قصة عائلة فلسطينية تلاحقها الاعتقالات منذ 35 عاما
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
رام الله- لم تكن شهد ماجد حسن تتجاوز 4 سنوات عندما أفاقت فجرا على صوت جنود الاحتلال الإسرائيلي المدججين بالسلاح وهم يقتادون والدتها إلى مكان قيل لها بعد ذلك إنه "السجن".
حينها تجاوز الأمر إدراك الطفلة التي فقدت خط دفاعها الأول عنها في الحياة (أمها)، فضُرب خط دفاعها الجسدي (مناعة جسمها) وأصيبت بمرض "اللوزتين" المزمن لأشهر.
المشهد ذاته تكرر قبل 8 أشهر، عندما اقتحم منزلها في منطقة عين مصباح بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية عشرات الجنود الإسرائيليين ولكن هذه المرة لاعتقالها.
"الجميع صُدم. وما زلت أذكر تعابير وجه والدي وأشقائي عندما أدركوا أن هذه المرة الاعتقال لي أنا"، تقول شهد للجزيرة نت، والتي أُفرج عنها أول أمس الاثنين بعد اعتقال إداري (ملف اتهام سري) دام 8 أشهر.
ورغم تكرار حالات الاعتقال لأفراد عائلتها حتى قبل ولادتها، فإن اعتقالها، وهي أصغر الإناث، كان الأصعب على الأب والعائلة جميعا، ويقول ماجد حسن، والد شهد، للجزيرة نت "لم أتوقع يوما أن أعيش لحظة اعتقال شهد"، معبرا عن شعوره بالقهر بسبب ذاك الاعتقال لصغيرته.
والأكثر مرارة وصعوبة -يضيف ماجد (62 عاما)- بعد عدة مرات اعتُقل فيها هو وزوجته وأبناؤه الثلاثة وإحدى بناته، فالعائلة لم تجتمع سويا منذ 1990، حين كانت أولى اعتقالاته التي تواصلت بشكل متقطع حتى 2012، لتتشتت العائلة مرة أخرى بإعادة الاحتلال مسلسل الاعتقال مستهدفا الأبناء منذ 2019، مبتدئا بابنها البكر محمد.
وعام 2023 ومع الإفراج عن محمد أيضا، اجتمعت العائلة لشهر واحد فقط، وثّقته عبر صورة جماعية في حفل تخرجه في الجامعة، ليعود مسلسل الاعتقالات مع اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
إعلانوعام 1990، بدأت اعتقالات العائلة باستهداف الأب ماجد حسن، في حينه لم يكن قد رُزق سوى بابنته الكبرى تسنيم وكانت تبلغ آنذاك 4 أشهر، ثم توالت الاعتقالات الإدارية للوالد لتصل مجتمعة إلى 10 سنوات.
الوالدان معاخلال حديثها للجزيرة نت، لا تتذكر تسنيم مناسبة لها أو لشقيقاتها كان والدها حاضرا فيها، وتقول "أنهينا الثانوية العامة وبعضنا تخرج في الجامعة ووالدي معتقل".
وكانت التجربة الأقسى باعتقال الأم ندى الجيوسي عام 2007 لنحو 6 أشهر، بسبب عملها في جمعية خيرية، وتزامَن الاعتقال بعد الإفراج عن زوجها ماجد بشهر واحد فقط، وبعد 3 أشهر فقط أعادت القوات الإسرائيلية اعتقاله، وتُرك الأطفال التسعة وحيدين في المنزل، حيث كانت تسنيم التي لم تبلغ 16 عاما حينها، تقوم على رعايتهم جميعا.
وتضيف تنسيم مستذكرة "كنت أكبر أشقائي، وشهد وصالح أصغرهما، أُصيبت في حينه شهد بمرض استمر 5 أشهر، فقرر الأطباء عملية عاجلة لها، ولكن الإفراج عن والدتي كان هو العلاج واختفت كل آثار المرض من جسدها بعد عودتها إلى حضن أمي".
