خطة إسرائيلية تمهّد لاجتياح رفح.. “حيلة الجزر” التي تمهد لإبادة الفلسطينيين
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
#سواليف
على الرغم من تعدد التحذيرات الدولية من شن #إسرائيل عملية عسكرية في مدينة #رفح جنوبي قطاع #غزة، تتوالى المعلومات الصادرة عن #جيش_الاحتلال التي تشير على ما يبدو لقرب بدء العملية.
وفيما تتركز المخاوف الدولية على أنّ مدينة رفح تؤوي أكثر من 1.5 مليون #فلسيطيني أكثر من ثلثيهم من #النازحين، فقد أعلن جيش الاحتلال أنه يخطط لتوجيه جزء كبير من النازحين برفح إلى “جزر” في وسط قطاع غزة قبل اجتياح رفح.
تحذيرات من #كارثة
وكانت العديد من المنظمات الإنسانية قد حذرت من أن الهجوم على المدينة الجنوبية الواقعة على الحدود مع #مصر، سيكون بمثابة كارثة.
وصرح الناطق بلسان جيش الاحتلال دانيال هغاري، بأن نقل الأشخاص الموجودين في رفح إلى المناطق المحددة، والذي أكد أنه سيتم تنفيذه بالتنسيق مع الجهات الفاعلة الدولية، هو جزء أساسي من استعدادات الجيش لهجومه المتوقع على رفح، حسب موقع “تايمز اوف إسرائيل“.
وفي محاولة لتوفير غطاء لشن العملية، ادعى هغاري إن هذه الجزر ستوفر السكن المؤقت والغذاء والمياه وغيرها من الضروريات للمدنيين الفارين من الحرب.
وفيما لم يذكر متى سيتم إخلاء رفح ولا متى سيبدأ الهجوم على المدينة، فقد نوه بأن إسرائيل تريد أن يكون التوقيت مناسبا من الناحية العملياتية وأن يتم تنسيقه مع مصر، التي قالت إنها لا تريد تدفق النازحين الفلسطينيين عبور حدودها.
تلميح وزير الدفاع الإسرائيلي عن عملية رفح
جاءت تصريحات المتحدث باسم الجيش بعد ساعات من تلميح وزير الدفاع يوآف غالانت إلى أن إسرائيل قد تشن قريبا هجوما بريا في رفح.
وقال غالانت أثناء زيارته لمدينة غزة وفقا لتصريحات قدمها مكتبه: “يتم القيام بعمل استثنائي هنا فوق وتحت الأرض، والقوات تصل إلى كل مكان”.
وأضاف: “حتى أولئك الذين يعتقدون أننا نؤجل، سيرون قريبا أننا سنصل إلى الجميع. سنقدم للعدالة كل من شارك في أحداث 7 أكتوبر، إما أن نقضي عليهم أو نقدمهم للمحاكمة في إسرائيل. لا يوجد مكان آمن، لا هنا، ولا خارج غزة، ولا في أي مكان في الشرق الأوسط – سنعيد الجميع إلى أماكنهم”.
المواقف الإسرائيلية تثير تحذيرات دولية من كوارث إذا ما نفذ جيش الاحتلال تهديداته باجتياح مدينة رفح.
وسبق أن اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو، بتعرضهم لضغوط كبيرة لعدم اجتياح رفح في ظل اكتظاظها بأعداد كبيرة من النازحين ممن فروا من مجازر الاحتلال في شمال غزة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف إسرائيل رفح غزة جيش الاحتلال النازحين كارثة مصر نتنياهو جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
العالم يدير ظهره لإبادة غزة
في ظهر يوم حار من أيام غزة الثقيلة، كانت أم خالد عبدالعال تمسح العرق عن جبينها وهي تجهز ابنها الصغير للخروج. عمره تسع سنوات فقط، لكنه أصبح هو من يتحمّل مسؤولية إحضار الطحين للعائلة بعد أن استشهد والده في قصف سابق. نظرت إليه بعين قلقة وقالت: "امشِ على الرصيف.. وخد بالك من الطيارة التي فوقنا".
