خلال الحلقات الأولى من مسلسل الحشاشين ظهر الفنان اللبناني نيقولا معوض في دور عُمر الخيام كصديق الشباب لحسن الصباح الذي يجسد دوره الفنان كريم عبدالعزيز، لكن من هو عُمر الخيام الذي غنت له أم كلثوم وعشقه المصريون؟

إيران

من مدينة نيسابور بإيران، خرج غِيَاث الدِّين أبو الْفُتُوح عُمَر بن إِبْرَاهِيْم بن صّالحَ الخَيّام النَيْسَابُوْرِيْ المُلقب بـ (عُمر الخيام) إلى عالمنا بين عامي 1038 و 1048 ليصبح واحدًا من أهم علماء الفلك والرياضيات، كما أنه أحد أبرز الفلاسفة والشعراء في بلاد فارس.

في الصبا، درس عُمر الخيام مع اثنين من أصدقائه الحميمين وهما (نظام الملك) و (حسن الصباح) وتعاهدا الثلاثة على أن يظلا سويًا طوال العمر وأن يساعد من يؤتيه الحظ الاثنين الآخرين. 

عمر الخيام

بالفعل، حلِف الحظ (نظام الملك) الذي يدعى قوَّام الدين أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي وأصبح وزيرًا للسلطان ألب أرسلان ثم لابنه السلطان ملك شاه. وحينها، وفي نظام الملك بعهده وقرر أن يوفر حياة كريمة لعُمر الخيام من خلال تخصيص مائتين وألف مثقال يتقاضاها من بيت المال كل عام من خزينة نيسابور.

تسبب هذا الأمر في ترك المجال لعُمر الخيام حتى يسبح أكثر في بحر العلم ويمد العالم بمزيد من الإنجازات إلى أن أصبح أول مخترع لطريقة حساب المثلثات والمعادلات الجبرية من الدرجة الثالثة. 

مرصد فلكي

وفي سن السادسة والعشرين، دخل (الخيام) في خدمة السلطان ملك شاه الأول كمستشار ثم دعاه الوزير نظام الملك إلى أصفهان للاستفادة منه مراكز التعليم والمكتبات هناك، وحينها أنشاء مرصدًا فلكيًا في أصفهان وقاد مجموعة من العلماء لإجراء عمليات رصد فلكية بدقة من أجل مراجعة التقويم الفارسي.

الفنان اللبناني نيقولا معوض في دور عمر الخيام بمسلسل الحشاشين

إلى جانب ذلك، تمكن عُمر الخيام من إعداد مقطوعة شعرية بالفارسية سُميت بـ رُباعيات الخيام التي لاقت رواجًا كبيرًا في العالم العربي عامة ومصر خاصة بعدما ترجمها أحمد رامي وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم.

ترددت الشائعات أنه بعد وفاة ملك شاه ونظام الملك تم قتل عُمر الخيام بأمر من طائفة الحشاشين الإسماعيليين، لكن هناك أقاويل أخرى تفيد بأنه توفي عن عمر يناهز 83 عامًا في مسقط رأسه بعدما كان في عزله عن البشر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مسلسل الحشاشين الحشاشين عمر الخيام رباعيات الخيام نظام الملك حسن الصباح ام كلثوم نظام الملک

إقرأ أيضاً:

الانتقال الذي لا ينتقل !!

بحلول الحادي عشر من يونيو الجاري، (بعد الغد)، تكون قد مرت على ذهاب حكم “الإنقاذ” ستة أعوام وستون يوماً، وهي في نفس الوقت، المدة التي قضاها شعب السودان وهو في حالة “إنتظار” لكي تتاح له الفرصة أن يذهب إلى صناديق الاقتراع لاختيار حكامه بإرادته الحرة، وتنتهي بذلك فترة “الانتقال”، لكن ذلك لم يحدث، ولا يلوح في الأفق متى سيحدث، فنحن منذ أن نجحت قيادة القوات المسلحة ولجنة النظام الأمنية في “الإطاحة برأس النظام” والتحفظ عليه، ظللنا في حالة إنتقال من وثيقة إلى وثيقة ومن تعديل إلى تعديل، مبتدئين في كل مرة العد من الصفر، بدلاً من العد التنازلي!!

الشعارات التي عبّأ بها مخططو التغيير الذي حدث في أبريل 2019 ، كانت شعارات برَّاقة، فبعد أن ألبسوا نظام “الإنقاذ” كل صفة ذميمة، قالوا لنا إننا بصدد الانتقال من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي تعددي، ومن عهد العزلة إلى عهد الانفتاح، ومن حالة الضيق في المعاش إلى الوفرة والرخاء، وأنه ليس بيننا وبين ممارسة حقنا في اختيار حكامنا وممثلينا في البرلمان، إلا بضعة أشهر، لن تبلغ الأربعين مهما استطالت، وأنه إلى ذلك الحين فعلينا أن نرضى بما هو متاح من حكام مدنيين وعسكريين أقاموا بينهم شراكة لتُسهل عملية الانتقال !!

وقبل أن ينقضي العام الأول أتانا شريكا الفترة الانتقالية (المكون العسكري والمكون المدني)، بشريك ثالث قالوا لنا إن أمر شراكته يقتضي تصفير عداد الانتقال والبدء من الصفر، وعلينا ألاّ نحسب العام الذي ضاع من عمر الانتقال قد مضى سُدىً، فهو قد كان استكمالاً لأحد أضلاع مثلث شعار “الثورة” الأبرز، حرية ، سلام ، وعدالة؛ وبناءً على ذلك تحولت صيغة الشراكة من مثنى إلى جمع، فأصبحنا نُحكم بـ “شركاء” الانتقال بدلاُ من شريكين، ولم يكن أمامنا خيار غير أن نقول “خير وبركة”.

