سودانايل:
2025-12-08@23:24:25 GMT

عام على الحرب و لم ينتصر الجيش لماذا؟

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

[email protected]

أسماء محمد جمعة

حينما إعترف البرهان بأن هذه الحرب عبثية و لا منتصر فيها، كانت تلك أول مرة يعترف فيها بحقيقة منذ أن سلطه الله على هذا الوطن وشعبه، الا انه و كعادته تراجع بعد أن تلقى الأوامر من عصابة ( الكيزان) التي تسيطر على الجيش وسماها حرب كرامة يجب أن ينتصر فيها الجيش،ولكن تظل الحقيقة إنها حرب عبثيه لا منتصر فيها ولا علاقة لها بالكرامة بل الجيش مهزوم فيها هزيمة نكراء ،ليس لأن إبنه الشرعي الدعم السريع تفوق عليه بل لأنه هو من هزم نفسه بنفسه من البدايه حين أسس الدعم السريع ثم أراد التخلص منه بالقوة ،و لأن هذه الخطوة ليست هي الخطوة المهنية السليمة التي يجب أن يقوم بها لمعالجة خطأ إرتكبه مع سبق الإصرار والترصد والعناد والمكابرة والغباء، و لأن قرار الحرب والتخلص من الدعم ليس قراره وإنما قرار عصابة الشيطان نفسها والتي تعودت أن تستغل الجيش لينفذ لها أجندتها الاجرامبة التي تتناقض دائما مع مصالح الشعب والوطن .



هذه الحرب العبثية ليست هي الهزيمة النكراء الوحيدة التي هزمها الجيش لنفسه ،فهو لديه سجل حافل من الهزائم المؤلمة خلال تاريخه الذي يمضي نحو القرن، فقد هزم نفسه حين إنقلب على أربعة حكومات مدنية وحكم بالبندقية 55 سنة من عمر السودان المستقل وفشل، وحين قبل أن يكون مؤسسة لا قومية و تأدلج وأصبح أداة في يد عصابة الحركة الاسلامية التي تتاجر بالدين والوطن والاخلاق ، وقد سبق وأن دفعته لحرب الجنوب العبثية وفي النهاية فصلته دون يرف لها جفن ،الجيش هزم نفسه حين تحول الى مؤسسة استثمارية فاسدة تسيطر على أغلب إقتصاد البلد وتستثمر في كل شي دون أن يستفيد الجيش كمؤسية وطنية ، وهزم نفسه حين قبل ٱن تقزمه عصابة (الكيزان) ويصبح تحت إمرة قادتها غير العسكريبن الذين لا يؤمنون اصلا بوجود قوات مسلحة مهنية موحدة وفرضوا عليه مليشيات كثيرة وجيوش موازية تقاتل إنابة عنه، وفوق كل هذا يخضع قادته بشكل مباشر لهم خضوع العبد للسيد ،وليس أدل على ذلك أكثر من الفديو الفضيحة الذي اعترفت فيه سناء حمد بالتحقيق مع قادته الكبار بأمر من الامين العام للحركة الإسلامية، ولكم ان تتخيلوا كيف كان يجلسون أمام سناء كالتلاميذ يردون على اسئلتها وهم بالزي الرسمي يا للعار .

الهزيمة الاسوأ للجيش ضد نفسه هي هروبه من هذه الحائق وإنكاره ورفضه المستمر للتوبة والتحرر و إصلاح نفسه ، حتى حين جاءته الفرص وحاول الشعب إرجاعه عن ضلاله بثلاثة ثورات شعبية آخرها كانت ثورة ديسمبر التي قاومها بشراسة ثم إنقلب على حكومتها وما زال يقاوم بشراسة أكثر تؤكد أنه ليس لديه رغبه في الإنتصار على نفسه وعلى العصابة التي يخضع لها وهي تدفعه دفعا نحو مقاومة الحكم المدني رغم انه يعلم أن تقدم السودان مرهون به .

طبعا هذه ليست كل هزائم الجيش لنفسه، فهناك الكثير الذي تجاوزناه فالمكان لا يسع لذكرها كلها فذاك يحتاح إلي كتاب من مئات الصفحات، ولا أعتقد أن هناك مواطن لا يعرف تاريخ جيشنا الذي ظل عدوا لنفسه وللشعب بسبب ابتلائه بقادة فاشلين مصابين بعمى البصر و البصيرة وضيق الافق .

