بوابة الوفد:
2025-06-10@10:54:52 GMT

رمضان المصرى

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

استوحى حلمى المانسترلى أغنية رمضان الأيقونية وحوى يا وحوى من التراث الفرعونى عقب انتصار الملكة إياح حتب وابنها الملك أحمس على الهكسوس، فقد خرج المصريون ليلًا حاملين المشاعل والمصابيح ينشدون مرحبًا يا قمر.
وفى بدايات الدولة الطولونية تبارى أهل مصر عتيقة فى تعليق الزينة وتفننوا فى تجميل الشوارع بالرايات الملونة وإضاءة الساحات بالفوانيس المزركشة، وهى المظاهر التى انتقلت للفاطميين الذين اطلقوا عليها ليالى الوقود، وقد ظهر فانوس رمضان لأول مرة لحظة دخول المعز لدين الله مدينة القاهرة ليلًا، واستمر طوال رمضان حتى أصبح إرثًا شعبيًا اما مهنة المسحراتى فقد استحدثت فى عهد الحاكم بأمر الله ولا تزال مستمرة كطقس فلكلورى، وبالرغم من أن الفقيه المصرى الليث بن سعد كان ثريًا إلا أنه ورع متقشف لا يأكل إلا الفول ومع ذلك كان يقيم موائد عامرة بأشهى أطياب الطعام، خاصة الهريسة حتى أطلق عليها المصريون «هريسة الليث» واتبع سنته المحمودة الحكام والعامة واستمرت إلى الآن باسم موائد الرحمن ومدفع الافطار اضرب بدعة مملوكية جاءت بمحض الصدفة عندما جرب السلطان خشقدم مدفعًا جديدًا وصل إليه وقت أذان المغرب بالضبط، فظن الناس أنه للاحتفال بالإفطار، وابتكر محمد على باشا الإمساكية وأمر بطباعتها فى دار الطباعة الباهرة ببولاق عليها مواعيد الصلاة وتبريكاته للشهر الفضيل.

 
يضيق المقام للإسهاب فى تأصيل عشرات الطقوس المميزة والتى تحوى تاريخا عظيما من البصمة الوراثية للمحروسة «رمضان المصرى» لا شبيه له فى سائر بلدان العالم، ومن لم يحضر شطرًا منه على ضفاف النيل فقد فاته الشىءُ الكثير، فهو يخرج عن كونه شهرًا دينيًا ليتحول إلى سيمفونية عبقرية حيث تلتقى نفحات السماء بنسيم الأرض فى انسجام بديع، فرح إنسانى قوامه ثلاثون ليلة تنيره أضواء راقصة بألوان ساحرة على ولائم فاخرة تعمها مودة وتزاور لصلة الرحم على وقع دورات كروية ساخنة فى سهرات صاخبة تنثر بهجة متواصلة، حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر. فهنا لن تستطيع تمييز المسلم من المسيحى لأن الكل ينتظره فالمسيحى يصوم قبل المسلم لأن الله محبة وهذا هو السر الخالد منذ آلاف السنين حتى قبل نزول الرسالات لا أدرى أهى تميمة فرعونية تصبغ الأشياء بلون الأصيل ربما هى الخلطة السحرية بين استلهام فنون الغرب وجاذبية روحانية الشرق، فهذا المزيج الفريد يضفى نكهة مميزة فنحن برغم ضيق الحال واشتداد الأزمات نطلب الرضا الإلهى من خلال بهجة النفوس، وهى ما يجعل الحالة المصرية استثنائية وعصية على الفهم أو حتى التقليد، فقد أثبت علماء الأنثروبولوجيا أن الشعوب تختلف فى أسس الثقافة القومية لكل شعب، وأبسط تعريف لها هو مجموع اتساق القيم التى ابتدعها شعب من الشعوب عبر تاريخه الممتد. 
للأسف ولأسباب قدرية بحتة قد يستطيع المال فى غفلة من الزمن شراء نفوذ زائف عبر أشياء براقة خادعة تخطف أبصار المغيبين أو مكانة مؤقتة لدى الدهماء، لكنه فى نهاية المطاف يقف عاجزًا عن صناعة تفاصيل الحضارة العريقة، لأنها تحتاج قرونا متراكمة من الإبداع الإنسانى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رمضان المصرى الملك أحمس مدينة القاهرة محمد على باشا

إقرأ أيضاً:

محللون: قوافل فك الحصار تحول تاريخي وبداية كسر جدار الصمت العربي

اتفق محللون وقادة سياسيون بارزون على أن قوافل فك الحصار المتجهة إلى قطاع غزة تمثل تحولا تاريخيا في مسار التضامن الدولي، وبداية حقيقية لكسر جدار الصمت العربي، في مواجهة الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

جاء ذلك خلال حلقة برنامج "مسار الأحداث" بتاريخ التاسع من يونيو/حزيران، والتي تناولت تداعيات اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفينة "مادلين"، والانطلاق المتزامن لقوافل شعبية من تونس ومناطق مختلفة من العالم بهدف كسر الحصار المفروض على غزة.

ووصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار اعتراض السفينة بأنه "قرصنة وإرهاب دولة"، بينما أدانت تركيا الحادثة واعتبرتها "عملا شنيعا" يعكس ما سمّته الفاشية الإسرائيلية، وسط دعوات أوروبية لحماية النشطاء والإفراج عنهم فورا.

وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن ما جرى يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي فشل رغم هذا الاعتداء، لأن السفينة أوصلت رسالتها وجذبت أنظار العالم إلى مأساة غزة.

وشدد البرغوثي في حديثه لبرنامج مسار الأحداث على أن ما حدث يستوجب أكثر من الإدانات، داعيا الحكومات العربية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تشمل فرض المقاطعة، وقطع العلاقات مع إسرائيل، وإلغاء التطبيع، مؤكدا أن هذه اللحظة "تشهد بداية تحول تاريخي لا رجعة فيه".

إعلان

وقال إن الشعوب بدأت تتحرك بقوافل بشرية تتوجه إلى معبر رفح، مضيفا أن هذه الاستجابة الشعبية تمثل شرارة انطلاق لحراك طويل الأمد لربط غزة بالعالم عبر جسر تضامني دائم، بينما تظل الحكومات متأخرة عن نبض الشارع.

وتحدث البرغوثي عن الفجوة بين مواقف الشعوب العربية ومواقف الأنظمة، لكنه أكد أن الضغط الشعبي بدأ يؤتي ثماره في برلمانات أوروبا، حيث تتصاعد الأصوات المطالبة بمحاسبة إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها.

مختلفة عما سبق

واعتبر أن استجابة الجماهير العربية والدولية اليوم تختلف عن كل ما سبق، مشيرا إلى أن العالم بدأ يفقد ثقته بإسرائيل، وأن الفرصة باتت مهيأة للانتقال من التضامن العاطفي إلى الفعل السياسي والميداني المؤثر.

من جانبه، قال عضو مجلس العموم البريطاني جيريمي كوربن إن ما جرى للسفينة "مادلين" كان عملا إرهابيا مدانا، وأكد أنه شارك في مظاهرة حاشدة أمام مكتب رئيس الوزراء البريطاني دعما للطاقم المعتقل ومطالبا بإطلاق سراحه.

وأوضح كوربن أن الحراك الشعبي في أوروبا يتسع يوما بعد يوم، مشيرا إلى استعدادات لتنظيم مظاهرة كبرى في لندن في 21 يونيو/حزيران الجاري، ستكون الأكبر حتى الآن، تعبيرا عن تضامن البريطانيين مع الفلسطينيين في وجه المجازر المتواصلة.

وأشار إلى أن الاحتجاجات المستمرة بدأت تحدث تأثيرا فعليا، لافتا إلى أن عددا من الحكومات الأوروبية أوقفت صفقات سلاح مع إسرائيل، في حين يتزايد الضغط لوقف دعمها بالطائرات والأسلحة المتطورة.

واعتبر كوربن أن "المحبط في الأمر هو صمت الحكومات رغم وضوح الجريمة"، لكنه شدد على أن استمرار النضال الشعبي والسياسي سيقود إلى تغيير ملموس، داعيا إلى عدم الوقوف متفرجين أمام ما وصفه بالإبادة الجماعية.

وأكد أن حكومات غربية عدة، وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة، تتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية بوصفها شريكة في تسليح إسرائيل، مشيرا إلى أن برلمانيين بريطانيين يعملون على فتح تحقيق في هذا التواطؤ.

إعلان

وعن الفارق المفترض في تعامل العالم لو كانت الضحية إسرائيل، قال كوربن "لو ظهرت صور أطفال إسرائيليين يموتون جوعا لما صمت العالم"، معتبرا أن ما يجري كشف زيف ادعاءات الغرب بالعدالة وحقوق الإنسان.

أقل ما يمكن فعله

وخلال مشاركته في مسار الأحداث من باريس، دعا الرئيس التونسي السابق الدكتور المنصف المرزوقي السلطات المصرية إلى عدم عرقلة قافلة "الصمود" التونسية والوفود المغاربية والدولية المتوجهة إلى معبر رفح، معتبرا أن السماح بوصول القوافل أقل ما يمكن فعله.

وقال المرزوقي إن القافلة التونسية تمثل بداية الغيث، ويجب أن تتبعها قوافل متواصلة، مؤكدا أن القضية باتت في يد السلطات المصرية، التي تقع عليها مسؤولية أخلاقية وسياسية بفتح الطريق أمام الشعوب للتعبير عن غضبها.

وأضاف أن ما يجري في غزة يمثل "أفظع ما تعرضت له الأمة منذ غزو المغول"، مطالبا الشعوب العربية بالخروج عن صمتها، ومعتبرا أن بقاء الجماهير في بيوتها "جريمة في حق التاريخ والشرف والكرامة".

وأوضح أن الحكومات العربية إذا واصلت تجاهلها لهذه المذبحة فستواجه انفجارا شعبيا لاحقا، محذرا من أن الانفجار قادم لا محالة، وأن الشعوب لن تنسى مواقف حكامها من هذه المجازر الجماعية.

وأشار المرزوقي إلى أن إسرائيل تدمر اليوم كل سرديتها الأخلاقية التي قامت عليها منذ عقود، قائلا إن ممارساتها الوحشية كشفت زيف خطابها، وإنها تدمر نفسها معنويا قبل أن تُهزم ميدانيا.

الصمت تواطؤ

من جهته، عاد الدكتور البرغوثي ليؤكد أن صمت بعض الدول العربية يُعد تواطؤا، خاصة أن الجرائم الإسرائيلية لم تقتصر على غزة، بل تشمل الضفة الغربية أيضا، حيث تتعرض مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس لحملات تدمير شاملة.

وقال إن إسرائيل ترتكب مجازر في حق الشعب الفلسطيني من دون تمييز، متسائلا عن المبرر لبقاء علاقات التطبيع، وعن الجدوى من الصمت أمام قتل وجرح طفل فلسطيني كل 17 دقيقة منذ بدء العدوان.

إعلان

وشدد على أن المطلوب الآن هو "صرخة عربية وإسلامية" تقول للولايات المتحدة كفى، داعيا إلى تحرك رسمي يوازي الهبة الشعبية العالمية، ومعتبرا أن التراخي الرسمي لا يقل خطرا عن الجرائم ذاتها.

وفي السياق ذاته، شدد المرزوقي على أهمية دور الشعوب، داعيا إلى استمرار تنظيم قوافل تضامنية لا موسمية، بل دائمة ومستمرة، قائلا إن من يقف في وجه هذه القوافل "لن يربح سوى العزلة والاحتقار الشعبي".

وأضاف أن إسرائيل في سياستها الحالية تدمر ليس فقط صورة نفسها، بل أيضا مصداقية النظام الدولي، وأن ما يحدث في غزة يمثل فضيحة كبرى لمنظومة حقوق الإنسان التي أنشأها الغرب ويدعي الدفاع عنها.

أما كوربن، فقد شدد على ضرورة محاسبة إسرائيل قانونيا، مشيرا إلى أن مذكرات التوقيف الدولية الصادرة مؤخرا تمثل خطوة أولى، ويجب البناء عليها لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين عن الإبادة الجماعية.

مقالات مشابهة

  • 5 أيام يُستحب صيامها بعد أيام التشريق في ذي الحجة.. فضلها عظيم احرص عليها
  • بطاقات تهنئة الحجاج: تصميمات راقية مكتوب عليها "حج مبرور"
  • محللون: قوافل فك الحصار تحول تاريخي وبداية كسر جدار الصمت العربي
  • جينا إبنة نجيب الريحاني تزور قبر والدها في ذكرى رحيله
  • المنشآت الفندقية: نجحنا في حل مشاكل 5 فنادق مع الضرائب
  • أردنيون يستقبلون المنتخب العراقي في مطار الملكة علياء / شاهد
  • أعمال الحج في ثالث أيام التشريق.. تعرف عليها بالتفصيل
  • لعنة العقد الثامن.. لماذا ارتهنت الأنظمة العربية للكيان؟
  • استعدادا لمونديال الأندية.. التشكيل المتوقع لـ الأهلي أمام باتشوكا المكسيكي
  • بطولة بلاد الشام… من ملاعب الكرة إلى وحدة الشعوب