه الأرقام تكمن قصص القابلات والعاملين الصحيين المهرة الذين يساعدون الأمهات على الولادة بأمان، والعاملين الصحيين الذين يقومون بتطعيم الأطفال لحمايتهم من الأمراض الفتاكة، والعاملين في مجال صحة المجتمع الذين يقومون بزيارات منزلية لضمان أن يتلقى الأطفال الدعم المناسب في الصحة والتغذية. من خلال عقود من التزام الأفراد والمجتمعات المحلية والدول بتزويد الأطفال بخدمات صحية منخفضة التكلفة وعالية الجودة وفعالة، أظهرنا أن لدينا المعرفة والأدوات اللازمة لإنقاذ الأرواح”.

ويكشف التقرير الأممي، أن عدد الأطفال الذين ينجون اليوم أكبر من أي وقت مضى، مع انخفاض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم بنسبة 51 في المائة منذ عام 2000.

وقد تجاوزت العديد من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا هذا الانخفاض فحققت أرقاماً أفضل، مما يدل على أن التقدم ممكن عندما يتم تخصيص الموارد الكافية للرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك صحة الطفل وعافيته. فعلى سبيل المثال، تظهر النتائج أن بلدان كمبوديا وملاوي ومنغوليا ورواندا نجحت في خفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة بنسبة تزيد على 75 في المائة منذ عام 2000.

بالمقابل، فإن النتائج تظهر أيضاً، أنه على الرغم من هذا التقدم، فلا يزال الطريق طويلاً لإنهاء جميع وفيات الأطفال والشباب التي يمكن الوقاية منها. وبالإضافة إلى 4.9 ملايين طفل ماتوا قبل سن الخامسة — نصفهم تقريباً من المواليد الجدد — فقد مات أيضاً 2.1 مليون طفل وشاب آخرين بأعمار 5 إلى 24 عاماً. وتركّزت معظم هذه الوفيات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي جنوب آسيا.

وترجع هذه الخسارة المأساوية في الأرواح في المقام الأول إلى أسباب يمكن اتقاؤها أو علاجها، مثل الخداجة (الولادة المبكرة)، ومضاعفات الولادة، والالتهاب الرئوي، والإسهال، والملاريا. وكان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح بتحسين فرص الحصول على رعاية صحية أولية عالية الجودة، بما في ذلك التدخلات الأساسية ومنخفضة التكلفة مثل اللقاحات، وتوافر العاملين الصحيين المهرة عند الولادة، ودعم الرضاعة الطبيعية المبكرة والمستمرة، وتشخيص وعلاج أمراض الطفولة.

حسب التقرير الأممي، فإن تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية الجيدة وإنقاذ حياة الأطفال من الوفيات التي يمكن اتقاؤها يتطلبان الاستثمار في التعليم، وفرص العمل، وظروف العمل اللائقة للعاملين في مجال الصحة لتقديم الرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك العاملين في مجال الصحة المجتمعية.

وتشير الدراسات إلى أن وفيات الأطفال في البلدان الأكثر تعرضاً للخطر يمكن أن تنخفض بشكل كبير إذا تم إيصال التدخلات المجتمعية لبقاء الطفل إلى المحتاجين إليها من الأطفال. ومن شأن هذه الحزمة من التدخلات وحدها أن تنقذ الملايين من الأطفال وأن توفر لهم الرعاية بالقرب من منازلهم. إن الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة — وخاصة الأسباب الرئيسية للوفاة بُعيد الولادة، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، والإسهال، والملاريا — هي أمر ضروري لتحسين صحة الطفل وبقائه على قيد الحياة.

وفي حين تظهر الأرقام العالمية علامات تقدّم مشجعة، هناك أيضا تهديدات جوهرية وأوجه عدم مساواة تعرّض للخطر بقاء الأطفال في بقاع كثيرة من العالم.

وتشمل هذه التهديدات زيادة التفاوتات وعدم الاستقرار الاقتصادي، والصراعات الجديدة وتلك طويلة الأمد، والتأثير المتزايد لتغير المناخ، وتداعيات كوفيد-19؛ وكلها من شأنها أن تؤدي إلى الركود أو حتى عكس المكاسب واستمرار الخسائر غير الضرورية في أرواح الأطفال. إن الأطفال الذين يولدون في أفقر الأسر المعيشية هم أكثر عرضة للوفاة قبل سن الخامسة بمقدار الضعف مقارنة بالأسر المعيشة الأشد ثراء، كما أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات هشّة أو متأثرة بالصراعات هم أكثر عرضة للوفاة قبل بلوغهم سن الخامسة بمقدار ثلاثة أضعاف تقريباً مقارنة بالأطفال في أماكن أخرى.

ويشير التقرير أيضاً إلى وجود فجوات كبيرة في البيانات، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفي جنوب آسيا، حيث يرتفع عبء الوفيات. ويجب تحسين البيانات والأنظمة الإحصائية بغية تحسين تتبع ومراقبة بقاء الطفل وصحته، بما في ذلك المؤشرات المتعلقة بالوفيات والصحة من خلال الدراسات الاستقصائية للأسر المعيشية، وتسجيل الولادات والوفيات من خلال أنظمة معلومات الإدارة الصحية، والسجل المدني والإحصاءات الحيوية.

