مفاجأة.. لماذا طالب خبير أثري باسترداد مخطوط التوراة السينائية؟
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
طالب عالم الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان باسترداد التوراة السينائية والتي تعد أقدم نسخة توراة فى العالم من المتحف البريطانى وجامعة ليبزج بألمانيا، وعودة العهدة النبوية من تركيا، إذ أشار إلى أنه قد طالب رسميًا باستردادهما منذ عام 2012.
توراة يونانية
وأوضح الدكتور ريحان أن مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم كودكس سيناتيكوس هى نسخة خطية غير التامة من التوراة اليونانية، كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها الإمبراطور جستنيان إلى دير طور سيناء حين بنائه للدير عام 560م، والذي تحول اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد جبال سيناء والذى عرف باسمها.
واكتشف هذا المخطوط فبدير سانت كاترين تشيندروف (الروسي الجنسية وفي بعض المراجع الألماني الجنسية)، عند زيارته للدير عدة مرات آخرها عام 1859 أخذ أوراقًا عديدة من المخطوط إلى جامعة ليبزج بألمانيا، وقدم المخطوط إلى الإسكندر الثاني قيصر روسيا، وحفظت بمدينة سان بطرسبورج حيث أعيد نسخها وأرسلت نسخة إلى دير سانت كاترين، وفي عام 1933 باعتها الحكومة الروسية للمتحف البريطاني بمبلغ 100 ألف جنيه إسترليني.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن تشيندروف جاء إلى دير سانت كاترين وطلب أن يستعير هذا المخطوط السينائي لحساب إمبراطور روسيا على أن يعيدها، وبالفعل استعارها بصك كتابي موجود بمتحف الدير إلا أنه لم يعد منها شيئًا للدير، وفي عام 1933 اشتراها المتحف البريطاني ولا تزال معروضة به حتى يومنا هذا.
قانون حماية المخطوطات
ويوجد خطاب تعهد من قنسطنطين تشيندروف بإعادة هذا المخطوط السينائي إلى دير طور سيناء بتاريخ 16، و28 سبتمبر 1859م معروض بقاعة العرض المتحفي داخل الدير، وكذلك قرار مجمع آباء دير طور سيناء المقدس بنفس التاريخ بشأن الإعارة المؤقتة للمخطوط السينائي بعد تقديم خطاب ضمان من أ. لوبانوف وخطاب تعهد من قنسطنطين تشيندروف بإعادة المخطوط.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن هذا المخطوط خاضع للقانون رقم 8 لسنة 2009 الخاص بحماية المخطوطات، ونص المادة الأولى من هذا القانون: يعد مخطوطًا في تطبيق أحكام هذا القانون كل ما دّون بخط اليد قبل عصر الطباعة أيًا كانت هيئته متى كان يشكل إبداعًا فكريًا أو فنيًا أيًا كان نوعه وكذلك كل أصل لكتاب لم يتم نشره أو نسخة نادرة من كتاب نفدت طباعته إذا كان له من القيمة الفكرية أو الفنية ما ترى الهيئة (الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية) أن في حمايته مصلحة قومية وأعلنت ذوي الشأن به".
وتابع: أما المخطوط الثانى فهو يعود للعهدة النبوية التى كتبت فى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام بخط على بن أبى طالب رضى الله عنه طبقاً لتعاليم الإسلام السمحة، وقد أرسل الرسول الكريم رسلًا إلى المقوقس فى مصر، ومن الطبيعى أن مندوب النبى إلى مصر ياتى عن طريق سيناء حيث قابله الرهبان فى الطريق وطالبوا بعهد نبوى لحمايتهم وحماية مقدساتهم، وبالفعل جاء هذا العهد لأهل الكتاب عامة يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وبيعهم (كنائسهم) يعرف بالعهدة النبوية محفوظة صورة منه بدير سانت كاترين بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية، وبالتالى فإن النسخة الأصلية موجودة بتركيا وخرجت بشكل غير شرعى ويحق لمصر المطالبة باستردادها.
