لماذا نفرح بالعطلات حتى قبل أن تبدأ؟
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
في منتصف عام 2020، نُشرت دراسة أجرتها كلية لندن الجامعية، لتفسير أسباب ترقب معظم الناس لأخبار العطلات بالتحديد؛ وأظهرت أن "انتظار شيء بتلهف وشغف -كمكافأة أو إجازة- من أهم أسباب السعادة؛ بل غالبا ما يكون الترقب أكثر إثارة من الشيء المُنتظر نفسه".
وقال الباحثون "إن المكافأة تكون أكثر جاذبية، عندما تكون مُنتظرة"، لأن الناس عندما يستمتعون باللحظات التي تسبق المكافأة، فإنهم يحصلون على فائدة إيجابية تُسمى "فائدة التوقع".
وفسر العلماء هذا الفرح الشبيه بأحلام اليقظة، الذي نشعر به بمجرد اقتراب العطلة، وحتى قبل أن تبدأ؛ بتأثير ساحر صغير يُسمى "دوبامين"، يقبع في وسط دماغنا ليمنحنا الرغبة والدافع لفعل شيء ما عندما نشعر بالسعادة، ويحفزنا على الاستمتاع بالانتظار، فنجد أنفسنا سعداء لمجرد انتظار الأعياد. وعندما نعرف أن عطلتنا قادمة، يزيد من إفراز الدوبامين في دماغنا، ليمنحنا هذا الشعور المثير بالترقب.
عرّفت دراسة عام 2016، الإبداع بأنه "التكيف مع التغييرات، وإنتاج أفكار جديدة ومفيدة؛ للمساعدة في حل المشكلات اليومية".
كما أشارت إلى أن "المرونة المعرفية" تُعد الجوهر العقلي للإبداع، باعتبارها تشير إلى "القدرة على تجنب الحلول التقليدية وأنماط التفكير العادية، والتغلب على الجمود الوظيفي".
ولاحظ الباحثون، بعد مرور أسبوعين على عودة 46 عاملا بشركة هولندية من الإجازة؛ "أن تفكيرهم كان متحررا من المحفزات السلبية، كما تحسنت مرونتهم المعرفية، وأصبح استخدامهم لأدوات العمل أكثر إبداعا"؛ مقارنة بأدائهم قبل أسبوعين من الإجازة.
وفسروا ذلك بأنهم كانوا يستغلون العطلة في كسر روتينهم اليومي، فيستيقظون ويأكلون في أوقات مختلفة عما اعتادوه؛ ويقضون وقتا أطول في الأنشطة الترفيهية.
وعلى العكس من ذلك كان المُجهدون من مواصلة العمل، يتبعون أنماط سلوك روتينية؛ لأن انتباههم ينصب على الضغط الواقع عليهم، مما يُقلل من وصول الأفكار الإبداعية إلى وعيهم.
وأكدت دراسة نُشرت عام 2021، أن الأشخاص لا يشعرون بالتعافي وتحسن الإبداع بعد إجازتهم مباشرة، ولكن بعد أسبوعين من انتهائها.
يُظهر العلم أن مستويات الإجهاد المرتفعة التي نتعرض لها خلال العمل على مدار العام، قادرة على التسبب في انخفاض كمية الدوبامين التي يتم إطلاقها، مما قد يتسبب في سلوكيات اكتئابية. أما الإجازة التي تحررنا من الإجهاد، فتساعد على إعادة التوازن إلى نظام الدوبامين.
ففي عام 2016، أوضحت دراسة ميدانية أن الإجازة من العمل تُخلص الموظفين من الإجهاد، وتوفر تربة خصبة لتحقق الأضلاع الثلاثة لمثلث للإبداع؛ وهي: تخفيف التوتر، وزيادة المشاعر الإيجابية، وتنويع الخبرات".
وفي تقريرها الصادر عام 2017، ذكرت جمعية السفر الأميركية أن "2 من كل 3 مديرين تنفيذيين أميركيين، يعتقدون أن الإجازات تؤدي إلى زيادة الإبداع".
وهو ما نسف الاعتقاد الشائع بأنه "كلما طالت مدة مثابرة الشخص في العمل بدون راحة، ازداد نجاحا"، وكشف زيف فكرة أن "الأشخاص الذين لا يقضون إجازتهم يتقدمون".
