موسكو – (رويترز) – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزعماء أفارقة اليوم الخميس إنه سيقدم لهم عشرات آلاف الأطنان من الحبوب في غضون أشهر رغم العقوبات الغربية التي قال إنها تجعل من الصعب على موسكو تصدير الحبوب والأسمدة الروسية. وفي أثناء القمة الأفريقية الروسية في سان بطرسبرج، قال بوتين إن روسيا تتوقع حصادا قياسيا للحبوب هذا العام وإنها على أهبة الاستعداد لتحل صادراتها محل صادرات الحبوب الأوكرانية إلى أفريقيا على الصعيدين التجاري والخاص بالمساعدات وكذلك الوفاء بما وصفه بأنه دور موسكو المحوري في الأمن الغذائي العالمي.

وأضاف “سنكون جاهزين لتزويد بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا بما بين 25 و50 ألف طن من الحبوب المجانية لكل دولة في الشهور الثلاثة أو الأربعة المقبلة”، ورد المشاركون في القمة بالتصفيق. وقال بوتين إن روسيا صدرت 60 مليون طن من الحبوب في المجمل العام الماضي منها 48 مليون طن من القمح. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الحبوب التي تعهدت روسيا بتقديمها للدول الأفريقية بأنها “حفنة من التبرعات”. وتتمتع دول أفريقية كثيرة من التي ذكرها بوتين بعلاقات وثيقة مع موسكو، لكنه أغفل دولا أخرى في حاجة للمساعدات مثل السودان وتشاد. وعبر رئيس زيمبابوي عن امتنانه، على الرغم من أن بلاده لديها بالفعل ما يكفي لضمان أمنها الغذائي. وكانت أول قمة أفريقية روسية قد عقدت في عام 2019 وتأتي قمة العام الحالي في إطار حملة منسقة للتأثير والتجارة في قارة لا تزال مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة تنشط فيها على الرغم من تمردها الذي لم يستمر طويلا في روسيا الشهر الماضي. وظهرت اليوم الخميس صور على تطبيق تيليجرام يجتمع فيها فيما يبدو يفجيني بريجوجن، رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، مع مسؤولين أفارقة على هامش القمة. ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من مكان وزمن التقاط الصور. وردا على الانتقادات الغربية لقرار روسيا الانسحاب من اتفاق حبوب البحر الأسود الأسبوع الماضي، الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير حبوبها بأمان، أكد بوتين أن موسكو انسحبت من الاتفاق لأنه لم يف بأي من الوعود بشأن تسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس جزر القمر غزالي عثماني، وهو رئيس الاتحاد الأفريقي الحالي، قوله إنه يجب الإنصات لشكاوى روسيا. وقال عثماني “لن أقول إن روسيا على صواب أو خطأ. لقد تصرفت لأسبابها الخاصة؛ والآن يتعين علينا الاستماع إليها من أجل محاولة المضي قدما”. * ارتفاع أسعار القمح عالميا وقفزت أسعار القمح العالمية بنحو عشرة بالمئة في الأيام العشرة الماضية بعد انسحاب روسيا من الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو تموز 2022، وبعد استهداف موسكو للموانئ الأوكرانية والبنية التحتية للحبوب على البحر الأسود ونهر الدانوب. وقال جوتيريش للصحفيين “من الواضح أن استبعاد ملايين الأطنان من الحبوب من السوق… سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار”. وأضاف “لذلك لن نعالج هذا التأثير الكبير على الجميع في كل مكان (بالاعتماد على) حفنة من التبرعات التي تذهب لبعض البلدان”. وقال بوتين في القمة إن أكثر من 70 بالمئة من الحبوب الأوكرانية التي صُدرت بموجب الاتفاق الذي انقضى الآن ذهبت لدول ذات دخل أعلى من المتوسط. وأضاف أن دولا فقيرة مثل السودان تلقت أقل من ثلاثة بالمئة من الشحنات. وتجاهل بوتين التأثير الأوسع للإمدادات الأوكرانية في خفض أسعار السوق العالمية. وقال إن العقوبات الغربية التي فرضها الغرب على بلاده ردا على الحرب في أوكرانيا والتي تطلق عليها روسيا “عملية عسكرية خاصة” منعت روسيا حتى من توفير الأسمدة بالمجان للدول الفقيرة. وصادرات الحبوب والأسمدة الروسية ليست مستهدفة بالعقوبات الغربية، لكن موسكو تقول إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تمثل عقبات أمام التصدير. وقال بوتين “من ناحية تعرقل الدول الغربية إمداداتنا من الحبوب والأسمدة بينما يلقون علينا باللوم زورا وبهتانا في الأزمة الحالية التي يشهدها سوق الغذاء العالمي”. ودعا عثماني الذي جلس على المنصة إلى جانب بوتين في كلمته إلى “التعايش السلمي” بين روسيا وأوكرانيا قائلا إن هذا من شأنه أن ينقذ أرواح الذين يعتمدون على صادراتهم الغذائية. وتقول روسيا إن 49 دولة من أصل 54 في أفريقيا أرسلت ممثلين إلى سان بطرسبرج، من بينهم 17 رئيس دولة وأربعة رؤساء حكومات.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الحبوب والأسمدة من الحبوب

