عطفاً على مقالي المنشور بجريدتنا العريقة “البلاد ” الأربعاء الماضي عن أدب السيرة الذاتية ، فإننا لاننسى النصّ الذي قدمه الشيخ محمد عبده عن نفسه في نهاية حياته وأكمله ( بعد مماته عام ١٩٠٥ م ) تلميذه السيد محمد رشيد رضا.

لا شك أن الأدب العربي قد أسهم في إبراز فن السيرة الذاتية بشكليها ( إعترافات ومذكرات ) ،وما يتسم به من جرأة في سرد خفايا النفس ،والكشف عن طوايا الضمائر والجهر بما هو خبئ في الأغوار.

ومن أجمل ما قرأت في هذا الفن الذي يتسم بمكاشفة الذات ، مذكرات المؤرخ النمساوي المسلم محمد أسد: ( الطريق إلى مكة ) الذي أبدع في تصوير حياته قبل وبعد إسلامه في أسلوب دفعني لقراءتها أكثر من مرة،
كما أن مذكرات المرحوم الأستاذ عزيز ضياء بعنوان: ( حياتي بين الجوع والحب والحرب ) والتي أبكت كثيراً ممّن قرأها . وقد كتبها قبيل وفاته واحتفلنا بعدها في أمسية حضرها الكثير من الأدباء القريبين منه وكان لي شرف قراءة كلمة صديقي د. سعيد السريحي نيابة عنه بسبب سفره المفاجئ قبيل الحفل والذي أقيم في مسرح مدينة الملك فهد الرياضية في جدة ، ولا زلت أذكر اهتمامي بشخصية عبقري الإدارة وعلم صناعة السيارات lee Iacocca الذي عمل رئيسا لشركة فورد.

وصاحب فكرة سيارة “الموستنج ” الرياضية الشهيرة التي اكتسحت سوق السيارات في الستينات ،ولا زالت رمزاً للسيارات الرياضية حتى اليوم ، وقد كتب ” اياكوكا ” مذكراته مستعرضاً فلسفته الإدارية والتسويقية في صناعة السيارات بعد انتقاله من فورد إلى شركة كرايسلر، والتي انقذها وأعادها إلى الواجهة بعد أن كانت على مشارف الإفلاس.
قرأت هذا الكتاب المميز في بداية حياتي الإدارية واستفدت منه الكثير في عملي بالخارج في فروع الشركة التي عملت بها منذ بداية الثمانينات الميلادية،

ولا أنسى أن أقرب المذكرات إلى قلبي كذلك، ما كتبه الشاعر و المفكر اللبناني ميخائيل نعيمة عندما بلغ السبعين من عمره في ثلاثة أجزاء عن حياته في طفولته وانتقاله إلى روسيا للدراسة وهجرته إلى أمريكا وبعدها عودته إلى بلدته الجبلية “بسكنتا “في لبنان ،حيث مات ودفن وأصبح بيته متحفاً يزوره عشاقه ومحبو أدبه وقد حظيت بذلك يوماً .

sal1h@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

وفاة صاحب “السعفة الذهبية” العربية الوحيدة

مايو 24, 2025آخر تحديث: مايو 24, 2025

المستقلة/-برحيل محمد لخضر حمينة، تفقد السينما العربية والأفريقية أحد أبرز رموزها، ومبدعًا استطاع من خلال أعماله أن يحوّل الألم السياسي إلى لغة فنية خالدة.

لم يكن تييري فريمو، المفوض العام لمهرجان كان السينمائي، يعلم حينما قدّم تحية تكريمية للمخرج الجزائري محمد لخضر حمينة بعد ظهر الجمعة، أن الرجل قد فارق الحياة، حيث أعلنت عائلته بعد ساعات رسميًا وفاته عن عمر ناهز الـ91 عامًا.

الراحل، الذي لم يتمكّن من السفر إلى مهرجان كان هذا العام بسبب تقدّمه في السن، حظي بتكريم خاص من خلال عرض نسخة محدثة من فيلمه الشهير “وقائع سنين الجمر”، بحضور ابنه مالك حمينة، الذي أدّى دور طفل في الفيلم قبل خمسة عقود.

وقال مالك، بتأثر واضح، إن الفيلم كان بمثابة “رسالة تدعو للوحدة، لا للانقسام”، مضيفًا: “أراد والدي أن يجعل من السينما أرضًا للقاء، لا للفصل. وهذا التكريم حقيقي وعميق”.

