لم تكتف بفلسطين واليمن.. الولايات المتحدة تسعى لزرع الفتنة في ليبيا |تقرير
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
يبدو أن منطقتنا كتب عليها أن تعيش في تقلبات وصراعات دائمة، وكلما قررت التقاط أنفاسها وتجاوز أزماتها عادت الخلافات المدعومة من الخارج؛ لتطفوا على السطح مرة أخرى خاصة تلك التي تدعمها وتروح لها الولايات المتحدة الأمريكية سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن أو السودان ومن قبلهم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكما ساهمت واشنطن في تأزم الأوضاع داخل كثير من الدول العربية وفي مقدمتها فلسطين المحتلة واليمن؛ لتنفيذ "أهدافها ودعم الدولة العبرية"، تعمل أيضا على أن يستمر الخلاف بين الأشقاء في ليبيا، التي "يطمح الجميع أن تعبر الفترة الحالية وتصل لفترة أكثر استقرارا وتناغما بين اللاعبين السياسيين كافة".
التدخل الأمريكي بليبياوعاد الخلاف من جديد بين الأطراف الليبية بسبب التدخل الخارجي السافر في الشأن الداخلي الليبي والذي يعمل بإستمرار على افتعال الخلافات بين القادة السياسيين والعسكريين في البلاد؛ بهدف تأجيج الصراع وخلق أزمة سياسية وعسكرية جديدة تضمن بقاء الساسة المواليين للدول الغرب في السلطة والدفع بقادة عسكريين جدد خلافاً للقادة الحاليين الرافضين لهذا التدخل الأجنبي.
وبعدما اتفق رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة في القاهرة على ضرورة تشكيل حكومة موحدة في البلاد للمضي قدماً نحو إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة يطمح الشعب الليبي في الوصول إليها منذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، وضرورة إنهاء الانقسام العسكري القائم بين معسكري الشرق والغرب، تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية سراً للدفع بقائد جديد للقوات المسلحة العربية الليبية.
وأصدر محمد المنفي قراراً في 14 مارس الجاري ينص على ضم قتلى وجرحى قوات الجيش الوطني الليبي إلى الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين والمبتورين بحكومة الوحدة الوطنية، كخطوة أولى نحو توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد، إلا أن الشارع الليبي في طرابلس وبتوجيهات من دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية رفض هذا القرار.
ورغم أن واشنطن أكدت علنا دعمها لمساءلة توحيد البلاد وإنهاء حالة الانقسام، إلا أنها في الخفاء ترفض تماماً فكرة تواجد المشير خلفية حفتر في المشهد السياسي والعسكري، وتعمل بشتى السبل لتشويه صورته أمام المجتمع الليبي على أنه أحد أسباب الانقسام، وعلنا تدعم تواجده في منصبه وأنه في حال توحيد المؤسسة العسكرية سيكون المشير قائداً لها.
أهداف أمريكية مسمومةوعلى صعيدٍ أخر تعمل واشنطن بحسب مصادر ليبية متعددة على تجهيز قائد أخر لقيادة المؤسسة العسكرية في البلاد وهو قائد اللواء (444)، محمود حمزة، وهو ما تبين خلال زيارة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لمقر اللواء للإشراف على تدريب اللواء (444)، وهو ما يجعل محمود حمزة مرشح واشنطن لهذا المنصب.
ويرى بعض المحللين السياسيين في ليبيا، أن واشنطن لطالما كانت رافضة لتواجد المشير حفتر في المشهد السياسي أو العسكري الليبي، والدليل على ذلك تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لدى ليبيا ريتشارد نورلاند وعدد من المسؤولين الأمريكيين المعادية للقائد الأعلى للجيش الوطني الليبي قبيل الإنتخابات الرئاسية والتي كان من المزمع أن تنعقد في 24 ديسمبر 2021.
وبعد أن تم الإتفاق في أبريل 2021 على أن تكون الانتخابات الرئاسية أواخر العام نفسه، قال المبعوث الأمريكي الخاص لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إن المشير حفتر هو أحد العقبات الرئيسية أمام توحيد المؤسسة العسكرية وإجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد.
واليوم ومع خطوات تشكيل حكومة موحدة في البلاد للمضي قدماً نحو إجراء انتخابات رئاسية، بدأت واشنطن تعيد السيناريو من جديد وتعمل عبر مؤسسات مدعومة من الخزانة الأمريكية للعمل على تشويه صورة الرجل الوطني، وهو الهدف من تقرير منظمة العفو الدولية التي ألقت باللوم كله على المشير حفتر في موت الالاف في فيضانات درنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليبيا الولايات المتحدة الامريكية فلسطين محمد المنفي المجلس الرئاسي الليبي محمود حمزة البنتاجون ريتشارد نورلاند منظمة العفو الدولية الولایات المتحدة المؤسسة العسکریة فی البلاد
إقرأ أيضاً:
هشام الحلبي: إسرائيل تسعى لاستدراج الغرب بدعوى الانهيار
أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن إسرائيل تحاول إيصال رسالة إلى المجتمعين الأوروبي والأمريكي بأنها في حالة انهيار داخلي، وذلك بهدف استقطاب الدعم العسكري، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح الحلبي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "صباح الخير يا مصر" المُذاع على القناة الأولى، أن عدد القتلى الإسرائيليين خلال أربعة أيام بلغ 24 شخصًا، مشيرًا إلى تراجع وتيرة القصف الإيراني على إسرائيل تدريجيًا.
وشدد على أن مجريات الحرب لا تُقاس بالتصريحات الإعلامية، إذ "كل طرف يقول ما يريد"، مؤكدًا ضرورة الاعتماد على الوقائع الميدانية لرصد التطورات الحقيقية.
وأشار إلى أن إيران لم تتمكن من استعادة منظومتها الدفاعية بشكل فعّال، مضيفًا: "لو كانت قد استعادت منظومة الدفاع الجوي، لكانت الطائرات الإسرائيلية قد تعرضت للقصف أثناء دخولها الأجواء الإيرانية، وهو ما لم يحدث".
وتابع: "من يسقط طائرة يجب أن يُظهر حطامها ويوثق الحدث للإعلام، بينما الطيران الإسرائيلي لا يزال يحلّق ويتحرك بحرية تامة داخل الأجواء الإيرانية".