يستهدفونهم عبر الإنترنت.. الكشف عن طوائف سادية تبتز الأطفال
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
تمكن "براد" من خداع طفلة بعمر 14 عاما كي ترسل له صورة عارية، ويبدأ بابتزازها كي يجبرها على ارتكاب أفعال لإيذاء نفسها وإذلالها في بث مباشر أمام مجموعة من المشاهدين في تطبيق "ديسكورد". وكان الطلب الأخير أن تنتحر أمامهم.
والدة الفتاة في ولاية أوكلاهوما الأميركية تمكنت من إنقاذ ابنتها قبل فوات الأوان، وروت قصتها لواشنطن بوست كي تتمكن من رفع الوعي لدى الآباء والأمهات بشأن شبكات إجرامية تستهدف الأطفال لاستغلالهم وابتزازهم مقابل إيذاء أنفسهم.
بعد أن أرسلت الطفلة صورتها عارية للمستخدم "براد"، بدأ الابتزاز بأن طلب منها أن تحفر اسمه وأسماء المستخدمين المتابعين للبث الحي على فخذها وأن تشرب مياه المرحاض وتقطع رأس حيوانها الهامستر الأليف أمامهم.
تقول والدتها: "إنك فقط لا تدرك السرعة التي يمكن أن يحصل بها أمر كهذا".
وتشير الصحيفة إلى أن "المفترسين" كانوا جزءا من شبكة دولية ناشئة من مجموعات عبر الإنترنت تستهدف آلاف الأطفال بـ "شكل ساديّ من الإرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، الذي يصعب على السلطات وشركات التكنولوجيا ضبطه، وفق تقييم أعدته كل من "واشنطن بوست" ومجلة "وايرد" و"دير شبيغل" الألمانية و"ريكوردر" الرومانية.
وشاركت صحيفة واشنطن بوست وشركاؤها الإعلاميون التقارير الخاصة بهذا التقييم، بما في ذلك سجلات المحكمة والشرطة من بلدان متعددة، ومقابلات مع الباحثين ومسؤولي إنفاذ القانون وسبعة ضحايا أو عائلاتهم، جميعهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لحماية سلامتهم، في أميركا الشمالية وأوروبا.
وقامت وسائل الإعلام المشتركة بالتقرير بجمع وتحليل 3 ملايين رسالة على "تيليغرام". وكتبت كل مؤسسة إخبارية قصتها الخاصة.
ويذكر التقرير الإعلامي أن المجرمين، الذين عرّفتهم السلطات بأنهم صبية ورجال يصل عمرهم إلى منتصف الأربعينيات، يبحثون عن أطفال يعانون من مشاكل في الصحة النفسية ويقومون بابتزازهم لدفعهم إلى إيذاء أنفسهم أمام الكاميرا.
ووفق التقرير، ينتمي هؤلاء المستغلون إلى نفس المجموعات عبر الإنترنت، والتي يضم بعضها آلاف الأعضاء، الذي قد يغيرون أسماءهم كمستخدمين ليتبنّوا ألقابا جديدة، إلا أنهم يمتلكون العضوية ويوظفون التكتيكات ذاتها.
وتقول "واشنطن بوست" إنه على عكس عمليات "الابتزاز الجنسي" التي يسعى فيها المجرمون إلى الأموال أو الحصول على محتوى أكثر إباحية، تعمد هذه المجموعات إلى "تمجيد الوحشية"، وفق ما تشير إليه السلطات والضحايا.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" قد أصدر تحذيرا عاما، في سبتمبر الماضي، حدد فيه ثماني مجموعات كانت تستهدف القصّر الذين تتراوح أعمارهم بين ثماني و17 عاما، "بقصد إيذائهم (الأطفال) من أجل إمتاع أنفسهم أو لإشهار أنفسهم".
المجموعة، التي استهدفت فتاة أوكلاهوما وآخرين تمت مقابلتهم في هذا التقرير، تسمى "764"، والتي سميت على اسم الرمز البريدي الجزئي للمراهق الذي أنشأها، في عام 2021، وتندرج أنشطتها ضمن تعريف "الإرهاب المحلي"، وفق لمرافعة مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤخرا في المحكمة.
وقالت فتاة كندية، تبلغ من العمر 18 عاما، وصفت تعرضها "لغسيل دماغ" ثم وقعت ضحية للجماعة في عام 2021: "كان لدي شعور بأنهم يحبونني حقا، وأنهم يهتمون بي"، مضيفة "كلما ازداد المحتوى الخاص بك لديهم، ارتفع استخدامهم له، وازدادت كراهيتهم تجاهك".