بداية القصة
خرج الطفل وهو يحمل كيسًا صغيرًا، وترك وراءه أمه تحبس دموعها. دقائق فقط، ودوّى انفجار في الحي المجاور. سقط الغبار على النوافذ، وبدأت الناس تصرخ. ركضت أم خالد إلى الخارج حافية القدمين، وكل ما في ذهنها سؤال واحد: هل هذا صوت النهاية؟
في زاوية أحد الأزقة، كان الطفل قد احتمى وراء جدار، وقد غطى التراب وجهه وملابسه. وبدل أن يعود ومعه الطحين، عاد بعد ساعات على نقالة طبية مصابًا بشظية في الساق. في المستشفى، جلست أمه تمسك بيده وتهمس: "خلصوا الحرب يا عالم.. مش كفاية علينا؟".
في مدينة خان يونس، كان الحاج أبو ناصر يجلس على كرسي بلاستيكي أمام خيمة نصبت فوق أنقاض منزله. أحفاده يلعبون حوله بصمت. سأل أحدهم: "جدي، لماذا أوقفوا الحرب على إيران بسرعة ونحن لا؟". تنهد الرجل وقال: "لأننا لسنا مهمين.. نحن ليس لدينا إلا الله".
صرخات منسية
في خيمة صغيرة قرب مدرسة تأوي نازحين من حيّ الزيتون، جلست أم محمد نايف تلفّ رغيفًا صغيرًا بكمية قليلة من الزعتر. كانت تحاول تقنع أولادها إنه "كل شيء تمام"، رغم عدم هدوء القصف منذ البارحة.
قالت بصوت مخنوق: "يعني والله لما سمعت إنه إسرائيل وإيران وقفوا الحرب، قلت لحالي: طيب ونحن؟ أليس نحن بشر؟ منذ عشرين شهر لا نجد يوم واحد ننام فيه على هدوء!"
وتابعت: "يعني الصراحة، حاسة إنه نحن فقط ساحة دم، لا أحد يسمع وجعنا. لا في وقف نار، ولا في مفاوضات إلها معنى. كل الذي يحصل حوالنا يظهر أننا لسنا موجودين بحسابات أحد."
وإلى الجنوب من قطاع غزة، وقف يزن الطويل، وهو شاب من خانيونس، أمام بوابة أحد مراكز الإيواء، يقلّب في هاتفه القديم يتابع الأخبار. سألناه عن رأيه، ضحك وقال: "يعني بصراحة؟ أول ما سمعت عن اتفاق وقف النار بين إسرائيل وإيران، حسّيت حالي مش من هالكوكب. الدنيا كلها شغّالة عالحرب بين دولتين كبار، وخلصوها بسرعة، وإحنا صرنا رقم منسي".
وأضاف وهو يشير بإيده للخراب من حوله: "يعني شوف غزة، بيوت مهدمة، ناس نايمة بالعراء، وكل يوم شهداء. طب ليش هذا الاتفاق ما بيوصل لهون؟ ليش دايمًا إحنا الاستثناء؟"
وقال بصوت حاد: "لو كان في عدل، كانوا وقّفوا حرب غزة من زمان. بس الظاهر إنه دمانا أرخص، ومحدا فارقة معه إلا بس تطلع صورة تهزهم شوي". وختم: "بدنا وقف حقيقي، مش كلام جرائد. بدنا حد يسمع صرختنا، مش يمرقها مرور الكرام".
أما هدى نعيم، طفلة (9 سنوات) من حيّ الشجاعية، تختبئ كل يوم عند القصف تحت طاولة في مخيم الإيواء، الذي نزحت إليه بعد تدمير منزلهم. تعشق الرسم، لكنه لم يعد هناك ورق في غزة، يغطي حدود شغفها، وسط الحصار وإغلاق المعابر.
