لرمضان رونق خاص بمسجد سيدي عبد الرحيم القناوي
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
لشهر رمضان الكريم عادته الخاصة والأصيلة ومظاهره الاحتفالية المتعددة والضاربة في القدم عند أهل قنا، وبما تتميز به تلك المحافظة عن غيرها من كرم وخلق وحب للعبادة وزيادة التقرب إلي الله في هذا الشهر الفضيل، ناهيك عن أنها أمدت مصر بالكثير من المواهب والعقول النيرة التي أضافت الكثير للمصريين في شتي مجالات الحياة، ومن أهم ما يميز تلك المحافظة هو تراثها الأصيل وعادتها وتقاليدها المميزة خلال شهر رمضان لما فيها من مظاهر الطاعة والجود والكرم وكثير من العادات الأصيلة المرتبطة بشهر رمضان، فلا تكاد تخلو مدينة أو نجع بقنا من تلك المظاهر الفلكلورية الثرية التي تسعد أصحابها خلال شهر رمضان، إلا أن تلك المظاهر تتجلي وتظهر بأحلى عادتها وصورها عند مسجد سيدي عبد الرحيم القناوي الذي يمتلئ عن آخره بعد صلاة المغرب استعداد لصلاة العشاء والتراويح وقراءة القرءان وتجمع الأهل والأحباب وصولا إلي صلاة الفجر، وزيارة المقام وقراءة الفاتحة، لتمتلئ القلوب الخاشعة بالطمأنينة والسكينة وصفاء العبادة خلال شهر الصوم وأيامه الجميلة، ناهيك عن المظاهر المتعددة التي تحيط بالمسجد من حركة البيع والشراء، ووجود المساكين والمحتاجين من حوله حيث تكثر البركات والصدقات والتراحم وزيادة البيع والشراء مع فرحة الزائرين من كل الأعمار الذين قدموا بأزيائهم التقليدية ابتهاجا وفرحة بهذا الجو الرمضاني الرباني بعبقه المميز.
مسجد عبد الرحيم القناوي يعد من أجمل المساجد التاريخية التي أنشئت في عصر الدولة الأيوبية في محافظة قنا بمصر مصر، يتكون المسجد المقام الآن وفقا لموسوعة الويكيبديا من صحن مربع مغطى بسقف به شخشيخة تعلو قبة صغيرة ضحلة، ويحيط بالصحن أربعة إيوانات عميقة متعامدة، وفي الركن الجنوبي الشرقي للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالي يوجد الضريح، وهو عبارة عن غرفة كبيرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على رقبة تقوم على دلايات، وسيدي عبد الرحيم القناوي هو السيد عبد الرحيم بن احمد بن حجون عبد الرحيم القناوي هو عالم دين وتفسير يرجع نسبه ومولده إلى دولة المغرب، وينتهي نسبه إلي الإمام الحسن رضي الله عنه ولد عام 521 هـ / 1127م بمدينة ترغاي بإقليم سبتة بالمغرب وتعلم على يد والده، وحفظ القرآن في الثامنة من عمره، وتوفى أبيه وهو في الثالثة عشر من عمره، وصعد المنبر وخطب بالمسلمين وتعلم الفقه والحديث ببلاد المغرب وهو ابن الرابعة عشر ثم حل محل والده، وأمضى خمس سنوات معتلياً منبر الجامع، يعلم الناس ويعظهم، بأسلوبه الخاص الذي يبكى الروح والعين، قبل أن تناديه مكة فيشد الرحال إليها. خلال موسم الحج العاشر.
