عام على الحرب و لم ينتصر الجيش لماذا؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
asmaguma@hotmail.com
أسماء محمد جمعة
حينما إعترف البرهان بأن هذه الحرب عبثية و لا منتصر فيها، كانت تلك أول مرة يعترف فيها بحقيقة منذ أن سلطه الله على هذا الوطن وشعبه، الا انه و كعادته تراجع بعد أن تلقى الأوامر من عصابة ( الكيزان) التي تسيطر على الجيش وسماها حرب كرامة يجب أن ينتصر فيها الجيش،ولكن تظل الحقيقة إنها حرب عبثيه لا منتصر فيها ولا علاقة لها بالكرامة بل الجيش مهزوم فيها هزيمة نكراء ،ليس لأن إبنه الشرعي الدعم السريع تفوق عليه بل لأنه هو من هزم نفسه بنفسه من البدايه حين أسس الدعم السريع ثم أراد التخلص منه بالقوة ،و لأن هذه الخطوة ليست هي الخطوة المهنية السليمة التي يجب أن يقوم بها لمعالجة خطأ إرتكبه مع سبق الإصرار والترصد والعناد والمكابرة والغباء، و لأن قرار الحرب والتخلص من الدعم ليس قراره وإنما قرار عصابة الشيطان نفسها والتي تعودت أن تستغل الجيش لينفذ لها أجندتها الاجرامبة التي تتناقض دائما مع مصالح الشعب والوطن .
هذه الحرب العبثية ليست هي الهزيمة النكراء الوحيدة التي هزمها الجيش لنفسه ،فهو لديه سجل حافل من الهزائم المؤلمة خلال تاريخه الذي يمضي نحو القرن، فقد هزم نفسه حين إنقلب على أربعة حكومات مدنية وحكم بالبندقية 55 سنة من عمر السودان المستقل وفشل، وحين قبل أن يكون مؤسسة لا قومية و تأدلج وأصبح أداة في يد عصابة الحركة الاسلامية التي تتاجر بالدين والوطن والاخلاق ، وقد سبق وأن دفعته لحرب الجنوب العبثية وفي النهاية فصلته دون يرف لها جفن ،الجيش هزم نفسه حين تحول الى مؤسسة استثمارية فاسدة تسيطر على أغلب إقتصاد البلد وتستثمر في كل شي دون أن يستفيد الجيش كمؤسية وطنية ، وهزم نفسه حين قبل ٱن تقزمه عصابة (الكيزان) ويصبح تحت إمرة قادتها غير العسكريبن الذين لا يؤمنون اصلا بوجود قوات مسلحة مهنية موحدة وفرضوا عليه مليشيات كثيرة وجيوش موازية تقاتل إنابة عنه، وفوق كل هذا يخضع قادته بشكل مباشر لهم خضوع العبد للسيد ،وليس أدل على ذلك أكثر من الفديو الفضيحة الذي اعترفت فيه سناء حمد بالتحقيق مع قادته الكبار بأمر من الامين العام للحركة الإسلامية، ولكم ان تتخيلوا كيف كان يجلسون أمام سناء كالتلاميذ يردون على اسئلتها وهم بالزي الرسمي يا للعار .
الهزيمة الاسوأ للجيش ضد نفسه هي هروبه من هذه الحائق وإنكاره ورفضه المستمر للتوبة والتحرر و إصلاح نفسه ، حتى حين جاءته الفرص وحاول الشعب إرجاعه عن ضلاله بثلاثة ثورات شعبية آخرها كانت ثورة ديسمبر التي قاومها بشراسة ثم إنقلب على حكومتها وما زال يقاوم بشراسة أكثر تؤكد أنه ليس لديه رغبه في الإنتصار على نفسه وعلى العصابة التي يخضع لها وهي تدفعه دفعا نحو مقاومة الحكم المدني رغم انه يعلم أن تقدم السودان مرهون به .
طبعا هذه ليست كل هزائم الجيش لنفسه، فهناك الكثير الذي تجاوزناه فالمكان لا يسع لذكرها كلها فذاك يحتاح إلي كتاب من مئات الصفحات، ولا أعتقد أن هناك مواطن لا يعرف تاريخ جيشنا الذي ظل عدوا لنفسه وللشعب بسبب ابتلائه بقادة فاشلين مصابين بعمى البصر و البصيرة وضيق الافق .