وأظهرت دراسة نُشرت عام 2018، أن إجازة مدتها 4 أيام كان لها آثار إيجابية على الرفاهية والتعافي والإجهاد لمدة تصل إلى 45 يوما. في حين أوضحت أن الحد من الإجهاد كان أكبر بالنسبة لأولئك الذين قضوا الإجازة بعيدا عن المنزل.
كما ذكر مؤلفو الدراسة التي نُشرت عام 2021، أن مراجعتين منهجيتين قد أكدتا على الأثر الإيجابي للإجازات على صحة الموظفين ورفاههم، واتضح ذلك في مؤشرات مثل انخفاض الشكوى من الإرهاق وضعف النوم؛ وزيادة الرضا عن الحياة.
وقد ربطت الدراسات بين عدم أخذ الإجازات لفترة طويلة، وارتفاع مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الموت المبكر.
ذكرت الدراسة التي نُشرت عام 2021، أنه في المجتمعات الغربية، تُعد إجازة العمل المنتظمة جزءا لا يتجزأ من الحياة العملية، كما تُعد الإجازات بشكل عام عنصرا أساسيا من عناصر جودة الحياة.
لكن دراسة أجرتها جمعية السفر الأميركية، وجدت أن العمال الأميركيين لديهم 768 مليون يوم إجازة غير مستخدمة عام 2018.
وقالت مختصة علم النفس الأميركية، كاثرين ايشام، إن الناس في الولايات المتحدة يعملون لساعات أطول ويأخذون إجازة أقل، مما يتسبب في العديد من تحديات الصحة العقلية والبدنية.
وإن الإجازة القصيرة أو المرهقة أو سيئة التخطيط، لا تُحسّن مستويات الطاقة أو تقلل من التوتر، بل قد تقضي على فوائد قضاء الوقت بعيدا.
أما التخطيط المسبق للإجازة قبلها بفترة كافية، والابتعاد عن العمل، والشعور بالأمان، وبناء العلاقات الاجتماعية؛ "فجعل 94% من الإجازات تحقق نتائج جيدة من حيث تجديد الطاقة بعد العودة للعمل".
فلا بد من التأكد من أن عطلاتنا فعالة حقا، من خلال تحررنا فعلا من ضغوط العمل بتجنب الاستمرار في المهام المُعلّقة، والرد على رسائل البريد الإلكتروني، وما شابه.
بالإضافة إلى أنه من الضروري منع عطلاتنا من خلق مواقف مرهقة جديدة لنا، ومحاولة استكشاف أماكن مختلفة، والاستمتاع بخوض تجارب مثيرة، وحتى تذوق أطباق جديدة.
الإجازة وصفة للرفاهيةأوضحت كاثرين إيشام، أن قضاء فترة بعيدا عن الوظيفة، قد يمنحنا فوائد صحية بدنية وعقلية، ونظرة أفضل للحياة، وحافزا أكبر لتحقيق الأهداف.
وذلك استنادا لدراسة أجرتها مؤسسة غالوب، أظهرت أن الأشخاص الذين يخصصون وقتا دائما لعطلات منتظمة حصلوا على 68.4 درجة في مؤشر الرفاهية.
ووجدت دراسة مبكرة، أنه بعد 3 أيام من الإجازة، تحسنت الشكاوى الجسدية للأشخاص ونوعية نومهم ومزاجهم؛ مقارنة بما كان الوضع عليه قبل الإجازة.
وأشارت إلى أن هذه المكاسب استمرت بعد 5 أسابيع، بالنسبة للأشخاص الذين كان لديهم المزيد من الوقت الشخصي والرضا العام خلال عطلاتهم.
وتلتها دراسة أخرى، تضيف تقوية الروابط العائلية إلى الرفاه الذي تحققه العطلات، بتأكيدها أن النساء اللائي يأخذن إجازات يكن أكثر رضا عن زواجهن.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عيد الأضحى الجمعة أم السبت؟.. مفاجأة بشأن موعد الإجازة وعدد أيامها
كشفت الحسابات الفلكية الصادرة عن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن أن وقفة عرفات 2025 ستوافق يوم الخميس 5 يونيو، على أن يكون أول أيام عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو 2025، وذلك وفق التقديرات المبنية على توقيت الاقتران الفلكي وظهور هلال شهر ذو الحجة.
ويُنتظر الإعلان الرسمي عن موعد العيد بناءً على الرؤية الشرعية التي ستعلنها دار الإفتاء ، إذ قد تتغير التواريخ يومًا واحدًا حال اكتمال شهر ذو القعدة ثلاثين يومًا.