 

 

كلمات دلالية الأمراض الامم المتحدة تقرير طفل وفاة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الأمراض الامم المتحدة تقرير طفل وفاة وفیات الأطفال سن الخامسة بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الحروب شردت 122 مليون شخص حول العالم

جنيف (الاتحاد)

أخبار ذات صلة روسيا وأوكرانيا تتبادلان دفعة جديدة من أسرى الحرب مقتل شخص واعتقال 7 في توغل إسرائيلي بريف دمشق

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، إن عدد النازحين بسبب الحروب والاضطهاد في جميع أنحاء العالم ارتفع إلى أكثر من 122 مليوناً هذا العام بسبب الفشل في حل الصراعات المستمرة منذ سنوات مثل تلك الموجودة في السودان وأوكرانيا.
وأشارت المفوضية إلى أن التمويل المخصص لمساعدة اللاجئين انخفض إلى مستويات عام 2015.
وذكر تقرير المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي أن أكثر من مليونين نزحوا حول العالم بحلول نهاية أبريل 2025 مقارنة بالعام الماضي، رغم عودة العدد نفسه تقريباً من السوريين بعد الإطاحة بالنظام السابق.
وعزا التقرير هذا الارتفاع إلى صراعات كبرى لا تزال دائرة في السودان وميانمار وأوكرانيا والفشل المستمر في وقف القتال.
وقال جراندي في بيان صدر مع التقرير «نعيش في وقت اضطرابات شديدة في العلاقات الدولية، إذ رسمت الحرب الحديثة مشهداً هشاً ومروعاً تخيم عليه المعاناة الإنسانية الحادة».
ويشكو عاملون في المجال الإنساني من أن الافتقار إلى القيادة السياسية في التوسط في اتفاقيات السلام يطيل أمد الصراعات ويرهق منظمات الإغاثة المكلفة بمعالجة تبعات تلك الصراعات.
وقالت المفوضية، إن الارتفاع في أعداد النازحين يأتي في وقت انخفض فيه التمويل المخصص لمساعدتهم إلى مستويات 2015 عندما بلغ إجمالي عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم نحو نصف المستويات الحالية.
وخفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب معظم المساعدات الخارجية في وقت تنفق فيه بريطانيا ودول أوروبية أخرى مبالغ أقل على المساعدات وأكثر على الدفاع.
ووصفت المنظمة خفض المساعدات بأنه «وحشي ومستمر». 
وقالت، إن الوضع لا يمكن تحمله ويعرض اللاجئين وغيرهم للخطر. ولم تسم المفوضية تفصيلاً الجهات المانحة التي خفضت تمويلها.
وقال ديفيد ميليباند الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، إن التخفيضات في الدعم المقدم للدول الأكثر فقراً من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من عمليات النزوح.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لها على الإطلاق، في وقت سابق، إن خفض المساعدات يعرض ملايين الأرواح للخطر ويزيد خطر تعرض اللاجئات للعنف، ويرتفع خطر تعرض الأطفال للاتجار بالبشر.
وأوضح يان إيجلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين «ننجز بالفعل المزيد بموارد أقل، لكن لا يمكننا الاستمرار في ذلك إلى أجل غير مسمى».
وأفاد تقرير المفوضية بأنه «خلال الفترة المتبقية من العام 2025، سيعتمد الكثير على التطورات الرئيسية ومن بينها ما إذا كان من الممكن تحقيق السلام، أو على الأقل وقف القتال، خصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وأوكرانيا، كما سيعتمد الأمر على ما إذا كانت ظروف العودة ستتحسن في كل من أفغانستان وسوريا».
وهناك أيضاً عامل آخر وهو «مدى خطورة تأثير تخفيضات التمويل الحالية» على الاستجابة للنزوح وإنشاء ظروف ملائمة لعودة آمنة وكريمة، إذ تواجه الأمم المتحدة، مثل العديد من المنظمات الإنسانية، أزمة سيولة كبيرة.
وفي المجموع، عاد 9,8 مليون نازح قسراً إلى ديارهم في العام 2024، من بينهم 1,6 مليون لاجئ، وهو العدد الأعلى منذ أكثر من عقدين.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الحروب شردت 122 مليون شخص حول العالم
  • في اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال: الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر و"القانون المصري" يواصل المواجهة
  • الأمم المتحدة: الحروب تشرّد أكثر من 122 مليونا
  • الأمم المتحدة: نزوح 122 مليون شخص قسرًا في العالم بنهاية أبريل الماضي
  • الأمم المتحدة: عدد النازحين قسرا في العالم بلغ 122 مليونا
  • أمريكا: سنعارض أي خطوات للاعتراف بدولة فلسطين من جانب واحد
  • مندوب اليمن في مجلس الأمن: الحوثيون يجندون الأطفال والتعليم في خطر
  • انتشال 3 غرقى وإنقاذ 116 شخصا في يوم واحد !
  • وفاة سيدة خلال عملية الولادة بالمنيا يثير غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي
  • الأمم المتحدة والفيتو الأمريكي