إن حرب الجيش ضد جيشه الموازي الدعم السريع و التي تكمل اليوم عامها الأول في هذا الشهر الكريم ،كشفت للجميع حقيقة أن المؤسسة التي تسمى قوات الشعب المسلحة، ماهي إلا لافتة تتواري خلفها الحركة الا إسلامية بوجهها القبيح الكالح وهي تحاول دائما أن تنتصر لنفسها ومصالحها عبرها ،وعليه فإن انتصار الجيش الحقيقي ليس في قضائه على إبنه المدلل إرضاء لعصابة الشيطان ،وإنما في انتصاره على نفسه وتحرره من قبضة الأدلجة والتسيس والتمميز والاعتراف بمشاكله والعودة الى طريق المهنية ، وأول انتصار له على نفسه هو وقف هذه الحرب العبثية دون شروط وايجاد مخرج يكفي هذا الشعب شر استمرار المعاناة اليومية والهلاك الذي يتعرض له منذ عام ،واختيار الحل الوطني والذي رفضه بتحريض من العصابة نفسها التي تكره الخير للشعب .

إن مشاهد هذه الحرب العبثية الخبيثة التي نراها امامنا كافية جدا لتقنع أي صاحب عقل وبصيرة أنها ليست حرب كرامة من أجل الشعب كما تروج لها عصابة الشيطان بل العكس تماما ،فالجيش الذي فقد كرامته كمؤسسة وهزم نفسه الف مرة لا يمكنه أن يقنعنا بآنه يخوض حرب كرامة ضد إبن انجبه بكامل قواه العقلية ورعاه وفرعنه وهو سعيد به .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

بعد خسارة شريان النفط.. هل بات الجيش السوداني مجبرا على التفاوض؟

أعاد سقوط مدينة هجليج النفطية في غرب كردفان إلى واجهة المشهد سؤالا ملحا عن مستقبل الحرب في السودان، بعد أن فقدت الخرطوم أحد أهم مواقعها الاقتصادية، وبرزت مخاوف من تغير موازين القوة بما قد يفرض مسارا سياسيا جديدا على أطراف الصراع.

وتمثل هجليج المتاخمة لدولة جنوب السودان نقطة ارتكاز اقتصادية للجيش، إذ اعتمدت الدولة على عائداتها في تمويل العمليات العسكرية وتغطية النفقات الأساسية، ومع انتقالها إلى قوات الدعم السريع وتعليق الشركات الأجنبية نشاطها، يتخذ الضغط المالي على الخرطوم بُعدا أكثر حدة يؤثر مباشرة في قدرة الجيش السوداني على إدارة الحرب.

ويرى الدكتور لقاء مكي، الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، أن توقف الضخ لا يحرم الخرطوم من عائداتها فقط، بل يضرب البنية الاقتصادية للدولة في لحظة تحتاج فيها الحكومة إلى موارد مضاعفة لتثبيت خطوط الإمداد.

ويعتبر، في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"، أن خسارة هجليج تنقل الجيش من وضعية القتال إلى وضعية الدفاع عن بقايا موارده الأساسية.

أما على المستوى السياسي، فيمنح سقوط الحقول الدعم السريع نفوذا إضافيا، حيث يعتقد الكاتب والمحلل السياسي محمد تورشين أن السيطرة على هجليج -مثلما حدث سابقا مع مصفاة الجيلي شمال الخرطوم- ستشكل ورقة ضغط لإرباك الحكومة وإفقادها أدوات التمسك بالميدان.

ويصف تورشين هذا التحول بأنه "ضربة مركّبة" تجمع بين استنزاف الجيش اقتصاديا وتوسيع مساحة مناورة الدعم السريع سياسيا.

وتتعاظم أهمية هذا التطور لأن السيطرة على هجليج ليست حدثا معزولا، بل تأتي ضمن سلسلة تقدمات في غرب كردفان.

محاور ضغط متزامنة

ووفق تورشين، يتحرك الدعم السريع ضمن تصور يهدف إلى خلق محاور ضغط متزامنة على الأُبيّض والدلنج وكادقلي بكردفان، بحيث يجد الجيش نفسه أمام جبهات متوازية تستنزف قدراته في وقت واحد، مع ما يرافق ذلك من اهتزاز معنوي داخل المؤسسة العسكرية.

إعلان

هذه التطورات الميدانية ترفع درجة القلق الأميركي، فالدكتور كاميرون هدسون، مستشار المبعوث الأميركي السابق للسودان، يرى أن سيطرة الدعم السريع على مواقع اقتصادية كبرى تدفع واشنطن إلى إعادة النظر في مقاربتها، لأن ميزان القوة يتغير بوتيرة أسرع مما تسمح به التحركات الدبلوماسية.

ويشير إلى أن تقدم الدعم السريع نحو مناطق مأهولة وثقلية مثل الأُبيّض أو أطراف العاصمة الخرطوم، يعني اقتراب الحرب من "منطقة اللاحسم" التي تخشاها الولايات المتحدة.

