ليبيا – استقرأ الباحث والمحلل السياسي محمد امطيريد، المشهد الليبي غير المستقر خلال السنوات الثلاث الأخيرة الذي اختزله بعدم نجاعة أي مصالحة أو وساطة أو مبادرة من البعثة الأممية وحتى جميع المبادرات محليا ودوليا فشلت.

امطيريد وفي تصريح لموقع “إرم نيوز”، قال:”إن هناك استقرارا نوعًا ما خصوصًا في المنطقة الشرقية، وبدأ ملف الاقتصاد والإعمار يأخذ قبولا لدى الناس، إلا أن انعكاسات سياسية أخرى لا تضع الدولة الليبية في حالة استقرار، منها وجود حكومتين وميزانيتين، وكلها تستنزف إيرادات الخزينة العمومية، ما عدّه أمرًا خطيرًا جراء تسببها في ارتفاع الدين العام”.

وتوقع أن واشنطن ترتب لشيء ما مع الشروع في تدريب الميليشيات لضمها في القوات النظامية، فقد أصبح الملف الليبي من أولوياتها، مذكرا بلجنة 5+5 العسكرية التي كانت أمريكا مشرفة على تطور الملف.

ورأى أن الولايات المتحدة تبحث سقوط بعض الشخصيات الليبية وعلى رأسها شخوص في البرلمان الليبي وشخوص في المصرف المركزي في الغرب الليبي، لافتا إلى التحالفات الجديدة بين عقيلة والصديق الكبير التي لم تعهدها البلاد سابقا، وكذا تقارب فكري كبير بين القيادة العامة وعبد الحميد الدبيبة والذي كان يروج له في فترة ماضية لكن لم يكن بشكل فعلي.

وأضاف:”أن أسامة الجويلي القائد العسكري سجلت له مواقف مع القيادة العامة، وهو ما ينحصر أيضا على محمد الحصان آمر كتيبة 166 وكتائب بغرب ليبيا على رأسها محمود حمزة قائد الكتيبة 444″.

وأكد الباحث، فقدان المنطقة الغربية عدة ميليشيات وقادة كانوا يحاربون في 2019، واليوم تغير موقعهم، وحصر السيطرة حاليا على العاصمة وغرب ليبيا بين شخصيتين وهما عماد الطرابلسي بتحالفه مع غنيوة، أما المدعو كارة فتحالف مع أسامة الجويلي وابتعد عن عبد الحميد الدبيبة.

وبين أن الجيش الليبي اليوم قريب من تحرير طرابلس من الفوضى الميليشاوية، مرجحًا أن يكون التقارب القادم عسكريا أكثر مما هو سياسي في العاصمة، إذ سوف تنشأ تحالفات بعيدا عن المؤتمرات الدولية.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

الوجود الأفريقي في مكة قصة عريقة عمرها قرون


وأوضح التشادي -الذي وُلد ونشأ في مكة- أن علاقته بالمدينة المقدسة يجسدها بيت الشعر الذي يقول "أنا ابنها من أهلها، ورضيعها من صدرها، وربيبها في حجرها"، حيث عاش طفولته في بيئة متنوعة ثقافيا شكّلها قدوم الحجاج من مختلف أنحاء العالم.

وتناول التشادي خلال استضافته في حلقة (2025/6/6) من بودكاست "حكايات أفريقية" -الذي يقدمه أحمد ولد فال الدين- التاريخ الطويل للأفارقة مع هذه المدينة المقدسة والدور المحوري الذي لعبوه في تاريخها الحضاري.

وبشأن بداية الوجود الأفريقي المكثف، أشار الباحث إلى أن الدراسات تؤكد أن هذا الوجود ابتدأ بشكل واضح منذ القرن الـ18 الميلادي عندما استقر الأفارقة في مكانين رئيسيين: الأول في "المسفلة" التي كانت تقع في مكة جنوبا، والثاني بمنطقة جرول شمال الحرم، حيث كان سكان جنوب مكة أكثر تعليما وأقدم أصولا وأكثر اندماجا من الناحيتين الاجتماعية والمادية.

