بوابة الوفد:
2025-11-06@05:08:27 GMT

رمضان المصرى

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

استوحى حلمى المانسترلى أغنية رمضان الأيقونية وحوى يا وحوى من التراث الفرعونى عقب انتصار الملكة إياح حتب وابنها الملك أحمس على الهكسوس، فقد خرج المصريون ليلًا حاملين المشاعل والمصابيح ينشدون مرحبًا يا قمر.
وفى بدايات الدولة الطولونية تبارى أهل مصر عتيقة فى تعليق الزينة وتفننوا فى تجميل الشوارع بالرايات الملونة وإضاءة الساحات بالفوانيس المزركشة، وهى المظاهر التى انتقلت للفاطميين الذين اطلقوا عليها ليالى الوقود، وقد ظهر فانوس رمضان لأول مرة لحظة دخول المعز لدين الله مدينة القاهرة ليلًا، واستمر طوال رمضان حتى أصبح إرثًا شعبيًا اما مهنة المسحراتى فقد استحدثت فى عهد الحاكم بأمر الله ولا تزال مستمرة كطقس فلكلورى، وبالرغم من أن الفقيه المصرى الليث بن سعد كان ثريًا إلا أنه ورع متقشف لا يأكل إلا الفول ومع ذلك كان يقيم موائد عامرة بأشهى أطياب الطعام، خاصة الهريسة حتى أطلق عليها المصريون «هريسة الليث» واتبع سنته المحمودة الحكام والعامة واستمرت إلى الآن باسم موائد الرحمن ومدفع الافطار اضرب بدعة مملوكية جاءت بمحض الصدفة عندما جرب السلطان خشقدم مدفعًا جديدًا وصل إليه وقت أذان المغرب بالضبط، فظن الناس أنه للاحتفال بالإفطار، وابتكر محمد على باشا الإمساكية وأمر بطباعتها فى دار الطباعة الباهرة ببولاق عليها مواعيد الصلاة وتبريكاته للشهر الفضيل.

 
يضيق المقام للإسهاب فى تأصيل عشرات الطقوس المميزة والتى تحوى تاريخا عظيما من البصمة الوراثية للمحروسة «رمضان المصرى» لا شبيه له فى سائر بلدان العالم، ومن لم يحضر شطرًا منه على ضفاف النيل فقد فاته الشىءُ الكثير، فهو يخرج عن كونه شهرًا دينيًا ليتحول إلى سيمفونية عبقرية حيث تلتقى نفحات السماء بنسيم الأرض فى انسجام بديع، فرح إنسانى قوامه ثلاثون ليلة تنيره أضواء راقصة بألوان ساحرة على ولائم فاخرة تعمها مودة وتزاور لصلة الرحم على وقع دورات كروية ساخنة فى سهرات صاخبة تنثر بهجة متواصلة، حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر. فهنا لن تستطيع تمييز المسلم من المسيحى لأن الكل ينتظره فالمسيحى يصوم قبل المسلم لأن الله محبة وهذا هو السر الخالد منذ آلاف السنين حتى قبل نزول الرسالات لا أدرى أهى تميمة فرعونية تصبغ الأشياء بلون الأصيل ربما هى الخلطة السحرية بين استلهام فنون الغرب وجاذبية روحانية الشرق، فهذا المزيج الفريد يضفى نكهة مميزة فنحن برغم ضيق الحال واشتداد الأزمات نطلب الرضا الإلهى من خلال بهجة النفوس، وهى ما يجعل الحالة المصرية استثنائية وعصية على الفهم أو حتى التقليد، فقد أثبت علماء الأنثروبولوجيا أن الشعوب تختلف فى أسس الثقافة القومية لكل شعب، وأبسط تعريف لها هو مجموع اتساق القيم التى ابتدعها شعب من الشعوب عبر تاريخه الممتد. 
للأسف ولأسباب قدرية بحتة قد يستطيع المال فى غفلة من الزمن شراء نفوذ زائف عبر أشياء براقة خادعة تخطف أبصار المغيبين أو مكانة مؤقتة لدى الدهماء، لكنه فى نهاية المطاف يقف عاجزًا عن صناعة تفاصيل الحضارة العريقة، لأنها تحتاج قرونا متراكمة من الإبداع الإنسانى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رمضان المصرى الملك أحمس مدينة القاهرة محمد على باشا

