ذكاء اصطناعي: تتنبأ بمراحل حياة الإنسان...باحثون دنماركيون يبتكرون حاسبة الموت
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
قام باحثون في الدنمارك بتطوير أداة ذكاء اصطناعي، أطلقوا عليها اسم "حاسبة الموت"، استعانوا فيها ببيانات ملايين الأشخاص للمساعدة في توقع مراحل حياة الفرد حتى النهاية.
وشرح أحد معدي الدراسة التي نشرتها مجلة "ناشيونال كمبيونايشونال ساينس" الأستاذ في "جامعة داناميرك التقنية" سوني ليمان أن الأداة هي بمثابة "إطار عام جداً للتنبؤ بحياة الإنسان، ويمكنها التنبؤ بأي شيء إذا توافرت لها بيانات تدريبية".
واشار إلى أن الاحتمالات مفتوحة ولا حصر لها، إذ إن الأداة "قادرة على التنبؤ بالنتائج الصحية. وتستطيع توقع الخصوبة أو السمنة، أو ربما من سيصاب بالسرطان أم لا. وفي وسعها التنبؤ بما إذا كان الشخص سيجني الكثير من المال".
عمليا، تستخدم "لايف2فِك" life2vec نموذج تشغيل مشابه لنموذج "تشات جي بي تي"، ولكن بدلاً من معالجة بيانات نصية، تتولى تحليل مراحل الحياة كالولادة أو الدراسة أو حتى ساعات العمل.
ولاحظت الدراسة أن "الحياة هي بمعنى ما مجرد سلسلة من الأحداث: يولد الناس، ويقصدون طبيب الأطفال، ويرتادون المدرسة، وينتقلون من منزل إلى آخر، ويتزوجون، وما إلى ذلك".
واضافت "نحن هنا نستفيد من هذا التشابه لتكييف الابتكارات في المعالجة الآلية للغة الطبيعية مع مستلزمات درس تطور الحياة البشرية وإمكان التنبؤ بها بناءً على تسلسل مفصل للأحداث".
التنبؤ بالمراحل الباقية حتى نهاية الحياةتستند الأداة إلى بيانات غير إسمية من نحو ستة ملايين دنماركي جمعها معهد الإحصاء الوطني.
ويتيح تحليل التسلسل التنبؤ بالمراحل الباقية حتى نهاية الحياة. في ما يتعلق بالوفاة، تصيب الخوارزمية بنسبة 78 في المئة من الحالات، وفي حالات الهجرة بنسبة 73 في المئة.
وقال ليمان "من خلال مجموعة صغيرة جدا من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 35 و65 عاما، نحاول التنبؤ، استنادا إلى فترة ثماني سنوات من 2008 إلى 2016، بما إذا كان الشخص سيموت في السنوات الأربع التالية، حتى عام 2020. ويقوم النموذج بهذه المهمة بشكل جيد جدا، أفضل من أي خوارزمية أخرى".
وتتيح هذه الفئة العمرية التي تكون فيها الوفيات عادة قليلة، التحقق من مدى موثوقية البرنامج، بحسب الباحثين.
لكن الأداة غير جاهزة بعد للاستخدام من قبل عامة الناس لأنها لا تزال تنطوي على ثغرة، وهي "في الوقت الراهن مجرد مشروع بحثي يستكشف مجال الاحتمالات (...)، ولا نعرف ما إذا كان يعامل الجميع على قدم المساواة".
"البيانات ليست بأسماء أفراد"يمثّل المشروع في نظر الأستاذ الجامعي ثقلاً علمياً موازِناً للخوارزميات التي ابتكرتها شركات التكنولوجيا الكبرى المعروفة بـ"غافام" Gafam، أي "غوغل" و"آبل" و"فيسبوك" و"أمازون" و"مايكروسوفت".
وقال "في استطاعة هذه الشركات أيضاً بناء نماذج كهذه الأداة، لكنها لا تعلن عنها، ولا تتحدث عنها". ولاحظ الباحث أن هذه الشركات تكتفي باستخدام هذه الخوارزميات لجعل العامّة "يشترون المزيد من المنتجات".
وشدّد على أهمية "تَوافُر ثقل مُوازِن متاح ومفتوح يوضح ما يمكن فعله ببيانات من هذا النوع".
وأشارت الخبيرة في أخلاقيات البيانات بيرنيل ترانبرغ إلى أن الخوارزميات من هذا النوع تُستخدم أصلاً في مجال التأمين.
وأضافت "لقد تم وضعنا بالتأكيد في مجموعات (...) ويمكن استخدام ذلك ضدنا، إلى حدّ دفعنا مثلاً إلى شراء بوليصة تأمين بسعر أعلى، والحؤول دون حصولنا على قرض في البنك أو على الرعاية الحكومية لأننا سنموت في أي حال".
لكنّ هذا لا ينطبق على المشروع البحثي، إذ إنه غير مخصص للاستخدام الفردي، نظراً إلى أن هوية مصادره تبقى طي الكتمان.
وطمأنت إلى أن "أي أمثلة على تسرب البيانات الشخصية" لم يسبق أن سجلت مع معهد الإحصاء الوطني، و"البيانات ليست بأسماء أفراد"، لكنها نبهت إلى أن "كل شيء يتسارع" بفعل تطور الذكاء الاصطناعي.
وتعليقا على محاولة البعض استغلال الفكرة لأغراض تجارية، قالت ترانبرغ "على شبكة الإنترنت، نرى بالفعل ساعات تنبؤ، تُشير إلى العمر الذي سيصل إليه الشخص، وبعضها لا يتمتع بأي صدقية".