إن حرب الجيش ضد جيشه الموازي الدعم السريع و التي تكمل اليوم عامها الأول في هذا الشهر الكريم ،كشفت للجميع حقيقة أن المؤسسة التي تسمى قوات الشعب المسلحة، ماهي إلا لافتة تتواري خلفها الحركة الا إسلامية بوجهها القبيح الكالح وهي تحاول دائما أن تنتصر لنفسها ومصالحها عبرها ،وعليه فإن انتصار الجيش الحقيقي ليس في قضائه على إبنه المدلل إرضاء لعصابة الشيطان ،وإنما في انتصاره على نفسه وتحرره من قبضة الأدلجة والتسيس والتمميز والاعتراف بمشاكله والعودة الى طريق المهنية ، وأول انتصار له على نفسه هو وقف هذه الحرب العبثية دون شروط وايجاد مخرج يكفي هذا الشعب شر استمرار المعاناة اليومية والهلاك الذي يتعرض له منذ عام ،واختيار الحل الوطني والذي رفضه بتحريض من العصابة نفسها التي تكره الخير للشعب .
إن مشاهد هذه الحرب العبثية الخبيثة التي نراها امامنا كافية جدا لتقنع أي صاحب عقل وبصيرة أنها ليست حرب كرامة من أجل الشعب كما تروج لها عصابة الشيطان بل العكس تماما ،فالجيش الذي فقد كرامته كمؤسسة وهزم نفسه الف مرة لا يمكنه أن يقنعنا بآنه يخوض حرب كرامة ضد إبن انجبه بكامل قواه العقلية ورعاه وفرعنه وهو سعيد به .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
أعلمي يا نانسي، أنتِ ومن هم على شاكلتك، أن الكيزان لم يُسقطهم أنتم ولا جماعتكم، بل أسقطهم الشعب السوداني
#هذِه_الارض_لنا
أولًا، ينبغي أن تعلمي، يا نانسي، أنتِ ومن هم على شاكلتك من الجبناء، أن الكيزان لم يُسقطهم أنتم ولا جماعتكم العميلة الجبانة، بل أسقطهم الشعب السوداني الأبي. أما أنتم، فقد حملتم حقائبكم وفررتم إلى هولندا، وبلجيكا، والسويد، ولندن، وبقية دول أوروبا، واختفيتم عن الساحة.
واعلمي أيضًا، أن هناك سودانيين يحملون كل جوازات العالم، ودرسوا في أرقى الجامعات، وتخرجوا ليشغلوا أرفع المناصب في الخارج، لكن حين يُذكر السودان، وحين تُقال الكلمة الصادحة: «هذِه الأرض لنا✌️»، يقفون شامخين، ثابتين، لا ينكسرون مثلك، ولا يتنكرون لأرضهم، ولا يطعنونها من الخلف.
نانسي، حين كنتِ تتجولين في هولندا، وبلجيكا، والسويد، ولندن، وفي أوروبا كافة منذ التسعينيات وحتى منتصف الألفينات، لم يكن يعلم بكِ أحد. كنتِ تنتقلين بين هذه العواصم تحيين حفلات صغيرة للجاليات السودانية واحتفالات العيد الوطني، وذلك في الوقت الذي كان فيه الكيزان في ذروة قوتهم. وحين عدتِ إلى السودان منتصف الألفينات، استضافك النظام القديم على شاشات التلفاز الرسمي، وفي قنوات الكيزان كافة، واستفدتِ من هذا النظام كما استفاد غيرك من الفنانين آنذاك، وأقمتِ حفلاتك الجماهيرية. ولكن، أين كان صوتك في ذلك الوقت؟! لماذا لذتِ بالصمت ولم تنطقي بكلمة حق؟!
