فتاوى الصائمين| لمن تعطى زكاة الفطر وهل تجوز لشخص واحد؟.. الأزهر يوضح
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
لمن تعطى زكاة الفطر وهل تجوز لشخص واحد؟ سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من خلال الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
لمن تعطى زكاة الفطر وهل تجوز لشخص واحد؟وقال الأزهر في بيان، لمن تعطى زكاة الفطر وهل تجوز لشخص واحد؟: تُعطى زكاة الفطر للفقراء والمساكين وكافة المصارف المالية التي ذكرها الله عز وجل في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
وشدد الأزهر في فتواه أنه يجوز أن تُعطَى لفقير واحد، أو أن تُوزَّع بين عدة أشخاص.
مقدار زكاة الفطر بالمال والحبوبحددت دار الإفتاء المصرية زكاة الفطر 2024، بـ 35 جنيها للفرد كحد أدنى، وهي مقدار ما يعادل 2.5 كيلوجرام من القمح عن كل فرد، مشددة أنه يمكن زيادتها.
ومقدار زكاة الفطر بالحبوب وفق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر هي صاع من طعام من غالب قوت بلد المزكي؛ كما هو ثابت من مجموع الروايات التي في الصحيحين وغيرهما فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ على كل ذكَر وأنثى صغيرًا وكبيرًا مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ» صحيح البخاري (2/ 130).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ»، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «وَكَانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ وَالزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ» صحيح البخاري (2/131)، ولفظ «كان» يدل على أن إخراج زكاة الفطر في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد كان من غالب قوت أهل البلد.
وأكد المجمع أنه أخذًا بهذا المعنى في النص يكون غالب قوت أهل مصر الأرز، والقمح، وهو ما عليه الفتوى، ولا يجزئ عن الفرد إخراج أقل من صاع، وتقدير الصاع من القمح والأرز كالتالي: الصنف تقدير الصاع بالكيلو «تقريبا» الدقيق 2 ك الأرز 25، 2 ك «وقد ذهبت بعض الآراء أن صاع الأرز 2.8 ك».
وقال مجمع البحوث الإسلامية: «حتى وإن كان النص قد ورد فيه التمر والزبيب، فليس المقصود به الحصر، وإنما المقصود به غالب قوت أهل البلد في كل عصر وفقًا لرأي الجهور، ولما كانت الأصناف التي تُخرَج منها زكاة الفطر متفاوتة القيمة في زمن التشريع، وفي زماننا، وفي كل الأزمنة، جاز للمكلف أن يخرجها من أقوات الناس وطعامهم سواء في ذلك أخرجها من أدنى الأصناف كالقمح أم من أعلاها حسب قدرته المالية، وسخاء نفسه، وما يرجوه من ثواب الله، قال تعالى {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل: 20]
فيما أوضح الدكتور أحمد عبدالله، الباحث بالجامع الأزهر الشريف، أن زكاة الفطر من العبادات التي أوجبها الله على المسلمين في هذا الشهر المبارك، حيث شرعها للصائمين، تطهيرًا للنفس من أدران الشح، وتطهيرًا للصائم مما قد يؤثر فيه، وينقص ثوابه من اللغو والرفث، ومواساة للفقراء والمساكين، وإظهارًا لشكر نعمة الله تعالى على العبد بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة فيه.
وبعث الباحث بالجامع الأزهر برسالة إلى المسلمين قبل نهاية الشهر الفضيل قائلاً «أيُّها المسلمون: ها قد قطعتُم الأكثرَ مِن شهرِ الصيامِ رمضان، ولم يَبقَّ مِنهُ إلا القليلُ جدًّا، فمَن كانَ مِنكُم مُحسِنًا فيما مَضَى فليَحمدِ اللهَ، وليَزْدَدْ مِن البِرِّ والإحسان، ومَن كانَ مُسِيئًا قد فرَّطَ وقصَّرَ، وتكاسلَ وتهاونَ، فليتقِّ اللهَ فيما بَقِيَ، ولِيتَداركَ نفسَهُ فيها فيُحسِنَ إليها بالتوبةِ النَّصوحِ، والإكثارِ مِن الطاعاتِ والقُرباتِ، فبابُ التوبةِ لا يَزالُ مفتوحًا، والله يُحِبُّ التوابين، وهو أرحَمُ بالعبادِ مِن أنفسِهم وأهلِيهم ومَن في الأرضِ جميعًا، ولا يَزالَ في زمَنٍ فاضلٍ مُباركٍ تُضاعَفُ فيه الحسناتُ، وتُكفَّرُ فيه الخطيئات».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زكاة الفطر الأزهر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على من تجب زكاة الفطر زكاة الفطر 2024
إقرأ أيضاً:
اليمن واحد.. رغم مؤامرات التقسيم والاحتلال
الوحدة اليمنية ليست شعاراً يُرفع، بل هي مصير شعبي اختاره اليمنيون بدمائهم وتضحياتهم عبر عقود من النضال. فمنذ تحقيق الوحدة المباركة، ظلت السعودية والإمارات تشن حرباً خفيةً ضد هذا الإنجاز التاريخي، مستخدمتين كل الأدوات؛ من دعم الانفصاليين إلى تشكيل المليشيات المسلحة، وصولاً إلى السيطرة المباشرة على الموانئ والجزر اليمنية.
