ترامب يظهر من جديد ويهدد الاقتصاد الأوروبي بـ صدمة ثلاثية
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
يشكل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صداعا طويل الأمد للأوروبيين، حيث أنه تعهد بزيادة الرسوم المفروضة على جميع السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي لا يزال يعاني من عواقب أزمة الطاقة ويعارض الواردات الصينية، فقد يتلقى "صدمة ثلاثية" في حال نفذ ترامب وعوده.
شككوا في قدراته وفقا لاستطلاع حديث أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، يتقدم ترامب على الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في 6 من الولايات 7 الأكثر تأرجحا قبل الانتخابات الأمريكية عادة، الكثير من الناخبين غير راضين عن سياسة الهجرة والوضع الاقتصادي للبلاد، بالإضافة إلى ذلك "تتزايد الشكوك حول قدرات بايدن وأهليته لولاية رئاسية جديدة.
"وأشارت الصحيفة إلى أن موقف كلا المرشحين سيء ولكن بايدن في وضع أصعب، فعندما طلب من المشاركين في الاستطلاع اختيار المرشح الأفضل جسديا وعقليا لإدارة البيت الأبيض، أجاب 48% على ترامب و28%.
الطرق القديمة بينما تجري الاستعدادات للمعركة الانتخابية النهائية، حدد ترامب بالفعل خطة عمل لحماية المصالح الاقتصادية الأمريكية، وكما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، يعتزم ترامب إعداد رسوم بنسبة 60% على جميع الواردات الصينية.
وكما كتبت صحيفة "إيكونوميست"، فإن الرئيس الأمريكي السابق الذي شن حربا تجارية ليس فقط مع الصين، ولكن أيضا مع الاتحاد الأوروبي، لن ينسى أوروبا هذه المرة أيضا.
وفقا للمقال، ترامب سيعلن الحاجة إلى فرض رسوم بنسبة 10% على الأقل على جميع السلع من الاتحاد الأوروبي، وسيتخذ إجراءات أكثر صرامة مع مرور الوقت. الاقتصاد في حالة ركود نوايا ترامب غير الودية تسبب قلقا للأوروبيين، فهم لم يتعافوا بعد من عواقب أزمة الطاقة.
ومنذ نهاية عام 2022 بدأ الركود في الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي، بما في ذلك المملكة المتحدة التي توقف النمو فيها تقريبا.
كما يتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط من نمو الإنتاج الصناعي وزيادة الواردات من الصين.
وقال ياروسلاف أوستروفسكي المتخصص في قسم البحوث الاستراتيجية في "توتال ريسيرش": "تعرض الواردات الصينية الرخيصة المنتجين المحليين الأوروبيين للخطر، مما يجعلهم غير قادرين على المنافسة ويجبرهم على خفض عدد الموظفين.
من ناحية أخرى، يستفيد المستهلكون الأوروبيون من انخفاض أسعار السلع الأساسية، مما يساهم بشكل غير مباشر في خفض التضخم".
عواقب وخيمة لا يزال ترامب يرى أن التعامل مع الاتحاد الأوروبي أكثر صعوبة من التعامل مع أي جهة أخرى، ويعتقد الرئيس السابق أن الاتحاد الأوروبي استخدم الولايات المتحدة منذ فترة طويلة لمصالحه الخاصة في مجال التجارة.
وقال يفغيني شاتوف، من شركة "كابيتال لاب": "لأكثر من ثلاث سنوات، تجاوز العجز التجاري الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي 200 مليار دولار.
لذلك فإن وصول ترامب إلى السلطة سيعيد "تهديدات الرسوم المضافة" إلى الواجهة، وذلك سيجلب لواشنطن مليارات الدولارات من العائدات، والتي ستوفر فرصة لخفض الضرائب على المنتجين المحليين".
إذا عاد ترامب إلى طرقه القديمة، فإن وضع جميع الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة سيتعرض للخطر وسيؤثر بشكل مباشر على 20 من دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 التي لديها ميزان تجاري إيجابي مع شركاء في الخارج
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يقترح تخفيفا إضافيا للعقوبات عن سوريا
أفادت وكالة الأنباء رويترز بأن الاتحاد الأوروبي اقترح تخفيفا إضافيا للعقوبات عن سوريا.
ويشار الي ان ترامب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلنه من السعودية الثلاثاء، بشأن رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، فاجأ الأوساط السياسية في المنطقة وداخل إدارته على حد سواء.
فبحسب ما أوردته وكالة "رويترز"، شكّل هذا القرار تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، البلد الذي يعاني منذ أكثر من 13 عامًا من حرب مدمرة، ولم تسبقه أي خطوات تنسيقية داخلية.
وأكد أربعة مسؤولين أمريكيين أن كبار العاملين في وزارتي الخارجية والخزانة وجدوا أنفسهم في حالة ارتباك، إذ لم تُصدر أي مذكرات أو توجيهات رسمية تسبق إعلان ترامب أو تمهّد له، ما دفعهم إلى التحرك بشكل عاجل لفهم تبعات القرار وتنفيذه على أرض الواقع، خاصة في ظل أن بعض هذه العقوبات يعود إلى عقود طويلة مضت.
الارتباك ازداد بعد أن التقى ترامب، يوم الأربعاء، بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في السعودية، دون أن تكون هناك مؤشرات سابقة على هذا التوجه.
وقال مسؤولون إن تلك الخطوة الدراماتيكية أربكت حتى من يتولون تنفيذ السياسات المتبعة حاليًا، حيث لم يكونوا مستعدين للتعامل مع قرار رفع شامل للعقوبات، ولم يعرفوا أي الحزم ستُرفع ومتى ستبدأ العملية.
وأوضح مسؤول كبير أن البيت الأبيض لم يخطط أو يبلغ الجهات المعنية في الوزارات المختصة بما يعتزم الرئيس إعلانه، ما جعل كل المعنيين يحاولون استكشاف السبل الفنية والقانونية الممكنة لتنفيذ القرار في غياب التوجيه الرسمي.
وكانت وزارتي الخارجية والخزانة قد أعدّتا في وقت سابق سيناريوهات واحتمالات لرفع العقوبات، تحسبًا لاحتمال اتخاذ قرار مماثل مستقبلاً، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد نهاية العام الماضي. ومع ذلك، ظل النقاش قائمًا داخل البيت الأبيض وبين قيادات الأمن القومي وبعض المشرعين حول مدى ملاءمة هذه الخطوة، خصوصًا بسبب خلفية الرئيس الشرع وعلاقاته السابقة بتنظيم القاعدة، وهو ما أثار الجدل حول مدى استعداد واشنطن لمنح دمشق فرصة إعادة دمجها في النظام الدولي.
وكانت الهيئة التي كان يقودها الشرع قد أعلنت فك ارتباطها بالتنظيم عام 2016، وهو ما اعتُبر آنذاك خطوة نحو الاعتدال السياسي، إلا أن الشكوك ظلت قائمة داخل أروقة الإدارة الأمريكية.
وبحسب مسؤول في البيت الأبيض تحدّث إلى "رويترز"، فإن كلًا من تركيا والسعودية ضغطتا على ترامب لرفع العقوبات ولقاء الرئيس السوري الجديد.
وأوضح أن ترامب علل قراره بأن سوريا "تستحق فرصة لبناء مستقبل أفضل"، وهو ما أثار موجة من ردود الفعل داخل الإدارة وخارجها، بين من رأى في القرار مبادرة لإعادة الاستقرار، ومن اعتبره خطوة غير محسوبة المخاطر قد تقوّض أدوات الضغط الأمريكية التقليدية.