تخطط أيرلندا "للتدخل" في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وفقا للحكومة الأيرلندية.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن هذه الخطوة من قبل جمهورية أيرلندا، تأتي في الوقت الذي أدانت فيه البلاد بشدة الإجراءات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة.

وقال ميشيل مارتن، وزير خارجية جمهورية أيرلندا ونائب زعيمها، الأربعاء، إن المسؤولين يعملون على "إعلان التدخل" في القضية، التي إذا وافقت عليها الحكومة الأيرلندية، سيتم رفعها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

ولم تحدد أيرلندا الحجة التي تعتزم تقديمها، لكن المشرعين في البلاد وجهوا دعوات متكررة لإعطاء الأولوية لحماية المدنيين في غزة، حسبما ذكرت الصحيفة ذاتها.

وقال مارتن: "الأمر متروك للمحكمة لتحديد ما إذا كانت هناك إبادة جماعية"، مضيفا: "لكنني أريد أن أكون واضحا في تكرار ما قلته مرات عديدة في الأشهر القليلة الماضية: إن ما رأيناه في 7 أكتوبر في إسرائيل، وما نراه في غزة الآن، يمثلان انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي على نطاق واسع".

وحث الوزير إسرائيل على الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ثم ذكر عددا من القضايا الملحة، بما في ذلك "الحجب المتعمد للمساعدات الإنسانية عن المدنيين"، و"استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية" و"العقاب الجماعي لشعب بأكمله". 

وأضاف: "القائمة تطول. يجب أن تتوقف (الحرب). إن وجهة نظر المجتمع الدولي واضحة. لقد طفح الكيل".

والخميس، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل "بضمان توفير مساعدات إنسانية عاجلة" لقطاع غزة، الذي صارت المجاعة فيه أمرا "واقعا" في ظل الغارات المدمرة والقصف والمعارك بين الجيش الإسرائيلي ومسلحي حركة حماس، مما يخلف يوميا عشرات القتلى، فيما يحاصر الجيش 3 مستشفيات.

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر، أوقع 1160 قتيلا معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق أرقام نقلتها وكالة فرانس برس عن السلطات الإسرائيلية.

كما خُطف حينها نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 33 منهم لقوا حتفهم، حسب الوكالة ذاتها.

وأعلنت وزارة الصحة في القطاع، ارتفاع الحصيلة إلى أكثر من 32 ألف قتيل، معظمهم من الأطفال والنساء.

وجنوب أفريقيا مدافع شرس عن القضية الفلسطينية، وقد تقدّمت البلاد في الأشهر الأخيرة بالتماسات عدة لمحكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.

وتنفي إسرائيل تلك المزاعم، فيما وصفت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا بأنها "بلا جدوى".

ومطلع مارس، طلبت بريتوريا من محكمة العدل الدولية فرض "إجراءات مؤقتة" لوضع حد لـ"مجاعة واسعة النطاق" تحدث نتيجة هجوم إسرائيل العسكري في غزة.

وتسمح الأمم المتحدة للدول "بالتدخل" في الإجراءات إذا كانت أطرافا في اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.

وكان المشرعون الأيرلنديون من بين الأوائل في أوروبا الذين دعوا إلى حماية الناس في غزة العام الماضي، مما يعكس الدعم الأيرلندي طويل الأمد للفلسطينيين، الذي يعود جزئيا إلى التاريخ المشترك للاستعمار البريطاني، حسب "نيويورك تايمز".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

عباس يدعو الفاتيكان إلى مواصلة جهوده لوقف الحرب على غزة

فلسطين – دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، امس الأحد، الفاتيكان إلى مواصلة جهوده لوقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وخلفت الحرب على غزة أكثر من 121 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.

وخلال اتصال هاتفي جرى مع بابا الفاتيكان، أعرب عباس عن “تقديره الكبير لدور وجهود قداسة البابا فرنسيس في دعم جهود إرساء السلام في منطقتنا والعالم”، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وشدد على “أهمية أن تتواصل جهود الفاتيكان مكن أجل الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا في قطاع غزة، وتجنيب المدنيين ويلات الحرب”.

وتواصل إسرائيل حربها على غزة رغم قرار مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.

وقال عباس: “نواصل الجهود مع جميع الأطراف لوقف العدوان وإدخال المساعدات من جميع المعابر الحدودية ومنع التهجير، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ووقف الاستيطان وجميع الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال والمستوطنون الإرهابيون”.

وتابع: وكذلك “الدفاع عن شعبنا الفلسطيني في القدس، والحفاظ على هوية وطابع مدينة القدس والوضع التاريخي والقانوني للمقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة”.

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على تهويد القدس الشرقية، بمقدساتها المسيحية والإسلامية، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

ويتمسكون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام1967 ولا بضمها إليها في 1981.

وأكد عباس “أهمية أن تعترف باقي دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، وكذلك على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة حفاظا على السلام والاستقرار والأمن في منطقتنا والعالم”.

ومؤخرا اعترفت سلوفينيا وإسبانيا والنرويج وأيرلندا رسميا بدولة فلسطين، ما رفع عدد الدول المعترفها بها إلى 148 من أصل 193 دولة في الأمم المتحدة.

ومنذ 2012، تمتلك فلسطين وضع “دولة مراقب غير عضو” بالأمم المتحدة، وتحاول منذ 2011 الحصول على عضوية كاملة، لكن يحول دون ذلك استخدام الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، سلطة النقض (الفيتو) بمجلس الأمن الدولي.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • البيان الختامي لمؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة: يجب إنهاء العملية العسكرية المستمرة في رفح وتنفيذ تدابير محكمة العدل الدولية
  • طلاب جامعة "ليستر" الإنجليزية تهتف لنميرة نجم وتدين محامي إسرائيل أمام "العدل الدولية"
  • جنوب أفريقيا: إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية لغزة وهذا مخالف للقانون الإنساني
  • الأمم المتحدة: قوات الاحتلال تستغل قضية الأسرى لإضفاء شرعية على مجازرها بحق المدنيين
  • عباس يدعو الفاتيكان إلى مواصلة جهوده لوقف الحرب على غزة
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي يكشف الطريقة الوحيدة للإفراج عن المحتجزين
  • خبير: المجازر في غزة مستمرة.. أين القانون الدولي؟
  • خبير: مجازر تل أبيب في غزة مستمرة.. أين القانون الدولي من ذلك؟
  • الخارجية: لم تعد الكلمات قادرة على وصف الإجرام الصهيوني الذي رفضته محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وأصبحت دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك الحاسم لوقف هذه المجازر والاعتداءات أمراً حتمياً
  • حرب إسرائيل على غزة ورد الفعل الأفريقي