صحيفة أمريكية: القوات الروسية تمتلك زمام المبادرة على الجبهة والمساعدات لكييف لا تزال عالقة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
رجحت صحيفة "Foreign Affairs" الأمريكية استمرار الصراع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن القوات الروسية تمتلك زمام المبادرة على الجبهة، والمساعدات لكييف لا تزال عالقة في الكونغرس.
ونشر أستاذ العلوم السياسية بجامعة "كاليفورنيا" في سان دييغو برانيسلاف سلانشيف، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة "روتشستر" هاين غومانس مقالا في الصحيفة جاء فيه: "الخيار الأكثر ترجيحا، هو استمرار الأعمال العسكرية.
وأشار كاتبو المقال إلى أن "روسيا قد تبسط سيطرتها على عدد من المناطق الأخرى خلال الصراع"، وأن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين أصبح الآن غير مرجح، "فلا موسكو ولا كييف مستعدتان حاليا لقبول مطالب الطرف الآخر".
جدير بالذكر، أن موسكو قد أشارت مرارا إلى أنها مستعدة للتفاوض، لكن كييف فرضت حظرا عليه على المستوى التشريعي، كما يدعو الغرب روسيا إلى المفاوضات التي تبدي موسكو استعدادها لها، ولكن في الوقت نفسه يتجاهل هذا الغرب رفض كييف المستمر الدخول في حوار.
وفي وقت سابق، صرح الكرملين أنه لا توجد الآن أي متطلبات مسبقة لانتقال الوضع في أوكرانيا إلى الاتجاه السلمي والأولوية المطلقة بالنسبة لروسيا هي تحقيق أهداف العملية الخاصة، وفي الوقت الحالي لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الوسائل العسكرية.
وكما ذكر الكرملين، فإن الوضع في أوكرانيا يمكن أن يتحرك نحو الاتجاه السلمي، شريطة أن يؤخذ الوضع الفعلي والحقائق الجديدة في الاعتبار، وجميع مطالب موسكو معروفة جيدا.
المصدر: "نوفوستي"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كييف موسكو الاتحاد الأوروبي الكرملين واشنطن القوات الروسیة
إقرأ أيضاً:
حياة الغرب.. وجه «مظلم» للفقر الاجتماعي والعاطفي
في مقطع مرئي، تحدّث ذلك الرجل الذي يعيش منذ سنين طويلة في المهجر عن حالة الانعزال التي يعيشها بعض الناس في أماكن مختلفة من العالم، خاصة في القارة العجوز.
كان يعقد في حديثه المليء بالشجن مجموعة من المقارنات بين العالم الغربي المتطور، والشرقي «المحافظ» على عاداته وتقاليده الأصيلة، وعلى كل ما فُطر عليه.
ذكر الرجل معلومات قيّمة، وأسرد تفاصيل مثيرة للاهتمام، ومن بين ما قاله: إن ثمة أحياءً بأكملها لا تجد بها أصواتًا أو حركة غير طبيعية توحي بأن مئات من البشر يعيشون في ذلك المكان. كل شيء جامد وصامت، أحياء كاملة لا روح تحلّق بين شوارعها، السكان يعيشون في «زجاجة منغلقة»، وزاوية منعزلة عن العالم.
هناك انغلاق تام على ما يدور في الخارج، وانفصال متعمّد عما يدور حولهم من أشياء يظنون بأنها لا تعنيهم. في الحي الذي يقف فيه ذلك الرجل وهو يتحدّث عن وجه الحياة، كل شيء من حوله فعليًّا لا حياة فيه. ثم يقول: «هذه بعض الحدائق التي شُيدت لتكون متنفسًا للكبار وواحة للهو عند الصغار، لكن انظروا جيدًا»، ثم يلتفت تارة شمالًا ويمينًا، ثم يقول: «ها هي الحديقة فارغة، وقبلها أيضًا الشوارع خالية من المارة».
إنها حياة الغرب، كلٌّ في حال سبيله. يشير بيديه قائلًا: «في هذه المساكن الجميلة، المغلقة على أصحابها، يعيش الكثير من الناس بصمت الأموات. يعيشون يومهم دون أن يحدثوا ضجيجًا يمكن أن يُعرّفوا به عن أنفسهم أنهم لا يزالون أحياء».
