تورنتو السينمائي الدولي يتحدى إضراب هوليود ويعلن قائمة أفلامه الرسمية
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
أعلنت إدارة مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عن المجموعة الأولى من اختياراتها الرسمية للأفلام التي تقرر عرضها على شاشات المهرجان، والذي يعقد في الفترة بين 7 – 17 سبتمبر/أيلول المقبل.
ويعتبر السينمائيون في العالم مهرجان تورنتو السينمائي الدولي بمثابة بروفة لجوائز الأوسكار التي تأتي نتائجها دائما مطابقة لقوائم الفائزين في المهرجان لكن الإضراب الهوليودي قد يحرم تورنتو من ميزته الخاصة، وذلك عبر حرمانه من عرض بعض الأفلام التي قامت شركات الإنتاج بتأجيلها لما بعد الإضراب.
ويؤكد كاميرون بيلي، الرئيس التنفيذي للمهرجان، في بيان له على موقع المهرجان، على تميز قائمة الأفلام رغم الظروف، وقال: "نستعد لتجربة احتفال لا ينسى بالفيلم ومهرجان لا يُنسى ومليء بالنجوم، ويعرض أفضل ما في السينما العالمية لمحبي الأفلام".
60 فيلمايصل عدد الأفلام المعلن عنها إلى 60 فيلما، تمثل 70 دولة حول العالم. وتفتقر المجموعة المختارة -حتى الآن- إلى أفلام العروض الأولى لشركات الإنتاج والأستوديوهات مثل "ديون 2" (Dun 2) والفيلم الذي تم تعديله ليصبح موسيقيا "اللون البنفسجي" (The Color Purple) والمأخوذ عن النسخة الأصلية التي قدمها ستيفن سبيلبرغ عام 1985، وهي إشارة إلى مخاوف ما زالت قائمة من تغير مواعيد إطلاق هذه الأفلام إذا امتد إضراب الممثلين وكُتاب السيناريو في هوليود.
وتخشى الشركات المنتجة من إطلاق الأفلام في للعرض من دون أن يستطيع الأبطال الحضور لترويجها طبقا لتعليمات اتحاد ممثلي الشاشة الأميركية وكُتاب السيناريو.
ويسعى بعض كبار النجوم للحصول على إذن من نقابة "اتحاد ممثلي الشاشة" (SAG-AFTRA)، لترويج الأفلام المستقلة التي لا تمول من الشركات الكبرى التي يختصمها الاتحاد وأعضاؤه.
ولم تستأنف النقابات والأستوديوهات المحادثات بعد، بغرض الوصول إلى اتفاق بحلول الوقت الذي يجب أن ينفض فيه النجوم الغبار عن جوازات سفرهم للتوجه شمالًا إلى تورنتو.
ويستطيع الإضراب القوي الذي تشهده هوليود أن يؤثر على دور العرض والصناعة والمهرجانات الكبرى، وأن يقلب موازين ترشيحات الأوسكار التي ينتظرها النجوم كل عام باعتبارها جائزة العمر وجواز المرور للمجد السينمائي، لكن مهرجان تورنتو السينمائي الدولي أشار، في بيان له، إلى أنه لا يزال يخطط لعرض أفضل ما في السينما العالمية.
والمعروف أن نجوم هوليود وكبار منتجيها يحضرون المهرجان بشكل روتيني سنويا، وهو ما يتوقع أن يحدث مع أفلام أقل وسجادة حمراء أقل ازدحاما من أعوامه السابقة، ومنها "أموال غبية" (Dumb Money) للمخرج كريغ غيليسبي، بطولة بول دانو وسيث روجين.
بالإضافة إلى عدد من أفلام نتفليكس مثل "روستين" (Rustin) للمخرج جورج وولف، بطولة كولمان دومينغو وكريس روك وغلين تورمان، ومن منصة "آبل" قامت إدراة المهرجان باختيار فيلم "فلورا والابن" (Flora and Son) للمخرج جون كارني وبطولة إيف هيوسون وجوزيف جوردون ليفيت وأورين كينلان.
مخرجون وممثلونوتضم المجموعة المختارة أيضا العديد من الأفلام لمخرجين اشتهروا بالتمثيل أيضا، وهو ما يسمح لهم بالحضور والترويج دون مخالفة تعليمات نقابة "اتحاد ممثلي الشاشة" (SAG-AFTER)، ومنهم مايكل كيتون الذي يرافق فيلم "نوكس يذهب بعيدا" (Knox Goes Away)، وكريس باين مع فيلم "بولمان" (Poolman)، وآنا كيندريك التي تحضر المهرجان مع فيلم "امرأة الساعة" (Woman of the Hour)، وفيجو مورتنسن مع فيلمه "الموتى لا يؤذون" (The Dead Don’t Hurt).