وثيقة نادرة
ويضيف ريحان أن هذه الوثيقة هى أول وثيقة تضع نظاما لحرية الإدارة الكنسية بكل أنواعها سواء فى الأسقفية أو الكاتدرائية أو المطرانية الخاصة بالأديرة أو حتى المتعبد داخل صومعته، وحددت ذلك بوضوح (لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته) كما وضعت أسسا لحماية المقدسات المسيحية والمساعدة فى ترميمها بمنع التعدى على المقدسات المسيحية ولو تهدمت هذه المقدسات نتيجة عوامل أخرى يحظر على المسلم استخدام أحجارها فى بناء المساجد ومنازل المسلمين، مما يعنى تركها لإعادة استخدامها فى أعمال الترميم (ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شىء من بناء كنائسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين). وقد أشارت العهدة لسبب ذلك فى جملة أخرى (ويعاونون على مرمة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم)، وهذا ما تقوم به وزارة السياحة والآثار حاليًا من ترميم الأديرة والكنائس والمعابد اليهودية شأنها شأن المساجد والآثار الإسلامية وكل آثار مصر منذ عصور ما قبل التاريخ، وبذلك وضعت أسس لمبادىء الترميم وهى استخدام نفس الأحجار المتساقطة ونفس الخامات والمواد
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التوراة الامبراطور قسطنطين دیر سانت کاترین إلى دیر مخطوط ا
إقرأ أيضاً:
إب.. قيادات حوثية تعبث بالتراث وتحوّل متحفًا أثريًا إلى مقر أمني
قالت مصادر محلية في محافظة إب، إن قيادات بارزة في مليشيا الحوثي الإرهابية قامت بتأجير مبنى متحف محافظة إب لأحد المقاولين بذريعة تراكم مستحقات مالية تعود لسنوات، ثم خصصت جزءًا من المبنى لاستخدامه كموقع أمني تابع للمليشيا، في خطوة أثارت انتقادات واسعة من أوساط ثقافية ومحلية.
وأوضح العاملون في قطاع الآثار أن المتحف — الذي يعد أحد أبرز المعالم التاريخية في مدينة إب القديمة — لم يتم فتحه للجمهور منذ فترة طويلة، وأن القطع الأثرية التي كان يحتضنها جرى نقلها إلى مخازن مخصصة في مركز ثقافي، في ظل غياب خطط فعلية للحفاظ عليها أو عرضها.
وأضافت المصادر أن استحداث موقع أمني داخل المتحف بعد تحويل غرفتين من المبنى لهذا الغرض يجعل من إعادة افتتاح المتحف الحالي أمرًا بالغ الصعوبة، مشيرة إلى أن محاولات الجهات المختصة لإخلاء المكان قوبلت بالرفض من قيادات في المليشيا لسنوات.
وتشهد محافظة إب — التي تحظى بتراث تاريخي غني يعود لعهود قديمة من الحضارة اليمنية — موجة متصاعدة من الاعتداءات على المواقع الأثرية، حيث تتعرض عشرات المواقع لأعمال نبش وعشوائي وتجريف، غالبًا تحت أنظار المليشيا أو بدعم ضمن شبكات محلية مرتبطة بها، في ما يرَى مختصون أنه حملة ممنهجة لطمس الهوية التاريخية والتراث الثقافي للمحافظة.
وقد أثارت هذه الإجراءات غضب المراقبين الذين يعتبرون أن تحويل مبنى أثري مهم إلى مواقع أمنية واستخدامه لأغراض غير ثقافية يمثل تدهورًا خطيرًا في أوضاع حماية التراث، ويزيد من مخاطر ضياع مواقع وآثار تاريخية نادرة في ظل غياب إجراءات حماية واضحة من الجهات المسيطرة.