قام “الشركاء” بتعديل الوثيقة الدستورية، بناء على الإتفاق السياسي الذي جرى توقيعه في جوبا، عاصمة جنوب السودان، في الثالث من مارس 2020، ربما تأسياً بالاتفاق الذي وقعه نظام الرئيس جعفر نميري في أديس أبابا في الثالث من مارس العام 1972، وجعلوا للوثيقة السياسية (إتفاق سلام جوبا) عُلوية على الوثيقة الدستورية المعدلة، في حال تعارضت النصوص، والأهم من ذلك أن الشركاء وهم يُجرون تعديلاتهم على الوثيقة الدستورية، لم ينسوا أن يُثبتوا في صلبها نصّاً يقنن الشراكة الجديدة، فجاء في المادة (80) من الوثيقة الدستورية المعدلة في 2020 ما يلي نصه: (ينشأ مجلس يسمى “مجلس شركاء الفترة الانتقالية”، تمثل فيه أطراف الاتفاق السياسي فى الوثيقة الدستورية ورئيس الوزراء وأطراف العملية السلمية الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان، يختص بحل التباينات فى وجهات النظر بين الأطراف المختلفة وخدمة المصالح العليا للسودان وضمان نجاح الفترة الانتقالية، ويكون لمجلس شركاء الفترة الانتقالية الحق في إصدار اللوائح التي تنظم أعماله).

لم تزد اجتماعات مجلس شركاء الفترة الانتقالية عن الخمسة، سرعان ما “تشاكسوا” بعدها، إذ تصاعدت المناكفات بين أعضاء الحرية والتغيير- المجلس المركزي وبين العسكريين في مجلس السيادة، ويبدو أن “قحت” قررت على إثر ذلك أن تُميت مجلس الشركاء بالاهمال، فقررت أن تكتفي بمشاركة الأعضاء غير الأساسيين من صفها القيادي في اجتماعات المجلس مما أعاق المداولات وحول النقاش داخله إلى مهاترات، وتسبب هذا بدوره في مقاطعة بعض أعضاء مجلس السيادة من العسكريين لاجتماعات المجلس إحتجاجاً على المستوى غير اللائق في النقاش من قبل بعض أعضاء “قحت”، وهكذا تعطلت أعمال مجلس الشركاء، مثلما تعطل من قبل اكتمال أضلاع سلطات الانتقال من مجلس تشريعي ومحكمة دستورية ومجلس أعلى للقضاء.

تسارعت الأحداث عقب الشلل الذي أصاب مجلس الشركاء، فجاءت أحداث فض الشراكة بين المكونين المدني والعسكري في 25 أكتوبر 2021، وتمت الإطاحة بـ “قحت” من السلطة، فأغاظ ذلك رعاتها الإقليميين والدوليين الذين نجحوا لاحقاً في استمالة “أحد طرفي” المكون العسكري، وصمموا “الاتفاق الإطاري” للإطاحة بـ “الطرف الآخر”، لكن الانقلاب الذي خططوا له بإحكام، فشل، وتحولت المحاولة الإنقلابية إلى الحرب التي نعيش تفاصيلها منذ ما يزيد عن العامين.

بعد نحو ثلاث سنوات ونصف، ظل “الإنتقال” خلالها مُقعداً بعد أن أصابه الشلل، وظلت الأحداث الكبرى تتقاذفنا، يُسلمنا هذا إلى ذاك، بدأت تلوح في الأفق فرصة جديدة لبث الروح في جسد الانتقال واستعادة بعضاً من عافيته، وذلك بتعيين رئيس وزراء مدني، بكامل الصلاحيات، وفي ضوء هذه الخطوة المحمودة يتعين إنعاش آمال السودانيين في انتقال على أسس مختلفة، يضع سداتها شركاء قُدامى وجدد ويتم من خلالها إعادة ترتيب المشهد السياسي واستكمال مؤسسات الانتقال من مجلس شركاء ومجلس تشريعي ومحكمة دستورية ومجلس أعلى للقضاء وحوار سوداني – سوداني يرسم بتؤدة ملامح سودان المستقبل.

العبيد أحمد مروح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • “الجمعة الأسود 13”.. معتقدات “يوم الحظ السيء” ما علاقته بالأحداث الفظيعة؟
  • رغم ترحيب حكومة حمّاد.. قافلة الصمود عالقة تقضي ليلتها في الخيام على مداخل سرت
  • من هو محمد حسين باقري رئيس الأركان الإيراني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • رضا عبد العال يكشف عن توتر علاقته مع شوبير
  • تصريحات نارية من سنان أكشيل عن الفنانة هاديسا تُشعل مواقع التواصل في تركيا
  • بعيوي يتحدث عن علاقته بإسكوبار الصحراء قائلا "درت فيه الخير لكنه نصاب" ويروي قصته مع فيلا كاليفورنيا وسهراتها
  • هل أغاني أم كلثوم حرام؟.. أزهري يكشف 3 أحكام
  • عن العنف الذي لا يبرر
  • صحفية تؤلف كتابا عن قاتل متسلسل.. تفاصيل شخصية هند صبري بمسلسل «عسل أحمر»
  • الانتقال الذي لا ينتقل !!