لمن تعطى زكاة الفطر وهل تجوز لشخص واحد؟ سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من خلال الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

لمن تعطى زكاة الفطر وهل تجوز لشخص واحد؟

وقال الأزهر في بيان، لمن تعطى زكاة الفطر وهل تجوز لشخص واحد؟: تُعطى زكاة الفطر للفقراء والمساكين وكافة المصارف المالية التي ذكرها الله عز وجل في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.

[التوبة:60]

وشدد الأزهر في فتواه أنه يجوز أن تُعطَى لفقير واحد، أو أن تُوزَّع بين عدة أشخاص.

مقدار زكاة الفطر بالمال والحبوب

حددت دار الإفتاء المصرية زكاة الفطر 2024، بـ 35 جنيها للفرد كحد أدنى، وهي مقدار ما  يعادل 2.5 كيلوجرام من القمح عن كل فرد، مشددة أنه يمكن زيادتها.

ومقدار زكاة الفطر بالحبوب وفق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر هي صاع من طعام من غالب قوت بلد المزكي؛ كما هو ثابت من مجموع الروايات التي في الصحيحين وغيرهما فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ  على كل ذكَر وأنثى صغيرًا وكبيرًا مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ» صحيح البخاري (2/ 130).

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ»، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «وَكَانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ وَالزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ» صحيح البخاري (2/131)، ولفظ «كان» يدل على أن إخراج زكاة الفطر في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد كان من غالب قوت أهل البلد.

وأكد المجمع أنه أخذًا بهذا المعنى في النص يكون غالب قوت أهل مصر الأرز، والقمح، وهو ما عليه الفتوى، ولا يجزئ عن الفرد إخراج أقل من صاع، وتقدير الصاع من القمح والأرز كالتالي: الصنف تقدير الصاع بالكيلو «تقريبا» الدقيق 2 ك  الأرز 25، 2 ك «وقد ذهبت بعض الآراء أن صاع الأرز 2.8 ك».

وقال مجمع البحوث الإسلامية: «حتى وإن كان النص قد ورد فيه التمر والزبيب، فليس المقصود به الحصر، وإنما المقصود به غالب قوت أهل البلد في كل عصر وفقًا لرأي الجهور، ولما كانت  الأصناف التي تُخرَج منها زكاة الفطر متفاوتة القيمة في زمن التشريع، وفي زماننا، وفي كل الأزمنة، جاز للمكلف أن يخرجها من أقوات الناس وطعامهم سواء في ذلك أخرجها من أدنى الأصناف كالقمح أم من أعلاها حسب قدرته المالية، وسخاء نفسه، وما يرجوه من ثواب الله، قال تعالى {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل: 20]

مدير التوجيه بالأزهر يوضح كيفية حساب قيمة زكاة الفطر وموعد إخراجها لماذا شرعت زكاة الفطر؟

فيما أوضح الدكتور أحمد عبدالله، الباحث بالجامع الأزهر الشريف، أن زكاة الفطر من العبادات التي أوجبها الله على المسلمين في هذا الشهر المبارك، حيث شرعها للصائمين، تطهيرًا للنفس من أدران الشح، وتطهيرًا للصائم مما قد يؤثر فيه، وينقص ثوابه من اللغو والرفث، ومواساة للفقراء والمساكين، وإظهارًا لشكر نعمة الله تعالى على العبد بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة فيه.

وبعث الباحث بالجامع الأزهر برسالة إلى المسلمين قبل نهاية الشهر الفضيل قائلاً «أيُّها المسلمون: ها قد قطعتُم الأكثرَ مِن شهرِ الصيامِ رمضان، ولم يَبقَّ مِنهُ إلا القليلُ جدًّا، فمَن كانَ مِنكُم مُحسِنًا فيما مَضَى فليَحمدِ اللهَ، وليَزْدَدْ مِن البِرِّ والإحسان، ومَن كانَ مُسِيئًا قد فرَّطَ وقصَّرَ، وتكاسلَ وتهاونَ، فليتقِّ اللهَ فيما بَقِيَ، ولِيتَداركَ نفسَهُ فيها فيُحسِنَ إليها بالتوبةِ النَّصوحِ، والإكثارِ مِن الطاعاتِ والقُرباتِ، فبابُ التوبةِ لا يَزالُ مفتوحًا، والله يُحِبُّ التوابين، وهو أرحَمُ بالعبادِ مِن أنفسِهم وأهلِيهم ومَن في الأرضِ جميعًا، ولا يَزالَ في زمَنٍ فاضلٍ مُباركٍ تُضاعَفُ فيه الحسناتُ، وتُكفَّرُ فيه الخطيئات».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: زكاة الفطر الأزهر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على من تجب زكاة الفطر زكاة الفطر 2024

