عزيزي المواطن المصري كن إيجابيًا، وبادر ولا تتردد، وأحسن إلى أمك كل يوم وليس فقط في يوم 21 مارس.
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي قلَّ التواصل الإنساني، وأصبحت رسالة فيسبوك وواتساب هي البديل الفاتر للاهتمام بالسؤال عن أعز الناس: الأم التي نحتاج دعاءها وتقبيل يديها في كل وقت.
بل إننا مطالبون بتحمل المسؤولية كاملة نحو رعاية الأمهات مع تقدمهن في العمر، وخاصة أن الأم تفني عمرها في تربية الأبناء.
تواضع، وبالذات مع أمك. تواضع وليكن تواضعك في كلامك ومعاملتك لها، وفي أمورك كلها لوجه الله ليرفعك الله.
لا تتركها وحيدة. كن لها خير عون وسند، واقض لها حاجتها وأدخل السرور عليها وابتغ بذلك وجه الله عز وجل، لتكون بهذا عبدًا ربانيًا مخلصًا لله تعالى في عبادته، ونبراسًا يستضاء به. والربانيون هم من يبرون آباءهم وأمهاتهم، ويرحمون صغارهم، ويصلون أرحامهم، ولا توجد كلمة العقوق والقسوة في قاموس حياتهم، ويضعون نصب أعينهم قول الله تعالى "اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا" سورة النساء. وشعارهم "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا (24)" سورة الإسراء.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم "ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه، وأدخله جنته: رفق بالضعيف، وشفقة على الوالدين". أخرجه الترمذي.
تلك دعوتي لمن يكون عاقًا لوالدته. أوجه نداءً لكم ورسالة قوية للمجتمع بضرورة أن نكون إيجابيين والعودة لحسن معاملة الأم ونبذ العنف والإساءات لنخرج من التشتت في هذه المرحلة.
لا نريد هنا سرد إحصائيات رسمية عن عقوق الأمهات وإيداعهن دور المسنين جراء العنف الأسري، فقد طالت التجاوزات العديد من الأمهات، وأصبحن يعانين من الإحباط بصورة عامة، ولأننا شعب لا نميل للعنف الذي يعتبر ثقافة جديدة علينا، فعقوق الأمهات وعدم احترامهن خلق حالة من الضيق يشعر بها أغلب المصريين، وهو شعور معاكس للأمل، وأدخلنا في موجة عارمة من السلبية، هناك أمهات يشعرن بالخوف فضلن المكوث في دار المسنين خوفًا مما يمكن أن يحدث لهن فجأة، وتناسى العاقون أن الإنسان الإيجابي هو الذي يحتوي أمه يفكر ولا تنضب أفكاره يساعدها، يرى أن هناك حلًا لكل مشكلة، حتى وإن كان صعبا يراه ممكنا، لديه آمال يحققها يرى في دعاء أمه أملًا ينظر إلى المستقبل ويتطلع إلى ما هو ممكن، يناقش بقوة وبلغة لطيفة يتمسك بالقيم.
فهل أيها العاق ستكون بعد هذا إيجابيًا؟ليكن 21 مارس فرصة لتغيير أفكار ومفاهيم واتجاهات وميول خاطئة عن رعاية الأم، ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. والمجتمع لن يبنى بقطع الأرحام والقتل والحرق وهدم القيم إلى آخره من الأمور الهدامة.
ما يحدث من عقوق الأمهات فاق كل التصورات، تعالوا نتعايش ونحسن معاملة الأم، بدلًا من المحاكم المليئة بقضايا الحجر أضعافًا مضاعفة
وإذا كنا نحتفل في كل عام ببعض الصورة الترفيهية المعتادة، فإننا الآن أحوج ما نكون إلى أسلوب جديد في التعامل مع الآباء والأمهات، فرعايتهم هي قمة الإنسانية وعلينا أن نعطيهم جميع أشكال الرعاية والحماية سواء معنوية أو مادية. كثير من الناس يظنون أنهم بمجرد منحهم بعض الأموال والهدايا أنهم أدوا ما عليهم تجاه الأمهات، ولكن ما يحتاجونه ليس فقط الطعام والشراب والترفيه، وإنما الحنان الذي افتقدوه، أن نهتم بهم طيلة العام ونحتويهم ونقدم لهم خدمات ملموسة.
حينما تكسب محبتهم وتحوز على رضاهم، فإنك حتما ستتملك قلوبهم وأحاسيسهم ومشاعرهم، حينها ستكون لديك قدرة خارقة على التأثير فيهم.
إنها حقًا نعمة عظيمة أنها من دلالات محبة الله تعالى فالمرء مع من أحب، فحب الوالدين وتقديرهما واحترامهما والسعي في إرضائهما أمر مطلوب، فرضى الله في رضى الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين، وعمل ورش عمل وبرامج لإعادة تأهيل القلة التي تعوق الأمهات ومحاولة إعادة منظومة الأخلاق إلي وضعها الطبيعي بتجريم الاعتداء من جانب الأبناء على الأمهات أمر حيوي، فالأم هي الحب والحنان، فالقرآن الكريم يوصينا ببر الوالدين ثم يعقبها بالحديث عن الأم فقط لشدة فضلها على الأب {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات.