اليوم، تواجه المحافظات الجنوبية المحتلة أخطر مراحل التحدي، حيث يعاني المواطن من تردي الأوضاع الاقتصادية التي حوّلها تحالف العدوان إلى أداة لإلهاء الناس عن القضايا المصيرية. لقد نجحوا مؤقتاً في جعل الهم المعيشي يطغى على كل شيء، لكنهم فشلوا في كسر الإرادة الوطنية. فبعد سنوات من التضليل والمغالطات، بدأت الصورة تتضح لأبناء المحافظات المحتلة، حيث يتصاعد الوعي بمخاطر الاحتلال وأدواته.
نشهد اليوم غلياناً شعبياً غير مسبوق في المحافظات الجنوبية المحتلة، تترجمه المظاهرات والمسيرات المستمرة منذ أكثر من عام، والتي تؤكد رفض اليمنيين للتواجد الأجنبي وتأييدهم لقرار اليمن مساندة الشعب الفلسطيني بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله). هذه الصحوة الوطنية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج معاناة حقيقية من نهب الثروات وتدمير البنية التحتية والسيطرة على المنافذ البرية والبحرية من قبل قوات العدوان السعودي الإماراتي.
لقد كانت السعودية دائماً العدو التاريخي للوحدة اليمنية. فمن معارضتها لاستقلال الجنوب في الستينيات، إلى دعمها للانفصاليين في حرب 1994، وصولاً إلى عدوانها المباشر منذ 2015، كلها حلقات في مسلسل واحد يهدف إلى إعادة اليمن إلى عصر التقسيم والتشرذم. أما الإمارات، فقد تخصصت في تشكيل المليشيات المسلحة وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
لكن شمس الحق لا تُغطى بغربال، فها هي المحافظات الجنوبية تثبت يومياً تمسكها بالهوية اليمنية ورفضها لمشاريع التقسيم. المسؤولية اليوم تقع على عاتق كل أبناء الجنوب الأحرار في مواصلة الكفاح لطرد المحتل، واستعادة السيادة على كل شبر من الأرض اليمنية، والحفاظ على الوحدة التي ضحى من أجلها الآلاف.
فكما انتصر أجدادنا على الاستعمار البريطاني، وكما انتصرنا على مشاريع التقسيم في الماضي، سننتصر اليوم على كل مخططات العدوان. فالأزمات الاقتصادية مهما اشتدت، والفتن مهما كبرت، لن تُثني الشعب اليمني عن الدفاع عن وحدته وسيادته. اليمن واحد.. كان وسيبقى، وسيظل صامداً رغم كل المؤامرات.
خاتمة :
وبمناسبة الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية المباركة، نتقدم بأخلص التهاني والتبريكات لسماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، ولرئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، ولأبطال القوات المسلحة اليمنية الباسلة، ولكل أبناء الشعب اليمني الأبيّ.
فهذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي تجسيد لإرادة شعب رفض التقسيم واختار الوحدة طريقاً لا رجعة عنه. رغم كل المؤامرات والحروب والاحتلال، سيظل اليمن موحداً صامداً، وسيبقى أبناؤه أوفياء لدماء الشهداء الذين رووا بدمائهم ثرى هذه الأرض الطاهرة.
اليمن واحد.. لا انفصال ولا خنوع.. والنصر حليفنا بإذن الله.
محافظ محافظة لحج
عضو المكتب السياسي لأنصار الله