أما إيثان هوك، فيحضر مع أحدث أعماله الإخراجية (قطة برية) "Wild cat"، الذي تلعب فيه دور ابنته مايا هوك دور الروائية فلانيري أوكونور.
وتضم قائمة أفلام المهرجان أيضا "الباقون" (The Holdovers) برفقة مخرجه ألكسندر باين، وهو فيلم كوميدي تدور أحداثه في مدرسة داخلية، بينما يعرض الممثل والمخرج ريتشارد لينكلاتر فيلمه "قاتل مستأجر" (Hit Man)، وهو فيلم كوميدي أكشن يشاركه بطولته سكيب هولاندسوورث وغلين باول.
ويقدم المخرج الياباني هيروكادو كوريزا فيلمه: "الوحش" (Monster)، بينما يعرض الفرنسي جوستين تريت فيلمه "تشريح السقوط" (Anatomy of a Fall)، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان "كان" 76 الذي أقيم في مايو/أيار الماضي.
وكانت الخلافات قد ازدادت حدتها بين نقابة "الكتّاب الأميركية" (WGA) ونقابة "اتحاد ممثلي الشاشة" (SAG) من جهة، والشركات المنتجة والأستوديوهات من جهة أخرى في "هوليود"، فاتخذت النقابتان قرارا مشتركا بالإضراب أدى إلى شلل تام في صناعة السينما، وانعكس على المهرجانات السينمائية الكبرى.
وترفع النقابتان مطالب بتغييرات على مستوى الصناعة، وضمانات بشأن حقوق المبدعين في ظل الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي، ورغم أن الإضراب لا يتضمن منع عرض الأفلام؛ فإنه منع الممثلين من الترويج لأحدث أعمالهم.
وأدى الإضراب -الذي يدعمه نجوم كبار في هوليود مثل جورج كولوني ومات دايمون- إلى شلل في مفاصل الصناعة، حيث توقف تصوير الأفلام من جهة وعرضها في حضور أبطالها الذي التزموا بقرار الاتحاد باستثناء أولئك الذين لا يحملون عضوية النقابتين المشاركتين، وينطبق الأمر نفسه على الأفلام التي تعرض خارج الولايات المتحدة مثل تورنتو وفينيسيا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من يملك وجوه الممثلين؟ كيف يواجه نجوم هوليود خطر استنساخهم بالذكاء الاصطناعي؟
مع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى البصري، ظهرت إشكاليات قانونية غير معتادة، بعد أن أصبح بإمكان شركات الإنتاج استنساخ وجوه الممثلين وأصواتهم رقميا، بعلمهم أو من دون علمهم وموافقتهم، مما يفتح الأبواب لاستخدامات غير قانونية قد تستمر بعد وفاتهم.
وقد أعرب عدد من النجوم عن قلقهم من استغلال أصواتهم وملامحهم سلعة رقمية، بعد أن وقع بعضهم عقودا تمنح تلك الشركات حقوقا مفتوحة لاستخدام صورهم وأصواتهم مدى الحياة، بينما هدد البعض الآخر باتخاذ خطوات قانونية تصعيدية احترازية لحماية صورهم البشرية من الانتهاك والتشويه والسرقة الرقمية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"إليو" رحلة إلى الفضاء بلا وجهة درامية واضحةlist 2 of 2صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثيق والإدانةend of list ندم متأخر وعقود غير عادلةتعد الممثلة غلين كلوز من أبرز النجوم الذين عبّروا علنا عن قلقهم من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في استنساخ صورهم وأصواتهم، وأكدت خلال مشاركتها في مهرجان صندانس رفضها القاطع لاستخدام ملامحها أو صوتها في أي إنتاج رقمي. كما عبّرت عن مخاوفها من التداخل المتزايد بين الحقيقة والتزييف نتيجة لهذه التقنيات.
أما النجم روبرت داوني جونيور، فقد أوضح -في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس- عزمه اتخاذ إجراءات قانونية ضد أي جهة تستنسخ شخصيته رقميا دون إذن صريح، سواء أثناء حياته أو بعد وفاته. ولفت إلى أن فريقه القانوني يبحث حاليا في آليات الحماية الممكنة، في ظل تأخر التشريعات عن مواكبة هذا النوع من الانتهاكات.
