استشاري جراحة أورام: تقنيات حديثة لعلاج سرطان الساركوما
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
"عمان" تعد أورام الساركوما من أنواع السرطان النادرة التي تبدأ على هيئة نمو للخلايا في أنسجة الجسم الرخوة التي تربط بين أعضاء الجسم وتدعمها وتحيط بها كالعضلات والدهون والأوعية الدموية والأعصاب والأوتار وبطانات المفاصل.
وقال الدكتور محمد الحوسني، استشاري جراحة أورام مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان: تعد أورام سرطان الأنسجة الرخوية من الأورام النادرة والعنيفة، وتتراوح نسبة المصابين به ما بين 1 إلى 2% من إجمالي حالات السرطان.
وأضاف: تتضمن أورام الساركوما أنواعا عديدة تم اكتشافها وتحديدها في الأوراق العلمية الطبية، وهناك المزيد منها يتم اكتشافه بين الفينة والأخرى. قد تتكون هذه الأورام في الأطراف، وفي جدار البطن والصدر والظهر وكذلك في الرأس والرقبة، ونادرا ما تتكون في التجويف البطني الخلفي، وتنشأ من الأنسجة العضلية والدهنية، وفي أي جزء من الأنسجة الرخوية مثل الأوردة والشرايين، مشيرا إلى أن هذه الأورام تظهر بشكل مفاجئ للمرضى (لم تكن موجودة من قبل)، وتزداد في حجمها مع مرور الوقت على مدى أسابيع وشهور قليلة، ولا تسبب الألم في العادة، مما يؤخر قدوم المريض لطلب الاستشارة، وقد يشتكي المريض أيضا من الضعف العام والوهن بسبب استهلاك الأورام لطاقة الجسم، ولكن في كثير من الأحيان لا يشعر المريض بهذه الأعراض، وانما يتم ملاحظتها من المحيطين به مثل (الأم، زوج أو قريب).
وأوضح بأنه إلى الآن لم يتم تحديد سبب رئيس لنشوء هذه الأورام ولا تعتبر وراثية، ولكن مثل غيرها من الأورام السرطانية قد تتكرر بين الأقارب، كما لا توجد صلة لهذه الأورام بالنظام الغذائي أو العادات أو طبيعة الحياة.
ينصح المرضى بالتوجه للطبيب في حالة ظهور هذه الكتل. إذ سيقوم الطبيب بالفحص الكلينيكي وإجراء الأشعة اللازمة، ومن ثم التواصل مع الفرق الطبية المتخصصة في علاج الساركوما.
وذكر استشاري جراحة أورام بأن الدراسات أظهرت نتائج جيدة في علاج أورام الساركوما، لما تشتمل عليه من نظرة شمولية لطبيعة المرض واحتياجات المرضى. إذ يتم إجراء عمليات معقدة لاستئصال هذه الأورام، بالإضافة إلى تقديم علاجات مختلفة باستخدام التقنيات الحديثة في العلاج بالإشعاع والعلاجات الكيماوية المتطورة، ويبحث الفريق أيضا في التكوينات النسيجية البيولوجية لهذه الأورام للمساعدة في اختيار العلاجات المقننة وتوقع استجابة المريض للعلاج.
وشهدت السنوات الأخيرة تطورا ملموسا في علاج الأورام النادرة، شمل ذلك تطور التقنيات الجراحية والعلاج بالإشعاع والعلاج الكيماوي. يتم تقديم هذا النوع من العلاجات المتكاملة عن طريق فريق طبي متخصص في هذا المجال.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه الأورام
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة: أوروبا تتجه نحو صيف أطول وجفاف أشد
ترفع دراسة علمية حديثة مستوى القلق الأوروبي بعدما أبرزت سيناريوهات مناخية شديدة الاضطراب في حال انهيار نظام دوران الانقلاب الزوالي الأطلسي آموك الذي يشكّل واحدًا من أهم محركات توزيع الحرارة على الكوكب.
وتكشف نتائج المحاكاة التي أجراها الباحثون أن أوروبا ستواجه موسماً أطول وأكثر قسوة من الجفاف، وأن شدته سترتفع بنسبة تصل إلى ٢٨٪ إذا انهار النظام المحيطي، بينما ترتفع النسبة إلى ٨٪ فقط في حال حفاظه على استقراره، وأن التأثير يبدو متفاوتاً بين شمال القارة وجنوبها، إذ ترتفع مستويات الجفاف في السويد بنسبة ٧٢٪ وفي إسبانيا بنسبة ٦٠٪.
ويشرح الخبير المناخي تحسين شعلة أن التيارات المحيطية المرتبطة بآموك تؤدي وظيفة مركزية في ضبط حرارة الأرض ونقل الطاقة بين نصفي الكرة، وأن دراسات حديثة اعتمدت على محاكاة امتدت لأكثر من ألف عام أبرزت تعرض هذا النظام لاضطراب عنيف بفعل ذوبان الجليد وتدفق المياه العذبة إلى الأطلسي، الأمر الذي يغيّر ملوحة المياه وكثافتها ويعطّل قدرتها على تحريك الطاقة الحرارية.
ويؤكد شعلة أن انهيار آموك سيُصعّد موجات الجفاف في أوروبا ويمدّ فصل الصيف لأكثر من مئة يوم مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، ويضيف أن النشاط البشري غير المنضبط خلال العقود الماضية أسهم في تسريع هذه التحولات المناخية، وأن القارة ستواجه شتاء أقسى وتطرفاً مناخياً لا يفرق بين دول غنية أو فقيرة، بينما تتحمل الحكومات مسؤولية منع الوصول إلى نقطة تحول مناخية تمتد آثارها لألف عام.
وعلى جانب آخر، يوضح الخبير البيئي مجدي علام أن التغيرات المناخية تنبع من تداخل عوامل متعددة تشمل الأنهار الكبرى والمحيطات والبحار التي تتأثر بذوبان الجليد وارتفاع درجات الحرارة، ويشير إلى أن مستوى سطح البحر ارتفع أربعة سنتيمترات بفعل ذوبان القطبين، وهو رقم صغير حسابياً لكنه شديد الخطورة لأنه يغيّر كيمياء المياه وحركة التيارات البحرية والرياح.
ويبرز علام أن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري يمثل العامل الأبرز في إفساد النظام البيئي العالمي، وأن الانبعاثات حولت الغلاف الجوي إلى خزان للحرارة والتلوث، ويضيف أن إزالة الغابات وعلى رأسها غابات الأمازون وجهت ضربة مباشرة لرئة الكوكب، ما انعكس على مناطق واسعة مثل أفريقيا والصومال التي تواجه موجات جفاف متفاقمة، ويحذّر من أن العبث المتواصل بالإيكوسيستم يهدد قدرة الإنسان على البقاء وسط تراجع غير مسبوق في جودة الهواء.