إقرأ أيضاً:

رمضان عبدالمعز: أهل البلاء من أولياء الله الذين اصطفاهم بالصبر وجبرهم بالجنة

قال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن هدي النبي ﷺ في التعامل مع أهل البلاء وأصحاب الهمم كان قمة الرحمة والإنسانية، مؤكداً أن هؤلاء الناس هم من أحبّ الخلق إلى الله، لأنهم صبروا فاستحقوا الوعد الكريم: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

وأضاف عبدالمعز خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين أن أهل البلاء هم أهل الرحمة والاختصاص الإلهي، فالله سبحانه وتعالى يبتلي من يحبّه، ليطهّره ويرفع درجته، مشيرًا إلى أن هؤلاء الناس هم عباقرة في الصبر والرضا، وأسياد في مقامهم عند الله.

وأوضح أن النبي ﷺ كان يتعامل معهم بأدب عظيم وتقدير رفيع، فيجلسهم في صدر المجلس، ويجبر خواطرهم، ويستمع إليهم باهتمام، لأنهم من الذين اختصهم الله بعناية خاصة، مضيفًا: "دول أهل الله.. دول اللي ربنا اصطفاهم ليكونوا قدوة في الصبر".

وأشار الداعية الإسلامي إلى أن التاريخ الإسلامي مليء بالنماذج العظيمة من أصحاب الابتلاء، ومنهم الإمام الترمذي الذي فقد بصره، ومع ذلك ألّف كتابه الشهير “الجامع في أحاديث رسول الله ﷺ”، حتى قال العلماء: «من كان عنده جامع الترمذي فكأن النبي ﷺ في بيته».

وقال: «يجب أن نتعامل مع أصحاب الهمم وأهل البلاء بلقبهم الحقيقي: أسيادنا… لأن الله رفعهم وكرمهم، ومن أدبنا أن نراهم بعين الرحمة لا بعين الشفقة».

اقرأ المزيد..

هل تُؤثَّم الزوجة إذا أخفت راتبها الحقيقي عن زوجها؟.. عضو "الأزهر العالمي" تجيب أمين الفتوى: تشويه جدران المعابد والمتاحف بالكتابة عليها إفساد في الأرض إدارة السلامة بـ"الصحة": تعزيز مشاركة المرضى في اتخاذ القرارات العلاجية أولوية قصوى خبير قانوني: الطلاق للضرر يستغرق عامًا.. وهذه شروط إثباته الصحة تكشف تفاصيل إصابة 25 في حادث انقلاب "ميني باص" تابع لوزارة الرياضة هيئة الدواء تفتتح القمة الأفريقية الخامسة للتنظيم الدوائي وتؤكد على ريادتها التصنيعية مخرج احتفالية المتحف المصري الكبير يرد على الانتقادات: "انظروا لنصف الكوب المليان" زاهي حواس يكشف دلالات حضور 40 شخصية عالمية لافتتاح المتحف.. مصر بلد الأمان بوق توت عنخ آمون أشعل حربًا عالمية.. وسيم السيسي يكشف أسرار "لعنة الفراعنة" وحوادثها الصادمة وفاء عامر تشيد بافتتاح المتحف المصري الكبير: جمهورية جديدة

مقالات مشابهة

  • البقاء لله.. كريم فهمي ينعي الكاتب أحمد عبدالله
  • مؤلف اللمبي ورمضان كريم.. وفاة المؤلف أحمد عبد الله
  • تفاصيل مسلسل «الكينج» لـ محمد إمام
  • ده أدب النبوة.. رمضان عبدالمعز: النبي كان أكثر الناس تواضعًا رغم أنه سيد الخلق
  • رمضان عبدالمعز: هذا العمل يجعلك أقرب الناس مجلسا من رسول الله يوم القيامة
  • أمين الإفتاء: تشويه جدران المعابد والمتاحف بالكتابة عليها إفساد في الأرض
  • رمضان عبدالمعز: نُرزق ونُنصر بضعفائنا.. والنبي علمنا أدب التعامل معهم
  • رمضان عبدالمعز: أهل البلاء من أولياء الله الذين اصطفاهم بالصبر وجبرهم بالجنة
  • أدعية عن القضاء والقدر.. تعرف عليها
  • 7 سنن مهجورة حرص عليها رسول الله عند نزول المطر.. هل تعرفها؟