حضر أيضًا العرض الممثل والمنتج الفرنسي الجزائري سفيان زيرماني، المعروف بـ Sofiane، قائلاً: “إرث محمد لخضر حمينة ملك لنا جميعًا. أشعر بالفخر لوجودي هنا. هذا الفيلم هو صرخة إنسانية، وقطعة من التاريخ، وصوت أجدادنا، وجسر يربط بين الضفتين”.

ويأتي هذا العرض في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائر وفرنسا توترًا غير مسبوق، ما أضفى على المناسبة بعدًا رمزيًا خاصًا.

فيلم “وقائع سنين الجمر”، الذي يُعدّ العمل العربي والأفريقي الوحيد الحائز على السعفة الذهبية، أطفأ شمعته الخمسين هذا العام. وقد فاز بجائزة السعفة الذهبية في “مهرجان كان” عام 1975 خلال الدورة الثامنة والعشرين، حين ترأست لجنة التحكيم جان مورو، متفوقًا على مخرجين كبار من بينهم مارتن سكورسيزي، فرنر هرتزوغ، ميكيل أنجلو أنطونيوني وكوستا-غافراس. وكان هذا الفيلم هو الرابع في مسيرة حمينة، الذي سبق أن نال جائزة “أفضل عمل أول” عن فيلمه “ريح الأوراس” عام 1967.

ملحمة ضد الظلم

يمتد الفيلم على مدى ثلاث ساعات تقريبًا، ويُعتبر ملحمة سينمائية ذات طابع سياسي وإنساني، تنطلق من واقع الريف الجزائري في الثلاثينيات، حيث الجفاف والمجاعة وتهميش الفلاحين، وتتناول عبر ستة فصول أبرز المراحل المفصلية بين عامي 1931 و1954، تاريخ انطلاق الثورة الجزائرية.

يروي الفيلم قصة حميد، الشاب الذي التحق بالجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، ليعود إلى بلده ويجده يغلي تحت نيران القهر والظلم، ويندفع نحو الثورة.

ويصفه المخرج في تصريحات سابقة بأنه “فيلم ضد الظلم والإهانة، ويعكس دوافع الثورة الجزائرية”، مضيفًا: “الشباب الذين لم يعيشوا تلك الحقبة، يمكنهم فهمها من خلال الفيلم. أما من عاشها، فسيجد فيها صدقًا كبيرًا في نقل الأحداث”.

الفيلم، في طبعته الأصلية، أثار الكثير من الجدل وقت عرضه في مهرجان كان 1975، حيث يُعتقد أن عناصر من منظمة الجيش السري OAS حاولوا عرقلة العرض من خلال بلاغات كاذبة بوجود قنابل.

أما النسخة الجديدة، فتم ترميمها بعناية لتكون مطابقة للأصل، مع الحفاظ على الروح التاريخية والطابع الإنساني العميق الذي ميّز العمل، ما أتاح لجيل جديد من المشاهدين فرصة إعادة اكتشاف هذا الإنجاز السينمائي النادر.

برحيل محمد لخضر حمينة، تفقد السينما العربية والأفريقية أحد أبرز رموزها، ومبدعًا استطاع من خلال أعماله أن يحوّل الألم السياسي إلى لغة فنية خالدة.

مقالات مشابهة

  • الموارد البشرية تطلق خدمة رفع السيرة الذاتية للعمالة عبر مساند
  • “التجارة” ونظيرتها الصينية تناقشان الحلول العاجلة لتحديات المستهلك في قطاع السيارات
  • «الموارد البشرية» تطلق خدمة «رفع السيرة الذاتية» للعمالة المساندة المنزلية عبر منصة «مساند»
  • إطلاق خدمة “رفع السيرة الذاتية” للعمالة المنزلية عبر منصة “مساند”
  • وفاة صاحب “السعفة الذهبية” العربية الوحيدة
  • “حزب الله” يستنكر الهتافات ضد رئيس الحكومة اللبنانية في المدينة الرياضية
  • عمورة “لاعب الموسم” في فولفسبورغ
  • ممنوع مرور السيارات... ما الذي سيشهده شارع بلِس السبت والأحد؟
  • الكشف عن لاند روفر ديسكفري 2026 ..أفخم السيارات الرياضية | صور
  • مركز التطوير الوظيفي في كليات إقليم الشمال ينظم دورة تدريبية في كتابة السيرة الذاتية ومقابلات العمل