ومن هنا تأتي الدعوة للاحتفاء بالأمهات والحفاظ على حقهن، وأن يوفين قدرهن وأن نجعل الفرحة عنوان كل أم طوال العام في ظل الظروف التي نعيشها.
رسالة لأمي
إلي روح فراق السيدة الفاضلة والدتي القابعة في قبرها جنوب مصر، الامتداد الطبيعي لعائلات الصعيد العريقة بالشعانية شرق النيل بنجع حمادي. ذلك النموذج الذي يحتذي به كيف كانت أمًا لكل من تعلم علي يد والدي العالم الجليل من الأطباء والمستشارين وكافة التخصصات، الذين يمثلون الآن جزءًا من المجتمع، وفي كل مرة التقي بهؤلاء أجدهم يعددون محاسن والدتي أسما علي مسمي، التي كانت بالنسبة لهم الرمز والعطاء.
أشعر بالفخر والعزة، برغم رحيلها وأنا في سن الثامنة من عمري فإنه في كل لحظة تطوف بخاطري وهي تحدثني، وتدعو لي بالخير وتحثني على استكمال ما تبقي من حياتي.
أحنُ اليكي ولشموخك، وأعشق محبة الناس لسيرتك العطرة، كلماتها لي في الصغر هي الوقود الذي ينير لي دروب الحياة، أتلمس حنانها في كل أم تدعوا لي بالخير، وتضمد جراحي فكل التحية لكل من يحتفي بأمه طوال العام، ورحمة الله على الأمهات اللاتي رحلن عن عالمنا، حتي يأتي اللقاء في عالم أكثر حبا وحنانا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: واتساب الأمهات التواصل الإنساني العالم الجليل رعاية الأمهات
إقرأ أيضاً:
حقيقة عودة جوري بكر لزوجها .. خاص
انتشرت أنباء خلال الساعات القليلة الماضية ، حول عودة جوري لزوجها رامي زيان بعد اعلان الصلح بينهما .
وأكد المستشار محمد محمود جادو، فى تصريح خاص لموقع “صدي البلد” ، أن هذا الكلام ليس له أساس من الصحة ولم يحدث عودة بل فقط تصالح بين الطرفين لمصلحة ابنهما .
الأزمة بين جوري بكر وزوجها
وفى شهر مايو الماضي ، قرّر مكتب تسوية النزاعات الأسرية بمحكمة الأسرة بأكتوبر في الجيزة، اليوم الثلاثاء، إحالة دعوى الرؤية المقامة من طليق الفنانة جوري بكر إلى هيئة المحكمة، للنظر فيها بجلسة علنية، وذلك بعد تغيب الفنانة أو من ينوب عنها عن حضور جلسة التسوية المحددة.
وشهدت جلسة اليوم، التي كانت مخصصة للنظر في النزاع بشأن رؤية الطفل "تميم"، تغيب الفنانة جوري بكر رغم إخطارها الرسمي بموعد الجلسة، ما دفع المكتب إلى غلق ملف التسوية ورفعه إلى المحكمة المختصة للفصل في تحديد موعد ومكان وساعة رؤية الصغير.
كان محامي طليق الفنانة، عبدالحميد رحيم، قد تقدّم بإنذار رسمي على يد محضر، حمل رقم 9569 لسنة 2025 أسرة أول أكتوبر، طالب فيه بتسليم الصغير "تميم" إلى والده، بدعوى عدم صلاحية الأم ووالدتها للحضانة.
كما تم تقديم طلب تسوية برقم 1976 لسنة 2025، يطالب بإسقاط الحضانة عن الأم، إلا أن مكتب التسوية أصدر قرارًا بعدم اختصاصه، وأحال القضية إلى المحكمة للفصل في مدى أهلية الأم للحضانة.
بالتوازي، تم تقديم طلب تسوية آخر برقم 1977 لسنة 2025، للمطالبة بحق الرؤية لحين البت في الدعوى الأساسية بشأن الحضانة.
وكشفت أوراق الدعوى، أن المدعي كان زوجًا للفنانة جوري بكر، وأنجب منها الطفل "تميم رامي" في 9 سبتمبر 2023، قبل أن ينفصلا رسميًا في 14 أغسطس 2024.
وأكد الأب في دعواه أن الحياة الزوجية بينهما كانت غير مستقرة، وأرجع ذلك إلى تأثر طليقته بأدوارها الفنية، ما انعكس على حد قوله سلبًا على حياتهما العائلية.
وأضاف أن الطفل ظل في حضانة الأم منذ وقوع الطلاق، لكنه لاحظ إهمالها في تلبية احتياجاته الأساسية، بحكم طبيعة عملها الفني وانشغالها الدائم، مشيرًا إلى أن اصطحابها الطفل إلى أماكن التصوير يضر بحالته النفسية، ويتنافى مع متطلبات الرعاية في هذه السن الصغيرة.
وأكد المدعي أن استمرار الحضانة مع الأم ووالدتها يعرّض الطفل للخطر، مطالبًا بإسنادها إليه لضمان رعاية صحية ونفسية أفضل