إقرأ أيضاً:

عطية لاشين: تحديد نوع الجنين تدخل في خلق الله ومُخالف لمشيئته

أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، على سؤال تلقّاه حول مشروعية اختيار جنس الجنين، مؤكدًا أن الأمر من حيث الأصل يرتبط بقدرة الله وحده ولا يدخل في نطاق تحكم البشر، مهما بلغ التقدم العلمي.

وأوضح لاشين، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، أن خلق الذكر والأنثى قائم على إرادة الله تعالى، مستشهدًا بقوله تعالى: "وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى"، مبينًا أن مسألة الخلق لا تخضع لقدرة الإنسان، مصداقًا لقول الله عز وجل: "إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له"، وقوله أيضًا: "أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون".

هل تصوير المخالفات في الطرق والأماكن العامة تعديًا على الستر.. أزهري يجيبمكروهات الوضوء .. عضو بمركز الأزهر العالمي تحذر من 4 أفعال

وفيما يخص حكم إجراء عمليات طبية للتحكم في نوع الجنين، أشار لاشين إلى أن العلماء المعاصرين انقسموا إلى ثلاثة آراء: الأول يجيز، والثاني يمنع، والثالث يتوقف دون ترجيح. إلا أن الرأي الذي يميل إليه – بحسب تعبيره – هو القول بالمنع.

وساق أستاذ الفقه عددًا من الأدلة التي تدعم هذا الرأي، أبرزها مبدأ سد الذرائع، محذرًا من أن فتح هذا الباب قد يؤدي إلى فوضى يصعب ضبطها، خاصة وأن أهواء الناس ورغباتهم في تفضيل الذكور أو الإناث تختلف من بيئة لأخرى.

كما اعتبر أن التدخل العلمي لتحديد نوع الجنين يُعد نوعًا من تغيير خلق الله، وليس فقط خلق شيء جديد، بل توجيه ما خلقه الله إلى غير ما أراد له، مشيرًا إلى أن سنة الله في خلق البشر تشمل من يُرزق بالذكور فقط، أو الإناث فقط، أو الاثنين، ومن يُبتلى بالعقم لحكمة إلهية، لقوله تعالى:
"يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا، ويجعل من يشاء عقيما".

وأكد لاشين أن التحكم في نوع الجنين عبر التلاعب بالمني لا يخل فقط بمشيئة الله، بل يُمكن أن يؤدي إلى اختلاط الأنساب ووقوع مفاسد اجتماعية خطيرة، كما أنه يتعارض مع اختصاص الله المطلق بمعرفة ما في الأرحام، استنادًا إلى قوله تعالى:
"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام".

طباعة شارك عطية لاشين تحديد نوع الجنين الأزهر

مقالات مشابهة

  • لماذا أودع الله في بني آدم الغرائز والشهوات؟ خطيب المسجد الحرام يوضح
  • تعديل أيام عطلات عيد الفطر والأضحى للعاملين بالجهات الحكومية
  • هل يجوز إنهاء المصلي عن الكلام أثناء خطبة الجمعة؟..الأزهر يجيب
  • حفظ الأسرار واجب شرعي وأخلاقي.. «أمين الفتوى» يوضح الحكم من إفشاء الأسرار الزوجية
  • فتاوى| هل يجوز الدعوة على أبنائي بعد تسببهم في حبسي.. هل يجوز ترديد الأذكار وأنا منهمك في العمل؟.. الحكم الشرعي لبيع اللايكات والمتابعين على السوشيال ميديا
  • حكم زواج رجل ببطاقة رقم قومي لشخص آخر.. الإفتاء تجيب
  • هل صلاة الجمعة في الزوايا وترك المسجد الكبير حرام ؟.. المفتي يوضح
  • رزق واسع وقوة فى البدن ونعم لا حصر لها بذكر واحد .. تعرف عليه
  • محافظ أسيوط: استكمال أعمال رصف طريق بني غالب ـ جحدم بتكلفة 17 مليون جنيه
  • عطية لاشين: تحديد نوع الجنين تدخل في خلق الله ومُخالف لمشيئته