وتطور الوجود الأفريقي ليشمل مناطق أخرى، حيث نشأ في القرن الـ19 تجمّع كبير قرب المسجد الحرام في منطقة تُعرف بحي الحفائر وسوق البرنو، بالإضافة إلى شارع المنصور الذي امتدت على طرفيه حارات عدة يسكنها الأفارقة، بعضها يمكن اعتباره مناطق مغلقة لا يكاد يسكنها إلا هم.

إعلان

وأوضح التشادي أن هذه الحارات كانت مقسمة إلى حد ما حسب البلدان التي جاء منها سكانها، فهناك تجمعات للنيجيريين والسنغاليين والتشاديين، وإن كان هذا التقسيم ليس صارما بالكامل، حيث يحدث نوع من الاندماج بين مختلف الجنسيات الأفريقية.

شخصيات مؤثرة

وعن الشخصيات الأفريقية المؤثرة في تاريخ مكة، استذكر الباحث شخصية بلال بن رباح -رضي الله عنه- كأشهر شخصية أفريقية في التاريخ الإسلامي، في حين لفت مقدم الحلقة إلى معلومة تفيد بأن دليل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- من مكة إلى المدينة في الهجرة كان أفريقيا.

كما سلط الباحث الضوء على شخصية عطاء بن أبي رباح التابعي الجليل الذي أدرك 200 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والذي رغم كونه عبدا حبشيا أسود أصلع أعور أعرج فإنه أصبح إمام مكة وسيد المسلمين فيها، مما دفع الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك إلى القول لولديه بعد لقائه "عليكما بالعلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود".

وعن تجربته الشخصية، روى التشادي قصة عائلته التي تجسد رحلة الأفارقة إلى مكة، حيث جاءت والدته من نيجيريا عبر السودان وهي طفلة صغيرة مع جدها الذي ترك زعامة قبيلته سعيا وراء حلم الموت في مكة، في حين وصل والده من تشاد بعد رحلة طويلة عبر ليبيا ومصر ولبنان وسوريا والأردن والعراق قبل استقراره في مكة.

وأشار إلى أن طفولته تشكلت حول المسجد الحرام وحلقات تحفيظ القرآن، حيث كان لا يعرف في الدنيا شيئا بعد صلاة العصر سوى أن يكون في المسجد حتى المغرب، مما منحه فهما عميقا للتنوع الثقافي الذي تشهده مكة خلال موسم الحج.

وأكد الباحث أنه لم يشعر يوما بأنه غريب في مكة، بل اعتبرها أرضه ووطنه، مشيرا إلى أن هذا الشعور بالانتماء يعكس عمق التجذر الأفريقي في هذه المدينة المقدسة عبر القرون، وأن الأفارقة ليسوا طارئين على مكة، بل جزء أصيل من نسيجها الاجتماعي والثقافي.

إعلان 6/6/2025

مقالات مشابهة

  • سندات الخزينة تهز أميركا والعالم.. حين يتحول الملاذ الآمن إلى خطر داهم
  • الوجود الأفريقي في مكة قصة عريقة عمرها قرون
  • توظيف مالي لأزيد من 9 ملايير درهم من فائض الخزينة
  • لقجع يُشدد الخناق على المتلاعبين في الصفقات العمومية بقيمة 34 ألف مليار سنتيم سنة 2025
  • دوغة: الانتخابات البلدية هي الوحيدة التي نجحت في ليبيا
  • أنظار اليونان تتجه نحو مصر لمنع تصديق اتفاقية ليبيا – تركيا
  • رئيس المؤتمر الشعبي يهنئ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بعيد الأضحى
  • الحاج الليبي عامر ينفي شائعة وفاته: حسبي الله ونعم الوكيل فيهم
  • الإنهيار وارتفاع الأسعار يبددان فرحة العيد في عدن
  • المغرب يحتل المرتبة السادسة إفريقيًا في جودة الخدمات العمومية