فرانس 24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا السنغال ريبورتاج ذكاء اصطناعي الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا الأمم المتحدة الإنترنت الدانمارك مرض توقعات الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا إلى أن
إقرأ أيضاً:
منصة جديدة تنافس OnlyFans بذكاء اصطناعي لا ينام
في خطوة تثير الجدل حول مستقبل الذكاء الاصطناعي والعلاقات الرقمية، أطلقت العارضة البريطانية السابقة كاتي برايس نسخة رقمية من نفسها تُدعى “جوردان” وهو اسمها الفني في بدايات شهرتها، عبر منصة OhChat، وهي شركة ناشئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم ما تصفه بـ"الخيال غير المراقب" للمستخدمين.
برايس وصفت تجربتها بأنها "مخيفة وجذابة"، مؤكدة أن النسخة الرقمية تشبهها بالكامل: الصوت، الشكل، وحتى الشخصية. "إنها حرفيًا أنا"، تقول برايس، التي اشتهرت في أواخر التسعينيات كعارضة في مجلات الإثارة والصحف الشعبية.
توأم رقمي لا ينام ولا ينسىمنصة OhChat، التي تأسست في أكتوبر 2024، تتيح للمستخدمين التفاعل مع شخصيات رقمية تشبه المشاهير، من خلال النصوص، الملاحظات الصوتية، والصور.
وتختلف مستويات التفاعل حسب نوع الاشتراك، والذي يبدأ من 4.99 دولار شهريًا للنصوص، ويصل إلى 29.99 دولار للتفاعل الكامل مع الشخصية.
برايس اختارت أن تكون شخصيتها الافتراضية على المستوى الثاني من أربعة مستويات داخل المنصة، مما يعني تفاعلات جنسية وظهور بصور شبه عارية، لكن دون الوصول إلى محتوى إباحي كامل.
المنصة تتيح للمشاهير التحكم الكامل في حدود التفاعل.
تتلقى برايس، كغيرها من المشاهير على المنصة، 80% من عائدات النسخة الرقمية الخاصة بها، فيما تحتفظ OhChat بنسبة 20%.
ويقول المدير التنفيذي للشركة، نيك يونغ، إن بعض المشاهير يحققون بالفعل آلاف الدولارات شهريًا دون أن يقوموا بأي جهد يذكر.
وأضاف يونج: "إنها أداة قوية جدًا، ويمكن استخدامها بطرق جيدة أو سيئة. نحن نستخدمها بطريقة أراها إيجابية ومثيرة."
كل ما يحتاجه المشاهير لإنشاء توأم رقمي هو تقديم 30 صورة والتحدث إلى روبوت لمدة 30 دقيقة، لتقوم المنصة بعدها ببناء الشخصية خلال ساعات باستخدام نموذج لغوي من شركة Meta.
جوردان: شخصية متاحة 24/7بالنسبة لبرايس، تمثل النسخة الرقمية وسيلة لتعزيز الحضور الرقمي وتوسيع مصادر الدخل، حتى أثناء النوم. وتقول: "أنا أنام، أما هي فلا، هي متاحة دائمًا".
وتصف ذلك بالشعور بالقوة، لأن الشخصية الافتراضية تمنح المشتركين ما لا يمكنها هي تقديمه باستمرار على منصات مثل OnlyFans.
حدود الأخلاق... ومخاوف من التعلق العاطفيالمنصة تثير العديد من التساؤلات الأخلاقية، خاصة في ظل القلق المتزايد بشأن الاعتماد العاطفي على شخصيات الذكاء الاصطناعي.
باحثون من جامعة كامبريدج وأوكسفورد حذروا من تحول العلاقة بين المستخدم والشخصية الرقمية إلى نوع من "المسرح الخوارزمي"، حيث يعتقد المستخدم بوجود علاقة متبادلة بينما لا يوجد شيء من هذا القبيل.
وكانت قضية مراهق انتحر بعد علاقة افتراضية مع روبوت محادثة قد أثارت الجدل عالميًا في العام الماضي. في المقابل، لا تنكر OhChat هذا الجانب، لكنها تؤكد على أنها "شفافة" مع المستخدمين، بحسب المدير التنفيذي نيك يونغ.
"نعم، نحن لا نُذكر المستخدم في كل لحظة أنه يتحدث مع ذكاء اصطناعي، لكن الأمر واضح من البداية ومن خلال تجربة الاستخدام كاملة"، يقول يونغ.
المخاطر على السمعة والهويةالخبراء يحذرون من تعرض الشخصيات العامة مثل كاتي برايس لخطر فقدان السيطرة على صورتهم الرقمية.
وفي حال تم اختراق الشخصية أو تلفظت بما هو مسيء بسبب خلل تقني، فقد تكون العواقب كارثية على السمعة.
وتؤكد شركة OhChat أنها تعتمد على قواعد سلوك صارمة لكل شخصية، تشمل حدود التفاعل الجنسي، ولدى كل منشئ محتوى الحرية الكاملة في إيقاف أو حذف نسخته الرقمية في أي وقت.
المستقبل: كل مشهور له توأم رقميبالنسبة ليونغ، فإن المستقبل واضح: "لن أندهش إذا كان لكل صانع محتوى أو شخصية مشهورة توأم رقمي خلال السنوات المقبلة، هذا هو الاتجاه الحتمي، ونحن نريد أن نكون من يقود هذه الموجة".
منصة OhChat لا تقدم فقط تسلية رقمية، بل تفتح بابًا واسعًا لمناقشة حدود الهوية والخصوصية والعمل الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي.