أثار فيلم "أوبنهايمر" الجديد لكريستوفر نولان، جدلا كبيرا كونه قائما على أسوأ كوابيس عالم الفيزياء الفخري للحرب النووية.

وتطارد الرؤى المشؤومة لسحب تنفجر من مدينة تلو الأخرى، وأكوام من النار تتصاعد عبر الغيوم، وموجات الإشعاع التي تجتاح أوروبا، الممثل كيليان مورفي الذي يجسّد دور الفيزيائي روبرت أوبنهايمر.

وبصفته مدير مختبر Los Alamos السري، حيث طور فريق من العلماء واختبروا أول قنبلة ذرية في العالم، كان أوبنهايمر مدركا تماما للقوة التي يطلقها مختبره. واشتهرت عنه تسميته له بـ"الموت المدمر العوالم". لكنه عرف نصف القصة فقط.

يتضاءل رعب أوبنهايمر الليلي مقارنة بأسوأ سيناريو يتوقعه العلماء اليوم - اندلاع حرب نووية، مع مئات أو آلاف الانفجارات الذرية، يمكن أن يرسل الكوكب إلى حالة مروعة تسمى الشتاء النووي، حيث يموت المليارات من الناس جوعا.

وقال آلان روبوك، الأستاذ في جامعة Rutgers ورائد الأبحاث النووية الشتوية، لـ Insider: "الأسلحة النووية هي أكبر خطر يواجهه العالم منذ فترة طويلة، لكننا نسينا ذلك".

وأضاف حتى الآن، "أعتقد أننا كنا محظوظين للغاية".

ويعد الشتاء النووي نظرية مبنية على نماذج مع مناقشتها داخل المجتمع العلمي - مثل العديد من التنبؤات التي قدمها علماء الذرة في زمن أوبنهايمر. 

إقرأ المزيد رئيس جامعة ستانفورد يستقيل بعد فضيحة بحثية أثارها طالب عمره 18 عاما!

كيف سيكون الشتاء النووي: مظلما وباردا ومشعا، مع ما يصل إلى 5 مليارات حالة وفاة

سيبدأ بالقنابل النووية التي تشعل النار في المدن. كل انفجار نووي من شأنه أن يشعل حرائق صغيرة لا حصر لها، وقد تتجمع في عواصف نارية ضخمة لا يمكن السيطرة عليها.

وفي حالة استمرار الهجمات النووية ذهابا وإيابا، يمكن أن ترسل كل تلك العواصف النارية الكثير من السخام إلى طبقة الستراتوسفير بحيث تشكل حزاما حول الكوكب وتحجب الشمس، ما يتسبب في انخفاض درجات الحرارة بما يصل إلى 15 درجة مئوية. وقد يستمر هذا التبريد العالمي لسنوات.

ومن شأن الظلام والبرد والإشعاع الناتج عن الغبار النووي أن يدمر الكثير من الحياة النباتية والحيوانية على الأرض.

وقد تقدم خمسة علماء، من بينهم كارل ساجان، بهذه النظرية لأول مرة في ورقة بحثية عام 1983.

ومنذ ذلك الحين، قام فريق من العلماء المتعددي التخصصات، بما في ذلك روبوك، بدمج نماذج المناخ ومحاكاة إنتاج الغذاء لفهم إمكانية حدوث الشتاء النووي بشكل أفضل.

في العام الماضي، نشروا نتائج تفيد بأن الأسماك والماشية لن تكون قادرة على الحفاظ على العالم إذا قضى الشتاء النووي على المحاصيل. 

وقال روبوك: "آمل أن يجعل [الفيلم] الناس يطرحون أسئلة حول سبب استمرار امتلاكنا أسلحة نووية، وكيف يمكن استخدامها، ولماذا نحتاج إليها".

المصدر: ساينس ألرت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أفلام بحوث

إقرأ أيضاً:

اكتشاف طبي جديد: دواء قادر على إصلاح الحمض النووي وتجديد الأنسجة التالفة

يبرز الباحثون أهمية هذا الاكتشاف، لا سيما في علاج أمراض القلب، إذ يُظهر الدواء قدرة على تقليل الضرر الذي يلحق بالأنسجة بعد النوبة القلبية وتحسين فرص التعافي على المدى الطويل.

أعلن علماء في مستشفى سيدارز-سايناي عن تطوير دواء قادر على إصلاح الحمض النووي وتجديد الأنسجة التالفة.

ويعتمد الاكتشاف على دراسة خلايا السلف القلبية، وهي خلايا تشبه الخلايا الجذعية لكنها أكثر قدرة على توجيه التجديد للأنسجة المتضررة في القلب. وتمتلك هذه الخلايا آلية متميزة، إذ ترسل أكياسًا صغيرة تُعرف باسم الإكسوسومات، تحمل جزيئات من الحمض النووي، والحمض النووي الريبي، والبروتينات، تعمل كرسائل بين الخلايا لتوجيه عمليات الإصلاح والتجديد.

وقال أحمد إبراهيم، أستاذ مشارك في قسم أمراض القلب بمعهد Smidt للقلب: "الإكسوسومات تشبه الظرف الذي يحتوي على معلومات مهمة.. أردنا تفكيك هذه الرسائل المشفرة لمعرفة أي الجزيئات ذات تأثير علاجي."

وبفحص محتويات هذه الأكياس، اكتشف الباحثون جزيء RNA يلعب دورًا في تعزيز عملية إصلاح وتجديد الأنسجة.

وأكدت التجارب على الحيوانات قدرة الجزيء على تعزيز الشفاء، قبل أن يتم تصنيع نسخة صناعية منه أُطلق عليها اسم TY1، ليصبح أول دواء اصطناعي من نوعه يُعرف بفئة جديدة أطلق عليها اسم الإكسومرات، ويعمل بطريقة مشابهة للطبيعي من خلال تعزيز نشاط جين Trex1 المسؤول عن إصلاح الحمض النووي وتحفيز خلايا المناعة على إزالة التلف الخلوي، ما يسمح للأنسجة بالتجدد.

Related نقلة نوعية في تشخيص سرطان المثانة: تحليل الحمض النووي في البول بديل للتنظيرعلماء يحلمون بالقضاء على الملاريا بتعديل الحمض النووي للبعوض الناقل للمرض.. هل ينجح المشروع؟رحيل جيمس واتسون الحائز على جائزة نوبل وأحد مكتشفي بنية الحمض النووي

وأكد إدواردو ماربان، المدير التنفيذي لمعهد Smidt للقلب في سيدارز-سايناي : "من خلال دراسة آليات العلاج بالخلايا الجذعية، اكتشفنا طريقة لعلاج الجسم دون الحاجة لاستخدام الخلايا الجذعية نفسها".

ويُبرز الباحثون أهمية الاكتشاف بشكل خاص في علاج أمراض القلب، حيث يقلل الدواء من الضرر الذي يصيب الأنسجة بعد النوبة القلبية ويحسن فرص التعافي الطويلة الأمد.

غير أن المفاجأة تكمن في أن TY1 لا يقتصر تأثيره على القلب فقط، بل يمتد إلى الأمراض المناعية الذاتية التي يهاجم فيها الجسم أنسجته السليمة.

وقال إبراهيم: "من خلال تعزيز إصلاح الحمض النووي، يمكننا علاج تلف الأنسجة الذي يحدث أثناء النوبة القلبية.. نحن متحمسون بشكل خاص لأن TY1 يعمل أيضًا في حالات أخرى، بما في ذلك الأمراض المناعية الذاتية."

ويستعد الفريق الآن لبدء التجارب السريرية على البشر.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • "لغز نووي" في استراتيجية ترامب.. تجاهل قد يكلف أميركا كثيرا
  • زكاة مال الإيجار المُقدَّم.. الإفتاء توضح الحالات الجائزة للصرف على المحتاجين للسكن
  • في دهوك.. مخبز صغير يصنع مستقبلاً كبيراً لنازحين من سنجار
  • الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
  • «فخ» كأس العرب
  • اكتشاف طبي جديد: دواء قادر على إصلاح الحمض النووي وتجديد الأنسجة التالفة
  • أوبن إيه آي تحذر: نماذجنا قد تمثل خطرا سيبرانيا كبيرا
  • برواتب تصل لـ40 ألف.. وظائف جديدة للشباب في مشروع الضبعة النووي
  • النائب فراس قبلان ينتقد تجاهل الحكومة لمتطلبات إربد
  • اتفاقية حظر التجارب النووية والشرق الأوسط