ولم يتوقف الأمر عند اعتقال الوالدين، فعام 2019 بدأت مرحلة جديدة من الاعتقالات الإدارية للأبناء، على خلفية عملهم الطلابي في جامعة بيرزيت.
فاعتقل محمد 4 مرات، ومثله عبد المجيد، ثم اعتقلت شقيقتهم شذى لعام كامل، ثم صالح الذي لا يزال معتقلا، وآخرهم شهد التي تحررت قبل يومين.
وعرقلت تلك الاعتقالات حياة الأبناء الأكاديمية، فجميعهم، كما تشير تسنيم، تأخر تخرجهم لسنوات من الجامعة بسبب الاعتقالات، وهو ما أثّر أيضا على فرص عملهم فيما بعد.
بعد 7 أكتوبر
حديث السجون والاعتقالات المتكررة لم يُهوّن الاعتقال على شهد، بل على العكس، فقد اختبرت تجربة اعتقال مختلفة تماما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما تقول للجزيرة نت، وتضيف "كل ما سمعته من شذى وأشقائي ووالدي عن وضع السجون كان مختلفا عما عايشته، القمع والانتهاكات ضد الأسيرات والأسرى غير مسبوق".
وتحدثت شهد عن عمليات قمع متتالية من قبل السجّانين الإسرائيليين ضد الأسيرات، قائلة إنهن يضطررن للنوم بحجابهن، إضافة لشُح الأكل والتعامل الوحشي معهن أثناء العدد (إجراء تعداد ولأكثر من مرة يوميا للأسرى).
ورغم ذلك فإن اعتقال شقيقتها شذى في 2020 خفَّف من رهبة اللحظة الأولى في السجن لدى شهد التي تضيف "كان في استقبالي اثنتان من الأسيرات السابقات، كنت أعرفهما من خلال حديث شذى عنهما، وهما أيضا".
شهد التي راحت تحتضن شقيقتها بقوة عقب الإفراج عنها وهي تردد "أشعر أنني أحلم"، كان الخوف يُسيطر عليها من عدم إطلاق سراحها بسبب تلكؤ الاحتلال حتى اللحظات الأخيرة، حيث تفنن السجّان في التلاعب بها وعائلتها، وتقول "اعتقدت أنهم تراجعوا عن إطلاقي، وبقيت في الزنازين حتى السادسة مساء، وفي كل مرة يُغيرون مكان الإفراج عني".
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، كان مقررا الإفراج عن شهد، إلا أن سلطات الاحتلال مددت اعتقالها لأيام إضافية.
إعلانرغم هذه المنغصات، عاشت العائلة فرحة كبيرة بالإفراج عن شهد، ولكنها بقيت منقوصة باستمرار اعتقال ابنها الأصغر صالح، وسط الدعاء الدائم من كل أفراد العائلة بأن ينال حريته وأن تُغلق أبواب سجون الاحتلال أمامهم إلى الأبد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات للجزیرة نت الإفراج عن
إقرأ أيضاً:
اعتقال شاب بعد إصابته في رام الله
اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، شابا من مخيم الأمعري، خلال اقتحامها مدينة رام الله .
وأفادت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اقتحمت وسط رام الله، ما أدى لاندلاع مواجهات مع الشبان. كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب علي أبو عطية من مخيم الأمعري بعد إصابته.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين القسام: سنسلم جثمان أحد أسرى الاحتلال في غزة عند الثامنة مساء صحة غزة: 4 شهداء و7 إصابات خلال 24 ساعة الحكومة الفلسطينية تُعمّم البرنامج التنفيذي لخطة التعافي وإعمار غزة الأكثر قراءة قوات الاحتلال تقتحم عدة قرى وبلدات في نابلس بالفيديو: غزة: تحذير من خطر بركة الشيخ رضوان مع قرب الشتاء نتنياهو يوعز للجيش الاسرائيلي بشن هجمات قوية على قطاع غزة قيادي بحماس: لا مصلحة للمقاومة في إخفاء أي جثة لأسير أو تأخير تسليمها عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025