واليوم، تتحدثين وأنتِ تحملين جواز السفر الهولندي الذي يحميك، وتظنين أن الشعب السوداني سيصدقك، بينما هو يرى بأم عينيه من الذي يحمل الجوازات الأجنبية ليهرب، ومن الذي يصمد في الميدان. فالشعب السوداني شعب صامد، قوي، واعٍ، لا يهرب ولا يتخاذل. شعب سئم من تكرار كلمة “كيزان” كشماعة، لأنه لو كان يريد الكيزان، لما أسقطهم بدمائه. الشعب اليوم لا يريد الكيزان، ولا يريد العملاء الذين يحاولون أن ينهضوا على أكتاف ثورته، ويستغلوا دماء الشهداء ليحققوا مكاسبهم الرخيصة.
لقد عدتِ الآن لتكرري ذات اللعبة القديمة، حين تظاهرتِ بالثبات حتى تمكنتِ ولمع نجمك في ظل وجود الكيزان. وحين اندلعت الثورة، اختفيتِ، ولم تقدمي يد العون، لا ميدانيًا ولا معنويًا. رصيدك الغنائي ضعيف، وإنجازاتك الوطنية شبه معدومة. ويوم أن ضعفت البلاد، أعطيتِ السودان ظهرك، واليوم عدتِ من جديد، لا لتساندي شعبك، بل لتطعنيه من الخلف، وتلمعي نجمك على حساب جراح الوطن، وتقفي في صف الدولة التي تدعم الميليشيا المعتدية على السودان.
واعلمي، أن الشعب السوداني ليس شعبًا ضعيفًا ولا مسكينًا كما تظنين. كل سوداني يعلم من الذي دعم الكيزان سابقًا، ومن الذي ينهب ثرواتنا اليوم. هذه الحرب التي نخوضها اليوم ليست حرب كيزان ولا شيطان، بل هي حرب وجود: نكون أو لا نكون. ولو كنتِ تملكين أرضًا زراعية في الجزيرة، وعانيتِ كما يعاني الفلاح السوداني، لكنتِ أدركتِ معنى أن يأتي غريب ليشاركك أرضك قهرًا وغصبًا. ولو كنتِ من جذور دارفورية، لكنتِ علمتِ ما معنى أن ينازعك آخر على ثرواتك الحيوانية ويقاتلك عليها.
إننا اليوم نحارب من يقاتلنا في أرضنا وثرواتنا؛ فإما أن نتقاسمها بالعدل، وإما أن نحارب دفاعًا عن حقنا. أما أنتِ، فلا تعلمين شيئًا عن السودان؛ لم تترعري فيه، ولم تشربي من مائه ولا أكلتِ من زرعه. هذه الثورة التي ترددين شعاراتها جوفًا، لا تعلمين عنها شيئًا، ولا تعلمين ما معنى الثروات النيلية والسمكية والمعادن والبترول والأراضي الخصبة.
هذه الحرب اليوم ليست حرب كيزان كما تحاولين تصويرها، بل حرب دول طامعة ضد وطننا وشعبنا، شعب لا يملك جوازات أجنبية يهرب بها، ولا رواتب شهرية مضمونة، ولا تعليمًا مجانيًا، ولا رفاهية أوروبا التي تنعمين بها.
????كل العالم يعلم، والشعب السوداني يعلم، أن الحرب لا تتوقف ولايجود منتصر ومهزوم ولا بالشعارات، بل بالحوار. ولكن، حوار مع من؟ مع ميليشيا ترتكب الفظائع وتنهب البلاد؟ ومع الذين يمدونها بالسلاح والمال؟ أم نقبل بشروطهم لوقف الحرب؟ نعم، نحن مع الحوار ووقف الحرب، ولكن بعد أن تضع الميليشيا سلاحها أرضًا، وبعد أن تتوقف كل الدول الخارجية عن التدخل في شؤوننا. نعم، لحوار سوداني سوداني، بين قوى مدنية أصيلة، تخاف على أرض السودان وعرضه، وتجتمع مع جيش الوطن الذي يحمي البلد ويضبط أمنه، دون وساطة الأجنبي ولا إملاء الخارج.
الشعب السوداني اليوم في معركة مصيرية: نكون أو لا نكون.
وهذِه الأرض لنا، وستبقى لنا.????✌️????
#ام_عبدالرحمن
Um Abdu Allrhman
—————–
إنضم لقناة النيلين على واتساب