إقرأ أيضاً:

الذهب والنفط يرتفعان مع تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية

ارتفعت أسعار الذهب -اليوم الاثنين- مع تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وقد دفع ذلك المستثمرين إلى الإقبال على شراء هذا المعدن النفيس الذي يعد ملاذا آمنا.

وارتفع المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 1.83% إلى 3349.6 دولارا للأوقية (الأونصة) -في أحدث التعاملات- وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.73% لتسجل 3373 دولارا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعادة افتتاح التداول بسوق دمشق للأوراق الماليةlist 2 of 2أسعار الأضاحي 2025 عربيا.. فلسطين الأغلى واليمن الأرخصend of list

وأعلن ترامب -الجمعة الماضية- عزمه رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50% مما دفع المفوضية الأوروبية إلى التحذير بأن أوروبا تستعد للرد.

وقال تيم واترر كبير محللي السوق لدى "كيه سي إم تريد" إنه مع تأجج المخاوف التجارية والجيوسياسية مجددا "فمن غير المفاجئ رؤية الذهب يرتفع بداية الأسبوع".

وصعّدت أوكرانيا وروسيا الأعمال القتالية قبل الجولة الثانية من محادثات السلام في إسطنبول، مع موجة من الهجمات التي تضمنت واحدة من أجرأ الضربات الأوكرانية في الحرب وهجوم بطائرات مسيرة من روسيا الليلة الماضية.

وقال واترر "تتراجع الأصول عالية المخاطر بداية الأسبوع، في حين أن تراجع الدولار يحافظ أيضا على مستوى الذهب".

إعلان

وقد انخفض مؤشر الدولار 0.63% مما يجعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

وتترقب الأسواق تعليقات لعدد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) هذا الأسبوع للحصول على مؤشرات من أجل توقعات السياسة النقدية، ومن المقرر أن يتحدث رئيس "المركزي" جيروم باول في وقت لاحق اليوم.

ويميل الذهب، أحد أصول الملاذ الآمن خلال فترات الضبابية على المستويات الجيوسياسية والاقتصادية، إلى الازدهار عند انخفاض سعر الفائدة.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت -أمس- إن من المتوقع أن يتحدث الرئيس ونظيره الصيني شي جين بينغ قريبا لحل المشكلات التجارية، بما في ذلك النزاع حول المعادن المهمة.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى كان أداؤها كالتالي:

ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.06% إلى 33.35 دولارا للأوقية. هبط البلاتين 0.91% إلى 1049.97 دولارا. ارتفع البلاديوم 0.5% إلى 979.08 دولارا.

النفط

زادت أسعار النفط اليوم بعد أن قررت مجموعة أوبك بلس زيادة الإنتاج في يوليو/تموز المقبل بالكمية نفسها التي زادتها في كل من الشهرين السابقين، مما قدم سببا للارتياح لمن توقعوا زيادة أكبر.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.91 دولار أو 3.04% إلى 64.69 دولارا للبرميل في أحدث تعاملات، وذلك بعد إغلاقها على انخفاض 0.9% يوم الجمعة.

وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 62.86 دولارا للبرميل بارتفاع 2.08 دولار أو 3.42% عقب انخفاضه 0.3% في الجلسة السابقة.

وسجل هذان الخامان انخفاضا أسبوعيا بنسبة فاقت 1% في الأسبوع الماضي.

وقررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها -أول أمس- زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا في يوليو/تموز المقبل، وهو الشهر الثالث على التوالي الذي يشهد زيادة مماثلة، في وقت تسعى فيه مجموعة أوبك بلس إلى استعادة حصتها السوقية ومعاقبة من تجاوزوا حصص الإنتاج المقررة.

إعلان

وكان من المتوقع أن تناقش هذه المجموعة زيادة أكبر في الإنتاج.

وقال المحلل هاري تشيلينجيريان، من أونيكس كابيتال غروب، إنهم لو كانوا قرروا زيادة أكبر في الإنتاج على نحو مفاجئ "لكان سعر الفتح اليوم سيئا للغاية".

أوبك بلس تسعى لاستعادة حصتها السوقية ومعاقبة من تجاوزوا حصص الإنتاج المقررة (أسوشيتد برس)

وقال متداولو النفط إن قرار زيادة الإنتاج، بمقدار 411 ألف برميل يوميا، قد تم احتسابه بالفعل في العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس.

وقال بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة اليوم "تركز الدافع الرئيسي على معاقبة أعضاء أوبك بلس مثل العراق وكازاخستان، الذين استمروا في الإنتاج بما يفوق الحصص التي تعهدوا بها".

وورد في تقرير صدر الخميس الماضي -عن وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلا عن نائب وزير الطاقة الكازاخي- أن بلاده أبلغت منظمة أوبك بأنها لا تنوي خفض إنتاجها من النفط.

وتوقع محللون من غولدمان ساكس أن تنفذ أوبك بلس زيادة نهائية للإنتاج بمقدار 410 آلاف برميل في أغسطس/آب المقبل.

وأشار محللون إلى أن المستويات المنخفضة من مخزونات الوقود بالولايات المتحدة عززت مخاوف بشأن الإمدادات، قبل توقعات بأن يكون موسم الأعاصير الذي يؤثر على إنتاج النفط الأميركي أقوى من متوسطه المعتاد.

وقال محللون من بنك (إيه إن زد) في مذكرة "كان الأمر الأكثر تشجيعا هو الارتفاع الكبير في الطلب على البنزين مع بداية موسم القيادة في الولايات المتحدة". وأضافوا أن الزيادة التي بلغت قرابة مليون برميل يوميا كانت ثالث أعلى زيادة أسبوعية خلال السنوات الثلاث الماضية.

ويراقب المتداولون -عن كثب- تأثير انخفاض الأسعار على إنتاج النفط الخام الأميركي الذي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 13.49 مليون برميل يوميا في مارس/آذار.

مقالات مشابهة

  • مفاوض يكشف جانبا من مباحثات إسطنبول الروسية الأوكرانية
  • الذهب والنفط يرتفعان مع تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية
  • سكرتير صحفي: لقاء نزارباييف مع بوتين يوم 29 مايو كان خاصا
  • بعد هجوم العنكبوت أو "بيرل هاربر روسيا".. ترقب حذر ومفاوضات في اسطنبول بين موسكو وكييف
  • رسميا.. روسيا توافق على ترشيح طالبان سفيرا لها لدى موسكو
  • روسيا توافق رسميا على ترشيح طالبان سفيرا لها لدى موسكو
  • حذر من رد موسكو .. رئيس الأركان الألماني يدعو حلف الناتو لمواجهة روسيا قبل 2029
  • زيارة مرتقبة للبرهان الى موسكو و القاعدة الروسية في السودان فى انتظار هذه الخطوة
  • بوتين: تحسين مستوى معيشة المواطنين وتعزيز القيم الأسرية من الأولويات الوطنية في روسيا
  • موسكو: الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد جمدت بمبادرة من ستوكهولم