ورغم الانتقادات التي وجهها المشرعون من مخاطر فيسبوك وإنستغرام على الأطفال، تنتعش الشبكات "الساديّة" الحديثة على "ديسكورد" (Discord) وتيليغرام (Telegram)، وهما تطبيقان لجأت إليهما مجموعة "764" "كأداتين لسلب الشعور من الفئات الهشة" كي يتمكنوا من التلاعب بهم، وفق ما أشار إليه مدع فيدرالي في المحكمة مؤخرا.
ويعد "ديسكورد" تطبيقا للمراسلة يشتهر أكثر بين محبي ألعاب الفيديو، ويتيح المجال أمام مستخدمين مجهولي الهوية للتحكم بجماهير واسعة من الحضور في غرف مغلقة تخضع لرقابة قليلة.
أما "تيليغرام" فيتضمن مجموعات محادثة وأكثر من 800 مليون مستخدم شهريا، يتيح محادثات مشفَّرة كليا، وهي ميّزة تحمي الخصوصية لكنها تعيق الرقابة على محتواها.
ولم ترد شركة "تيليغرام" في بيان لواشنطن بوست على الأسئلة التفصيلية حول هذه الشبكة، لكنها قالت إنها تزيل "الملايين" من المحتوى الضار يوميا من خلال "الرقابة الوقائية للأجزاء العامة من النظام وتقارير المستخدم".
وقال ريمي فون، المتحدث باسم "تيليغرام" إن "إساءة معاملة الأطفال والدعوات إلى العنف محظورة صراحة بموجب شروط خدمة تيليغرام"، مشيرا إلى أن التطبيق عالج "المحتوى الضار على نظامنا الأساسي منذ إنشائه".
وبعد أن طلب الصحفيون في التقرير الإعلامي التعليق، أغلقت "تيليغرام" عشرات المجموعات التي حددتها المؤسسات الإعلامية بكونها مراكز اتصال للشبكة.
وقدمت شركة "ديسكورد" "عدة مئات" من التقارير حول "764" إلى سلطات إنفاذ القانون، وفقا لمتحدثة باسم الشركة، تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها خوفا من انتقام المجموعات التابعة لـ "764".
وأضافت أن "ديسكورد" حذفت 34 ألف حساب مستخدم مرتبط بالمجموعة العام الماضي، ويفترض أن الكثير منهم يعدون من المخالفين المتكررين.
طائفة تقدّس الساديّة
مؤسس "764" كان برادلي كادينهيد، صبي يبلغ من العمر 16 عاما، في ولاية تكساس، استخدم أسماء مستعارة "فيليكس" أو "براد" أثناء إدارة عمليات المجموعة عبر الإنترنت من منزل والدته.
وسرعان ما طور كادينهيد أتباعا عبر الإنترنت باعتباره "زعيم طائفة تصف نفسها بأنها تقدّر الأعمال السادية"، وفقا لسجلات المحكمة التي تصف حياته على الإنترنت وفي العالم الحقيقي.
وتقول السجلات إن كادينهيد أصبح مفتونا بالصور العنيفة في سن العاشرة. وبعد ثلاث سنوات، تم إرساله إلى مركز احتجاز الأحداث بعد أن هدد بإطلاق النار على مدرسته.
وقام بإنشاء أول "خادم" (server) لمجموعة "764" عبر "ديسكورد"، في يناير عام 2021، بحسب المتحدث باسم الشركة.
ويستخدم "ديسكورد" وصف "خوادم" للتعبير عن مساحات اجتماعات عبر التطبيق يلتقي فيها الأعضاء للتواصل مع بعضهم البعض عبر الرسائل النصية والصوتية والفيديو. ويتحكم الشخص الذي يقوم بإنشاء الخادم بمن يُسمح له بالدخول إليه ومن يشرف على محتواه.
وقال جيريمي لانيير، النقيب في شرطة ستيفنفيل، إن اسم المجموعة يشير إلى الأرقام الثلاثة الأولى في الرمز البريدي لمدينة ستيفنفيل، مسقط رأس كادينهيد، على بعد حوالي 100 ميل جنوب غرب دالاس.
تظهر سجلات المحكمة والشرطة أن "ديسكورد" كافحت لإبقاء كادينهيد خارج منصتها.
وقالت المتحدثة باسم الشركة، إنه بدءا من نوفمبر عام 2020، لاحظت "ديسكورد" أنه تم تحميل مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال من عناوين "IP" (أي نطاقات العناوين، وهي مجموعة من الأرقام التي تحدد الجهاز المستخدم للاتصال بالإنترنت)، والتي تتبعها المحققون لاحقا ليتوصلوا إلى كادينهيد. وقالت المتحدثة إن الشركة أرسلت إلى السلطات تقارير حول صور غير قانونية على 58 حسابا مختلفا يديره كادينهيد حتى عام 2021.