خراف حية ولحوم طازجة.. التموين تعلن استعدادات عيد الأضحى المبارك
معهد الفلك: اكتمال بدر ذو القعدة الاثنين المقبل .. وهذا موعد عيد الأضحى 2025
موعد إجازة عيد الأضحى والعطلات الرسمية
موعد أول أيام عيد الأضحى 2025 واستطلاع رؤية هلال ذي الحجة
وبحسب ما أعلن المعهد، فإن هلال شهر ذو الحجة سيولد بعد حدوث الاقتران الفلكي في تمام الساعة 5:03 فجرًا بتوقيت القاهرة، يوم الثلاثاء 27 مايو 2025، الموافق 29 من شهر ذو القعدة، وتكون غرة شهر ذو الحجة فلكيًا يوم الأربعاء 28 مايو.
وسيبقى الهلال في سماء مكة المكرمة 38 دقيقة عقب غروب شمس يوم الرؤية، بينما يستمر ظهوره في سماء القاهرة 47 دقيقة، وتختلف المدة من محافظة لأخرى ما بين 40 و49 دقيقة، مما يعزز إمكانية ثبوت الهلال شرعيًا.
بحسب التقديرات الفلكية ، تبدأ إجازة عيد الأضحى يوم الخميس 5 يونيو، وتستمر حتى الإثنين 9 يونيو 2025، لتكون بذلك واحدة من أطول العطلات الرسمية خلال العام، وتمثل فرصة ذهبية للراحة والسفر وقضاء الوقت مع الأسرة
موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحىاعتمادًا على الحسابات الفلكية، فإن الموعد المتوقع لوقفة عرفات هو يوم الخميس 5 يونيو 2025، ويليه أول أيام عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو.
وفي حال اكتمال شهر ذو القعدة، قد تختلف التواريخ يومًا واحدًا، حيث تصبح وقفة عرفات يوم الجمعة 6 يونيو، ويكون عيد الأضحى يوم السبت 7 يونيو 2025، لكن لا يتم تأكيد هذه المواعيد إلا بالرؤية الشرعية الرسمية التي تعلنها دار الإفتاء.
إعلان الحكومة الرسمي يحدد موعد الإجازةرغم وضوح التقديرات الفلكية، يبقى الإعلان الرسمي مرهونًا بقرار الحكومة الذي يصدر بعد استطلاع الهلال، وتعلن من خلاله دار الإفتاء الموعد المؤكد لبداية شهر ذو الحجة، ومن ثم يتم تحديد الإجازات الرسمية بدقة
إجازات 2025.. ماذا تبقى من العام؟مع حلول إجازة عيد الأضحى، يتبقى عدد من العطلات الرسمية في عام 2025، من أبرزها:
رأس السنة الهجرية: الخميس 26 يونيو 2025
ذكرى ثورة 30 يونيو: الإثنين 30 يونيو 2025
ثورة 23 يوليو: الأربعاء 23 يوليو 2025
المولد النبوي الشريف: الخميس 4 سبتمبر 2025
إجازة نصر أكتوبر: الإثنين (تُحدد لاحقًا)
إجازة العيد للقطاعين العام والخاصعادة ما تمنح الحكومة عطلة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في القطاع العام، وتشمل أيضًا العديد من العاملين في القطاع الخاص، خاصة في المؤسسات الكبرى، حيث تُصدر وزارة القوى العاملة بيانًا لتحديد أيام الإجازة الرسمية للعاملين بالقطاع الخاص.
بالرغم من دقة الحسابات الفلكية، فإن الرؤية الشرعية هي المرجع النهائي لتحديد بداية شهر ذو الحجة وموعد عيد الأضحى، حيث تنتظر الدول الإسلامية استطلاع الهلال مساء الثلاثاء 27 مايو لتحديد الموعد الرسمي
وتُعلن دار الإفتاء نتائج الرؤية في بيان رسمي، يتبعه إعلان من مجلس الوزراء حول مواعيد العطلة الرسمية وعدد أيام الإجازة المقررة لكل من القطاع الحكومي والخاص
أطول إجازة رسمية في العامتمثل عطلة عيد الأضحى في يونيو 2025 واحدة من أطول الإجازات الرسمية هذا العام، بما يمنحه من فرصة حقيقية للاستجمام وتخفيف ضغط العمل، كما تفتح المجال لتفعيل أنشطة الترفيه والسياحة والتواصل الاجتماعي والعائلي.