الأغرب من ذلك، أن البعض من السكان يموت وحيدًا، وبعد مضي نحو قرابة شهر كامل، تفوح رائحته النتنة في الحي الذي يسكنه، مما يدفع «الصامتين» إلى الحديث عبر الهاتف، حيث يطلبون حضور رجال الشرطة من أجل معاينة الشقة المغلقة التي تنبعث منها رائحة كريهة. وما أن يأتي رجال الشرطة والقسم المختص ويفتحوا الباب على صاحبها، حتى يكتشفوا بأنه قد فارق الحياة منذ فترة تجاوزت الشهر! مات دون أن يعلم أحد بوفاته!
أي فقر عاطفي واجتماعي هذا الذي يعيشه الناس؟! حياة يسودها انعدام تام لمعنى البُعد الاجتماعي والأسري. في بلداننا الشرقية، وإن كنا نراها أحيانًا مليئة بالفوضى، إلا أنها نابضة بالحياة. فعندنا نفتقد بعضنا بعضًا حتى وإن كنا غير أصدقاء. إذن، نحن نعيش نمط الحياة بوجهة نظر مغايرة لحياة الغرب الصامتة.
قد نكون فضوليين أكثر من غيرنا من البشر، وربما كثير منا لديه شغف المعرفة والتطفل في معرفة الخصوصيات: أين ذهبت؟ لماذا اختفت؟ وهكذا. لكن، مع كل هذه العيوب، نحن لا نعيش حياة الانزواء والتفرد والانطواء على أنفسنا.
لذا، عندما يموت شخص ما، يلتف الناس من كل حدب وصوب، يشاركون في وداعه، سواء في حضور الجنازة أو تقديم واجب العزاء. تجد الناس، رغم كل العيوب التي فيهم، يتضامنون مع بعضهم بعضًا.
نحن لسنا فقراء عاطفة اجتماعية وأسرية، بل نحن أفضل من غيرنا بكثير ممن يعتقدون أن سؤالنا عن أحوالهم هو تدخل في حياتهم الخاصة!
علّمنا ديننا الإسلامي الحنيف أن نؤدي الواجب الذي علينا، سواء لجيراننا أو من يعيش إلى جوارنا، كالمقيمين على أرضنا الطيبة.
ولذا، نحن نحاول أن نؤدي ما فُرض علينا كبشر، وألا نتجاهل ما أُمرنا به. أما الغرب، فالحياة فيه مختلفة تمامًا عن الشرق.
في دفتر الذكريات، أتذكر شيئًا خاصًّا، عندما ذهبت ذات مرة إلى إحدى المدن الغربية، منذ الوهلة الأولى شعرت بغربة الروح قبل أي شيء آخر. كل شيء صامت، يدعو إلى الرهبة والخوف والضياع. الحياة «تموت» مبكرًا على غير العادة، والناس مختلفون عنا كثيرًا في طريقة عيشهم وفهمهم للحياة التي يسيرون في طرقاتها. حتى في تصرفاتهم وأفكارهم، نحن مختلفون عنهم. فكيف هي عواطفهم تجاه بعضهم بعضًا؟!
الكثير من كبار السن في الغرب يعيشون حياة الانعزال التام عن العالم المحيط بهم، حتى إن حركاتهم واهتماماتهم أشبه بغربة أخرى يدخلون أنفسهم فيها.
أما نحن في الشرق، فالكبار يهتمون كثيرًا بالسؤال عن الآخرين من حولهم، حتى وإن لم يكونوا من أهلهم وذويهم. يعيشون أجواء الأُلفة مع الجيران والحي الذي يسكنون فيه، ينسجمون مع الواقع والحياة معًا.
عدة مرات حاولت أن أفهم الواقع الغربي، وما فيه من اضطراب في المشاعر، وبعدٍ عن العواطف والمشاعر التي وُجدت بداخلنا كبشر، لكني فشلت في تحديد سرّ إصرار الكثير منهم على الانعزال عن الآخرين من حولهم.
ولذا، فإن أغلب كبار السن «العجزة» يُفضّلون قضاء ما تبقى من أعمارهم محاصرين بين وجع المرض، وغربة الروح، وانعزال عن الناس. يُفضّلون أن تكون خاتمتهم إما في دار العجزة، أو على سرير المستشفيات، أو منعزلين في مسكنهم، لا يعرفون شيئًا عمّا يدور في الخارج!