وفي المقابل، وقع عدد من الممثلين الشباب ضحايا لعقود رقمية غير منصفة، مقابل مبالغ زهيدة، دون إدراكهم الكامل للتبعات. ومن بينهم الممثل الأميركي آدم كوي الذي باع حقوق استخدام صوته وصورته لشركة "إم سي إم" (MCM) مقابل ألف دولار فقط. وبعد أشهر، فوجئ بانتشار فيديوهات لنسخة رقمية منه تروّج لعلاجات مزيفة أو تتنبأ بكوارث، رغم أنه لم يصور أو يوافق على أي منها. وعلى الرغم من استيائه، لم يتمكن كوي من حذف تلك الفيديوهات، إذ لا تمنع بنود العقد سوى الاستخدامات المتعلقة بالإباحية أو منتجات التبغ والخمر.
إعلان خطورة سهولة الاستخدام وانخفاض التكاليفأحد أهم الأسباب التي تعزز من انتشار المحتوى الرقمي المصنوع، بواسطة الذكاء الاصطناعي، هو سهولة الصنع وانخفاض التكاليف، حيث لا يتطلب صنع فيديو كامل سوى نصف يوم تصوير أمام شاشة خضراء، مع قراءة النصوص والتعبير عن عدة مشاعر. ويستطيع الذكاء الاصطناعي بعد ذلك إنتاج محتوى رقمي بأي لغة وأي وجه وأي نبرة صوت، وهناك بعض الشركات التي تتيح صنع فيديو كامل مجانا أو بمئات الدولارات.
ورغم سهولة صنع المحتوى البصري بالذكاء الاصطناعي، فإن هناك مخاطر كبيرة، تتعلق باحتمالات استعمال الشخصيات الرقمية للممثلين دون رقابة، أو بمحتوى مضلل، خاصة أن هناك العديد من الذين وقعوا عقودا غير قابلة للإلغاء تتضمن بنود استغلال لشخصياتهم الرقمية.
نقابة الممثلين الأميركية تفرض معايير رادعةفرضت نقابة الممثلين الأميركية قواعد صارمة لتنظيم استخدام الأصوات والنسخ الرقمية المولدة عبر الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلانات، وذلك من خلال إصدار وثيقة تُعرف باسم "إعفاء الإعلانات الصوتية الديناميكية باستخدام الذكاء الاصطناعي" (Dynamic A.I. Audio Commercials Waiver).
وتنص هذه الوثيقة على ضرورة الحصول على موافقة مسبقة وصريحة من الممثلين قبل استخدام أصواتهم، مع ضمان حصولهم على تعويض مادي عن كل نسخة تُستخدم. كما تحدد الاتفاقية مدة زمنية لاستخدام النسخة، وتشترط حذفها فور انتهاء التعاقد.
وفي خطوة مهمة، وقعت النقابة اتفاقا رسميا مع منصة "نايرتيف" (Narrative) يتضمن بندا يلزم بألا تقل أجور الممثلين عن الحد الأدنى المعتمد من النقابة. ويُعد هذا الاتفاق أول تحرك تنظيمي من نوعه يضع إطارا واضحا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلانات الصوتية.
في مواجهة الانتشار المتزايد لاستغلال الشخصيات الرقمية للنجوم، أطلقت بعض الوكالات الفنية والتقنية خدمات رقابية متقدمة لحماية الفنانين. ومن بين هذه المبادرات، قدّمت وكالة "سي إيه إيه" (CAA) خدمة تخزين المسح ثلاثي الأبعاد لوجوه وأصوات وحركات الفنانين، مما يمنحهم القدرة على التحكم الكامل في استنساخهم الرقمي وتحديد شروط ومواضع استخدام شخصياتهم. كما توفر هذه التقنية ميزة إضافية تتمثل في كشف أي استخدام غير مصرح به لشخصياتهم الرقمية.
وفي السياق ذاته، اعتمدت وكالة "دبليو إم إي" (WME) نظام شراكة مع شركة "لوتي" التي توفر آلية رقابية ترصد الاستخدام غير القانوني لهويات النجوم الرقمية، وتُفعّل إجراءات فورية لحذف المحتوى المخالف.
وقد تسهم هذه الخطوات في استعادة السيطرة على عمليات التزوير الرقمي، وتحد من مخاطر استغلال الصور والأصوات الرقمية للفنانين دون موافقتهم، خاصة في ظل غياب أطر قانونية واضحة تنظم هذا النوع من الانتهاكات حتى الآن.