الوطن:
2024-05-23@17:01:51 GMT

شيخ الأزهر: ما يحدث للمؤمنين في غزة من باب الابتلاء

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

شيخ الأزهر: ما يحدث للمؤمنين في غزة من باب الابتلاء

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن اسم الله «البر» هو من أسماء الله تعالى الحسنى التي ثبتت بالقرآن والسنة والإجماع، وورد هذا الاسم مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة «الطور»، في قوله تعالى «إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم».

معنى كلمة «البر»

وأوضح «الطيب»، وجود ثلاثة معان لـ«البر»، الأول هو من «الإحسان» ومنها الإحسان على عباده، والمعنى الثاني هو العطوف على عباده، والعطف هنا يشمل الجميع، الكفار والمؤمنين وجميع العباد، والمعنى الثالث هو إكرام وإعزاز أوليائه، وهو هنا معني بالمؤمنين فقط، فالله تعالى لا يعز الكافرين ولا يكرمهم.

وأوضح شيخ الأزهر، خلال الحلقة الحادية والعشرون من برنامج «الإمام الطيب»، أن بعض كبار العلماء مثل الشيخ أبوبكر بن العربي، وهو من كبار العلماء المغاربة القدامى، قد رفض المعنيين الأول والثاني، بمعنى عطوف على جميع العباد، فهو يقول إذا كنت ستفسر «البر» بمعنى العطوف على جميع العباد، فمعنى ذلك أنك تقول أنه «بر بالعباد جميعأ«، وكأنك تقول أنه بر بالكفار وبالمؤمنين وهذا هو الإشكال، وكذلك يرفض التعريف الأول «البر» بمعنى الإحسان أو المحسن لأن «الإحسان» هو ليس صفة وإنما هو «أثر« أو نتيجة أو ثمرة، فارتضى التعريف الأخير وهو أن البر بمعنى «المكرم والمعز« والمحب لأوليائه، يعني للمؤمنين به.

وردا على السؤال «إذا كان البر يعني إكرام الله وإعزازه أوليائه، كيف نفهم ما يفعله السفهاء والظلمة بعباد الله من تنكيل وقتل وتعذيب كما نرى في غزة على سبيل المثال؟»، أوضح فضيلته أن هذا ليس معناه أن الله، وحاشاه تعالى ذلك، كأنه تخلى عن إكرامهم، فالمسألة ليست هكذا، بل لأننا فهمنا هذه الإهانة من وجهة نظرنا البشرية القاصرة، والمفروض أن ننظر بعينين، فالفعل يكون إهانة حين يكون ظاهره وباطنه واحد، بمعنى إهانة في الظاهر وإهانة في الباطن، وكذلك يكون إهانة حينما يكون مبدؤه ومنتهاه ومآله إهانه، ونتيجته جاءت أيضا في سياق الإهانة.

أحداث غزة ليست إهانة

وأوضح شيخ الأزهر أن ما يحدث مع عباده المؤمنين في غزة، فهو يدخل في باب الإبتلاء، لأن ظاهره إهانة لكن باطنه يختلف أشد الاختلاف، فهو لحكمة يعلمها الله، مبينا أن الإهانة في الشكل، أما المضمون فهو ليس إهانة يدخل في باب المحنة التي تعقبها منحة، إيمانا بقوله تعالى «إن مع العسر يسرا» فاليسر هو المآل، مبينا أن كل ما نراه ونظنه شرا فهو كله خير، فالله سبحانه وتعالى يريد دائما الخير، وهو تعالى إذا أراد الشر فلما يتضمنه من خير، لأنه لا يظلم.

وفي نهاية الحلقة، أوضح فضيلته أن الفقر والمصائب وما يحدث الآن من حروب، ظاهرها إهانة ولكن باطنها فيه خير، وذلك لحكمة إلهية قد تخفى علينا، فهذه الحكمة الإلهية تعمل مرتبطة بصفتين، صفة العدل وصفة الجود الإلهي أو الفيض الإلهي، والفيض الإلهي مستمر ولا ينقطع، مشيرا إلى أننا إذا فكرنا في ارتباط الحكمة بالعدل فمعنى ذلك أن ما يصيب الناس ليس ظلما لهم وإذا فكرنا في ربط الحكمة بمعنى الفيض الإلهي، فذلك معناه أن كل ما يحدث هو من عند الله.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الإمام الطيب البر القرآن شیخ الأزهر ما یحدث

إقرأ أيضاً:

تعرف على معنى قوله تعالى "فلولا إذا بلغت الحلقوم"

التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين و قال عز وجل : فلولا إذا بلغت الحلقوم بلغت يعني الروح والنفس، فإنها تخرج من البدن من عند القدم، وتصعد في الجسم شيئا فشيئا حتى تصل إلى الحلقوم. الحلقوم الذي هو مجرى النفس، هذا، إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون تنظرون إلى الميت ينازعه الموت قد احتضر وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليه نفسه، لا تستطيعون أن تدفعوا عنه شيئا، لو اجتمع أطباء العالم كله على أن يدفعوا ما نزل به لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون الملائكة الذين وكلوا بقبض روح هذا المحتضر أقرب إلى المحتضر من أهله، ولكن لا يبصرونه، لأنهم ملائكة عالم غيبي لا يظهرون للشاهد والعيان إلا إذا أراد الله عز وجل أن يظهرهم آية من آياته فممكن هذا.
قال الله تعالى : فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين لولا بمعنى هلا إن كنتم غير مدينين وهذا تحذير مشرب بالتحدي، يعني إن كنتم غير مجزيين بأعمالكم فردوها، ردوا الروح التي بلغت الحلقوم حتى ترجع في البدن، هل يمكن هذا؟ الجواب : لا يمكن أبدا.
ثم ذكر الله تعالى أن حال هؤلاء المحتضرين تنقسم إلى ثلاث أحوال : مقربون، وأصحاب يمين، وأصحاب شمال.
أما المقربون وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم.

فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين لولا بمعنى هلا إن كنتم غير مدينين وهذا تحذير مشرب بالتحدي، يعني إن كنتم غير مجزيين بأعمالكم فردوها، ردوا الروح التي بلغت الحلقوم حتى ترجع في البدن، هل يمكن هذا؟ الجواب : لا يمكن أبدا.
ثم ذكر الله تعالى أن حال هؤلاء المحتضرين تنقسم إلى ثلاث أحوال : مقربون، وأصحاب يمين، وأصحاب شمال.
أما المقربون وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم.

 

مقالات مشابهة

  • تفسير قوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)
  • لماذا نسب الله البيوت للزوجات؟
  • الإفتاء توضح ما يفعله المسلم عند الاحتضار
  • شروط الأضحية ومواصفاتها وموعد الذبح
  • تعرف على معنى قوله تعالى "فلولا إذا بلغت الحلقوم"
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: الابتلاء بالمرض رضا من الله على المؤمنين
  • مقاصد الشريعة الإسلامية.. ندوة توعوية لـ"خريجي الأزهر" بدمياط
  • منها ذو القعدة.. سبب تسمية الأشهر الحرم وفضل الصدقات فيها
  • «تعالى كل شاورما يا فقير».. إعلان مطعم سوري يشعل غضب المصريين
  • الخَلْط عند التنويرييِّن.. وفتنةُ "تكوين"!!