بقلم: هيثم السحماوي

القاهرة (زمان التركية)_ إضافة إلى القواعد الإسلامية التي كانت موجودة قبل الإسلام وعمل بها كما هي أو تلك التي عُمل بها مع بعض من التعديل الذي يتماشى ونظام الإسلام كدين ودولة، الذي قام على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فهناك قواعد أخرى استحدثها الإسلام وعمل بها في نظامه الدبلوماسي مع الآخر سواء من المسلمين أو غيرهم.

أول هذه القواعد قاعدة العدل والمساواة وهي القاعدة الأولى في نظام الإسلام بشكل عامّ، فكما يقال دوما تعبيرا عن فلسفة الإسلام وعدله (إن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة) فكان العدل والمساواة في طريقة تعامل الدولة الإسلامية مع غيرها من الدول الأخرى.

وكان مبدأ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الآخرين على أساس بهدف السلم والأمن بين الجميع، وهو مبدأ إسلامي ثابت وهامّ للغاية في التعامل مع الجميع، ولذا جعل اسمًا من أسماء الخالق، وقال الله في كتابه آمرًا به ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (سورة الأَنْفَالِ: 8/61).

وكانت من القواعد الأساسية في دبلوماسية الإسلام تحقيق هدف نشر الإسلام للناس كافة، وهذا ما بدأه النبي محمد صلى الله عليه وسلم واستمر بعد ذلك خاصة في عهد الخلفاء الراشدين. حيث كان الرسول يوفد السفراء إلى الدول والأمم الأخرى لتعريفهم بالإسلام تنفيذًا لقول الله تعالى في سورة النحل (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (سورة النَّحْلِ: 16/125).

وكانت أيضًا من قواعد الدبلوماسية الإسلامية نصرة المظلومين وإجارة من يستجير بمسلم، والمقصود بذلك أن يطلب أحدًا من غير المسلمين أن يكون في حماية رجل أو أمراة من المسلمين، ويعتبر المقابل لذلك في القانون الدولي المعاصر والدبلوماسية المعاصرة (قضية اللجوء). قال تعالى في ذلك في سورة التوبة ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (سورة التَّوْبِةِ: 9/6).

وكان يتساوى في ذلك المرأة والرجل والغني والفقير.

وكان أساس التعامل بشكل عامّ لمن يدين بدين الإسلام، سواء في معاملاته مع أخيه المسلم أو أخيه في الإنسانية الرفق واللين، وفي ذلك قال الله يحض على ذلك (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك) سورة آل عمران.

وقال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم)

وكانت هناك قواعد إسلامية دبلوماسية أخرى منها:

نشر اللغة العربية الإشادة بمن يعمل المعروف ابتغاء مرضات الله .

مراجع المقال:

القرآن الكريم، والسنة النبوية

عبد الرحيم فودة، الدين عن الله، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، القاهرة، العدد 53 .

خالد السعدي،  “الدبلوماسية الإسلامية: مبادئ وتطبيقات.” دار النشر الإسلامية، ٢٠١٨. محمد عبدالله، قواعد الدبلوماسية الإسلامية ، مجلة الدبلوماسية الإسلامية العدد 12 عام 2020 Tags: الدبلوماسية في الاسلامتنظيم الدولة الاسلامية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الدبلوماسية في الاسلام تنظيم الدولة الاسلامية الدبلوماسیة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الحواشي…)

قلنا إن الغرب هو المتحف الأعظم للعقل المختلط،
والجيفة لا تنتظر من يشير إليها… الجيفة تعلن عن نفسها.
وأهل العقل المختلط يخاطبون الحواس الخمسة.
أول القرن، الكتابات الأعظم هي (يوليسيز)،
وهي الأعظم لأنها ترسم.
وجيمس جويس ينجح لأنه في جملة واحدة يرسم صوت القطار ورائحة القهوة وصراخ عجوز يتبول وتاريخ داخل كتاب لن يقرأه أحد… ونفس بيكاسو، واللحمة في سوق تنبول،
والألغام التي أغرقت سفن فرنسا في البسفور،
وصبي فورستر الذي يُقتل وهو يقرع الطبل وسط المعركة… و…
وعند أهل الطب وصف يشبه ذلك،
فالأطباء يسوقون العيون إلى الفتاة هذه،
والفتاة هذه التي تنظر إليك بأجفان ثقيلة وخدود متوردة، وشفاه ممتلئة، وبين الشفتين انفراجة صغيرة، كأنها ابتسامة ناقصة… الفتاة هذه التي تبدو مثيرة هي في الحقيقة ـ بالمواصفات هذه ـ هي فتاة تكامل فيها مرض السل.
الجمال في العالم الغربي هو هذا.
والفن الحديث… الخلط، الخلط… هو نسخة أخرى ترسم النفوس.
الأغاني… السينما… و… هي نسخة ترسم العالم الذي هو نوع من القيء.
الكتابات، ما يشتهر منها منذ ربع قرن، هي كتابات أمريكا الجنوبية،
والكتابات هذه تشتهر لأنها تُكتب بالكوريق،
وهي خلط بين: العسكر + السحر + الاضطهاد + الهلوسة + الجنس الذي يصبح نوعًا من الموت… ومن يضاجع فتاة يجد أنه يضاجع جثة ميتة من يومين + … + … + …
وفي السياسة، ما تحمله الأخبار معروف.
ثم حرب على امتداد العالم بين الإسلام والأديان،
والحرب هذه فيها كل عفونات الأرض.
وبعض ما يقولونه عن الكبار الآن أنهم يقولون:
:: هل لاحظتم أن كبار الساسة يظل كل واحد منهم متورد الخدود والعنق؟
قالوا: ما يحدث هو أن الطب يستخرج الآن عصيرًا من الأطفال الذين يولدون حديثًا… (ويشرحون كيف يحدث هذا)، وأن الشيوخ هؤلاء تُجرى معالجتهم بالعصير هذا…
تخريف؟
لا… فالعالم الآن يتجاوز كل ما يعرفه الشيطان…
أما نحن، فالصورة تلك التي نقلتها الكاميرا في حرب رواندا تكفي.
وفي حرب رواندا، الكاميرا تسجل مشهدًا عجيبًا.
وفي المشهد، أحد الهوتو يحمل ساطورًا وحوله آخرون،
وصف من التوتسي يقفون للذبح،
وهم يتقدمون واحدًا واحدًا،
وواحد من هؤلاء، لما كان يمشي ليُذبح، كان يحمل عمامته ـ كأنه سوداني ـ في يده…
والحديث هذا، عن الكتابة والحرب والزمن والجنون والقهوة والرسم والسحر، هو جزء من لوحة الجنون هذه.
كيف ينجو السودان من الجنون هذا؟
عندنا الإسلام والسلاح… الإسلام الذي يجب أن يعرفه العالم…
العالم الذي إن تركناه لم يتركنا…
قاتلوا.

إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «السَّلَامُ رِسَالَةُ الإِسْلَامِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الجمهورية
  • خالد الجندي: قريش كانت تعرف يوم عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام
  • روسيا تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية التي تقودها حركة طالبان
  • باحث سياسي: بيان 3 يوليو نقطة فاصلة في الحفاظ على هوية الدولة
  • «السلام رسالة الإسلام».. موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف
  • برلمان كوريا الجنوبية يوافق على تعديل قواعد الأحكام العرفية
  • السلام رسالة الإسلام.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الحواشي…)
  • تفكيك خلية إرهابية موالية لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" تنشط بين تطوان وشفشاون
  • لماذا نقرأ الفاتحة 17 مرة في الصلاة يوميا؟.. الشيخ الشعراوي يكشف السبب