التقى القناوي بالشيخ مجد الدين القشيري القادم من مدينة قوص، عاصمة صعيد مصر، ومنارتها في هذا الوقت، منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، فتصادقان، وحاول القشيري أن يقنع عبد الرحيم بأن يستقر في مصر، ووافق عبد الرحيم على الرحيل إلى مصر بصحبة القشيري، الذي كان إماما للمسجد العمري بقوص، وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه، وذلك في عهد الخليفة العاضد لدين الله، آخر خلفاء الدولة الفاطمية. لم يرغب عبد الرحيم البقاء في قوص، وفضل الانتقال لمدينة قنا، تنفيذاً لرؤى عديدة أخذت تلح عليه في الذهاب إليها، والإقامة بها، فقوص ليست في حاجة إليه، فقد كان بها ما يكفى من العلماء والفقهاء الأمر الذي جعله يستقر بقنا ويقضى بها عامين معتكفا، وقد عينه الأمير الأيوبي العزيز بالله شيخاً لمدينة قنا، فعرف منذ حينها بعبد الرحيم القنائى. أما المسجد فقد أنشئه المسجد الأمير إسماعيل ابن محمد الهواري الشهير صومع وهو جد الصوامعه حيث قام ببناء مسجد سيدي عبد الرحيم القناوي في عام 1136م، كما قام الأمير همام ابن يوسف الهواري أمير الصعيد بتوسعته وزيادته، وأوقف عليه اوقافات زادت في مساحته وفرشه، وقد تم إعادة بنائه في عهد الملك فاروق عام 1948م الذي أمر بإزالة المبنى القديم الذي بناه حيث يوجد الضريح داخل المسجد، وأما مولده الشهير فيقام خلال شهر شعبان من كل عام ويستمر لمدة 15 يوم، حيث يتوافد عليه أبناء الصعيد ومن كافة أنحاء الجمهورية، وسط مظاهر دينية احتفالية كبيرة لما يحظي به هذا الولي عند أحبابه ومريديه، وما يحفل به هذا المولد الكبير من مظاهر فلكلورية متعددة تميز تلك المحافظة عن غيرها ومنه علي سبيل الذكر حلقات المديح لأكبر وأشهر المنشدين، وحلقات ذكر ومدح وتجارة واستثمار إذ تتحول المنطقة بأكملها إلى مول تجارى، لكنه بلا حدود أو قيود، فكل المنتجات موجودة وكل الألعاب الترفيهية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رمضان أهل قنا شهر رمضان خلال شهر
إقرأ أيضاً:
محافظ الأقصر يؤكد على حرمة القرآن الكريم ويستجيب لمطالب المصلين بمسجد الحجاجي
أدى المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، شعائر صلاة الجمعة اليوم بمسجد السيد يوسف الحجاجي بمنطقة الكرنك شمال مدينة الأقصر، حيث استمع إلى خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة الشيخ علي صديق، وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، والتي تناولت موضوع "حرمة إثارة الشبهات حول القرآن الكريم".
وأكد وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، في خطبته على أن كتاب الله تعالى هو الحق والصدق المطلق، وأنه لا يوجد فيه أي اختلاف أو تناقض، مشدداً على أهمية طلب العلم الشرعي لرفع الجهل، محذرًا من خطر الأشخاص الذين يمنحهم الله العلم بالقرآن ثم يحرفون معانيه ويستخدمونه لتضليل الناس.
وعقب انتهاء الصلاة، استمع محافظ الأقصر إلى مطالب عدد من المواطنين والأهالي الذين طالبوا بتجديد وصيانة دورات المياه وأماكن الوضوء في المسجد، نظرًا لمكانته الدينية الهامة ولكونه يستقبل أعدادًا كبيرة من المصلين يوميًا وتقام فيه الاحتفالات الدينية.
واستجاب المحافظ على الفور لمطالبهم، حيث وجه جهاز تعمير البحر الأحمر بسرعة تنفيذ أعمال رفع كفاءة وتطوير دورات مياه مسجد السيد يوسف الحجاجي في أقرب وقت ممكن.
شارك في أداء صلاة الجمعة اللواء دكتور هشام الشيمي، السكرتير العام المساعد لمحافظة الأقصر، وحاتم جابر، سكرتير مدينة الأقصر، بالإضافة إلى القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة، وعدد من قيادات مديرية أوقاف الأقصر.