قالت بصوت خجول: "رسمت علم غزة كبير، وحطيت جنبه كلمة سلام.. قلت يمكن يخلص القصف. بس ما خلص. لسه بنسمع الطيارة، ولما أمي تقول نركض، بركض من غير ما أسأل ليش."
سألتها: "بتعرفي شو يعني وقف إطلاق نار؟". فأجابت: "يعني ما في صوت موت.. يعني بقدر أنام وما أخاف. يعني أروح عالمدرسة، مش عالمستشفى."
وبصوتها الطفولي تساءلت: "ليش بس إيران وإسرائيل بيوقفوا، وإحنا لأ؟ يعني إحنا مو مهمين؟ أنا ما بدي شي، بس بدي نهار واحد نضحك فيه كلنا." وختمت: "بدي أخوي يرجع من المستشفى.. وبس."
مفاوضات جامدة
وتتواصل المبادرات الدولية لوقف الحرب في غزة. قدّم الوسيط الأمريكي لدونالد ترامب خطة لهدنة لمدة 60 يومًا تشمل الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين مقابل أكثر من 1,100 فلسطيني، مع ضغوط إفريقية وأوروبية لتوسيع الهدنة لتشمل إخراج القوات وانسحابها الجزئي.
المفاوضات جارية منذ أشهر: وفي مارس 2025، انتهى وقف لمدة شهرين (19 يناير – 18 مارس)، وتصاعدت بعدها الاشتباكات، حتى مصر وقطر قدّمتا مقترحًا جديدًا، قبل موافقة إسرائيل المبدئية وقتها، وتعديلات من قبل حماس .
الآن، يتوسط ممثل ترامب "ستيف ويتكوف"، بينما ترفض إسرائيل بعض التعديلات التي تقدمت بها حماس، وتصر على عدم إنهاء الحصار الكامل، أو تحقيق انسحاب فعلي للقوات من قطاع غزة.
في الوقت ذاته، استمر دعم قطر ومصر لمبادرات لاحقة، تضمنت توسيع الهدنة لتشمل محادثات سياسية طويلة الأمد، ومبادرات إعادة إعمار غزة المشروط بإحلال سلطة فلسطينية مدنية.
الانتقائية الدولية
من جهته، يتناول المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور إياد جودة، التمييز الإسرائيلي الواضح بين سرعة وقف الصراع مع إيران وبطء التعامل مع الحرب على غزة، ويقول: "إسرائيل بتستخدم الجوع كسلاح رئيسي ضد غزّة، وبتنفّذه بطريقة ممنهجة كضربة ضغط مستمرة، مش قصف مؤقت".
وفي تصريح لـ«عُمان»، يواصل جودة تحليلاته، مؤكدًا على البنية الانتقائية للإجراءات الدولية: "وقف الحرب مع إيران حصل خلال أسبوعين، لأن الطائرات والقوى العظمى شاركت بالحسابات. أما غزة فمكتوب عليها الجوع، والتجويع سياسة، وما في مقاومة فعالة توقفها".
ويشير جودة إلى أن إسرائيل تماطل في مفاوضات وقف إطلاق النار المنشود لعدة أسباب: "في مفاوضات متعسّرة حول المرحلة الثانية من الهدنة، فيها إجراءات مصرية وأمريكية، لكن نتائجها بطيئة لأن إسرائيل تختار التمديد لتحقيق غاياتها السياسية الداخلية – كـاستغلال ملف الجنود الأسرى".
ويختتم جودة تحليله بتسليط الضوء على عامل الضغط الدولي: "لو العالم ذاته اللي وقف حرب إيران–إسرائيل وقف هجوم غزّة، كان ممكن نوصّل لهدنة شاملة بوقف الحصار، وبدء بناء غزة. لكن الرد الفوري على إيران أثبت إنه ما في إرادة حقيقية لإنقاذ غزة".