ودفعت التقارير الواردة من "ديسكورد" إلى إجراء التحقيق الذي أدى إلى اعتقال كادينهيد بتهم استغلال الأطفال في المواد الإباحية في يوليو 2021.
وفي حديثه لاحقا إلى ضابط مراقبة الأحداث، قال كادينهيد إن الخادم الخاص به اجتذب ما يصل إلى 400 عضو ينشرون بشكل روتيني صورا صادمة، بما في ذلك مقاطع فيديو للتعذيب والانتهاكات والمواد الإباحية للأطفال.
وقال كادينهيد للضابط إنه "من الشائع جدا" أيضا أن يقوم الأعضاء باستمالة الضحايا وابتزازهم من خلال التهديد بتوزيع صور مسيئة. في بعض الأحيان كان دافعهم هو المال، وفي أحيان أخرى فعلوا ذلك "من أجل السلطة فقط"، كما كتب الضابط في تقرير قدمه إلى المحكمة بعد أن أقر كادينهيد بالذنب.
ولم يرد كادينهيد، الذي يبلغ الآن 18 عاما ويقضي عقوبة السجن لمدة 80 عاما بتهمة الحيازة بقصد الترويج لاستغلال الأطفال في المواد الإباحية، على رسالة لواشنطن بوست تطلب إجراء مقابلة. ولم يرد والداه على رسائل الصحيفة. وقال كريس بيري، محامي كادينهيد، إنه قد يطعن في الحكم بناء على "مشاكل الصحة العقلية المحتملة".
أياديكم ملطخة بالدماء
وفي حضور أسر ضحايا من الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مطلع فبراير الماضي، اتهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الشركات وقال: "أياديكم ملطخة بالدماء"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام أميركية عما دار في جلسة الاستماع المثيرة للجدل.
وبدوره اعتذر زوكبربيرغ للعائلات التي حضرت الجلسة، وقال: "آسف على كل شيء مررتم به. لا ينبغي أن يمر أحد بتلك الأشياء التي عانيتم منها، ولهذا السبب نستثمر الكثير (من الأموال)".
وامتدت جلسة الاستماع لقرابة أربع ساعات، حيث سعى الرؤساء التنفيذيون، مارك زوكربيرغ من شركة ميتا، وشو زي تشيو من تيك توك، وليندا ياكارينو من منصة "إكس"، وإيفان شبيغل من "سناب تشات"، ولمنصة "ديسكورد" جيستون سيترون، إلى طمأنة أعضاء مجلس الشيوخ والعائلات بشأن خطواتهم لمواجهة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.
وبحسب بيانات المركز الوطني للأطفال المفقودين والمتعرضين للاستغلال، وهي مؤسسة غير ربحية تتبع مثل هذه القضايا لصالح الحكومة الأميركية، فإن الصور ومقاطع الفيديو الجنسية للأطفال باتت منتشرة على نطاق أوسع من أي وقت مضى.
وأوضحت المؤسسة أن المحتوى الموجود على الإنترنت من هذا النوع، زاد من 32 مليونا عام 2022 إلى أكثر من 36 مليونا خلال عام 2023، وأصبح منتشرا بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي العملاقة مثل فيسبوك، على الرغم من جهود لسنوات لمواجهة المشكلة.
يذكر أن "ميتا" المالكة لفيسبوك وإنستغرام، أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، أنها ستحجب المزيد من المحتوى الذي يمكن أن يشاهده المراهقون على الموقع والتطبيق، بعد ضغوط عليها من جهات رقابية حول العالم، للحد من المحتوى الذي قد يتسبب في أضرار للأطفال والمراهقين.
وقبيل الجلسة، كانت منصة إكس أعلنت تأسيس قسم في أوستن بولاية تكساس مخصص لمكافحة المحتوى المتعلق بالاعتداء الجنسي على القُصَّر.
وسيكون الهدف الأولي لـ"مركز التميز في مجال الأمن" توظيف "100 مشرف" يركزون أساسا على هذا النوع من المنشورات، وكذلك على الانتهاكات الأخرى لقواعد الشبكة الاجتماعية، حسب ما أفاد، السبت، مدير العمليات في إكس جو بيناروش، وكالة فرانس برس.
وشدد بيناروش على أن "إكس ليس لديها نشاط يركز على الأطفال، لكن من المهم أن نقوم بهذه الاستثمارات لمنع المجرمين من استخدام منصتنا لأي نوع من التوزيع أو التعامل مع المحتوى المتعلق بالاعتداء الجنسي على القصر".