ويضيف هدسون أن واشنطن تخشى سيناريو يصبح فيه الدعم السريع القوة المهيمنة فعليا على معظم غرب وجنوب السودان، ما يحدّ من فرص فرض تسوية متوازنة، ويعتبر أن هذا المسار يجعل الولايات المتحدة مضطرة للتدخل السياسي بوتيرة أعلى، حتى وإن كانت رؤيتها للحل لا تزال غير مكتملة.

لكن هذا التدخل نفسه يعاني ارتباكا، كما يوضح هدسون، إذ تتباين مواقف البيت الأبيض ووزارة الخارجية والمبعوث الخاص، في مشهد يعكس غياب إستراتيجية موحدة.

ويرى مستشار المبعوث الأميركي السابق للسودان أن الإدارة الأميركية تتصرف وفق منطق "منع الأسوأ" أكثر من سعيها لتحقيق نتائج فعلية، وهو ما يجعل أي مبادرة أميركية عرضة للتراجع أمام سرعة التطورات على الأرض.

على الجانب السوداني، تتعمّق الأزمة مع غياب أدوات بديلة تعوّض خسارة العوائد النفطية، وفي هذا يرى لقاء مكي أن انهيار الإيرادات يضع الجيش أمام اختبار قاسٍ، لأن الحرب لا يمكن إدارتها بلا موارد ثابتة، بينما تزداد كلفة العمليات كلما توسعت رقعة سيطرة الدعم السريع.

ويؤكد أن هذا الخنق المالي يختصر زمن الحرب مهما حاول الجيش تأجيل لحظة التفاوض.

موقف أضعف إقليميا

ويشير محللون دوليون إلى أن السيطرة على هجليج تقوّض أيضا قدرة الخرطوم على إدارة علاقاتها الإقليمية، خاصة مع دولة جنوب السودان، التي تعتمد على خطوط الأنابيب العابرة لهجليج، فغياب تدفق النفط يخلق توترا جديدا مع جوبا، ويضع الحكومة السودانية في موقف أضعف أمام أي مفاوضات إقليمية مقبلة.

ويؤكد تورشين أن قدرة الجيش على استعادة زمام المبادرة باتت محدودة، لأن الدعم السريع استثمر التفوق في المسيّرات والتقنيات الحديثة لتعطيل السلاح الجوي السوداني وإرباك منظومة الدفاع.

ويرى أن الجيش يواجه اليوم حربا تُدار بأدوات لا يمتلكها، ما يضعه في موقع المتلقي أكثر من موقع الفاعل.

وفي ظل هذا المشهد المعقد، تبدو فرضية أن يضطر الجيش إلى التفاوض أقرب إلى الواقع، فمعادلة "القتال حتى الحسم" تفقد وجاهتها مع تراجع الموارد، واتساع رقعة السيطرة المضادة، وثبات المجتمع الدولي على مقاربة تسعى لإدارة الأزمة لا حسمها.

ويشير مكي إلى أن الخرطوم، رغم رفضها المتكرر لأي صيغة تضم الدعم السريع، تُدفع تدريجيا نحو الاعتراف بأن استبعاد خصم يسيطر على نصف البلاد ليس خيارا قابلا للتطبيق.

ورغم ذلك، تبقى التسوية بعيدة عن الصياغة النهائية، فالقوى الإقليمية والدولية لم تتفق بعد على شكل النظام السياسي المقبل، والدعم السريع نفسه لا يمتلك أدوات حكم مستقرة، والجيش يرفض منح خصمه شرعية سياسية.

إعلان

لكن المؤكد أن سقوط هجليج أزاح ورقة اقتصادية كبرى كانت الخرطوم تعوّل عليها، وأدخل الحرب في مرحلة جديدة تُكتب قواعدها تحت ضغط الوقائع لا تحت سقف البيانات.

مقالات مشابهة

  • بعد خسارة شريان النفط.. هل بات الجيش السوداني مجبرا على التفاوض؟
  • لماذا يظل السلام في أوكرانيا أملا بعيد المنال؟
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • انتحار ضابط في الجيش العراقي بشنق نفسه في بغداد
  • على ماذا يعوّل .. لماذا يصر الجيش السوداني على الحسم العسكري
  • الاولمبي العراقي ينتصر على نظيره العماني بثنائية نظيفة في بطولة كأس الخليج
  • الحفرة التي سقطت فيها الفتاة: أهمية منع الإهمال لمنع الكارثة قبل أن تقع
  • طبيب يكشف الحالات التي يمكن فيها خفض ضغط الدم دون الحاجة إلى أدوية
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأمريكا ناقشتا القضايا الرئيسية التي قد تضمن إنهاء الحرب
  • مجلة أمريكية: حرب الحوثيين على الأمم المتحدة.. يعضون اليد التي تطعم الشعب اليمني (ترجمة خاصة)