نشرت الشركة التي اشتراها إيلون ماسك نهاية عام 2022 بيانا، الجمعة، حول جهودها في هذا المجال، قائلة إنها "مصممة على جعل إكس مكانا غير مضياف للساعين إلى استغلال القصر".
وتعرضت شركات رسائل التواصل الاجتماعي لانتقادات حادة اتهمتها بالتقصير في مراقبة المحتوى الذي يستغل الأطفال جنسيا عبر الإنترنت، وزادت المخاوف في ظل ظهور تقنيات مثل التزييف العميق من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وذلك عقب انتشار صور مفبركة للنجمة تايلور سويفت، والمخاطر التي تشكلها تلك التكنولوجيا على الفئات الهشة، مثل الأطفال، من حيث إمكانية ابتزازهم جنسيا رغم أن تلك الصور لا تمت بالواقع بصلة.
وانطلقت تحذيرات للأهالي من نشر صور أطفالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي خوفا من استغلالها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الابتزاز الجنسي الجنس الابتزاز البيدوفيليا حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی عبر الإنترنت عام 2021 بعد أن
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات يفتتح منتدى تكنولوجيا الجيل الخامس 5G
افتتح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منتدى تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) فى مصر، الذى تُعقد فعالياته لمناقشة مستقبل الاتصالات، والبنية التحتية، ونشر تكنولوجيا الجيل الخامس فى مصر، وذلك بحضور مسعد بولس كبير مستشارى الرئيس الأمريكى للشئون العربية والشرق أوسطية والشئون الأفريقية، وسفراء الولايات المتحدة الأمريكية، وبعثة الاتحاد الأوروبى، وفنلندا، والسويد، وممثل عن دولة اليابان. وبمشاركة 120 من صنّاع القرار، من بينهم مسؤولون حكوميون، ومسؤولو شركات الاتصالات العالمية والمحلية، وخبراء متخصصون من منظمات دولية.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن مصر تبنت خلال العقد الماضى رؤية طموحة ومستقبلية لتحقيق التحول الرقمى أسهمت فى تحويل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من كونه قطاعًا خدميًا إلى عامل تمكين فى تعزيز القيمة الإنتاجية داخل الاقتصاد الوطنى؛ مشيرًا إلى أن هذه الرؤية تستهدف بناء اقتصاد ذكى، وتنافسى وشامل، تكون فيه التكنولوجيا فى خدمة المواطن، محفزة للنمو، ودافعة لجهود توفير فرص العمل.
وأضاف أن قطاع الاتصالات فى مصر شهد خلال العقد الماضى تطورا كبيرًا نتيجة للاستثمارات التى تم ضخها فى البنية التحتية الرقمية، والتوسع فى نطاق خدمات الاتصالات لتشمل ملايين المواطنين؛ مشيرًا إلى أن تقنية الجيل الخامس تمثل قفزة نوعية تُعيد تشكيل أنماط الحياة والعمل والتواصل؛ مؤكدًا أن أهمية هذه التقنيات لا تقتصر على تحسين سرعة الإنترنت فحسب، بل تشمل أيضًا تمكين تطبيقات فى مجالات مثل الرعاية الصحية، والزراعة، والنقل، والصناعة. كما أشار إلى أنه فى أوائل عام 2024، منحت مصر أول رخصة لشبكات الجيل الخامس، وبحلول نهاية العام، حصلت جميع شركات مشغلى الهاتف المحمول على التراخيص.
وأوضح طلعت أن شركات مشغلى شبكات الهاتف المحمول فى مصر استثمرت 2.7 مليار دولار منذ عام 2019 للحصول على الترددات والتراخيص؛ وهو ما يعكس ثقة المستثمرين المحليين والدوليين فى رؤية مصر الرقمية. كما أشار إلى الجهود المبذولة لاستكشاف إمكانات تقنية شبكة الوصول الراديوى المفتوحة (Open RAN)، لأهميتها فى تعزيز التنافسية، وخفض التكلفة، ودفع الابتكار؛ فضلًا عن التعاون مع شركاء عالميين منذ بداية توحيد معايير الجيل الخامس لضمان توافق استراتيجية مصر للطيف الترددى مع المعايير العالمية، وهو ما برز فى استضافة مصر للمؤتمر العالمى للاتصالات الراديوية عام 2019. وأضاف أنه تم التعاون مع مشغلى شبكات الهاتف المحمول فى إعداد خطة للطرح التدريجى لشبكات الجيل الخامس، تُعطى الأولوية للمدن الكبرى، والطرق الرئيسية، والمناطق الاقتصادية الاستراتيجية، لضمان الاستفادة من إمكانات هذه التقنيات فى تحقيق التنمية وتعزيز القدرة التنافسية الوطنية.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن عدد الأسر المتصلة بالإنترنت الثابت فى مصر بلغ أكثر من 12.7 مليون أسرة، بما فى ذلك المناطق الريفية، كما ارتفع متوسط سرعة الإنترنت الثابت 13 ضعفًا، لتتصدر مصر دول القارة الإفريقية فى هذا المجال؛ مشيرًا إلى أن أسعار خدمات الإنترنت الثابت فى مصر تُعد ثانى أقل الأسعار على مستوى القارة الأفريقية. مضيفا أنه من المستهدف، خلال السنوات الخمس المقبلة، توصيل كابلات الألياف الضوئية إلى 50% من مستخدمى الإنترنت الثابت، وذلك عبر مبادرات يقودها القطاع الخاص.
وأوضح أن عدد الاشتراكات فى خدمات الهاتف المحمول بلغ نحو 120 مليون مشترك فى عام 2024، مع نمو استخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول بأكثر من 10% خلال عام واحد. كما تم إطلاق عدد من الخدمات، من أبرزها الشرائح المدمجة (eSIM)، وخدمات مكالمات المحمول عبر شبكة الإنترنت الهوائى (WiFi Calling)، لضمان استمرارية الاتصال حتى فى المناطق النائية، دون أى تكلفة إضافية على المواطن؛ مؤكدًا أن كل هذه الجهود تأتى فى إطار استراتيجية مصر الرقمية، التى تعكس التزام الدولة بتحقيق التنمية الرقمية الشاملة، والحوكمة، والمساواة فى الوصول إلى الخدمات.
ولفت إلى أن قياس نجاح قطاع الاتصالات لا يقتصر على الأرقام المحققة، بل يتجسد أيضًا فى تأثيره اليومى على حياة المواطنين، بما فى ذلك عدد الشباب القادرين على الابتكار، وتأسيس مشروعات ريادية، والوصول إلى أسواق العمل الحر العالمية، وعدد المواطنين فى المناطق النائية الذين بات بإمكانهم الاستفادة من الخدمات الحكومية الرقمية، وعدد الأمهات اللاتى نجحن فى تحسين مستوى معيشتهن من خلال المهارات الرقمية.
وأكد ترحيب مصر بكافة الشركاء والمستثمرين الذين يشاركونها رؤيتها لبناء منظومة رقمية مفتوحة وآمنة وقادرة على مواكبة المستقبل؛ مشددًا على أن مصر ستظل ملتزمة بخلق بيئة جاذبة للاستثمار، تُعزز الابتكار، وتُقدّر الشراكات، بما يضمن تكافؤ الفرص أمام جميع الشركات المحلية والعالمية لتحقيق النمو والمساهمة فى التحول الرقمى فى مصر. كما أعرب عن تقديره لعلاقات التعاون والشراكة القوية والمتنامية مع الاتحاد الأوروبى، وفنلندا، واليابان، والسويد، والولايات المتحدة الأمريكية، والتى لطالما كانت دولًا رائدة عالميًا فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وشدد على التزام مصر الراسخ بدفع مسيرة التقدم الرقمى من أجل بناء مصر الرقمية والوصول إلى مجتمع تُعد فيه التكنولوجيا قوة دافعة للتنمية.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة فى هذا المنتدى الهام الذى يجمع نخبة من الخبراء، وصنّاع السياسات، والمبتكرين، لاستكشاف الإمكانات الواعدة لتقنية الجيل الخامس فى مصر، ومناقشة الفرص والجهود المبذولة لبناء مصر الرقمية.
وقال مسعد بولس كبير مستشارى الرئيس الأمريكى للشئون العربية والشرق أوسطية والشئون الأفريقية: “كان الرئيس ترامب واضحًا للغاية بأن التجارة والاستثمار القائمين على المنفعة المتبادلة هما أولوية قصوى - لا سيما فى التقنيات المهمة والناشئة مثل شبكات الجيل الخامس، التى ستشكل اساس الاقتصاد العالمى خلال العقد المقبل، وستقود النمو الاقتصادى والازدهار للشركات والمجتمعات حول العالم. تلتزم الولايات المتحدة بدعم شركاتنا والموردين الموثوقين بينما نعمل معًا لجعل تكنولوجيا الجيل الخامس واقعاً فى مصر، مع وضع الأمن والازدهار المتبادل فى صميم كل ما نقوم به معًا”.